قصص دينية للأطفال من القرآن الكريم سوف نقدم لكم مموعة متنوعة من اجمل القصص الدينية للأطفال من القرآن الكريم لتعليمهم القيم والاخلاق من خلال قصة ممتعة.
محتويات المقال
قصة بناء الكعبة المشرفة
لا يوجد مسلم على وجه الأرض لا يتمنى أن يزور الكعبة المشرفة فهي قبلة المسلمين وزيارتها واجب مقدس على كل مسلم والحاج إليها ركن من الأركان الأساسية للإسلام وهي اول بيت وضع للناس كما ذكر الله في كتابه الكريم { إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} سورة آل عمران الآية 96.
ما قبل بناء الكعبة المشرفة
عندما أخبر الله سبحانه وتعالى الملائكة بخلق آدم عليه السلام رد الملائكة ردا أغضب الله سبحانه وتعالى كما قال الله في سورة البقرة الآية 30 { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}. فلكي يرضى الله عنهم ظلت الملائكة تطوف حول عرش الله عز وجل ويرددون “لبيك اللهم لبيك ,ربنا معذرة إليك ,نستغفرك ونتوب إليك” فقاموا بالطواف سبع أشواط حول العرش فسامحهم الله تعالى وأمرهم بوضع قواعد لأول بيت في الأرض لكي يأتي إليه الناس ويطوفون به كما فعلت الملائكة فيسامحهم ويغفر لهم الله عز وجل. ومن هنا جاء دعاء لبيك اللهم لبيك الذي يقوله المسلمون حتى الأن وهذه الرواية عن سيدنا علي كرم الله وجهه.
سيدنا آدم عليه السلام ودوره في قصة بناء الكعبة المشرفة
قال تعالى {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} سورة البقرة الآية 38
بعد أن خلق الله آدم وخلق له من ضلعه حواء وبعد نزولهما من الجنة بعد أن وسوس لهما الشيطان أمرهم الله عز وجل باستكمال بناء قواعد أول بيت يوضع لأول الناس.فكان آدم وحواء يساعدان بعضهما وبنيت على يديهما حتى اكتملت القواعد وراحوا يطوفون بها وذريتهم من بعدهم.
الكعبة والطوفان
مرت أعوام عدة أشرك الناس وتركوا عبادة الله الواحد الأحد وإتجهوا لعبادة الأصنام . فلم يرد الله حسابهم وتعذيبهم دون أن يرسل إليهم نبيا يردهم إلى الأيمان. فبعث الله بسيدنا نوح عليه السلام ليذكرهم بوحدانية الله. ولكنهم عاندوا وظلوا في ظلماتهم و كفرهم فأرسل الله عليهم طوفانا عظيما أهلكهم ما عدا المؤمنون الذين أنقذهم سيدنا نوح في سفينته. ومع الطوفان غرقت ملامح الكعبة وكانت مختفية، فنسى الناس ربهم وعبدوا الأصنام ولم يعد أحد يتذكر الطواف.
سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل عليهما السلام و قصة بناء الكعبة المشرفة
بعد مكوث سيدنا إبراهيم مدة طويلة مبتعدا عن مكة ,رجع سيدنا إبراهيم إلى مكة مبشرا إبنه سيدنا إسماعيل عليه السلام بأن الله أوحى له ببناء الكعبة المشرفة بالقرب من بئر زمزم المبارك فقال الله عز وجل في كتابه الكريم { وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} سورة الحج الآية 26.
شرع النبيان في إزالة الصخور والرمال من على المكان حتى ظهرت قواعد البيت الأساسية التي بنيت عل يد الملائكة وبعدهم سيدنا آدم والسيدة حواء. وبدءا في البناء معا. قال تعالى { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } سورة البقرة الآية 127-128.
تم بناء بيت الله بعد أن تشارك سيدنا إبراهيم وسيدنا إسماعيل في البناء ,فكان سيدنا إسماعيل يحمل الأحجار وسيدنا إبراهيم يقوم بالبناء. ثم طلب سيدنا إبراهيم من سيدنا إسماعيل بأن يأتي له بحجر ليكون علامة لبداية الطواف. فظل سيدنا إسماعيل يبحث في كل مكان حتى أتى سيدنا جبريل عليه السلام ومعه الحجر الأسعد.
فكان هذا الحجر وضعه الله على جبل أبي قبيس حين جاء الطوفان وكان الحجر يتلألأ ويضئ ما حوله. ارتفع البناء وكان مكعب الشكل ليس له سقف وله بابان أحدهما بجانب الحجر الأسعد والأخر ناحية الركن اليماني. وبعد إكتمال البناء جاء سيدنا جبريل عليه السلام ليعلم سيدنا إبراهيم عليه السلام مناسك الحج فقام سيدنا إبراهيم بالمقام ودعا الناس للحج. ومن هنا بدأت أعظم المناسك الإسلامية حيث يجتمع المسلمون ويتوحدون حيث لا يوجد فرق بين غني أو فقير ولا عربي وأعجمي كل ذاهب ليرضي الله ويستغفره كما فعلت الملائكة فسبحان الله العفو الغفور.
قصة النملة مع نبي الله سليمان عليه السلام
أنعم الله عز وجل علي سيدنا سليمان عليه السلام بالكثير من النعم، وكان منها أنه سبحانه وتعالي سخر له الإنس والجن والطير، وجعلها تحت إمرته، كما علمه لغة الطير والحيوان بمختلف أنواعها، وذات يوم جمع سيدنا سليمان عليه السلام جنوده من الإنس والجن والطير والدواب وأمرهم بالسير في صفوف منتظمة، وخلال سيرهم مروا علي واد يسكنه النمل، وكان النمل منهمك في أداء عمله المعتاد، إلا نملة واحدة وقفت تراقب المشهد وسيدنا سليمان عليه السلام يقترب هو وجنوده، فصارت النملة تخبر أخواتها النمل أن يسرعوا ويدخلون إلي مساكنه حتي لا يدوس عليهم نبي الله سليمان عليه السلام وجنوده دون أن يشعروا .
وعندها تجلت نعمة الله عز وجل علي سيدنا سليمان، حيث سمع وفهم سيدنا سليمان قول النملة، وفهم فتبسم ضاحكاً من قولها، وأمر جنوده بالسير البطئ حتي يدخل النمل إلي مساكنه ولا يصاب بأي أذي، ثم رفع سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلان يديه إلى السماء شاكراً الله تعالى على نعمه الكثيرة.
وقد جاء ذكر هذه القصة الجميلة في سورة النمل، قال تعالي : {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)). صدق الله العظيم .
وفي هذه القصة العجيبة عبرة مميزة وهامة جداً، وهي شجاعة هذه النملة الايجابية، التي كانت من الممكن أن تتصرف بأنانية وتهرب وحدها وتدخل حرها، ولكنها خشيت علي أمتها ولم تعش لنفسها، علي الرغم من أنها بذلك كانت من الممكن ألا تلحق بالابتعاد وتموت تحت الاقدام، ولكنها فضلت أن تستمر في النداء وتحذير النمل وضحت من أجل انقاذ الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان عليه السلام .. كما ان في هذه القصة إعلاء لعبادة شكر الله عز وجل علي فضله ونعمه علينا، وتجلي ذلك في شكر سيدنا سليمان عليه السلام لله عز وجل علي نعمته، حيث علمه لغة الطير والدواب وكان ذلك سبباً في حفظ حياة هؤلاء النمل وعمارة الأرض .
قصة اصحاب الجنة
فى قديم الزمان كان هناك رجل صالح يعيش مع اولادة قص الله علينا قصتهم فى سورة القلم حيث كان لذلك الشيخ الصالح بستان غاية فى الجمال و الروعة ملئ بمختلف انواع الاشجار و الثمار اللذيذة و جداول المياة العذبة تسقيها و كان ذلك الشيخ دائما ما يأخذ من هذة الثمار و الفواكة الى الفقراء و المحتاجين الذين كانوا يتوافدون ايام قطافها الى البستان ليأخذوا نصيبهم كما تعودو حيث انه كان ملازم لذلك الفعل الطيب لانه كان يعرف انه يرضى الله عز وجل و يدخل السعادة الى قلوب الفقراء و المساكين .
ولكن اولاد هذا الشيخ الصالح الكريم كان يكرهون فعل ابيهم وكانو يعتبرونة انفاقا فى غير موضعة و ليس له لزوم ماعدا واحدا فقط منهم كان يقدر ذلك الفعل و يحبة و عندما مات ابوهم الشيخ قرر الاخوة ان يحتكروا جميع الثمان لانفسهم فقط ليكثروا اموالهم و لم يهتمو ابدا بالفقراء وحالهم .. قال احدهم لقد صار البستان كله لنا فقط وسوف نجنى منة الكثير من المال و قال الثانى و لن ندع الفقراء يأخذون منه اى شئ ابدا و قال الثالث و لن يطمع الفقراء بعد اليوم بة .. رد اوسط الاخوة الذى كان يحترم فعل ابية و يحب كرم ابية و انفاقة على الفقراء : انصحكم ان تسيروا على ما سار علية ابوكم حتى يبارك الله لكم فى اموالكم و اولادكم فللفقراء و المساكين حقا فى ذلك المال .. قال كبيرهم و لكن هذا مالنا و ليس لاى حد حقا فية .. قال اوسطهم بل لهم كما يقول ابونا انه مال الله و قد استودعنا الله اياه و للمحتاجين نصيبا منه مثلنا .. اشتد الجدال بين الاخوة وقد غلب الاوسط على امرة و قرروا ان يبكروا الى البستان ليقطفوا الثمار قبل ان ينتبة الية الفقراء ليأخذوا حصتهم كما تعدوا فى حياة ابيهم و نام الاخوة منتظرين الجزء الاخير من الليل حتى يذهبوا الى بستانهم و عندما استيقظوا بادروا الى بستانهم و بمجرد وصولهم الية وقفوا فى ذهول تام فقد كان البستان قاعا صفصفا احترق باكلمة .. قال الكبير لا هذا ليس بستاننا .. قال الاخر ان بستاننا جنة جميلة بها الانهار و الثمار انما ذلك خراب فقال الاوسط بل انه بستاكم قد ارسل الله علية طائفا من البلاء جعلة كما ترون لانكم لم تسيروا على ما سار علية ابوكم و لم تعطو الفقراء حقهم و قد نصحتكم و لكنكم لا تحبو الناصحين .
قال تعالى : ” قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ (28) قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (29) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ (30) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ (31) عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32) كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (33) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (34) “
قصة اهل الكهف الحقيقية
هل أصحاب الكهف هم أصحاب الرقيم؟
قال الشيخ الشنقيطي في تفسير قول الله تعالى : ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) الكهف/9 : أن أصحاب الكهف والرقيم هم طائفة واحدة
ما معنى الرقيم فى الآية الكريمة فى سورة الكهف؟؟
جاء في تفسير الكشاف للزمخشري أن الرقيم :” اسم لكلبهم
وقيل أيضا ربما هو لوح رصاص رقمت(أى كُتبت) فيه أسماؤهم أو قصتهم جعلوها على باب الكهفالمكتوب، وكلمة الرّقم فى اللغة العربية تعنى: الكتابة”
ويجب توضيح أنه لم يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في معنى الرقيم شيء.
ثم إن تعدد الأقوال في المسألة يدل على عدم وجود تفسير ثابت وقوى نطمئن إليه.
وبالتالى لايجب أن نشغل بالنا بما يقودنا إلى الجدال مما لم يذكره الله ورسوله، ومايهمنا هو فحوى قصة أصحاب الكهف والرقيم وأهمية حكايتهم. حتى انهم سميتهم باسمهم سورة كاملة فى كتاب الله الكريم.
قصة أصحاب الكهف والرقيم
منذ مئات السنين وفى الأزمان الغابرة. وفى إحدى المد التى كان قد سبق لها الإيمان بالله..
كان إبليس قد نفذ وعده القديم وأضل الناس عن عبادة الله عز وجل. حتى انتشر الكفر والفسوق فى الأرجاء. وأصبح الإيمان غريبا.. بل أن الإيمان أصبح فى أعين الكفرة كفرا بمنطقهم!!
كان ملك تلك البلاد فاجراً، كافرا، محاربا لأى رأى أو عقيدة مخالفة لما يراه..
وكذلك كان كل أتباعه ووزرائه وجنوده يحاربون أى بادرة تدعو إلى الحق!!
ولكن الله اصطفى بعضاً من أهل تلك البلاد واختصهم بالعلم والحكمة والشجاعة..
وتولى الله أهل الايمان برعايته وحفظه..
حتى أن هؤلاء الفتية لم يخافوا فى الدعوة الى الله لومة لائم، وعبدوا الله حق عبادته..
ولكن الملك قد علم بإيمانهم وتوعد بقتلهم ليجعلهم عبرة لمن يفكر فى الخروج عن دين الملك الكافر!!
قرر الفتية الفرار بدينهم، واعتزال ذلك المجتمع الكافر..
خرج الفتية من بلدهم ، حتى وجدوا كهفا خارج المدينة بإحدى الجبال. فاختبأوا بداخله وقد تبعهم كلبهم..
لم يكن فتية الكهف قد خططوا أى شئ من أمر فرارهم. فهم لا يعلمون أين سيعيشون ولا إلى أين يتوجهون فدعا الفتية ربهم “رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا”
وماكان الفتية يحتاجونه حقا الآن هو النوم العميق للراحة من الاحساس بالأمان بعد الخوف الذى عاشوه فى هروبهم..
نام الفتية وصم الله آذانهم عن السمع، فالسمع هو الحاسة الوحيدة التى تظل تعمل بكامل قوتها حتى أثناء النوم..
“فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا”
كانت الشمس أثناء سنين نوم الفتية تخالف مسيرها الذى قرره الله لها منذ الخلق وحتى قيام الساعة. فكانت اذا أشرقت أو غربت وقد اقترب نورها الشديد أن يوقظ الفتية. كانت الشمس تخالف مسيرها قليلا فتنحرف عن الكهف حتى لايصيب الفتية من نورها فيستيقظون..
كان الفتية فى رقدتهم فى الكهف وقد تغير لونهم ونمت لحاهم وشعرهم. كان منظرهم ليلقى الرعب فى قلب أى أحد ينظر إليهم فى سباتهم هذا..
ومن آيات الله فى قصتهم أيضا تقلب الفتية ذات اليمين وذات الشمال بحركات لاارادية بأمر من الرحيم جل وعلى. فسبات الجسم فى نفس الوضع قد يؤدى إلى تقرحات وضمور فى العضلات. ولكن الله أراد حفظهم..
لايعرف حتى الآن عدد السنين التى لبثها فتية الكهف فى كهفهم وسباتهم هذا، ولايعرف عددهم تحديدا!!
ولاينبغى أن يشغلنا هذا طالما لم يذكر صريحا فى المصاددر الموثوقة من الكتاب والسنة..
استيقظ أهل الكهف. وقد ظنوا أنهم ماناموا إلا يوما أو بضع يوم. ولكنهم رأوا وتحسسوا لحاهم وأظافرهم وشعرهم الذى نما كثيرا. فقالوا الله أعلم بما لبثنا..
كان أول إحساس أحسه أهل الكهف بعد استيقاظهم، هو الجوع الشديد!!
ولكن خوفهم من العودة الى مدينتهم الظالمة وبطش جنود الملك بهم، جعلهم لايخرجون جميعا..
فقرر الفتية أن يبعثوا واحدا منهم فقط ويعطوه بعض قطع النقود الفضية، ليخرج ملثما متخفيا لشراء الطعام لهم!!
خرج الفتى من أهل الكهف حتى وصل للمدينة. وقد هاله ما رآه من تغير طرقها وشوارعها وبيوتها!!
ظل.
يمشى فى الشوارع حتى وجد من يبيع الطعام. فأخرج الفتى قطع النقود الفضية، وقدمها للبائع..
نظر البائع بتعجب لتلك القطع وعليها ختم الملك من عصور سبقت بكثير عصرهم!!
صرخ البائع وتجمع الناس حول الفتى، وحاولوا أن يكلموه ولكنه تحدث بلغة غير لغتهم الحالية فلم يفهموه!!
جرى الفتى هاربا، وعاد إلى أصحابه فى كهفهم..
ولكن الناس كانوا قد تبعوهم وتجمهروا على باب الكهف..
وهنا تنتهى القصة بأن حقت عليهم كلمة الله. فتوفى الله أصحاب الكهف والرقيم إلى رحمته عز وجل..
وعلم الناس ممن تبعهم حين رأوا الكهف أن هؤلاء فتية الكهف الذين هربوا منذ سنوات..