لمن تكون النصيحة وكذلك فوائد النصيحة، كما سنطرح كيف تقدّم النصيحة الفعالة، وكذلك سنتحدث عن أهمية النصيحة، كما سنقوم بذكر آداب النصيحة، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.
محتويات المقال
لمن تكون النصيحة
لَمَّا سمع الصحابةُ – رضوان الله عليهم – الرسولَ – صلَّى الله عليه وسلَّم – يقول: ((الدِّين النصيحة))، سألوه فقالوا: \”لِمَن يا رسول الله؟\”؛ أي: لِمَن تكون؟ فأجابَهم – عليه الصَّلاة والسَّلام – بأنَّها تكون لخمسة أصناف:
– الصِّنف الأول: ((لله)) : وكيف تكون النَّصيحة لله؟
تكون: بالإيمان به حقَّ الإيمان، وأنَّ له الأسماءَ الحسنى، والصفاتِ العُلى، ونفي جميع العيوبِ والنَّقائص عنه، والقيام بأداء فرائضه، واجتناب مَحارمه، والاعتراف بنِعَمِه، والقيام بِشُكرها.
– الصنف الثانِي: ((ولكتابه)):
وذلك بالإيمان بأنَّه كلامُ الله، وأنه محفوظٌ من التَّبديل والتغيير إلى قيام الساعة، وأنه ناسخٌ لِجميع الكتب المتقدِّمة، وتحكيمه في كلِّ صغيرة وكبيرة، وتعلمه وتعليمه، وتحكيمه، وحفظ حدوده وحروفه.
– الصنف الثالث: ((ولرسوله)):
وذلك بالتصديق برسالتِه، وأنَّه أفضلُ الأنبياء والمُرسَلين، وخاتَمُ النبيِّين، وطاعته – عليه الصَّلاة والسَّلام – في أمره ونَهْيه، ونُصرته حيًّا وميتًا، ومُعاداة مَن عاداه، ومُوالاة من والاه، وإحياء سُنَّتِه، وبَثِّ دعوته، ونشر شريعته، ونفي التُّهمة عنه، ومَحبَّة أهل بيته وصحابته، ومُجانبة مَن ابتدع في دينه.
– الصنف الرابع: ((ولأئمَّة المسلمين)): والمقصود بأئمة المسلمين هنا طائفتان:
– الطائفة الأولى: وُلاة أمر المسلمين الحُكَّام العدول:
وتكون النَّصيحة لهم بإعانتهم على الحقِّ، وطاعتهم في طاعة الله، ودفع الظُّلم عنهم، وجمع الكلمة عليهم ما داموا قائمين بأمر الله.
– الطَّائفة الثانية: العلماء:
وتكون النَّصيحة لهم بِنَشر علمهم، وإحسان الظنِّ بِهم، وتقديرهم واحترامهم، وإعطائهم حقوقَهم، والدِّفاعِ عنهم، وغير ذلك.
– الصنف الخامس: ((وعامَّتِهم)):
وذلك بِتَعْبيدهم لِخالقهم، وتعليمهم ما يَنفعهم، وتَحذيرهم مِمَّا يضرُّهم، وكفِّ الأذى عنهم، وتوقير كبيرهم، ورحمة صغيرهم، والدِّفاع عن أموالِهم، وأعراضهم، وحُبِّك لهم ما تُحِبُّ لنفسك، وما أشبه ذلك.
فوائد النصيحة
1- النَّصِيحَة لبُّ الدين، وجوهر الإيمان.
2- النصيحة دليل حبِّ الخير للآخرين، وبغض الشرِّ لهم.
3- تكثير الأصحاب؛ إذ إنه يؤمن منه الجانب، وتقليل الحساد؛ إذ إنه لا يحب لغيره الشر والفساد.
4- صلاح المجتمع؛ إذ تشاع فيه الفضيلة، وتستر فيه الرذيلة.
5- إحلال الرحمة، والوداد مكان القسوة والشقاق.
6- من قام بها على وجهها يستحق الإكرام لا اللوم والتقريع.
كيف تقدّم النصيحة الفعالة
تكتسِب النصيحة مزيداً من الفعالية، إذا أُخِذت بعين الاعتبار وتم تطبيقها، ولكنْ ليست كل النصّائح فعّالة وإن مُنِحت بنيةٍ حسنة، والسبب في ذلك يعود أساساً إلى الطريقة والوقت الملائِمَين لفعل ذلك، وهنا بعض الأمورِ التي تجعل من المشورة رأياً ذي احترامٍ وأهمية ودرجة عالية من القبول لدى الآخرين.
1- الاستماع:
يجِب أن يأخذ الشخصُ وقتاً كافياً للتعبيرعن مشاكله، ويتأكد من فهمِ الطرف الآخر لقضيته فهماً جيداً كي يثق بالنصيحة التي سيتلقاها منهم، ويأتي هذا الشعور بالثقة من خلال طرح الأسئلة عليهم للحصول على فهمٍ أكبر للقضية، وهي بدورها طريقة لإبداء الرغبة الجادة في تقديم المساعدة.
2- التشجيع:
يُقصد به تحفيز الآخرين وإعطائهم الأمل بتوفّر الحلول وإمكانية التغيير نحو الأفضل، ويكون ذلك من خلال إشعارهم بأنّهم محلّ ثقة، وأنّ الإيمان بقدراتهم موجود، وهذا بدوره يجعلهم راغبون بسماعِ ما ستقوله، فالكثير من النّاس يعرفون الخيار الصحيح الواجبُ اتبّاعه، لكنهم يحتاجون إلى تأكيد ذلك من أشخاصِ يثقون بهم.
أهمية النصيحة
1- توجيه الشارع إلى أن النصيحة واجبة “لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم”، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن قوله: ” الدين النصيحة ” لمن هذه النصيحة؟ فأجاب بالسابق.
2- تنوع مصطلحات النصح في هذا التراث الإسلامي، فمرة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر، ومرة نصح، ومرة توجيه وإرشاد، فضلا عن حضوره في مصطلحات أخرى كالاحتساب والدعوة والرفق والإحسان إلى المخالف والستر… إلخ.
3- بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم في حصر الدين في النصيحة، حيث سمى ذلك كله دينا، فإن النصح لله يقتضي القيام بأداء واجباته على أكمل وجوهها، وهو مقام الإحسان، فلا يكمل النصح لله بدون ذلك، ولا يتأتى ذلك بدون كمال المحبة الواجبة والمستحبة ).
4- النصيحة دعامة من دعامات الإسلام، قال تعالى: ) … وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً… (.
5- في النصيحة إحياء لشّعيرة مفروضة على المسلمين؛ ألا وهي شعيرةِ الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر في واقع حياتهم وبيان حجّة أهل السنّة والجماعة وجهادهم لنصرة الحقّ بالقلم واللّسان.
6- إن في النصيحة أداء لحقوق المسلم على المسلم لحديث : ” بايَعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم على إقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والنصحِ لكلِّ مسلمٍ “.
7- إن النصيحة أحد مميزات المجتمع الإسلامي قال تعالى 🙂 الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ(.
آداب النصيحة
1- أن يقصد بها وجه الله تعالى.
2- أن لا يقصد التشهير.
3- أن تكون النصيحة في السر، قال بعض السلف: (من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبَّخه).
4- أن يكون النصح بلطف وأدب ورفق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه).
5- اختيار الوقت المناسب للنصيحة؛ لأن المنصوح لا يكون في كل وقت مستعدًا لقبول النصيحة، فقد يكون مكدرًا في نفسه بحزن أو غضب، أو غير ذلك مما يمنعه من الاستجابة لنصح الناصح.
6- العمل بالنصيحة التي توجهها للناس.
7- الصبر على الأذى في النصيحة.