قصص عن التسامح قصيرة سوف نتحدث كذلك عن قصص عن التسامح بين الاصدقاء و قصة عن التسامح في عهد الرسول وقصص عن التسامح بين الزوجين كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
قصص عن التسامح قصيرة
ودارت الأيام وأسلم
ثم دارت الأيام دورتها كرة أخرى، وإذا بقريش تهزم ويدخل النبي مكة فاتحا، وإذا المنادي ينادي: يا أهل مكة، من دخل بيته فهو آمن، ومن دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن .
فما إن سمع سهيل النداء حتى دب في قلبه الذعر، وأغلق على نفسه باب بيته، وسقط في يده، يقول سهيل : أرسلت في طلب ابني عبد الله، وأنا أستحي أن تقع عيني على عينه، لما كنت قد أسرفت في تعذيبه على الإسلام، فلما دخل علي قلت له :
اطلب لي جوارا من محمد، فإني لا آمن أن أقتل، فذهب عبد الله إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – وقال : أبي، أتؤمنه يا رسول الله جعلت فداك ؟
قال : ” نعم هو آمن بأمان الله، فليظهر “، ثم التفت إلى أصحابه وقال : ” من لقي منكم سهيلا فلا يسئ لقاءه، فلعمري إن سهيلا له عقل وشرف وما مثل سهيل يجهل الإسلام، ولكن قدر فكان “.
أسلم سهيل بن عمرو بعد ذلك إسلاما ملك عليه قلبه ولبه، وأحب الرسول من فؤاده.
قال الصديق : لقد نظرت إلى سهيل بن عمرو في حجة الوداع قائما بين يدي رسول الله، وهو يقدم له البدن، ورسول الله ينحرها بيده الكريمة، ثم دعا النبي – صلى الله عليه وسلم – الحلاق فحلق رأسه، فنظرت إلى سهيل، وهو يلتقط الشعرة من شعر النبي ويضعها على عينيه فذكرت يوم الحديبية، وكيف أبى أن يكتب محمد رسول الله فحمدت الله أن هداه .
قصص عن التسامح بين الاصدقاء
كان ياما كان في سالف العصر والزمان رجل يسمى عبد التواب صاحب محل عطارة في السوق الكبير وله جار وصديق يدعى كارم، يعمل تاجر أقمشة، إذ أن الصديقان كانت صداقتهم قوية للغاية كل يوم يتبادلا أطراف الحديث ويتناولوا القهوة سوياً حتى الإفطار والغداء، فبات الصديقان أكثر من الأخوة وكان كل منهم يأخذ رأي الأخر في حال التجارة والبيع وغيرها من الأمور الشخصية والعائلية.
في يوم من الأيام اشتعلت النيران في دكان عبد التواب فظل يصرخ وينادي على صديقه كارم والذي كان غادر محل تجارته لأول مرة مبكراً على غير عادة لأن أخبره أحد أن والدته مريضه وتحتاج إليه فذهب إليها مسرعاً، وبعد إخماد الحريق ظل الناس في السوق يسألوا عبد التواب عن صديقه كارم كيف لا يكون أول الناس حضوراً، بدأ البعض يشكك أن لكارم علاقة بالحريق المشتعل في دكان عبد التواب.
اشتعل صدر عبد التواب غضباً من صديقة وجراء ما حدث له من حريق، وفي اليوم التالي جاء كارم وتفاجئ بما حدث لصديقه وعندما ذهب إليه ليواسيه تفاجئ بسيل من الكلمات الجارحة والتي تشكك في صداقتهم وفي صدق مشاعر كارم كما أوضح أن البعض يقول أنه المتسبب في الحريق وأنه يغار منه، كما أطلق كلمات قاسية للغاية لا يمكن تحملها، ولكن صمت كارم تماماً وخرج من صمت تام منطلقاً إلى محله التجاري وهو معبأ بالخيبة والحزن.
بعد أسبوع من القطيعة ذهب عبد التواب لكارم ليخبره أن الشرطة عرفت أن سبب الحريق هو الماس الكهربي وأعتذر من صديقه وسأله لماذا لم تقف بجانبي اخبره أن والدته كانت في المستشفى وأنطلق إليها قبل اشتعال الحريق، فشعر عبد التواب بمدى الخطأ الذي أرتكبه تجاه صديقه، ولكن صديقه سرعان ما صافحه وأخبره أنه برغم الحزن إلا أنه يراعي الظروف القاسية التي مر بها، وأخبره بان صداقتهم أهم من أي شيء وعاد الود ثانياً بين الأصدقاء.
قصة عن التسامح في عهد الرسول
قصص التسامح في حياة النبي عليه الصلاة والسلام كثيرة، منها نه في غزوة أحد وبعد أن مالت كفة المعركة باتجاه الكفار، سقط النبي عليه الصلاة والسلام في حفرة في أرض المعركة، فرآه رجل من الكفار يدعى ابن قئمة، فهرول نحو النبي وضرب رأس النبي بسيفه، فسال دمه الشريف عليه الصلاة والسلام، ودخل حديد قناع النبي في خده، وتكسرت مقدمة أسنانه.
فلما رآه الصحابة النبي عليه الصلاة والسلام، أسرعوا إليه فأخرجوه من الحفرة، وأخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه يمسح الدماء من وجهه الكريم، وحاول أن يخرج الحديد من وجهه فلم يستطيع.
وكان أبو عبية بن الجراح حاضرًا فتقدم وحاول أن يخرج الحديد بأسنانه، حتى تكسرت معظم أسنانه، وعندما أخرج أبو عبيدة الحديد من وجه النبي، قام أبو بكر ليمسح الدماء التي غطت وجهه صلى الله عليه وسلم، فذا بالنبي يرفع يديه للسماء، فقال أبو هلك القوم سيدعو عليهم النبي.
فإذا بالنبي يقول” اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون”، ففي هذا الموقف كن أحرى بالنبي أن يدعو على أعدائه كنه بدلًا من ذلك دعا لهم، ويروى أن النبي عليه الصلاة والسلام في أحد الغزوات جاءه أعرابي يحمل سيفه، وقال للنبي من يمنعك مني يا محمد(أي يحميك) فأجاب النبي عليه الصلاة والسلام بكل يقين ، الله؟، فلما قال ذلك سقط السيف من يد الأعرابي، فحمله النبي عليه الصلاة والسلام وقال للأعرابي من يمنعك مني، فرد الأعرابي، كن خير أخذ، فقال له النبي هل تؤمن أن لا إله إلا الله وأنني رسول الله، فرفض الأعرابي أن يسلم لكنه عاهد النبي ألا يقاتله مرة أخرى، ولما عاد للمشركين، قال لهم لقد جئتكم من عند خير الناس صلى الله عليه وسلم.
قصص عن التسامح بين الزوجين
فتحت هاتفها فوجدت رسالة تنص بالآتي…
زوجتي لطالما أحببتكِ ولطالما كنتِ سندا وعونا لي، ولكني أحببتها ورغبت بالزواج بها، إنني الآن لست برحلة عمل كما أخبرتكِ، ولكني سافرت لآلاف الأميال لأفوز بها وأتوجها ملكة على عرش قلبي.
شئتِ أم أبيتِ، لقد أحببتها حبا لم يعرف له قلبي مثيل من قبل.
كان لكلمات الرسالة أثر الصاعقة بقلبها الذي تهشم، لقد كانت صابرة ومحتسبة عند الله أجرها، كانت له بمثابة السند والظهر طوال فترة مرضه.
تزوجت به منذ خمسة سنوات، رزقها الله سبحانه وتعالى خلالهن بطفلة كالوردة المميزة بكل بستان الورود؛ لم يعرف قدر زوجته ولا قدر طفلته، فغاص في هيابات التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، تعرف على فتاة سرقت عليه لب قلبه.
طوال آخر عامين كان جليسا في المنزل عاطلا عن العمل، وكل الأسباب لا ترجع لعدم قدرته على إيجاد عمل ولا توفر فرص العمل، بل كانت لعدم رغبته بالعمل، لديه وظيفته والتي يجني من ورائها راتبا لا بأس به على الإطلاق، بل يفوق أحلام من بعمره.
كان اللاب توب الذي يجلس عليه بالساعات الطوال ليتحدث مع هذه الفتاة هدية زوجته بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على زواجهما، بدلا من أن يستخدمه في تطوير نفسه وأفكاره في عمله كما حلمت الزوجة، استخدمه في تدمير أسرته بيديه.
لم تتقبل الزوجة فكرة الزواج عليها من أخرى، وخاصة أنها تحبه وبشدة، تحبه لدرجة أنها دوما فضلته على نفسها وعلى طفلتها، لجأت لحيلة ظنا منها بأنها ستكون الحد الفاصل في حياتها، وأنها ملجأها الوحيد لتغيير تفكيره وإقلاعه عن فكرة الزواج.
حملت نفسها وابنتها وسافرت بعيدا عائدة منزل أهلها مخفية كل جراحها حتى عن أقرب الناس إليها، كانت لاتزال على اتصال به، يرغب في عودتها لحبه لها ولكنها لا تريده إلا لها ولابنتها، ليست متقبلة فكرة زواجه ومشاركتها امرأة أخرى في زوجها حبيبها شريك دربها.
ولكن ما كانت لا تعلمه أن تتخذ الفتاة الأخرى كل هذه الأسباب وسيلة لمصلحة شخصية، لقد تزوجته به الفتاة بعد عشرين يوما من رحيل زوجته وطفلته التي تبلغ من العمر ثلاثة سنوات.
كانت صدمة عمر الزوجة حينها، أخبرت أهلها بكل شيء عندما انهالت عليها الأسئلة من كل مكان، حاول إرجاعها كثيرا ولكن نيران الصدمة كانت مشتعلة وملتهبة حينها، لم يلتمس لها أعذارا فقام بالانفصال عنها وبعث لها بورقة طلاقها، كانت هذه بمثابة الفاجعة الكبرى لها ولأهلها أيضا.
مرت أعوام على انفصالها عنه، كانت لطفلتها بمثابة الأب والأم، لم تجعلها تحتاج لشخص مهما بلغت محبته في قلبها إليه، لم تجعل ابنتها تحتاج لأب لها ولا لأم ولا لأخ ولا حتى أخت، اكتفت اكتفاءا ذاتيا، وفرت لابنتها كافة سبل الراحة وكافة سبل التعليم ذا المستوى الرفيع، حاولت في البدايات إرجاع زوجها لها وهي متقبلة فكرة زواجه بأخرى، لكن الثانية أبت وبكل مرة كانت تسمعها كلمات يضيق منها صدرها وتزهق روحها.
لم تكن تريد الرجوع لعجزها عن المال، لقد تاجرت وربحت واتخذت لنفسها سبلا لجني المال الحلال؛ ولكنها كانت قد سامحته وعفت عنه، لم تنس له يوما مواقفه الطيبة؛ لامت نفسها كثيرا على تسرعها في قرارها.
وتداولت الأيام وأظهرت معدنها النقي ومعدن زوجته الثانية الرديء، عندما عاد إليها بعد سنوات طوال من الظلم الذي حل عليها وعلى ابنتها سامحته وقابلته بيدين مفتوحتين، جاءها لا يملك شيئا حتى صحته كانت قد انهارت، بمالها وقفت بجانبه وبنفوذها الذي وصلت إليه استطاعت أن تبني له كيان من جديد، لقد مكنته من كل شيء، ولم تنتظر منه مقابل، سامحته على كل شيء.