كيف تكون النصيحة لأئمة المسلمين كذلك سنتحدث عن أنواع النصيحة كما سنجيب عن كيف تقدّم النصيحة الفعالة وما هو معنى النصيحة كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.
محتويات المقال
كيف تكون النصيحة لأئمة المسلمين
1-يقول النبي صلى الله عليه وسلم «الدين النصيحة» قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولعامة المسلمين» ويستطيع المسلم باتباع هذه النصيحة أن يكون كامل الدين، إذا ما عمل بها ونصح.
2-والنصيحة لله سبحانه: هي ألا يشرك العبد مع الله شيئاً، والإخلاص التام في العبادة: من صلاة وصيام، وزكاة، وحج.. بحيث لا تشوبها شائبة من رياء أو تقصير، وأن يجاهد في الله بقدر استطاعته، فيغير المنكرات بيده، أو بلسانه، أو بقلبه.
3-ومعنى النصيحة لكتابه، هي التأدب بآدابه، والتخلق بأخلاقه، واتباع أوامره، واجتناب نواهيه. وأن يعظم، وأن يتلى حق تلاوته، وقد مر بك في الأدب مع القرآن.
4-ومعنى النصيحة لرسوله هي اتباع سنته، والتخلق بأخلاقه، والدعوة إلى سنته، وحب من يحبه، وبغض من يبغضه.
5-ومعنى النصيحة لأئمة المسلمين وهم الحكام فهي إرشادهم إلى الحق، ونصحهم بالرفق واللين، وطاعتهم في غير معصية لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله، وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم).
6-والنصيحة للمسلمين: هي أن تهتم بأمر أخيك المسلم وشؤونه، كما تهتم بأمرك وشؤونك الخاصة، فإذا رأيت أخاك مثلاً: سيسقط في حفرة أو أن حريقاً يتهدده من بعيد أو قريب فإنه لا يمكنك أن تقف موقف المتفرج، فلا بد إذا أن تمد يدك لتنقذه أو على الأقل تنبهه للخطر الذي ينتظره ويتهدده.
7-فكذلك الحال إذا ما هو قصر في واجبات الله، أو إذا ارتكب منهياته، فعليك أن تنصحه بالتي هي أحسن، وتبين له الصالح من الطالح، والمصلحة من المفسدة، وأن تحب له كما تحب لنفسك يقول تعالى: (إنما المؤمنون إخوة).
8-ويقول: عليه الصلاة والسام: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما تحب لنفسه» ويقول: «إن أحدكم مرآة أخيه فإذا رأى به أذى فليمطه عنه».
9-ومعنى ذلك أن المؤمن للمؤمن مثل المرآة التي تنعكس عليها الصورة فيرى الإنسان من خلالها ما علق على وجهه من أقذار فيزيله في الحال.
10-وليس من المصلحة من الناحية الدينية أو الاجتماعية أو الإنسانية أن تترك أخاك المسلم يتخبط خبط عشواء أو يمشى في متاهات بعيدة لا أول لها ولا آخر يقول – صلى الله عليه وسلم -: «مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها فكان الذين أسفلها إذا استسقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أننا خرقنا من نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً».
11-فلابد إذاً أن نواجه الضالين عن الطريق السوي المنغمسين في الملذات والشهوات والمقصرين في الفرائض والواجبات إلى ما فيه صلاحهم وسلامتهم فصلاحهم صلاح للمجتمع.
12-ويقول عليه الصلاة والسلام: «أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً قيل: يا رسول الله عرفنا كيف ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ قال: تمنعه من الظلم فإن ذلك نصرة له».
13-فالسكوت على المنكر مضرة للجميع وليست تلك المضرة قاصرة على فاعل المنكر. يقول تعالى: «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعملوا أن الله شديد العقاب».
14-ومن خصال اليهود الذميمة: أنهم لا يتناهون عن المنكر وقد لعنهم الله تعالى لهذه الصفة الذميمة، حيث قال: (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) إلى قوله تعالى: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون).
أنواع النصيحة
النصيحة لله
-القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهو مقام الإحسان.
-لإيمان به، ووصفه بجميع صفات الكمال والجلال، وتنزيهه عن جميع النقائص.
-القيام بطاعته، وتجنب معصيته.
-الحب والبغض فيه، وموالاة من أطاعه، ومعاداة من عصاه، والرغبة في محابه، والبعد عن مساخطه.
-الاعتراف بنعمته، وشكره عليها.
-الدعاء إلى جميع ذلك (( أي ما سبق)) وتعليمه، والإخلاص فيه لله.
-النصيحة لأئمة المسلمين
ومن النصيحة لهم :
– معاونتهم على الحق، وطاعته فيه.
– وأمرهم به، وتذكيرهم برفق ولطف، وإعلامهم بما غفلوا عنه من حقوق المسلمين .
– وترك الخروج عليهم، والدعاء عليهم.
– وبتألف قلوب الناس لطاعتهم، والصلاة خلفهم، والجهاد معهم، وأداء الصدقات لهم.
– وأن لا يطروا بالثناء الكاذب، وأن يدعى لهم بالصلاح، وقيل : هم العلماء، فنصيحتهم قبول ما رووه، وتقليدهم في الأحكام، وإحسان الظن بهم .
-النصيحة لكتاب الله
والنصيحة لكتاب الله تكون في صور منها :
– الإيمان به، وأنه منزل من عند الله .
– تلاوته وتدبره.
– تعلم ألفاظه ومعانيه.
– العمل به، والتأدب بادآبه.
-النصيحة للرسول
ذكر الخطابي وغيره من العلماء بعض صور النصيحة للرسول ومنها :
– تصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به.
– وطاعته في أمره ونهيه.
– ونصرته حيا وميتا ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه.
– إعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته وسنته.
– ونشر سنته ونفي التهمة عنها .
– التخلق بأخلاقه والتأدب بآدابه.
– محبة أهل بيته وأصحابه ومجانبة من ابتدع في سنته أو تعرض لأحد من أصحابه ونحو ذلك.
-النصيحة لعامة المسلمين
النصيحة من بين ستة من حقوق المسلمين على بعضهم،«وإذا استنصحك فانصح له،ومن صورها:
– إرشادهم إلى مصالحهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم.
– ستر عوراتهم وسد خلاتهم.
– نصرتهم على أعدائهم والذب عنهم.
– أن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه وما شابه ذلك.
كيف تقدّم النصيحة الفعالة
تكتسِب النصيحة مزيداً من الفعالية، إذا أُخِذت بعين الاعتبار وتم تطبيقها، ولكنْ ليست كل النصّائح فعّالة وإن مُنِحت بنيةٍ حسنة، والسبب في ذلك يعود أساساً إلى الطريقة والوقت الملائِمَين لفعل ذلك، وهنا بعض الأمورِ التي تجعل من المشورة رأياً ذي احترامٍ وأهمية ودرجة عالية من القبول لدى الآخرين.
1- الاستماع:
يجِب أن يأخذ الشخصُ وقتاً كافياً للتعبيرعن مشاكله، ويتأكد من فهمِ الطرف الآخر لقضيته فهماً جيداً كي يثق بالنصيحة التي سيتلقاها منهم، ويأتي هذا الشعور بالثقة من خلال طرح الأسئلة عليهم للحصول على فهمٍ أكبر للقضية، وهي بدورها طريقة لإبداء الرغبة الجادة في تقديم المساعدة.
2- التشجيع:
يُقصد به تحفيز الآخرين وإعطائهم الأمل بتوفّر الحلول وإمكانية التغيير نحو الأفضل، ويكون ذلك من خلال إشعارهم بأنّهم محلّ ثقة، وأنّ الإيمان بقدراتهم موجود، وهذا بدوره يجعلهم راغبون بسماعِ ما ستقوله، فالكثير من النّاس يعرفون الخيار الصحيح الواجبُ اتبّاعه، لكنهم يحتاجون إلى تأكيد ذلك من أشخاصِ يثقون بهم.
معنى النصيحة
ان النصيحة لغةً تعرف بأنّها وجهة نظرْ أو رأي يقدّمه الشخّص لمن يحتاجه، يتضمن توجيهاتٍ بما ينبغي أن يفعله طالب النصّيحة، أو كيفية التصرف حيالَ أمرٍ ما، حيثُ إنّ تقديم المعلومات حول موضوعٍ معين يعتبر أمراً مفيداً إذا تناوَل جوانب متعددة لم يعرفها الآخرون مسبقاً، لأنّها تجعلهم ملمّينَ بأبعاد الأمور التي لم يتم التطرّق إليها من قِبلهم. والنصيحةُ بطبيعتها لا تعني إعطاء الآخرينْ توصيات وتعليمات حول كيفية اتخاذ قرار ما، لأن ذلك مقروناً بوقتٍ محددٍّ وقد لا يكون ذا قيمةٍ مستقلة، إضافةً إلى أنّه قد يُشعرُهم بفقدانِ الاستقلالية والحرية في اتخاذ القرارات التي يرونها مناسبة، وكأنّها تُملى عليهم.