ما أهمية الحرية نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل معنى الحرية وهل حدد الشرع الإسلامي ضوابط للحرية ثم الختام الحرية من منظور مختلف تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.
محتويات المقال
ما أهمية الحرية
تًعد الحرية من أولى المطالب الإنسانيّة، حيث بدأت منذ وجود الإنسان، فهي من السِّمات والخصائص المهمّة التي لا يستغني عنها الإنسان، حيث تساعده على تحقيق متطلباته دون إجبار أو قيد، ولأهميّتها تحدّث عنها الشُّعراء والأدباء، وضحى الكثيرون لنيلها، وللإجابة بشيء من التفصيل عن سؤال: ما هي أهمية الحرية في حياة الأفراد والمجتمعات، فيما يأتي:
-تُعلم الحرية الإنسان على العطاء لنفسه ولمجتمعه أو للإنسانيّة بشكل عام.
-تعمل الحرية على تشخيص حالة المجتمعِ، وترشده لتقديم حلول للتّحديات والمشكلات التي تواجهه أخلاقيًّا وفكريًّا واجتماعيًّا وثقافيًا.
-تُعزّز الحريّة من شخصية الفرد ومكانته، وتسهمُ في نموّ المجتمع.
-الحرية تمكين الأفراد والجماعات من العمل بفاعلية لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم.
-تعمل الحرية في بناءَ الإنسان وتمنحُه عيشًا كريمًا وايضًا فرصًا للإنتاجيّة والابتكار.
-الحرية تروي عروقَ المجتمعَ فتعمل على تعزيز أساساته وأركانِه.
-تعمل الحرية على إعلاء قيمة التّنمية المستدامة، فالمُجتمعات الحرة أكثر فائدةً وإنتاجًا من غيرها.
-تُبعد الحرية الشّعور بالنقمة لدى أي شعب، وتُخلّصه من الإهمال واللامبالاة وممارسة العنف.
-تعمل الحرية من تعزيز مكانة الحكام لدى شعوبهم، وتعمل على ازدهار الأوطان وزيادة سَعادة الشّعوب.
-تعمل الحريّة على ترسيخ الأمن والسّلام في المجتمعات؛ حيث توفر الأجوار التي تتمتع بالحرية مكانًا فعّالًا للنقاشات المنطقية والهادئة، مما يزيد من التعبير السلمي للآراء والمعتقدات، كان هذا موجزًا مفصّلًا عن إجابة سؤال: ما هي أهمية الحرية.
معنى الحرية
-قبل التحدث عن ما هي الحرية يجب معرفة أصل هذا المصطلح، فالناظر في الكتب الغربية يجب أن كلمة الحرية هي كلمة غربية، كان يُعنى بها عند فلاسفة الغرب ومنظري الحرية بأنها الحرية المطلقة، حيث أجاب بعضهم على سؤال ما هي الحرية بقول: “اتخاذ القرار دون قيود”، ويعرفها البعض الآخر بقول: “فعل إنساني محرر من جميع العلل”، وبالتالي فمفهوم الحرية عند الغرب يعني أنه لا يوجد أي قيود على أقوال أي شخص، أو أي من اعتقاداتهم، أو أي قيد على أفعالهم، ومن الأمثلة على ذلك الحرية المالية عند الغرب حرية مطلقة دون أي قيود أو ضرائب، مما جعل المال في أيدي القليل من الأفراد وانعدم وجوده عند الباقي، وفي مقابل الغلو في حرية الفرد هناك ما يسمى بغلو الماركسية، والتي تقوم هذه الأخيرة على تغليب المجتمع على الفرد، حتى أصبح الفرد بلا حقوق أو حريات بحجة الصالح العام.
-لكن الحرية الحقيقية هي التحرر من عبودية أي أحد غير الله تعالى، والحرية الحقيقة تكون مشروطة في عدم الإضرار بالآخرين، أو التعرض لهم بالأذى الواقع على أبدانهم أو أرواحهم، كما يُشترط في الحرية عدم الإضرار بالنفس ذاتها، أو القيام بأي من الأفعال التي تساهم في ذهاب العقل، وأخيرًا يمكن القول بأن الحرية هي التي تراعي المجتمع ولا تخرج عنه، وبالتالي فإن تعريف الحرية هو: “امكانية الفرد اتخاذ القرارات التي تناسبه دون إجباره على فعل أي شيء لا يرضاه، وذلك في حدود عدم إيذاء الآخرين، حيث تنتهي الحرية عندما تتعدى حقوق الآخرين”.
هل حدد الشرع الإسلامي ضوابط للحرية
إن الحرية كما تقدّم هي تحرر الإنسان من من شهواته ومخاوفه، وعبوديته للخالق سبحانه، وعليه فإن الإنسان له بحبوحة من الاختيارات الخاصة طالما هي لا تعترض أوامر الله سبحانه في القرآن أو السنة النبويّة، ثم تبتعد عن ظلم الناس والتعدّي على حريّاتهم، ثم بعد ذلك هناك بعض الضوابط التي يمكن أن تُستقرأ كإشارات، منها
-الحريّة ليست مطلقة:
أنت في ملكوته سبحانه محكوم بقدرات وظروف، وبالتالي مهما حاولت فإنك لا تخرج عن كونك في ملكوته سبحانه، لذلك عليك أن تتأكد من أنك لا تتعدّى إلى ما يغضبه، وقد أمر سبحانه بالعدل واحترام الغير.
-الحريّة لها ثمن:
إنك حين تكون حرًا تكون مسؤولًا، حرية الإنسان تستلزم منه أن يفكر في أفعاله لأنه يتحمل نتائجها، لذلك العاقل مسؤول عند الله سبحانه.
-الحريّة تحفظ الكرامة:
الحر صاحب مروءة، لا يمكن مرء أن ينادي بالحرية، ثم يفع ما تمليه عليه نفسه، دون احترام لنفسه وغيره.
الحرية من منظور مختلف
في الفلسفة
بالنسبة إلى الفلسفة التي تُعدّ في منزلةٍ بين منزلتين أولهما العلم وثانيهما هو الفنّ، فإن الحريّة تشكّل مفهومًا محفوفًا بالمخاطر، لأنه في مكان تكثر فيه التعميمات التي تتعارضُ مع جوهر الفلسفة في البحث عن إجابةٍ للتساؤلات المطروحة، فالحرية هي المفهوم الذي يُشكّل وهمًا كبيرًا ألبَسَهُ الإنسان لنفسهِ عبر العصور المتعاقبة، كي يهرب الإنسان عن الاعتراف بحقيقتهِ لنفسه، وفلسفة الحرية بالدرجة الأولى هي فلسفة الذات الفاعلة، التي هي بالضرورة أعمّ من أي نسق، وأكبر من أي بنيوية فكر، ولا يتحقق معناها إلا بالخروج الفعلي إلى الموضوعية التي تهدف إليها الفلسفة في شتى مجالاتها ويُمكن القول بناءً على ذلك أن الحرية في الفلسفة هي القدرة على التصرف بأفكار الإنسان وسلكها في نُظُم غير محتومة المدى، وهي الحقيقة الأولى التي تسبق أي حقيقة، وهي التي تجعلُ بإمكانِ الفرد أن يُثبت أو ينفي، وأن يتحكم بما لديه قدرة على القيام به.
في القانون
إن القانون والحرية مفهومان لا ينفصل أحدهما عن الآخر في إعانة كل منهما للآخر، فالأول منهما يقوم بقيام الثاني وكذلك الثاني يقوم بالأول، وإن كانت الحرية بمفهومها العام نسبيةً في بعضِ سمات القانون، فالحرية لا تكونُ مَصونةً إلا برعاية القانون لها، وحين يكونُ القانون مُطلقًا لإنسانٍ يحكم جماعةً من الناس فإن حرية الفكر والضمير تبقى مقيّدةً ضمن دوائر لا مخرجَ لها إلا لمصلحةِ ذلك الإنسان، وحين تنفصل الحرية عن القانون لتصبح مُطلقةً في ذاتها فإنها لا تؤتي ثمرةً واضحة، ولا قيمة مُجدية، ومن خلال ربطهما ببعضهما تتولد إمكانية التقدم بالشكل الحيويّ والفاعل.
في الإسلام
إنّ الحرية في الإسلام هي التصرفات الواعية المنضبطة بما أمر الشرع الكريم بالتعامل وفقه من مكارم الأخلاق، واجتنابِ ما حذّر منهُ من انتهاكٍ لحرمات الغير في المجتمع، فهي التحرك المنظَّم ضمن حدود العقل والمنطق، بالإضافةِ إلى حُسنِ الأخلاق، ومصلحةِ الجماعة، وهذا ما يجعلُ الإسلام دينًا يُعطي كل ذي حقٍّ حقه وإن كان كل فردٍ في المجتمع يتصرّف بحريّةٍ مُطلقة، فلا يسمحُ بانتهاكِ لحقوقِ في حالٍ من الأحوال، ولا إيذاءٍ تحتَ أي مفهومٍ أو مسمّى، وذلك أيضًا ما يجعل الحفاظ على المجتمعاتِ أمرًا ممكنًا وساريًا في حيّز التطبيق الفعليّ، متوازنًا مع حاجات المرءِ ومُسايرًا لدينهِ ودنياه حتى يفوزَ بكليهما.