كيفية التعامل مع الاخرين في الحياه سنقدم فى السطور التالية متابعينا كيفية التعامل مع الاخرين في الحياه.
العلاقات الإنسانية
الإنسان هو كائن اجتماعي بطبعه يسعى بشكلٍ مستمر إلى تكوين العلاقات الاجتماعية والتفاعليّة مع الأخرين من حوله، حيث يجد بها الحب والتقدير والانتماء، ويظهر ذلك بشكلٍ عكسي على الفرد الوحيد المُفتقر للحياة الاجتماعية لأي سبب من الأسباب فيعيش بشكلٍ تلقائي بحالة من الملل والوحدة والقلق، فالعلاقات الاجتماعية بشكلٍ عام تُضفي على حياة الفرد الاحساس بالسعادة والأمان والراحة النفسية، وتكون غالباً آلية هذا التفاعل عند الأفراد بطريقةٍ متكافئة بحيث لا تلغي أو تتعدى على الاستقلالية والحرية الذاتيّة التي يتمتع بها الفرد. وقد جمع عالم النفس غاردينر بين كل ما سبق وبين مستويات الذكاء الإنساني وأنواعها، فقسّم الذكاء العام للفرد إلى العديد من الأنواع والأصناف، وأوجد من ضمنها بما يسمى بالذكاء الاجتماعي بحيث يصنف الأشخاص الناجحين في علاقاتهم الاجتماعية وما يندرج في إطارها بأنّهم أفراد يمتلكون مستوىً عالٍ من المهارات والقدرات التي تجعلهم يتمتعون بمستوىً عالٍ من الذكاء الاجتماعي.
طريقة التعامل مع الآخرين
لا يستطيع الإنسان منّا وبأيّ حالٍ من الأحوال الانعزال عن النّاس والبعد عن التّعامل معهم، فسنّة الحياة الدّنيا أن يتعامل النّاس مع بعضهم البعض وأن يسخّروا أنفسهم لخدمة بعض من أجل استمرار هذه الحياة، وبطبيعة الحال ينشأ عن هذا التّعامل والاختلاط مشاكل وخلافات بين النّاس فكلّ إنسانٍ له عقليّة تختلف عن الآخر، ومن أجل هذا تبرز الحاجة إلى وضع معايير ومنهج يحتكم إليه الإنسان في تعامله مع الآخرين بحيث يضمن بناء علاقات إيجابيّة معهم بعيداً عن المشاكل والسّلبيّات التي تعرقل حياة الإنسان وتنغّصها، وحتّى يحقّق الإنسان ذلك ينبغي أن يراعي ما يلي:
-أن يعتمد الإنسان في تعامله مع الآخرين على التّوجيهات الرّبانيّة والنّبويّة في ذلك، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى عدداً من التّوجيهات الأخلاقيّة في سلوك الإنسان وتعامله مع الآخرين، ومنها :
-أن يتواضع الإنسان في تعامله مع الآخرين فلا يتكبّر عليهم، قال تعالى: ” ولا تصعّر خدّك للنّاس ولا تمشِ في الأرض مرحاً، إنّ الله لا يحبّ كلّ مختالٍ فخور”.
-أن يراعي الإنسان في تعامله مع الآخرين التّأدّب في الكلام وعدم رفع الصّوت في حديثه مع الآخرين، قال تعالى: “واغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير”.
-وإذا تعرّض الإنسان إلى إساءة إليه بالسّبّ أو الشتم عليه أن يقابل تلك الإساء بالإحسان وذلك من عزم الأمور، قال تعالى: “ولاتستوي الحسنة ولا السّيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم”.
-أن يحسن الإنسان إلى النّاس بالعمل الطّيب والمعروف وأن يسعى بينهم بالإصلاح والخير، قال تعالى: “لا خير في كثيرٍ من نجواهم إلا من أمر بصدقةٍ أو معروفٍ أو إصلاح بين النّاس”.
-أن يصدق الإنسان في تعامله مع الآخرين فلا يكذب عليهم، وأن يكون صادقاً في وعده مع النّاس فإذا أعطى موعداً لا يخلفه، وكذلك أن يكون أميناً في تعاملاته فلا يغشّ ولا يخون الأمانة وإلّا كانت فيه خصلة من خصال النّفاق التي حذّر النّبي عليه الصّلاة والسّلام منها.
-أن يحبّ الإنسان لنفسه ما يحبّه للآخرين فلا يحسد أحداً على ما أنعمه الله تعالى عليه وربّما كان بينهما الشّحناء والبغضاء بسبب ذلك فالأصل سلامة القلب من الحسد والضّغينة في تعاملنا مع النّاس حتى يأتي الإنسان ربّه يوم القيامة سليم القلب طاهر الجنان، وفي الحديث: “ذهب حسن الخلق بخير الدّنيا والآخرة” صدق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم .
طريقة فن التعامل مع الآخرين
التقدير
يقول بيجي بوست؛ مؤلف “آداب التعامل لإيملي بوستز” أنّ جميع الأشخاص يحبون ملاحظة تقدير الناس لجهودهم، وإنجازاتهم، ولطفهم تجاه الآخرين بغض النظر عن طريقة التعبير عن ذلك كتقديم البطاقات لهم، أو الهدايا، أو خدمتهم بأي معروف، وقد استخدم الناس قديماً الرسائل المكتوبة بخط اليد للتعبير عن امتنانهم، أما اليوم فإنهم يستخدمون التكنولوجيا، كالرسائل الإلكترونية، أو الصوتية، والتي قلّلت من حجم التواصل بينهم، ومن المهمّ أيضاً عند التعامل مع الآخرين تجنب ترك الدعوات الاجتماعيّة من غير إجابة، أو إحضار ضيوف غير مدعوين إلى المناسبات الاجتماعية.
الثقة
ينبغي على الشخص أن يكون محل ثقة الآخرين، وأن يستطيع الوثوق بهم في نفس الوقت، إذ تشكّل الثقة الأساس الواضح للتواصل الفعّال، والعلاقات الشخصية الإيجابية، وتحفيز الآخرين، وتعزيز طاقتهم، كما أنّها تجعل القيام بجميع الأمور الأخرى أكثر سهولة وراحة، وتساعد على تشكيل علاقات داعمة تمكّن الشخص من التقدم، والإنجاز.
المجاملة والاحترام
تعتبر قاعدة معاملة الآخرين كما يحب الشخص أن تتم معاملته من أفضل القواعد الاجتماعية في التعامل مع الآخرين، إذ يجب الترحيب بوجودهم بتحية طيبة، وتَذكُر قول كلمات لطيفة لهم دائماً، مثل “من فضلك”، و”شكراً لك”، واحترام خصوصياتهم، وآرائهم، وممتلكاتهم، بالإضافة إلى فتح الأبواب لبناء العلاقات معهم ، وتقديم يد العون لمساعدتهم، ويشار إلى إهمية التركيز عند التحدث مع الآخرين أو التواصل معهم، وتجنب إرسال الرسائل النصيّة، أو إجراء المكالمات الهاتفية، أو قراءة الكتب خلال ذلك التواصل.
تذّكر أسماء الآخرين
يقدّر الناس جهد الآخرين في محاولة تذكر أسمائهم عند التحدث معهم لبعض الوقت، وينطبق هذا على كل من التفاعل الاجتماعي، والتجاري مع الناس.
المبادرة بالحديث
تساعد المبادرة في الحديث مع الأشخاص الآخرين على كسر الحاجز بينهم، وجعل التعامل أكثر راحة لهم، إذ يخجل كثير من الناس من بدء الحديث خوفاً من الرفض، مما يعيق عملية التواصل مع الآخرين، وعندما يصبح الشخص أكثر راحة للقيام بذلك، سيجد أمامه فرصاً كبيرةً في لقاء المزيد من الأشخاص، ومعرفة طريقة التعامل معهم، وبالتالي كسب المزيد من الصداقات أيضاً.
الابتسام
يكون الشخص غير ودود عندما يبدو وكأنه غير سعيد، ويمكن عكس هذا التأثير عن طريق الابتسام الودي للآخرين عند بدء التحدث معهم، حيث يُعتبر هذا الأمر خطوةً سهلةً للتفاعل الاجتماعي الفعّال.