كم استغرق حفر الخندق

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 11 ديسمبر, 2021 11:10
كم استغرق حفر الخندق

كم استغرق حفر الخندق، وسبب غزوة الخندق، وفوائد غزوة الخندق، ومعجزات غزوة الخندق، ونتائج غزوة الخندق، نتناول الحديث عنهم بشيء من التفصيل خلال المقال التالي.

كم استغرق حفر الخندق

1. قيل في مدة حفر الخندق هي: ستة أيام إلى شهر حيث وردت الأقاويل أن المسلمين عملوا في الخندق حتى تم أحكامه ستة أيام.
2. اختلفت الأقاويل في ذلك، قيل أربعة وعشرين يوما أو عشرين يوماً أو خمسة عشر يوما أو قريباً من شهر وهو الرأي الأرجح، كما أن مدة خمسة عشر يوماً تعتبر رأي صائب حيث أن المدة التي تلزم لحفر الخندق مع أدوات الحفر القديمة والأرض الصخرية تستلزم هذه المدة، وهي نفس الوقت الذى يستغرقه جيش الأعداء من القدوم من مكة إلى المدينة.
3. قد جعل الرسول كل عشرة من المسلمين يقومون بحفر أربعين ذراعاً وقد شارك الرسول عليه السلام أصحابه في حفر الخندق مما زاد من عزيمتهم على الرغم من صعوبة المهمة.
4. تفاجأ الأعداء بحفر الخندق لأنه أسلوب جديد في القتال لم يكن معروفاً من قبل وحاولوا الدخول إلى المدينة بكل الطرق واختراق الخندق فقاتلهم المسلمون.

سبب غزوة الخندق

سبب غزوة الخندق هو أن يهود بني النضير نقضوا عهدهم مع الرسولِ محمدٍ وحاولوا قتله، فوجَّه إليهم جيشَه فحاصرهم حتى استسلموا، ثم أخرجهم من ديارهم. ونتيجةً لذلك، همَّ يهود بني النضير بالانتقام من المسلمين، فبدأوا بتحريض القبائل العربية على غزو المدينة المنورة، فاستجاب لهم من العرب: قبيلة قريش وحلفاؤها: كنانة، وقبيلة غطفان وحلفاؤها بنو أسد وسليم وغيرُها، وقد سُمُّوا بالأحزاب، ثم انضم إليهم يهودُ بني قريظة الذين كان بينهم وبين المسلمين عهدٌ وميثاقٌ.
تصدَّى الرسولُ محمدٌ والمسلمون للأحزاب، وذلك عن طريق حفر خندقٍ شمالَ المدينة المنورة لمنع الأحزاب من دخولها، ولمَّا وصل الأحزابُ حدود المدينة المنورة عجزوا عن دخولها، فضربوا حصاراً عليها دام ثلاثة أسابيع، وأدى هذا الحصار إلى تعرِّض المسلمين للأذى والمشقة والجوع. وانتهت غزوة الخندق بانسحاب الأحزاب، وذلك بسبب تعرضهم للريح الباردة الشديدة، ويؤمن المسلمون أن انتصارهم في غزوة الخندق كان لأن الله تعالى زلزل أبدانَ الأحزاب وقلوبَهم، وشتت جمعَهم بالخلاف، وألقى الرعبَ في قلوبهم، وأنزل جنودًا من عنده.

فوائد غزوة الخندق

1- اتعاظ الكفر بعد هذه الوقعة الغليظة، ورست أصول الإسلام واطمأنت دولته، فما انتهت السنة الخامسة للهجرة حتى أصبح المسلمون قوة تفرض نفسها وتذيق المعاندين بأسها.
2- فضل سلمان الفارسي في إرشاده المؤمنين إلى حفر الخندق.
3- تجلي آيات النبوة المحمدية عند حفر الخندق في ثلاثة مواطن وهي: تفتت الصخرة حتى كانت كثيباً مهيلاً، وما أعلنه عند كل بارقة برقت إذ كان ما أخبر به كما أخبر، وإطعام المئات بصاع شعير وجدي من الماعز.
4- بيان أن هذه الغزوة كانت تمحيصاً للمؤمنين، وكشفاً لِعَوَار المنافقين.
5- تجلي الرحمة المحمدية في سعيه -صلى الله عليه وسلم- للصلح مع العدو الغازي ليخفف به على المؤمنين.
6- جلال موقف سعد بن معاذ في رفضه الاتفاقيَّة إيماناً وتوكلاً وصبراً وصدقاً.
7- ظهور بطولة علي بن أبي طالب في منازلته عمرو بن ود وقتله إياه في جولات محدودة.
8- عظم مصاب المسلمين في سعد بن معاذ وهو القائل عند قدومه على المعركة.
9- عظم دور نعيم بن مسعود في تخذيل كل من اليهود والمشركين.
9- عظم دور نعيم بن مسعود في تخذيل كل من اليهود والمشركين.
10- في هذه الغزوة كذلك تعليم للقادة، أن لا يتميزوا عن جنودهم، فهذا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لو قعد عن حفر الخندق واكتفى بالإشراف والتوجيه لما لامه أحد، ولكنه -صلى الله عليه وسلم- كان يشاركهم في جوعهم، ويربط على بطنه الحجر، وكان يحمل التراب بنفسه -صلى الله عليه وسلم- بأبي هو وأمي.
11- هذه الغزوة يظهر فيها بجلاء غدر اليهود وخيانتهم، وكيف أنهم كانوا السبب في تجميع الأحزاب حول المدينة، ثم في خيانة يهود بني قريظة في أشد الأوقات وأعظمها محنة، فبدلاً من أن يكونوا عوناً للمسلمين بحسب العهد الذي بينهم كانوا حرباً عليهم مع بقية قوى الكفر.
12- أهمية الاستشارة في المعركة حيث استشار النبيٌّ-صلى الله عليه وسلم- الصحابةََََ، فأشار عليه سلمان الفارسي-رضي الله عنه- بحفر الخندق يحول بين العدو وبين المدينة.

معجزات غزوة الخندق

1. أن جابر بن عبدالله كان يحُدث:‏ أنه اشتدت عليهم في بعض الخندق كدية، فشكوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بإناء من ماء، فتفل فيه؛ ثم دعا بما شاء الله أن يدعو به، ثم نضح ذلك الماء على تلك الكدية؛ فيقول من حضرها :‏ فوالذي بعثه بالحق نبيا، لانهالت حتى عادت كالكثيب، لا تردّ فأساً ولا مِسحاة .
2. حدثني سعيد بن مينا، أنه حُدِّث‏:‏ أن ابنة لبشير بن سعد، أخت النعمان بن بشير، قالت:‏ دعتني أمي عمرة بنت رواحة، فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي، ثم قالت‏:‏ أي بنية، اذهبي إلى أبيك وخالك عبدالله بن رواحة بغدائهما، قالت‏:‏ فأخذتها، فانطلقت بها، فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألتمس أبي وخالي؛ فقال:‏ تعالي يا بنية، ما هذا معك ‏؟‏ قالت‏:‏ فقلت:‏ يا رسول الله هذا تمر، بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد، وخالي عبدالله بن رواحة يتغديانه؛ قال‏:‏ هاتيه قالت:‏ فصببته في كفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما ملأتهما ثم أمر بثوب فبسط له، ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب، ثم قال لإنسان عنده :‏ اصرخ في أهل الخندق‏:‏ أن هَلُم إلى الغداء، فاجتمع أهل الخندق عليه، فجعلوا يأكلون منه، وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب.

نتائج غزوة الخندق

لقد كانت غزوة الخندق من الغزوات المهمة التي خاضها المسلمون ضد أعدائهم وحققوا فيها نتائج مهمة منها:
1. انتصار المسلمين وانهزام أعدائهم، وتفرقهم ورجوعهم مدحورين بغيظهم قد خابت أمانيهم وآمالهم.
2. تغير الموقف لصالح المسلمين، فانقلبوا من موقف الدفاع إلى الهجوم، وقد أشار إلى ذلك الرسولُ محمدٌ حيث قال: «الآن نغزوهم، ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم».
3. كشفت هذه الغزوة يهود بني قريظة وحقدهم على المسلمين وتربص الدوائر بهم، فقد نقضوا عهدهم مع الرسول محمد في أحلك الظروف وأصعبها.
4. كشفت غزوة الأحزاب حقيقةَ صدق إيمان المسلمين وحقيقةَ المنافقين وحقيقةَ يهود بني قريظة.
5. كانت غزوة بني قريظة نتيجةً من نتائج غزوة الأحزاب، حيث تم فيها محاسبةُ يهود بني قريظة الذين نقضوا العهد مع الرسول في أحلك الظروف وأقساها.



810 Views