قصص عن الغضب والحلم

كتابة فريدة مهدي - تاريخ الكتابة: 26 مارس, 2023 4:54
قصص عن الغضب والحلم

قصص عن الغضب والحلم سوف نتحدث كذلك عن قصص عن كظم الغيظ وقصص عن الغضب في الإسلام وقصص قصيرة عن الغضب كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

قصص عن الغضب والحلم

كان في يوم من الأيام كان هناك صبي صغير وقد كان ذلك الصبي كثير الغضب والانفعال، وقد كان الصبي دائما ما يزعج كل من يتعامل معه، وفي يوم من الأيام قرر والد الطفل ان يعدل ذلك السلوك السيء، فجاء الاب بكيس من المسامير وطلب من الطفل انه في كل مرة يشعر بالغضب فيها فيمكنه ان ياخذ أحد المسامير ويقوم بدق ذلك المسمار في السور الخشبي الموجود امامه.
وفعلا اخذ الطفل ذلك الكيس وذهب به، وفي يومه الأول من الاتفاق دق الطفل في السور الخشبي حوالي 30 مسمار، ولكنه في نهاية اليوم وجد انه فعلا غضب كثيرا اليوم، وقرر الطفل ان يتحكم في غضبه وانفعالاته، واخذ الطفل يسيطر على نفسه وعلى نوبات غضبه، وفعلا في الأسبوع الأول من تلك التجربة استطاع الصبي ان يقلل عدد نوبات غضبه الى 25، وفي الأسبوع الذي يليه استطاع ان يقلله أيضا مرات عديدة، ومع الأيام استطاع الطفل ان يقلل من نوبات غضبه بشكل ملحوظ للغاية، كما ان ذلك اللوح الخشبي قد كان موضوع في حديقة المنزل، فقد كان يخرج في اليوم عدد كبير من المرات حتى يدق ذلك المسمار، وكان البرد قارس للغاية والامر صعب الخروج ودق المسمار، واستطاع الاب فعلا ان يقلل ن نوبات غضب طفله، ولكن الامر لم ينتهي.
عندما مر يوم ولم يدق مسمار في اللوح الخشبي ذهب وهو فرح للغاية واخبر والده انه لم يغضب اليوم ولا مرة، ولكن الدرس عند الاب لم ينته، فطلب الاب طلب اخر من الابن، انه في كل يوم لم يغضب فيه يذهب ليخرج مسمار قد دقه سابقا في اللوح الخشبي.
وبالفعل مرت الأيام والطفل متحكم بشكل كبير في غضبه بل انه لم يعد يغضب، وكان يذهب في كل يوم ليخرج مسمار من المسامير التي تم دقها، ومع مرور اكثر من ثلاث أسابيع بدون غضب، وقد اخرج الصبي كل المسامير التي تم دقها على اللوح الخشبي، ذهب الصبي مسرعا وهو فرح للغاية الى ابيه، وقال له انه استطاع ان يخرج كل المسامير التي تم دقها وانه لم يعد يغضب نهائي، ففرح الاب كثيرا بذلك الخبر واحتضن الصبي وقال له احسنت صنعا، ولكن دعنا نذهب الى اللوح الخشبي الذي يوجد في الحديقة، وعندما خرجوا الى حديقة المنزل قال الاب للطفل انظر الى اللوح الخشبي.
هل ترى تلك الندوب التي توجد في اللوح الخشبي اثر المسامير، قال الطفل نعم أرى الندوب، فقال له الاب ان تلك الندوب عادة ما كانت تذهب الى روح الشخص الذي يغضب عليه، وانه بغضبه يجرحه حتى مع الاعتذار بعد ذلك يصبح هناك اثر من غضبه، وطلب الاب ان يستمر في التحكم في نفسه حتى لا يجرح اشخاص اخرين ويتأثرون منه وينجرحون حتى بعد ان يعتذر، ففهم الصبي ذلك الدرس وطلب من والده ووالدته واخواته ان يسامحوه على نوبات غضبه السابقة وقال لهم انه لن يغضب مرة أخرى وانه فهم الدرس الذي قدمه لهم والده.

قصص عن كظم الغيظ

عن أبي برزة، قال: (كنت عند أبي بكر رضي الله عنه، فتغيَّظ على رجلٍ، فاشتدَّ عليه، فقلت: تأذن لي يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أضرب عنقه؟ قال: فأذهبت كلمتي غضبه، فقام، فدخل، فأرسل إليَّ، فقال: ما الذي قلت آنفًا؟ قلت: ائذن لي أضرب عنقه. قال: أكنت فاعلًا لو أمرتك؟ قلت: نعم، قال: لا والله، ما كانت لبشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم ) قال أحمد بن حنبل: (أي لم يكن لأبي بكر أن يقتل رجلًا إلَّا بإحدى الثَّلاث التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم: كفرٌ بعد إيمان، أو زنا بعد إحصان، أو قتل نفس بغير نفس، وكان للنَّبي صلى الله عليه وسلم أن يقتل.
قلت: وفيه دليل على أن التعزير ليس بواجب، وللإمام أن يعزِّر فيما يستحق به التأديب، وله أن يعفو فلا يفعل ذلك)
عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه:
– عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما، قال: (قدم عيينة بن حصن بن حذيفة، فنزل على ابن أخيه الحرِّ بن قيس، وكان من النَّفر الذين يُدنيهم عمر، وكان القُرَّاء أصحاب مجالس عمر ومشاورته، كهولًا كانوا أو شبَّانًا، فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي، هل لك وجه عند هذا الأمير؟ فاستأذن لي عليه. قال: سأستأذن لك عليه. قال ابن عبَّاس: فاستأذن الحرُّ لعيينة، فأَذِن له عمر، فلمَّا دخل عليه قال: هِيْ يا ابن الخطَّاب! فوالله ما تعطينا الجَزْل، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغَضِب عمر، حتى همَّ أن يوقع به، فقال له الحرُّ: يا أمير المؤمنين، إنَّ الله تعالى قال لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [الأعراف: 199] ، وإنَّ هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله )

قصص عن الغضب في الإسلام

على الرغم من كون النبي صلى الله عليه وسلم نبيًّا من الأنبياء يتلقَّى الوحي من السماء، غير أن المشاعر الإنسانية المختلفة تنتابه كغيره من البشر، فتمرُّ به حالات من الفرح والسرور، والحزن والضيق، والرضا والسكينة، والغضب والغيظ.
وتبرز قيمة العنصر الأخلاقي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في وضع هذه الانفعالات المتباينة في إطارها الشرعي، حيث هذَّبها وصانها عن الإفراط والمغالاة، والتفريط والمجافاة، بل أضاف لها بُعدًا جديدًا حينما ربطها بقضية الثواب والاحتساب، وكان شعاره عليه الصلاة والسلام في ذلك: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
فالغضب وإن كانت حقيقته جمرة تشعل النيران في القلب فتدفع صاحبها إلى قول ما يندم عليه، أو فعل ما لا تُحمد عقباه، أو كان دافعه الانتصار للنفس أو العصبية والحميَّة للآخرين، فهو عند النبي صلى الله عليه وسلم قولٌ بالحق، وغيرةٌ على محارم الله، لا اعتداء فيه ولا غلوّ، ودافعه دومًا إنكار لمنكر أو عتابٌ على ترك الأفضل.
ويؤكد المعنى السابق ما ذكرته عائشة -رضي الله عنها- من حال النبي صلى الله عليه وسلم، حين قالت: “ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط بيده ولا امرأة ولا خادمًا، إلا أن يجاهد في سبيل الله، وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه، إلا أن ينتهك شيء من محارم الله، فينتقم لله عز وجل”.
ومواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع الغضب تكشف لنا عن دقَّة وصف عائشة رضي الله عنها، فمن ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع أسامة بن زيد -رضي الله عنه- حين بعثه في سريّة، فقام بقتل رجلٍ بعد أن نطق بالشهادة وكان يظنُّ أنه إنما قالها خوفًا من القتل، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فغضب غضبًا شديدًا، وقال له: “أقال لا إله إلا الله وقتلته؟ أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا”، حتى قال أسامة رضي الله عنه: “فما زال يكررها عليَّ حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ”.

قصص قصيرة عن الغضب

يُحكى أنّ نجّارًا كان يعيش في إحدى القرى البعيدة مع زوجته وابنه الصغير، وكان يقيمُ معهم والده العجوز الطاعن في السنّ. لم يكُن النجار يحسنُ معاملة والده على الإطلاق، فقد كان يقدّم له الطعام في إناء قذر مصنوع من الصلصال، ولم يكن ذلك الطعام بالكافي الذي يسدّ جوع العجوز المسكين.
ليس هذا وحسب، بل كان يُسيءُ إليه بالتوبيخ والصراخ والعبارات القاسية المؤذية كلّما أتيحت له الفرصة لذلك، والعجوز صامت منكسر لا ينبس ببنت شفة. أمّا ابن النجار الصغير فقد كان مختلفًا عن والده. كان طفلاً طيبًا يحبّ جدّه كثيرًا ويحترمه ويُحسن معاملته، وكثيرًا ما شعر بالغضب والضيق من تصرّفات والده. في أحد الأيام، بينما كانت العائلة تتناول طعام الغداء، وقع إناء الطعام من بين يدي العجوز دون قصد وتحطّم إلى قطع صغيرة. فاستشاط الابن غضبًا وانهال على والده المسكين بوابل من الشتائم المؤذية الجارحة، أمّا العجوز فلم يردّ هذه المرّة أيضًا. لقد كان يشعر بالأسى لأنه كسر الصحن، وكلمات ابنه مزّقت قلبه دون أن يكون له حيلة في الدفاع عن نفسه أو تهدئة غضب ابنه.
لم يتقبّل الحفيد ما كان يحدثُ أمامه، وحزن أشدّ الحزن لطريقة تعامل والده القاسية مع الجدّ المسكين، لكنه هو الآخر كان ضعيفًا لا يسعُه الوقوف في وجه والده. في اليوم التالي، ذهب النجار إلى ورشته كالعادة ليبدأ عمله، فوجد ابنه الصغير هناك وقد راح يصنعُ شيئًا ما بالخشب. – ما الذي تصنعه يا بنيّ؟ سأل الأب. – إني أصنع إناءً خشبيًا للطعام… – إناءٌ خشبي؟ لمن؟.
إنّه لك يا أبي… عندما تكبر وتتقدّم في السن مثل جدّي، ستحتاج إلى إناء طعام خاصّ بك. الأوعية الفخارية تنكسر بسرعة، وقد أُضطر حينها لتوبيخك بقسوة. لذا ارتأيتُ أن أصنع لك إناءً خشبيًا لا ينكسر. عند هذه الكلمات، أجهش الأب بالبكاء، لقد أدرك خطأه أخيرًا، وعرف مقدار ما سبّبه لوالده المسكين من ألم، فقرّر التكفير عن أخطائه ومنذ ذلك اليوم حرص على أن يُحسن لأبيه العجوز ويقوم على رعايته كما يجب.



144 Views