ماهو العشق الحرام و ما هي أسباب التحريم وغير ذلك نفصله في هذا المقال.
محتويات المقال
مفهوم العشق
العشق مرض من أمراض القلب مخالف لسائر الأمراض في ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا تمكن واستحكم عز على الأطباء علاجه وأعيى العليل دواؤه وعشق الصور إنما تبتلى به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى المعرضة عنه، المتعوضة بغيره عنه، ومن هؤلاء من يجعلون لأنفسهم أخدانا ويعشق من خلال التواصل الاجتماعي والذي ينتج من خلاله كثير من البلايا وعظام الأمور التي تعرض الفتيان والفتيات للضياع، تضيع أوقاتهم وتضيع حسناتهم ويظهر منهم ما لا تحمد عقباه فمعظم النار من مستصغر الشرر فإنه سراب يجرهم للمهالك ويوردهم المآسي والمحن بأمراض نفسية كبيرة.
هل الحب حلال أم حرام
ما لا يستطيع القلب ردّه وهذا يُعرض على القلب: ولا دخل للإنسان فيه وهذا النّوع من الحب لا يأثم به المُسلم لأنّه خارج عن إرادته، وقد كان النّبي -صلّى الله عليه وسلّم – يطلب من ربّه أن يُسامحه على ميل القلب الذي لا يملكه الإنسان، فقد رُوِي عن السّيدة عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: كان رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- يُقسّم فيعدل، ويقول: (اللَّهُمَّ هَذَا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ فَلَا تَلُمْنِي فِيمَا تَمْلِكُ وَلَا أَمْلِكُ)، وما كان القلب فيه مُختارًا مُريدًا لفعل الحُب: وهو ما تنطلق فيه الجوارح بما تشاء من كلامٍ وغزل ومُراسلات مُحرّمة، وأحيانًا اختلاط وخُلوة، ممّا يُدمّر البيوت ويُفسد المُجتمعات ويدمر كل شيء في الأسرة هو الحرام
ماهو العشق الحرام
هو عشق محرم شرعاً وشريعة ً وهو حب المحارم، أي أن يحب الأخ زوجة أخية ..!! أو أن يحب زوج الأخت أختها، أو أن يحب زوج الأخت الأم ..!! وهكذا من أنماط لهذا الحب المزعوم، وأيضاً الحب الحاصل بين الذكر والأنثى من غير المحارم ولكن لا تطبق فيه قوانين الشريعة الإسلامية كالخلوة والتحدث وكل ما يفعله العشاق خلسة إلى غير ذلك.
أسباب تحريم الحب العاطفي
– انه يفسد الحواس… فنجد العاشق كأنه قد عمى عن عيون معشوقه فأصبح لا يرى الامميزاته… وكذا قد تراه قد أصبح أصم فهو لا يسمع الإ محاسنه… فهو كما قيل صورتك إذ عيني عليها غشاوة… فلما انجلت قطعت نفسي ألومها
– عدم رضا الله عنك… لأنك لو قال لك احد الشباب ( أنا اعشق أختك او أحبها)… ربما ضربته وقاطعته او قتلته مهما كان أحب أصدقائك… فما بالك وأنت مكانه… هل أنت راضى عن نفسك… ام هل إن الله راضى عنك.
– عذاب قلب العاشق بمعشوقه:- ولقد قال احد أهل العلم ( من أحب شيئا غير الله عذب به ولابد… والعشق أن استلذ به صاحبه فهو اشد درجات عذاب القلب… بدليل إننا نسمع عن من جلس طوال الليل قلقا على معشوقه لأنه لم يراه او يسمع صوته… وكثيرا ما نسمععن الذى لم يذق طعم النوم لأنه حبيبته هجرته وغير ذلك ).
– إن العاشق لا يملك معشوقه… وهنا نرد على من يقول ” إن الحب شيء لا يتحكم فيه الإنسان بل هو خارج عن الإرادة “، فانا اقصد بقولي إن العاشق لا يملكه… اى لا يملك معشوقه كي يفكر فيه… او يتحدث معه بلا مبالاة شبابية، او غير ذلك. ولست اقصد أن العاشق لا يملك دخول العشق إلى قلبه ولن أرد هنا بكلماتي… بل كلمات عمرين الخطاب رضي الله عنه حينما أتاه رجل وقال له أمير المؤمنين انى وقعت فى عشق امرأة فقال عمر ” لقد وقعت فى المحظور وعشقت مالا تملك”… وها نحن نرى عمر بن الخطاب قال له وعشقت مالا تملك… ولم يقل له وفعلت ما لا تملك.
علاج العشق
الإخلاص سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء التي هي ثمرته ونتيجته، فصرف المسبب صرف لسببه، ولهذا قال بعض السلف، العشق حركة قلب فارغ، يعني: فارغاً مما سوى معشوقه…
والعشق مركب من أمرين : استحسان للمعشوق، وطمع في الوصول إليه، فمتى انتفى أحدهما انتفى العشق، وقد أعيت علة العشق على كثير من العقلاء، وتكلم فيها بعضهم بكلام يرغب عن ذكره إلى الصواب، ثم قال: والمقصود أن العشق لما كان مرضاً من الأمراض، كان قابلاً للعلاج، وله أنواع من العلاج، فإن كان مما للعاشق سبيل إلى وصل محبوبه شرعاً، فهو علاجه، كما ثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء” فدل المحب على علاجين: أصلي وبدلي، وأمره بالأصلي: وهو العلاج الذي وضع لهذا الداء، فلا ينبغي العدول عنه إلى غيره ما وجد إليه سبيلاً. وروى ابن ماجه في ” سننه” عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “لم نر للمتحابين مثل النكاح”.