قصص اطفال

كتابة منيره القيسي - تاريخ الكتابة: 17 مارس, 2019 10:51
قصص اطفال

قصص اطفال سوف نطرح لكم فى هذا المقال مجموعة من اروع قصص الاطفال المميزة والمحببة لدى جميع الاطفال .

الذئب والكلاب


كانتِ الأغنامُ، تسومُ في المرعى، في امان ،لا تخاف من الذئاب،
إذْ كان يحرسها، ثلاثةٌ من الكلاب..‏
وكان الراعي الطيِّب، يجلس في ظلّ ظليل، تحت شجرةٍ ، يعزف ألحاناً شجيّةً، تهفو لها الأغصان، وتهيمُ بها الأنسام..‏
وفي هذه الأثناء، كان ذئبٌ محتال، يرصدُ الأغنامَ خلسة”، ويلتفت إلى الكلاب، فلا يجرؤ على الاقتراب..‏
وفجأة..‏
أبصرَ الكلابَ تقتتل، وقد انشغل بعضها ببعض..‏
ضحك الذئبُ مسروراً، وقال في نفسه:‏
الآن أمكنَتْني الفرصة!‏
واقترب الذئبُ من القطيع، فشاهد نعجة قاصية، فوثبَ عليها سريعاً، وأنشبَ أنيابه فيها..‏
أخذتِ النعجةُ، تثغو وتستغيث..‏
سمع الكلابُ، الثغاءَ الأليم، فكفّوا عن القتال، وتركوا الخصامَ والخلاف، وانطلقوا جميعاً إلى الذئب، وحينما رآهم مقبلين، طار فؤاده ذعراً، فأفلَتَ النعجة، وانسلَّ هارباً، لا يلوي على شيء..

الطفلة اليتيمة


اقترب عيد الأم وكانت سمر الطفلة الجميلة سعيدة جدا ، وتريد شراء هدية عيد الأم لأمها ، فكانت تتحدث دوما عن الهديه التي سوف تشتريها لامها وجدتها مع الجميع وكل الجيران والأقارب وحتى الأصدقاء وفي أحد الايام ، جاءت لزيارتهم قريبتهم من بعيد ومعها طفلة صغيرة ، جلسجلست المرأة مع الجدة والأم ودخلت الطفلة مع سمر تلعبان بالالعاب الكثيرة .
وبعد قليل خرجت الطفلة وهي تبكي بشدة ، وتقول أريد الرحيل من المنزل ، فتعج الجميع فماذا حدث فتساءلت الجدة  ووجهت كلامها الي الطفلة،  ماذا حدثلتها ، ماذا فعلت يا صغيرتي ، لم ترد بل اخذت تبكي اكثر وهي تردد اريد الذهاب ورحلت الطفلة مع المرأة.
وهنا نادت الأم على سمر الصغيرة ، وسألتها  عما حدث لما الطفلة كانت تبكي بحرقة ، قالت سمر لم افعل لها شيء،ولكنها اخذت تبكي لوحدها ، عندما شاهدت هدية عيد الأم التي احضرتها لأمي فأنا لم أفعل شيء يا أمي أبدا اقسم لك ، نظرت لها الأم بحزن قائلة ، يجب أن تتعلمي ألا تتحدثي كثيرا يا سمر أمام الجميع وتراعي مشاعر الأخرين ، لان تلك الطفلة يتيمة ولقد ماتت أمها ، وليس عندها أم لتجلب لها هدية .
شعرت سمر بالحزن على الفتاة ،وندمت  بشدة لأنها تكلمت كثيرا عن هدية عيد الأم أمام الفتاة فأخذت تبكي ، وهنا أقتربت الجدة من حفيدتها قائلة : تعالي يا سمر سوف أحكي لك قصة فلا تبكين يا صغيرتي ولكن تعلمي ألا تتكلمين كثيرن وراعي مشاعر الأخلرين .
احتضنت الطفلة جدتها قائلة ، لم أكن أعرف يا جدتي ، ردت الجدة : أعرف يا صغيرتي لذلك تعلمي ألا تتكلمي كثيرا حتى لا تحرجين أحد هيا أجلسي وأستمعي للقصة ، يحكي أن في يوم من الايام طلبت طفلة صغيرة من امها  أن تصنع لها  شال من الصوف جميل ، حتي يحميها من البرد الشديد وتدفئ جسمها الصغير فامها ماهرة في حياكة الاشياء من الصوف .
وعدت الأم  الطفلة أن تصنغ لها الشال الصغير ، وسوف تسهر الليل كله  ، حتي تنتهي من عمله لها، وهكذا بدأت الام تجلس تنسج بإبرتها الشال الجميل الملون بالاحمر والازرق ،  لابنتها  بينما كانت ابنتها في غرفتها يستذكر دروسها باهتمام ونشاط وفرح شديد  .
وفي ذلك اليوم اتت صديقة الطفلة لتذاكر معها فقالت الطفلة لصديقتها  : لماذا لا تجعلن والدتك تنسج لك شال جميل  يحميك من برد الشتاء  مثلي ، سوف تصنع لي امي اجمل شال وسوف اذهب بيه غدا للمدرسة لاغيظ الجميع واخذت تضحك ، وهنا خفضت الصغيرة رأسها في حزن وهي تقول : لقد ماتت امي منذ عدة اشهر .
شعرت  الطفلة الصغيرة بالخجل الشديد والحزن ،  لأنها اكتشفت انها لا تعرف هذا الامر عن صديقنها بالمدرسة ، وحاولت ان تغير الحديث حتي لا تحزن صديقها اكثر من ذلك، وهكذا عادت الصديقتان للمذاكرة ، وسمعت الام الحديث الذي دار بين الصغيرين  ، وهي تصنع الشال .
بعد مرور عدة ايام بينما كانت الطفلة تجلس مع صديقتها في الغرفة تذاكران  ، دخلت الام عليهما وعلي شفتيها ابتسامة رائعة، وتحدثت لطفلتها قائلة : إن لدي لك مفاجأة رائعة، لقد انتهيت للتو من عمل الشال الجميل ، واخرجت الشال الملون من خلف ظهرها، فاحتضنتها ابنتها في سعادة شديدة قائلة اشكرك كثيراً يا امي  لقد تعبت وسهرت لإنهاء الشال .
ثم التفتت الام واقتربت من صديقة ابنتها قائلة في حنان : أما انت ييا صغيرتي فشالك  اجمل بكثير ، ارتسمت علي وجه الطفلة السعادة وعلامات الدهشة والتعجب قائلة اي شال وهنا اخرجت الام من خلف ظهرها  شال جميل وملون ايضا ، واعطته لها وهي تقول : بالطبع يا صغيرتي هذا شالك ، فأنت مثل ابنتي تماما  ، وطبعت علي خده قبلة حانية .
سالت الدموع من عيني الطفلة اليتيمة  وهي تشكر ام صديقتها قائلة  : شكرا لك ،  ربتت الام علي كتفها في حنان : وهي تقول ان احتجت لاي شيء انا موجودة  يا حبيبتي واعتبريني كأمك ثم غادرت الأم الغرفة وهي تشعر بالسعادة حيث ادخلت السرور علي قلب الطفلة اليتيمة .
انهت الجدة القصة ونظرت الى عيون سمر التي كانت حزينة جدا على فعلتها فلقد جعلت الطفلة منذ قليل تبكي وتتذكر امها وتعلمت ان تراعي مشاعر الأخرين ولا تتحدث كثيرا وهي لا تعرف ظروف من امامها ، وطلبت من امها ان تتصل بالطفلة الصغيرة واعتذرت لها .

الديك والفجر


استيقظ حمدانُ باكراً، فأمسكَ ديكَهُ الأحمر، وربط ساقيه جيداً، ثم
ألقاهُ في السلّة، ومضى إلى المدينة..‏
وقف حمدان، في سوق المدينة، والديكُ أمامه في السلَّة، ينتظر مَنْ يشتريه.. وكلّما مرَّ به رجلٌ، فحصَ الديكَ بناظريه، وجسّهُ بيديهِ، ثم يساومُ في الثمن، فلا يتفقُ مع حمدان، وينصرف مبتعداً..‏
قال الديك في نفسه:‏
-إذاً ستبيعني يا حمدان:‏
وتململَ في السلّة، يحاولُ الخروجَ، فلم يقدر..‏
قال غاضباً..‏
-كيف يمدحون المدينةَ ولم أجدْ فيها إلاّ الأسر؟!‏
وتذكّرَ القريةَ والحرية، فقال:‏
-لن يصبرَ أهلُ قريتي على فراقي، فأنا أُوقظهم كلّ صباح، و..‏
أقبل رجلٌ من قرية حمدان، فسلّم عليه، وقال:‏
-ماذا تعمل هنا؟‏
-أريدُ أنْ أبيعَ هذا الديك .‏
-أنا أشتريه.‏
اشترى الرجلُ، ديكَ حمدان، وعاد به إلى القرية..‏
قال الديك مسروراً:‏
-كنتُ أعرفُ أنّ القريةَ سترجعني، لأُطلعَ لها الفجر. وحينما دخل الرجلُ القريةَ، دهشَ الديكُ عجباً..‏
لقد استيقظ الناسُ، وطلعَ الفجر!‏
سأل الديك دجاجةً في الطريق:‏
-كيف طلعَ الفجرُ، في هذا اليوم؟!‏
-كما يطلعُ كلّ يوم‏
-ولكنني كنتُ غائباً عنِ القرية!‏
-في القرية مئاتُ الديوكِ غيرك .‏
قال الديك خجلاً:‏
-كنتُ أعتقدُ انّهُ لا يوجدُ غيري‏
قالتِ الدجاجة:‏
– هكذا يعتقد كلّ مغرور .‏
وفي آخر الليل، خرج ديكُ حمدان، وأصغى منصتاً فسمع صياحَ الديوكِ، يتعالى من كلّ الأرجاء، فصفّقَ بجناحيهِ، ومدّ عنقه، وصاح عالياً، فاتّحدَ صوتُهُ بأصوات الديوك.. وبزغ الفجرُ الجميل..
توتة توتةخلصت الحدوتة

جحا والحمار


كان يا ماكان في سالف العصر والأوان، كان جحا متّجهاً إلى السوق وهو يركب حماراً صغير الحجم، وكان ابنه يسير إلى جنبه ممسكاً بلجام الحمار ويتبادل الحديث مع أبيه.
وبعد فترة من المسير، مرّوا بمجموعة من الناس يقفون على قارعة الطّريق. وما إن رأوهم حتّى بدؤوا بتقريع جحا ولومه على أنّه يركب على الحمار تاركاً ابنه الصغير يسير على قدميه. فكّر جحا في ما قاله الناس له فاقتنع بصواب رأيهم ونزل عن حماره وجعل ابنه يركب مكانه فوق الحمار، وأمسك اللجام وسارا في طريقهما إلى السوق.
لم يمضِ وقت كبير حتّى لقي جحا وابنه مجموعة نساء يقفن إلى جانب بئر محاذٍ لطريق السوق. أبدت النسوة تعجّباً واندهاشاً لما رأين ورُحن يبدين استغرابهنّ من جحا بقولهنّ: “عجباً لأمرك أيّها الرجل، كيف تقطع الطريق مشياً وأنت العجوز وتترك الفتى يركب الحمار؟”. فاقتنع جحا برأيهنّ وركب إلى جانب ابنه فوق الحمار، وأخذا يقطعان الطريق وكلاهما فوق ظهر الحمار.
وصلت الشمس قلب السّماء وصار الحرّ شديداً، وبدأ الحمار بالتباطؤ والمشي بصعوبة بسبب شدّة الحرّ أوّلاً، وثقل وزن حمله ثانياً؛ إذ إن جحا وابنه كانا لا يزالان يركبان على ظهره. ولمّا وصلا باب السّوق حيث اجتمع بعض الناس، بدأ الحضور بتوجيه اللوم لجحا وابنه قائلين: “ألا تشفقان على هذا الحمار المسكين! تركبانه سويّة في مثل هذا القيظ ولا تلاحظان بطء سيره وصعوبة تنقّله!” فنزل جحا وابنه عن الحمار، وتابعا طريقهما مشياً على الأقدام.
في السّوق رأى التجّار والزّبائن جحا وابنه يسيران على أقدامهما وهما يقودان الحمار، فاستغربوا من جحا ولاموه على فعله الأحمق قائلين: “أتمشي على أقدامك في الحرّ، وتترك ابنك يقاسي التعب والعناء، وتترك الحمار يسير مرتاحاً بلا حمل!” وأضاف أحد الحضور ساخراً من جحا: “لم يبق سوى أن تحمل الحمار على ظهرك وتسير به في السوق!” ضحك الجميع في السوق على جحا، فمضى ولسان حاله يقول: “إرضاء الناس غاية لا تدرك”.



598 Views