لماذا رجب من الأشهر الحرم

كتابة امينة مصطفى - تاريخ الكتابة: 1 سبتمبر, 2021 7:20
لماذا رجب من الأشهر الحرم

لماذا رجب من الأشهر الحرم نتعرف على إجابة هذا السؤال من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم خصائص الأشهر الحُرُم وفضل الأشهر الحرم وختام الموضوع أنظمة التقويم المستخدمة عبر الزمن .

لماذا رجب من الأشهر الحرم

-شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم التي قال الله تعالى فيها: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) التوبة/36، والأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم وعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ) وقد سميت هذه الأشهر حرماً لتحريم القتال فيها إلا أن يبدأ العدو.
ولأن حرمة انتهاك المحارم فيها أشد من غيرها ولهذا نهانا الله تعالى عن ارتكاب المعاصي في هذه الأشهر فقال: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) التوبة/36، مع أن ارتكاب المعصية محرم ومنهي عنه في هذه الأشهر وغيرها، إلا أنه في هذه الأشهر أشد تحريماً.

خصائص شهر رجب

-يُسَمَّى شهر رجب “رجب الفرد”؛ وذلك لأنه مُنفرد عن الشهور الثلاثة الباقية من الأشهر الحُرُم الأربعة؛ لأن ذو القعدة وذو الحجة والمُحَرَّم تأتي تِباعًا وتمر مُتوالية بعضها وراء بعض، ولكن رجب يأتي بعد ذلك بخمسة شهور، هي صفر وربيع الأول وربيع الآخر وجُمادى الأولى وجمادى الآخرة.
-ويُسَمَّى شهر رجب “رجب مضر” ، وقد جاء في بعض الأحاديث: “رجب مُضر الذي بين جُمادى وشعبان” وإنما أضيف الشهر إلى مضر؛ لأن قبيلة مضر كانت تُعظِّم هذا الشهر وتصون حُرمته، فكأنها اختُصت بهذا الشهر.
وفي شهر رجب كانت معجزة الإسراء والمعراج، وهي المعجزة الكبرى التي اختص الله بها نبيه محمدًا عليه ـ الصلاة والسلام ـ وقد أشار القرآن إلى الإسراء في قوله ـ تعالى ـ: (سُبْحَانَ الَّذي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الإسراء:1) كما أشار إلى المعراج في قوله ـ تعالى ـ سورة النجم (الآيات:7 ـ 18). (وَهُوَ بِالْأُفُقِِ الْأَعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَىمَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى . أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى. وَلَقَدْ رَءَاهُ نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى . عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى)
-ومعجزة الإسراء فيها تكريم للرسول ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ وتثبيت لقلبه، وفيها إطلاع له على ملكوت السموات والأرض، وفيها تسلية عظيمة للرسول، بعد وفاة عمه أبي طالب وزوجته خديجة في “عام الحزن”، وبعد ذهابه إلى الطائف، واعتداء أهلها عليه.

فضل الأشهر الحرم

1- استحباب صيام الأشهر الحُرُم؛ فقد ذهب جمهور العلماء؛ من المالكيّة، والشافعيّة، والحنفيّة؛ إلى القَوْل باستحباب صيام الأشهر الحُرُم؛ استدلالاً بقَوْله -عليه الصلاة والسلام-: (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)، كما ذهب الشافعيّة، والمالكيّة؛ إلى ترتيب أفضليّة صيام بعض الأشهر الحُرم على بعضٍ؛ حيث يُقدّم مُحرّم في أفضليّة الصيام، ثمّ شهر رجب، ثمّ شهر ذي القعدة، ثمّ ذي الحِجّة، واستحبّ الحنفيّة صيام ثلاثة أيّامٍ من الأشهر الحُرم، وهي: الخميس، والجُمعة، والسبت، بينما خالف الحنابلة الجمهور؛ إذ قالوا باستحباب صيام شهر مُحرّم دون بقيّة الأشهر الحُرُم.
2 -خصّ الله -تعالى- الأشهر الحُرُم بعددٍ من الخصائص والفضائل، يُذكر منها: تعظيم أُجور الأعمال الصالحة فيها، فقد خصّ الله العمل الصالح في الأشهر الحُرُم بمزيدٍ من الأجر والثواب، فأجر العمل فيها يختلف عن الأجر فيما سواها من الأشهر، ذلك أنّ الله -تعالى- قد جعل لها حُرمةً وفَضْلاً، فالعمل في الشهر الحرام أجره كبيرٌ، وفي المقابل يكون الذّنب في الشهر الحرام أشدّ جُرماً، وأعظم ذَنْباً من الذّنب في غير الأشهر الحُرم.
3- تغليظ الدِّيَة في الأشهر الحُرم؛ فذهب الحنابلة، والشافعيّة؛ إلى القَوْل بتغليظها إن كان القتل في الأشهر الحُرم، أو البلد الحرام، أو كان المقتول من الأرحام، أو كان مُحرِماً، وقال المالكيّة إنّها تغلّظ حال القتل العَمْد، إن رضي وليّ الدَّم بها، وحالة قتل الوالد لولده، أمّا الحنفيّة؛ فلم يقولوا بتغليظها بأيّ حالٍ.

أنظمة التقويم المستخدمة عبر الزمن

يُوجد العديد من أنظمة التقويم التي استُخدمت قديماً أو تُستخدَم حالياً، فإلى جانب التقويم القمري المتزامن مع أطوار القمر يوجد العديد من الأنظمة ومنها الآتي:
1- أنظمة التقويم المتزامنة مع حركة كوكب الزهرة:
ومن الأمثلة عليها التقويم المصري القديم، حيث استُخدِم هذا النوع من التقويم من قِبل الحضارات القديمة التي سكنت بالقُرب من خط الاستواء.
2- التقويم الشمسيّ:
يعتمد على التغيُّرات الموسميّة المتزامنة مع الحركة الظاهرية للشمس، ومن الأمثلة على ذلك التقويم الفارسيّ.
3- التقويم العشوائي:
يُعدُّ التقويم العشوائي غير متزامن مع كلّ من حركة الشمس أو أطوار القمر، ومن الأمثلة على ذلك الأسبوع واليوم اليولياني الذي يستخدمه عُلماء الفلك.
4- التقويم الشمسيّ والقمريّ:
يعتمد على كلّ من حركة القمر وأطواره، والحركة الظاهرية للشمس، ومن الأمثلة على ذلك التقويم العبري.



521 Views