قصة معركة حنين

كتابة سالي - تاريخ الكتابة: 6 سبتمبر, 2018 7:23
قصة معركة حنين

قصة معركة حنين سوف نقدم لكم متابعينا الاعزاء قصة معركة حنين بكل تفاصيلها واحداثها الشيقة تابعونا فى السطور التالية.
غزوة حنين هي غزوة وقعت في العاشر من شوال في السّنة الثامنة للهجرة بين المسلمين وقبيلتي هوازن وثقيف في وادي يسمّى حنين بين مدينة مكّة والطائف. كان قائد المعركة وسببها رجل يسمّى مالك بن عوف النّصري من قبيلة هوازن وقد سيّر جيشه حتى وصل بالقرب من مكة، وعندما وصلت الأخبار للمسلمين وجّه المسلمون جيشًا كبيرًا وكان يضم الكثير ممّن أسلموا بعد فتح مكّة وقد أعجبت كثرة الجيش وعدّته وعتاده المسلمين ووصلوا بثقتهم بالجيش إلى حد الغرور وقد قال بعض المسلمين لن نغلب اليوم من قلّة. إن غزوة حنين هي من الأحداث التي تلت صلح الحديبية، وغزوة خيبر، وغزوة مؤتة، وفتح مكة، وقد جرت هذه الغزوة في فترة إزدهار وانتشار الإسلام في داخل الجزيرة العربية وخارجها، حيث كان صلح الحديبية هو السبب في هذا الإزدهار والانتشار لهذا الدين، فقد تفرغ الرسول خلال مدة هذا الصلح إلى الدعوة ومراسلة الملوك في داخل الجزيرة العربية وخارجها. وقعت غزوة حنين بالتحديد في شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة، وقد بدأت القصة بعد فتح مكة المكرمة، واستسلام العديد من القبائل في الجزيرة العربية، وتسليمها بالأمر الواقع، إلا بعض القبائل القوية مثل: هوازن وثقيف ونصر وجشم، وقبائل سعد بن بكر، فما رضيت هذه القبائل بالإستسلام والخضوع، فتحالف من تحالف معها، وقررت إعلان الحرب على المسلمين، وكان قائدهم في هذه الحرب هو مالك بن عوف النصري، وهو شاب في الثلاثين من عمره.

متى كانت غزوة حنين ؟ و ما هي تفاصيلها ؟

ما إن فتح الله على يد رسوله الكريم محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) مكة ، و هو بعدُ لم يمكُث فيها إلا خمسة عشر يوماً حتى بلغه أن هوازن 1 و ثقيف قد جمعت بحُنين جمعاً كثيراً و رئيسهم مالك بن عوف النصري يريدون مقاتلة المسلمين ، فعزم النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) على الخروج إليهم ، فخرج إليهم في يوم الأحد 2 النصف من شهر شوال 2 عام الفتح أي العام الثامن بعد الهجرة .

لماذا سميت هذه الغزوة بحنين ؟

أما سبب تسمية هذه الغزوة بغزوة حنين فيعود إلى أن الكثير من الغزوات و الحروب سميت بأسماء الأمكنة و البقاع التي دارت عليها المعارك و الحروب ، و منها هذه الغزوة ، و حنين وادٍ إلى جنب ذي المجاز ، كما ذكره الطبري دارت عليها رحى الحرب في هذه الغزوة .
استعدّ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) لهذه الغزوة ، فأخذ من صفوان بن أمية مائة درع ، و قال عارية مضمونة ، و خرج في جيش عظيم قوامه اثنا عشر ألفاً ، عشرة آلاف من أصحابه الذين فتح بهم مكة ، و ألفان من أهل مكة ممن أسلم طوعاً أو كرهاً .
أما بعض المسلمين فقد أخذه العُجب لماّ رأى هذا الجيش العظيم ، فأعجبت المسلمين كثرتهم ، و قال بعضهم : ما نؤتي من قلة ، فكَرِه رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ذلك من قولهم 4 ، و إلى هذا يُشير الله عَزَّ و جَلَّ في قوله : ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴾ .

كيف بدأ القتال و كيف انتهى ؟

كانت هوازن قد كَمِنت في الوادي و استقرت فيه قبل طلوع الفجر ، و استعدت بما لديها من القوة و العتاد لمفاجأة المسلمين و مواجهتهم على حين غفلة و من حيث لا يتوقعون .
أما النبي فقد ركب بغلته البيضاء التي يقال لها دلدل و استعد لقتال المشركين ، و انحدر المسلمون نحو وادي حنين ، فخرجت هوازن و ثقيف من مخابئها وأحاطوا بالمسلمين دفعة واحدة و هم يرمونهم بالسهام ويرشقونهم بالحجارة و يحملون عليهم من جميع الجهات ، فكان يوماً عظيم الخطب ، و انهزم المسلمون عن رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) ، فلم يبق مع الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) إلا نفر من المهاجرين و الأنصار و أهل بيته 7 ، حتى بقي في عشرة من بني هاشم ، و قيل تسعة ، منهم علي بن أبي طالب ، و العباس بن عبد المطلب .
و أبدى بعض قريش ـ رغم كونهم في جيش المسلمين ـ ما كان في نفسه ، فقال أبو سفيان : لا تنتهي والله هزيمتهم دون البحر ، و قال كلدة بن حنبل : اليوم بطل السحر ، و قال شيبة بن عثمان : اليوم أقتل محمداً ، و قصد النبيَ ليقتله ، فأخذ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) الحربة منه فأشعرها فؤاده .
و فرّ المسلمون و ظهرت بوادر الهزيمة ، إلا أن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) قال للعباس : صِح يا للأنصار ، و صِح يا أهل بيعة الرضوان ، و صِح يا أصحاب سورة البقرة ، يا أصحاب السمرة .
و كان النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) ينادي : ” أين ! أيها الناس هلمّ إليّ أنا رسول الله ، أنا محمد بن عبد الله ” .
و كان ( صلَّى الله عليه و آله ) ينادي المسلمين و يقول : ” يا أنصار الله و أنصار رسوله ، أنا عبد الله و رسوله ” .
و هكذا تمكّن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) من بثّ روح الجهاد في نفوس المسلمين من جديد ، و قد كان أصابهم الخوف و الذعر و أوشكوا على الفرار الكامل و تسجيل الهزيمة النكراء ، فاجتمع المسلمون ثانية و هجموا هجمة واحدة على المشركين ، ومضى علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) إلى صاحب راية هوازن فقتله ، و بعد مقتله كانت الهزيمة للمشركين .
و هكذا كتب الله النصر لرسوله الكريم و نصرهم بجنود من الملائكة ، و إلى هذا النصر يشير القرآن الكريم : ﴿ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ ﴾ .

عدد القتلى و الشهداء

قتل من هوازن في ذلك اليوم خلق عظيم ، و قتل دريد بن الصمة فأعظم الناس ذلك ، فقال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : ” إلى النار و بئس المصير ، إمام من أئمة الكفر ، إن لم يُعِنْ بيده فإنه أعان برأيه ” .
و استشهد في ذلك اليوم من المسلمين أربعة 10 نفر هم :
1. أيمن بن عبيد 11 ، من بني هاشم .
2. يزيد بن زمعة بن الأسود ، من بني أسد .
3. سراقة بن الحارث بن عدي ، من الأنصار .
4. أبو عامر الأشعري ، من الأشعريين .
و سبى المسلمون من المشركين في ذلك اليوم سبايا كثيرة ، بلغت عدّتهم ألف فارس ، و بلغت الغنائم أثنى عشر ألف ناقة سوى الأسلاب
ثم جمعت إلى رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) سبايا حنين و أموالها ، و كان على المغانم مسعود بن عمرو القاري ، فأمر النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بالسبايا و الأموال إلى الجعرانة فحُبست بها 12 ، ثم توجّه ( صلَّى الله عليه و آله ) إلى الطائف .
و بعدما رجع النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) من غزوة الطائف ، نزل بالجعرانة فقَدِمت عليه وفود هوازن و قد أسلموا ، ثم أعتنق أبناؤهم و نساؤهم الإسلام كلهم 13 .
ثم أهلّ النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بالعمرة من الجُعرانة ، و ذلك في ذي القعدة



736 Views