قصة محمود درويش وريتا كما سنتعرف على قصيدة محمود درويش عن ريتا ومن هي ريتا حبيبة محمود درويش اقتباسات محمود درويش عن ريتا في هذه السطور التالية.
محتويات المقال
قصة محمود درويش وريتا
محمود درويش و”ريتا” هي حكاية حب حقيقية امتزجت بالشعر والألم، وتعتبر من أكثر القصص تأثيرًا في حياة درويش وشعره. “ريتا” لم تكن مجرد شخصية رمزية، بل كانت فتاة يهودية تعرف عليها درويش في شبابه بمدينة حيفا. بدأ بينهما حب قوي، لكن هذا الحب كان معقدًا ومشحونًا بتوترات سياسية وثقافية نتيجة للاحتلال والصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
كانت “ريتا” في الواقع تُدعى “تمار بن عامي”، وهي راقصة إسرائيلية تعرفت على درويش في سنوات شبابهما. وتقول بعض المصادر إن قصة حبهما بدأت عندما كان محمود شابًا صغيرًا قبل أن يغادر إلى المنفى. كانت علاقتهما علاقة حميمة قائمة على المشاعر الصادقة، إلا أن هذا الحب كان مهددًا ومحكومًا بالفشل بسبب الفوارق السياسية الكبيرة، حيث كانت ريتا تنتمي إلى مجتمع يمثل الاحتلال، بينما كان درويش يعيش مأساة بلاده ومعاناة شعبه.
لم يكن محمود درويش يستطيع إكمال علاقته بريتا، حيث مثلت “البندقية” حاجزًا فاصلاً بينهما، وأصبحت هذه “البندقية” رمزًا لصعوبة استمرار حبهما. وتظهر ريتا في العديد من قصائده، حيث كانت مصدر إلهام له في التعبير عن مشاعر الحزن والألم الناجم عن فراقه لها.
قصيدة محمود درويش عن ريتا
القصيدة الشهيرة التي كتبها محمود درويش عن “ريتا” هي “بين ريتا وعيوني بندقية”، وهي من قصائده التي تعبر عن الحب المستحيل، الذي واجه عراقيل بسبب الصراع السياسي والاحتلال. في هذه القصيدة، يصف درويش مشاعر الحب والعشق التي جمعته بريتا، ولكنه يشير إلى أن الاحتلال والبندقية فصلت بينهما وجعلت هذا الحب مستحيلاً.
مقتطف من القصيدة:
بين ريتا وعيوني .. بندقية
والذي يعرف ريتا، ينحني، ويصلي
لإله في العيون العسلية
وأنا قبلتُ ريتا عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت بي
وغطت ساعدي أحلى ضفيرة
وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفور غديره
آه .. ريتا
بيننا مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها .. بندقية
في هذه الأبيات، يستعيد درويش ذكرى حبه القديم لـ”ريتا” التي كانت مصدر جمال وسحر خاص بالنسبة له، لكنه يوضح أن العوائق السياسية (التي تمثلها “البندقية”) حالت دون استمرار علاقتهما.
من هي ريتا حبيبة محمود درويش
“ريتا” هي الاسم الرمزي الذي استخدمه الشاعر الفلسطيني محمود درويش للتعبير عن حبه الأول لفتاة يهودية تدعى تمار بن عامي. تمار كانت راقصة إسرائيلية، ويُقال إنها التقت درويش في فترة شبابه في حيفا، حينما كان كلاهما مراهقين. بدأ بينهما قصة حب عميقة ومليئة بالمشاعر، لكنها كانت معقدة ومستحيلة في ظل الصراع السياسي والاجتماعي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
كانت قصة الحب بين درويش و”ريتا” بمثابة مواجهة بين الحب والسياسة، إذ لم يكن بالإمكان استمرار العلاقة بسبب الظروف التي فرضها الاحتلال. وقد جعلت هذه القصة درويش يعبر عن مشاعر الفراق والحزن العميقين، وألهمته كتابة قصائد عديدة، من أشهرها “بين ريتا وعيوني بندقية”، حيث وصف كيف أن “البندقية” وقفت كحاجز كبير بينهما ومنعت هذا الحب من الاستمرار.
رمزية “ريتا” في شعر درويش:
رمز الحب المستحيل: “ريتا” تمثل الحب الذي لا يمكن تحقيقه، وتعبّر عن الحنين إلى زمن الحب البريء الذي انكسر تحت وطأة الاحتلال.
التناقض بين الحب والصراع: من خلال شخصية “ريتا”، عبّر درويش عن مشاعر الحزن التي عاشها الفلسطينيون، حيث أصبحت حياة الفلسطينيين مليئة بالفراق والألم بسبب الاحتلال.
الخلاصة: تمثل “ريتا” في حياة محمود درويش حكاية حب شخصية تحولت إلى رمز يعبر عن قسوة الصراع الذي يفرق بين الناس، حتى بين أولئك الذين يجمعهم الحب.
لماذا سُجن محمود درويش؟
سُجن محمود درويش عدة مرات بسبب مواقفه الوطنية ونشاطه السياسي كفلسطيني داخل الأراضي المحتلة. ولد درويش في قرية البروة في الجليل، وعاش كغيره من الفلسطينيين تحت الحكم العسكري الإسرائيلي بعد النكبة. أصبح درويش صوتًا للشعب الفلسطيني من خلال شعره وأدبه، الذي عبّر فيه عن معاناتهم وعن رفضه للاحتلال.
في فترة الستينيات، كان درويش عضوًا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي (راكاح)، وكان يكتب قصائد قوية ترفض الاحتلال وتعبر عن مقاومة الشعب الفلسطيني وتمسكه بهويته وأرضه، مما أثار قلق السلطات الإسرائيلية. كانت قصائده تُعتبر تهديدًا سياسيًا لأنها تلهم الشعب وتدعو إلى الصمود والمقاومة، فاعتبرتها إسرائيل نوعًا من التحريض.
ومن أبرز التهم التي وُجّهت إليه والتي كانت سببًا في اعتقاله المتكرر:
التحريض من خلال الشعر: قصائده كانت تحمل معاني الصمود والتمسك بالأرض، مثل قصيدة “سجّل أنا عربي” التي أصبحت شعارًا للفلسطينيين للتعبير عن هويتهم القومية.
التحركات والتنقلات بدون تصريح: كان درويش يتحرك في بعض الأحيان بدون تصاريح، حيث كان تنقل الفلسطينيين داخل إسرائيل محدودًا ويحتاج إلى تصاريح من السلطات الإسرائيلية.
الانتماء الفكري والسياسي: انخراطه في الحزب الشيوعي ونشاطاته السياسية اعتبرتها السلطات خطرًا على سيطرتها، مما أدى إلى مراقبته واعتقاله أكثر من مرة.
استمر درويش في كتابة الشعر وإلقائه بالرغم من الاعتقالات، واستطاع أن يصبح رمزًا من رموز الأدب المقاوم، مستخدمًا كلماته لمواجهة الظلم والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، مما جعله أيقونة ثقافية للشعب الفلسطيني والعربي بشكل عام.