لماذا الرضاعة الطبيعية مفيدة للأم وشروط الرضاعة الطبيعية وفضل الرضاعة الطبيعية في الإسلام ونصائح لنجاح الرضاعة الطبيعية، هذا ما سوف نتعرف عليه فيما يلي.
محتويات المقال
لماذا الرضاعة الطبيعية مفيدة للأم
-تأخير الحيض الرضاعة الطبيعية
تتسبب بإفراز هرمون البرولاكتين الذي يثبط إفراز هرمون الإستروجين (بالإنجليزية: Estrogen) وهرمون البروجستيرون (بالإنجليزية: Progesterone) وبالتالي منع حدوث الإباضة، أي أنّ اعتماد الرضاعة الطبيعية بشكل كامل دون استخدام الرضاعة الصناعية سيؤدي إلى تأخير التبويض، وبالتالي تأخير الدورة الشهرية، وعند انخفاض مستوى البرولاكتين يبدأ هذان الهرمونان بالارتفاع وبالتالي حدوث الإباضة والحيض، وذلك يحدث غالبًا بعد عدة أشهر حتى وإن استمرت الأم بالرضاعة الطبيعية، فالعديد من المرضعات يشهدن عودة الحيض بعد مضي ما بين 6-8 أشهر بعد الولادة والبعض الآخر قد يستمر انقطاع الحيض لديهن لمدة عام كامل.
-تعزيز صحة الأم النفسية
تعزز الرضاعة الطبيعية من صحة الأم العاطفية، وذلك عن طريق ما يأتي:
زيادة الراحة والهدوء، حيث إنّ الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية يبكون بشكل أقل من غيرهم، وتقل لديهم حالات الإصابة بأمراض الطفولة، وذلك ينعكس بالإيجابية على جميع أفراد الأسرة.
-المباعدة بين الولادات
تمنح الرضاعة الطبيعية وسيلة حماية طبيعية لمنع الحمل، إلّا أنّه ومن المسلم به أنّ الرضاعة الطبيعية لا تُعد وسيلة موثوقة لمنع الحمل مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى كحبوب منع الحمل، وهناك بعض الإرشادات التي يجب اتباعها لكي تمنع الرضاعة الطبيعية عملية التبويض والحمل مثل: الإرضاع على الأقل مرة كل أربع ساعات خلال الليل والنهار، وعدم إعطاء الطفل أي رضاعة صناعية، وألا تكون الدورة الشهرية قد عادت من بعد الولادة، ويجب أن تبدأ الأم بالرضاعة الطبيعية خلال أقل من ستة أشهر من بعد الولادة، ومن الجدير بالذكر أنّ الرضاعة الطبيعية الليلية هي أكثر وسيلة مهمة لانقطاع الحيض الإرضاعي (بالإنجليزية: Lactational amenorrhea)، ولأجل ذلك يجب عدم السماح للطفل بالاستغراق في النوم أثناء إرضاعه خلال الليل، لإنّ ذلك هو السبب الرئيسي المسؤول عن عودة الإباضة مجددًا، كذلك تدريب الطفل على النوم قبل الوقت المحدد قد ينشط عملية التبويض أيضًا.
-فقدان الوزن
تصل عدد السعرات التي يتم حرقها أثناء الرضاعة الطبيعية وشفط الحليب إلى 500 سعر حراري يوميًا، وذلك يعادل ركوب الدراجة لمدة ساعة تقريبًا، وهذا من شأنه أن يساعد على التخلص من أي وزن زائد تكتسبه الأم أثناء الحمل، ولكي تفقد الأم الوزن الزائد عليها التحلي بالصبر لإنّه في الغالب سيستغرق ذلك بعض الوقت، لأجل ذلك يجب الاستمرار بالرضاعة الطبيعية لمدة ستة أشهر للحصول على نتيجة جيدة من فقدان الوزن.
-إفراز بعض الهرمونات أثناء الرضاعة الطبيعية
يتم إفراز بعض الهرمونات الجيدة مثل: هرمون البرولاكتين (بالإنجليزية: Prolactin) الذي يزيد الإحساس بالسلام، والذي من شأنه أن يساعد الأم على الاسترخاء والتركيز على رضيعها، كذلك يتم إفراز هرمون الاكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin) الذي يعزز الشعور القوي بالحب والترابط ما بين الأم ورضيعها، ولذلك تشعر العديد من الأمهات بالفرح والرضا من المشاركة العاطفية والجسدية مع أطفالهم أثناء الرضاعة، وقد تكون هذه المشاعر الإيجابية إحدى الأسباب التي تجعل الكثير من النساء اللواتي قمن بإرضاع طفلهم الأول بإرضاع الأطفال الذين يتبعونه فيما بعد، ويجدر التنويه إلى أنّ المرضعة قد تشعر ببعض الانقباضات الخفيفة أثناء الرضاعة وذلك في الأسابيع القليلة الأولى من الولادة، بسبب تقلص الرحم إلى حجم ما قبل الحمل.
-الترابط بين الأم والطفل
تعزز الرضاعة الطبيعية الترابط بين الأم وطفلها، حيث إنّ إطلاق الهرمونات في جسم الأم أثناء الرضاعة يزيد من رابطة الأمومة، حيث إنّ قدرة المرأة على إنتاج حليب يحتوي جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلها يمكن أن يمنحها شعورًا بالثقة، بالإضافة إلى أنّ حمل الطفل باتجاه ثدييها يمنح معظم الأمهات تجربة نفسية أقوى من حمل الجنين داخل الرحم، والعلاقة بين الأم والطفل تزيد وتتأصل أثناء الرضاعة الطبيعية، وبالتالي تتحسن الصحة العاطفية للأم، وتقل مشاعر القلق، وتزيد مشاعر الاتصال ما بين الأم وطفلها، وهذا الشعور يقوي أسس الصحة الجسدية والنفسية للسنوات القادمة لكليهما، ويجدر الإشارة إلى أنّ هناك رابط ما بين تعليم الزوجين ودعمهما في كيفية التعامل مع الصعوبات الشائعة وارتفاع معدلات الرضاعة الطبيعية، كما أنّ دعم الأم أثناء الرضاعة الطبيعية يمكن أن يساعد على توطيد الروابط العائلية وبناء رابطة أبوية بين الأب والطفل.
شروط الرضاعة الطبيعية
بشكل عام وحال صحة الأم والجنين، لا توجد شروط للرضاعة الطبيعية، لكن في حالات قليلة، يمكن أن تتسبب في ضرر للطفل، ويجب تجنبها في الحالات التالية:
– إصابة الأم بفيروس نقص المناعة البشرية. إذ يمكن أن ينتقل الفيروس إلى الطفل من خلال حليب الثدي. إصابة الأم بالسل النشط وغير المعالج.
-تلقي الأم العلاج الكيميائي للسرطان. تعاطي الأم عقارًا غير قانوني، مثل الكوكايين أو الماريجوانا.
-تناول الأم بعض الأدوية، مثل بعض أدوية الصداع النصفي أو مرض باركنسون أو التهاب المفاصل.
-معاناة الطفل من حالة نادرة تسمى الجالاكتوز في الدم، التي تسبب عدم تحمله السكر الطبيعي الموجود في حليب الثدي الذي يسمى الجالاكتوز.
-لذا عليك التحدث مع طبيبك قبل بدء الرضاعة الطبيعية إذا كنت تتناولين أدوية من أي نوع، ليساعدك على اتخاذ قرار صحيح بناءً على دوائك المحدد.
فضل الرضاعة الطبيعية في الإسلام
-تعمل الرضاعة الطبيعية على زيادة الألفة والمحبة بين الأم و الطفل، حيث أنها تقوي من شعور الأمومة، وتمنح الطفل الشعور بالدفء والحنان والاطمئنان وهو بين أحضان أمه، ويعتبر الدين الإسلامي هو أول من شجّع على الرضاعة الطبيعية منذ الزمن القديم، وجاءت في الآيات القرآنية ما يشير إلى ضرورة الرضاعة الطبيعية ومدتها في الإسلام.
-وينصح الأطباء أن تكون الرضاعة الطبيعية مباشرة بعد ميلاد الطفل، فيفضل إعطاء الطفل للأم حتى تعطي له ثديها وتتم الرضعة الأولى، ذلك لأن الثدي يبدأ في إفراز الحليب ويسمى هذا الحليب حليب اللباء، ويتميز هذا الحليب باحتوائه على العديد من العناصر الغذائية التي لا يضاهيها أي شيء آخر، ويعتبر أساسياً لبناء مناعة الطفل وحمايته من الكثير من الأمراض، وتتراوح المدة ما بين ثلاث إلى خمس دقائق، ولابد من نقل الطفل إلى الثدي الآخر لتحفيز الثدي الآخر أيضا على إفراز الحليب.
-قال الله تعالى { والْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ. … كَامِلَيْنِ ۖ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ ۚ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ } سورة البقرة الآية 233
نصائح لنجاح الرضاعة الطبيعية
-يجب على الأم أن تهتم بتغذيتها تغذية سليمة وصحية.
-أن تكثر الأم من شرب السوائل مثل الماء والحليب والعصائر الطبيعية.
يمكن أن تستخدم مغلي بذور الحلبة منذ القدم للمرضعات، وخاصة بعد الولادة مباشرة لزيادة إدرار الحليب.
-كما تستخدم الحلبة لتنظيف الرحم بعد الولادة، حيث تزيد وتسرع من نزول بقايا الحمل من الرحم.
-والبعض يرى أن الحلبة تغير طعم حليب المرضعة، وقد ينفر الرضيع من حليب أمه بسببها، ولكن يمكن شرب مغلي بذور الحلبة مع وضع قشر الليمون بداخله.
-يفضل أن تشرب الأم المرضعة مغلي بذور الحلبة التي تشتكي من قلة حليبها مرة يومياً ولمدة أسبوعين، فهي مفيدة جداً في زيادة كمية لبن الأم.
-ويمكن أن تتناول بعض أنواع الفواكه المجففة التي تفيد المرضع وتزيد من الحليب مثل المشمش والقراصيا، وكذلك التمر.
-وعلى الأم ان تحافظ على قواعد الرضاعة والحرص على تجشؤ الرضيع لكي تزيد من كمية الحليب في صدرها، والتواصل البصري بينها وبين رضيعها.