كيف تكتب رواية وماهي اهم الروايات العربية ومفهوم الرواية في الادب كل ذلك في هذه السطور التالية.
الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات خيالية أو واقعية وأحداثاً على شكل قصة متسلسلة، كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث، وقد ظهرت في أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً في القرن الثامن عشر، والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه من وصف وحوار وصراع بين الشخصيات وما ينطوي عليه ذلك من تأزم وجدل وتغذيه الأحداث.
كيفية كتابة الرواية
الأفكار العامة
ينبغي أن يكون لدى الرواي أفكار عديدة يحاول أن يخرج منها مضمون الرواية وأحداثها، فلا بد من تخصيص ثلاثين دقيقة من الوقت يتم فيها كتابة جملة قصيرة استنتاجية ومختصرة لأفكار الرواية، ولكن لا بد من القول بأنّه يجب وضع كل التركيز في هذه الجملة، وذلك كونها ستكون نقطة البداية التي تقود الراوي وتأخذه إلى العديد من الأفكار التي ستترتب مراحل روايته القادمة عليها، الأمر الذي يؤهل الرواي لنشر روايته في معارض الكتب بوساطة دار النشر، مما يؤدي إلى جذب القراء إليها.
الشخصيات
ينبغي أن يعطي الراوي شخصيات الرواية اهتماماً كبيراً في الرواية، وذلك كونها أحد أهم عناصرها، وبذلك ينبغي أن يفكر الراوي جيداً في ملامح وشكل الشخصيات التي ستبنى الرواية عليها، لأنّها قد تلعب دوراً كبيراً في التأثير على عقول القراء، الأمر الذي يجعلهم يبجذبون بشكل كبير إلى هذه الشخصيات، ولذلك يجب التركيز عند كتابة الرواية على أشخاصها، ويكون ذلك من خلال تخصيص قسم من الوقت لتدوين وكتابة ملخص وجيز عن كل شخصية من هذه الشخصيات سواء كانت شخصيات ثانوية أو أساسية.
وقوع الأحداث
لا بد من القول بأنّ أحداث الرواية تعتمد في بدايتها على المنطقة أو المكان الذي ستحدث فيه، ولذلك يجب على الرواي أن يختار المناطق والأماكن التي تتوافق مع طبيعية الشخصيات، كما ينبغي أن يختار البيئة التي تجذب الأفكار وتطلق لها العنان، وذلك من أجل صنع مكان يناسب طبيعية الشخصيات والرواية، هذا عدا عن التنوع في الأماكن، حيث تشمل أماكن عديدة وليس مكاناً واحداً فقط، إضافة إلى وجوب اعتماد أحداث الرواية على مخيلة الراوي، ولكن يفضل عدم المبالغة في التخيل حتى لا يتكون لدى القارئ أفكار خالية من المصداقية، وبالتالي يتجاهل الرواية، كما يجب أن لا يكون الرواي واقعياً بشكل مبالغ به في الأحداث، الأمر الذي يسبب للقارئ الجمود عند قراءة الرواية.
النهاية المناسبة
تعد نهاية الرواية من أكثر الأمور التي يريد قارئ الرواية معرفتها قبل بدءه في القراءة، فهي تلعب دور التشويق والجذب بالنسبة له، ولذلك ينبغي على الرواي حبك نهاية مناسبة لأحداث الرواية، ومناسبة للقارئ، فيفضل أن تكون نهاية الرواية غير مشوشة ومشتتة لأفكار القارئ حتى لا تصدم عقله عند الانتهاء من قرائتها، كما يجب أن لا يكون نطاق الرواية مفتوحاً له، الأمر الذي يجعله يكثر التفكير بها، وهذا بدوره سيجعله ينفر ويبتعد عن قراءة جميع الروايات المؤلفة باسم الراوي نتيجة الانطباع السيء الذي كونه عنه.
نشر الرواية
يجب على الراوي قبل البدء بالكتابة أن يحدد ما إذا كان سينشرها بوساطة دار النشر أو بوساطة مواقع الإنترنت مع الأخذ بالإعتبار أن الرويات التي يتم نشرها من خلال مواقع الإنترنت تلفت انتباه القراء وتجذبهم إليها حتى وإن كان مستواها الفكري ضعيفاً؛ لأنّها تكون مجانية، كما أن الرويات التي يتم نشرها من خلال دار النشر ينجذب إليها القراء أيضاً، ولكن ينبغي أن يختار الراوي داراً مناسبة للنشر من حيث المقابل المادي الذي سيتم دفعه له، والشروط المفروضة لنشر الرواية، والوقت المحدد لنشرها من قبل دار النشر والراوي.
كيف تكتب رواية في سبع خطوات؟
1- أكتب القصة التي تريد قرائتها
لا تكتب لكي تكون القصة أكثر مبيعًا، أو لكي تجعل حماتك فخورة بك!
فكر بالكتب التي تحبها، الكتب التي تود حقا أن تنسى ذاتك فيها، لو كان ذلك صعب، إذا لاتحاول أن تكتب عن التاريخ أو الرومانسية، أو رواية أدبية حالمة.
قد تكون عن أي شيء تحبه، قد تكون عن صوت تحبه،أو نوع قصصي معين أو شخصية تحبها، أكتب ماتحب.
أسدي لي معروفا؛ واكتب الأن، اليوم، أبدأ بكتابة قائمة، تحتوي على كل هواجسك المجنونة، الأشياء التي تجعل قلبك يخفق، التي تجعلك تستيقظ في منتصف الليل.
أجلس على مكتبك الأن، واخرج تلك الهواجس الجنونية على مكتبك، ولتبدأ بالكتابة يوميا.
2- ابدأ بالشخصيات
اجعلها قابلة للتصديق، تعيش وتتنفس، أعطيها الحرية لتفاجئك، أجعل القصة تدور في اتجاهات غير متوقعة، لو لم تفاجئك؛ تستطيع أن تجعلها بسيطة وتراهن على القارئ.
هناك تدريب وحيد أفعله دائما عندما اريد أن أعرف الشخصية، وهو أن أسئلها بأن تخبرني سرها.
أجلس، وامسك قلمك، ودون على ورقتك” لن أخبر أحد أبداً…” ابدأ من هنا، أكتب من منظور شخصيتك.
3- أجعل الشخصية في مشكلة مقنعة
يجب أن يكون هناك تحدي للشخصية، يكون عائق لها ولكنه يدفعها للأمام؛ في قلب كل قصة صراع، سواء كان داخلي أو خارجي، أجعله مقنعا، وتذكر أن هذا التحدي سيشكل شخصيتك وسيعيش معها للأبد.
4- دع الأشياء تحدث!
يمكن أن يكون لديك أروع شخصية في العالم، وأن تكتب بجمال، ولكن إن لم يحدث شيء، ستفشل القصة بسرعة. في كتبي، اتأكد من أن شيء مهم سوف يحدث في كل مشهد ليزيد الحبكة، وإن لم يكن هناك مشهد حيوي يساعدني في التقدم بالقصة، أحذفه، لا يهم كام كان عظيما. عندما أقوم بالتعديل، أذهب لمشهد تلو الأخر، وأكتب كل كلمة لتصف حركة المشهد وحيوته، ثم أضعها في كارت خارجي، وأحصل على قصتي مجردة من الزوائد. استطيع أن أرى تقدم في القصة إذا وضعت الحبكات الفرعية بشكل كافي، لتغير مسارها، وستكون خالية من الحشو
5- اجعله قابل للتصديق
أها، أسمعك تقول: لكن أحيانا أنت تكتب قصصا عن الأشباح والجنيات، من يصدق هذاّ؟
سينجح ذلك لو جعلت عالمك داخل الكتاب حقيقي، في رواية Promise Not to Tell وضعت قواعد للأشباح، أشياء يمكن أن تفعلها، وأشياء لا يمكن ان تفعلها، أعطيتها تاريخ وأسباب، أخضعتها للرجوع إلى الحياة.
القارئ يكره الحيل الرخيصة، لا تستغني عن القرين الشرير في أخر القصة، لا تخلق شخصية جديدة في النهاية لتحل مشكلات أبطالها، هي تستطيع أن تحل مشاكلها بنفسها، سواء كانت للأسوء أو للافضل.
6- عش في قصتك
سوف يكون هناك آلاف من الإغرائات لكي تستسلم. لا تستسلم. أنهي القصة.
ثم راجعها مرتين بجِد. أفعل أقصى مافي وسعك لتخرجها للعالم، عندما يتم رفضها من الناشرين”وهذا ماسيحدث” واصل إرسالها لناشرين آخرين، وفي نفس الوقت، أكتب قصة أخرى، ثم قصة أخرى، ثق بي، أنت تتحسن في كل مرة. لقد استغرق الأمر مني أربعة كتب وسبع سنين حتى أنشر أول رواياتي، الطريق صعب وشاق، ولكنه يستحق!
7- وفي النهاية: تجاهل القواعد
الكل سيعطيك نصائح ونظريات، يريد الناس أن يجعلوك صندوق لنصائحهم، استخدم أسلوبك الأدبي وقواعدك التي وضعتها أنت.
أعتقد أن هذا سينجح بشكل أفضل عندما تترك كل هذا خلفك، عندها سيكون الشيء الوحيد الحقيقي هو الكتابة.
لماذا نستمتع بالرواية
تجتمع في الرواية مجموعة من العوامل تدفع القارئ للاستمتاع بها مثل:
-متعة السرد: يحقق المتعة من الرواية منذ قديم الأزل لأي شخص ينصت لها أو يقرأها.. حيث تتعدد أنماط الروايات فهناك رواية الحكايات.. وهناك رواية الأخبار.. أو قراءة الرواية نفسها والمتمثلة في العمل الأدبي النثري.
-متعة التخيل: المتعة مرتبطة بكلمة الرواية والتي تأتى للإنسان من خلال “التخيل”: متعة التخيل للأحداث، متعة التخيل للشخصيات، متعة التخيل للوصول إلى المجهول.
-متعة اللغة: استخدام الكاتب لأدواته الفنية من اللغة والمتمثلة في العناصر اللغوية المتعددة من التصوير والاستعارات والكنايات والبلاغة وغيرها من الأدوات اللغوية الأخرى.
-متعة الإيهام بالحقيقة: فالكتابة الناجحة من مقوماتها توافر عنصر الصدق وكأن الرواية واقعية تشبه مجريات الحياة التي يعيشها الإنسان أو التي يجد غيره من حوله يعيشها بالمثل.
-المتعة الشعورية: والمتمثلة في التشويق والإثارة.. التشويق والإثارة في الرواية يشبها الأيام العصيبة والأيام الجميلة في حياة الإنسان، وبدون هذا التباين والتناقض فلن يستطيع معرفة كل نوع من المواقف التي يتعرض لها سواء التي تجلب له السعادة أو التي تحمله على التعاسة والإحباط.
-الحياة ليست كلها حلوة: ومن هنا تستمد متعتها وكذلك الرواية التي تعكس واقع الإنسان فهي تستمد متعتها من الإثارة والتشويق التي تقدمها للمتفرج.