ما أهمية السياحة لمصر

كتابة هناء التويجري - تاريخ الكتابة: 25 أبريل, 2020 11:28
ما أهمية السياحة لمصر

أهمية السياحة لمصر من أهم وأكثر الأمور التي ينبغي تسليط الضوء عليها، حيث تعد نقطة مهمة وفارقة في السياحة المصرية، نقدم في هذا الموضوع نبذة عن أهمية السياحة لمصر و تأثير الدخل القومي في مصر على القطاع السياحي.

أهمية السياحة لمصر

يُعتبر قطاع السياحة في غاية الأهمية بالنسبة لأيّ دولة، لما له من تأثير إيجابي في بناء الاقتصاد والنهوض به، لذا تُعدّ السياحة في مصر من المصادر الأساسية للدخل القومي، بالإضافة إلى أنّها من أهم عوامل التنمية والازدهار في الدولة، وذلك لدورها في كسب العملات الأجنبيّة الصعبة، وإتاحة عدد كبير من فرص العمل للأفراد، حيث يُقدّر عدد الوظائف في قطاع السياحة بما يُقارب 4.5 مليون وظيفة أي ما نسبته 13٪ من الأيدي العاملة في الدولة.

تُعتبر جمهورية مصر العربية من أهم الدول الغنيّة بالحضارات، ومن أهم الدول الثقافية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، ممّا يجعلها محط أنظار السياح من كافة دول العالم للعالم للاستمتاع بالآثار المصرية القديمة، والأماكن السياحية، حيث تضُم المتاحف الكبرى على مستوى العالم قطع أثرية مصرية مهمّة. تَحتَضن الجمهورية المصرية أقدم الحضارات والأكثر نفوذاً على مرّ التاريخ، لذا يُمكن اعتبار هذه البلاد على أنها كنز للثقافة والتاريخ. تحتوي مصر على العديد من الدلائل التاريخية القديمة والتي تشتهر بها البلاد لهذا الوقت، ومنها الأهرامات في الجيزة، ومعابد أبو سمبل، في حين لا تقتصر أهمية السياحة في مصر فقط على الحضارات القديمة، بل إنها تمتد إلى طبيعة البلاد، حيث من الممكن ممارسة بعض الأنشطة مثل الاسترخاء، والسباحة، والغطس، والتي تتوفر في ساحل البحر الأحمر. تُعد مصر من ناحية نمو السياحة فيها ثاني أكبر وجهة في العالم، وذلك حسب إحصائية عام 2017م حيث سجّلت نسبة نمو حوالي 51%. وبالرجوع إلى عام 2016م شهِدت مصر انخفاضاً كبيراً في قطاع السياحة، حيث بَلغ 5.26 مليون زائر مقارنةً في عام 2015م والذي وصلَ إلى 9.1 مليون زائر، وقد يعود ذلك إلى الأوضاع السائدة في البلاد، التي ساهمت في تراجُع القطاع السياحي. تتمع البلاد بمناخ معتدل خلال فصل الشتاء من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر إلى شهر كانون الثاني/ يناير، مما يجعلها وجهة سياحية خلال هذا الفصل، أما في فصل الصيف فإن الطقس يكون حاراً ومشمساً، حيث إن أفضل الأوقات لزيارة مصر تكون من شهر تشرين الأول/ أكتوبر إلى شهر نيسان/ أبريل.

أهمية السياحة كمصدر للدخل القومى

  •  تُقدم السياحة فرصةً جيدةً لعدد من الصناعات في الدول السياحية المضيفة، ممّا يُساعد على رفع مستوى الدخل على الصعيدين القومي والفردي، إذ توفّر السياحة فرصاً للعمل في العديد من المجالات؛ كالفنادق، والمطاعم، وشركات السياحة المختلفة،
  • توفير عدد أكبر من وكالات تأجير السيارات، والمعدات الرياضية، ومحلات بيع الهدايا التذكارية، وغير ذلك الكثير، ويُساعد كلّ ذلك على إيجاد مستويات متنوعة من العمل للأفراد الذين يعيشون ضمن هذا المجتمع ممّا يُقلّل من البطالة.
  • في حال تمّ استثمار السياحة بشكل صحيح فسيوفّر ذلك الحصول على مستوى جيد من الدخل القومي، والذي يُمكن أن يُحقّق فائدةً كبيرةً لكلّ من البلد المضيف والمجتمعات المحلية، كما أنّه سيؤدّي إلى تحسين مستويات التعليم وتطوير البنية التحتية.
  • يُشكّل قطاع السياحة أحد أهم العناصر الداعمة للاقتصاد في العالم، لما له من دورٍ بارزٍ في تطوير البلاد وتنميتها. ويُعدّ القطاع السياحي في جمهوريّة مصر العربيّة، قطاعاً مهمّاً يتمّ التعامل معه كإحدى الصناعات الحرفيّة، وذلك عبر كافّة وسائل الإعلام في البلاد، خاصّة بعد أن تمّ استحداث وزارة خاصّة بها، هي وزارة السياحة، وتمّ افتتاح عددٍ من الجامعات والكليّات المختصّة بالقطاع السياحي والفندقي.
  • القطاع السياحي في الدولة المصريّة يرفد الدخل القومي من النقد الأجنبي ما نسبته حوالي خمسة وعشرين بالمئة، ويعود ذلك لما تمتلكه هذه الدولة من مقوّمات ثقافيّة وأيضاً تاريخيّة، ما يجعلها من أولى المدن المدّونة على الخريطة السياحيّة العالميّة، ويعود ذلك لوفرة السياحة بمختلف أنواعها، سواءً كانت سياحة أثرية، أو سياحة شاطئيّة، أو حتّى ترفيهيّة، إضافة إلى السياحة العلاجيّة، والسياحة الدينيّة.
  • إنّ الصناعة السياحيّة تُعتبر أهمّ النشاطات الاقتصاديّة، بل وأسرعها في النموّ على المستوى العالمي، إذ إنّها تساوي في حجمها ما يزيد عن ثلث تجارة الخدمات في العالم. يُلاحظ النموّ المتسارع في معدّل السياحة المصريّة السنويّة وبمعدّلات غير مسبوقة عمّا كانت عليه في الماضي، إذ إنّها حقّقت ما تقارب نسبته ثلاثة عشر بالمئة من إجمالي الدخل القومي وذلك فقط منذ عام ألف وتسعمئة وثلاثة وتسعين ميلادي، حتّى عام ألفين ميلادي.

تأثير الدخل القومي في مصر على القطاع السياحي

يعد الدخل القومي من أبرز الأمور المتأثرة بالقطاع السياحي، إذ يمارس السائح كافة أنشطته بالاعتماد على البنية التحتية المتوفرة في المنطقة كالفنادق والمطاعم ووسائل النقل، وبالتالي فإن هذه الخدمات تعود بالمنفعة المادية على الدولة والمجتمع والفرد، فالقطاعات المستفيدة جميعها ملك للدولة، وبتعبير أدق؛ فإن الدخل المترتب على السياحة يمثل التكلفة المالية التي يتكبدها السائح مقابل الحصول على الخدمات خلال رحلته وزيارته لمنطقة ما كالمواقع الأثرية والتاريخية، ومن ناحية مقابلة فإن هذه التكلفة المادية يدرها على هيئة إيرادٍ للدولة والوحدات الخدمية. أثر السياحة في ميزان المدفوعات: يتأثر ميزان المدفوعات بالقطاع السياحي من خلال إدرار كميات ضخمة من العملات الأجنبية، ومن المتعارف عليه ما تأديه من دور هام في دعم الميزان، وبالرغم من هذه الأهمية إلا أنه لا بد من تحقيق التوازن بين ما تم تحقيقه من عائد من العملات الأجنبية، والعملات الأجنبية المنفقة على استيراد المستلزمات الخاصة بالإنتاج بواسطة المنشآت السياحية، وبناءً على الفارق المتحقق بينهما يُحدّد مدى تأثير السياحة في ميزان المدفوعات، ويمكن في ذلك ظهور حالتين؛ هما وجود فائض في العملات في حال تفوق العائد ويكون الدور إيجابيًّا، بينما يكون سلبيًّا في حال كانت كلفة الإنفاق قد رجحت؛ فيكون ذلك دلالة على وجود عجز. أثر السياحة في إعادة توزيع الدخل القومي: تعد المدن الكبيرة المكتظة بالسكان من أكثر المناطق استقبالًا للمشاريع التنموية، وبذلك تتوفر كافة مستلزمات ومتطلبات الحياة العصرية على حساب ما يحتاج إليه أهالي الأرياف والمناطق النائية، إذ تعاني الفئة الأخيرة من نقصٍ شديد لمثل هذه المستلزمات، إلا أن وجود وانتشار المواقع الأثرية والتاريخية يساهم في منح المناطق أهمية سياحية كبيرة يتوافد إليها السياح للاستمتاع والاطلاع على المعالم الأثرية والتاريخية، ومن هذه الجهة تتقلد الحكومة والجهات المسؤولة عن قطاع السياحة مسألة توزيع الدخل القومي وتحقيق التوازن من خلال إقامة المشاريع التنموية في كافة أنحاء البلاد.

بعض المعالم السياحية في مصر

هناك العديد من المعالم والأنشطة السياحية الجديرة بالزيارة والتجربة في مصر، وفيما يلي بعضاً منها: نهر النيل: هو أطول نهر في العالم، حيث يبلُغ طوله 6,695 كيلومتراً تقريباً ويصُب في البحر المتوسط، ويُمكن لزوار نهر النيل زيارة مناطق مصرية أُخرى من خلاله، وأهمها مدينة الأقصر، ومدينة أسوان، بالإضافة إلى أن رحلة نهر النيل الترفيهية تُمكن السياح من اختيار القارب المناسب لهم من بين العديد من القوارب المتاحة والتي تتفاوت ميزانيتها، وذلك حسب فخامة السفينة والأنشطة المُقدمة فيها. رحلات السفاري الصحراوية: إن معظم أراضي مصر لها طبيعة صحراوية، حيث تُشكل نسبة 90% تقريباً، مما يجعل منها بيئة مناسبة جداً للمغامرات الصحراوية. الأهرامات: تقع الأهرامات في مدينة الجيزة على أطراف مدينة القاهرة، وتتكون من ثلاثة أهرامات وهي هرم خفرع، وهرم منقرع، وهرم خوفو العظيم الذي يُعد أكبرهم حجماً، وهو إحدى عجائب الدنيا السبع إذ تم نحته من كتلة واحدة من الحجر، وقد تم بناء هذه الأهرامات وأبو الهول قبل حوالي 4,500 عام، حيث إن كل هرم يضُم قبر لفرعون مصري مختلف. معبد إيزيس: يعود تاريخ هذا المعبد إلى عام 370 قبل الميلاد، إلا أن عبادة إيزيس كانت موجودة في القرن السابع قبل الميلاد، وقد تم إقامة هذا المعبد في جزيرة فيلة، وحالياً تم نقله إلى جزيرة أجيلكيا وذلك حمايةً له، لمنع تعرُضه للفيضانات.

بعض المدن السياحية في مصر

إنّ أهميّة السّياحة في مصر تأتي بسبب وجود كثير من المعالم السّياحيّة التي يقصدها السياح، نذكر منها: القاهرة: تعتبر مدينة القاهرة من أكبر المدن المصرية إذ يسكنها 17 مليون نسمة من مجمل عدد سكان مصر، وكانت تسمى في عهد الفراعنة باسم “من خر” التي تعني المدينة الجميلة، ويمر نهر النيل فيها، ويعد من أطول أنهار العالم، ويجذب الكثير من السيّاح إليه، بالإضافة إلى وجود عدد من الأحياء المائية التي توفر خدمات سياحية وترفيهية من خلال ركوب القوارب والسفن، وصيد الأسماك، كما يعتبر نهر النيل معبراً للضفة الأخرى. وتقام في القاهرة عدة مهرجانات سنوية، كمهرجان القاهرة السينمائي، ومهرجان الطبول، ومهرجان موسيقى الجاز وغيرها، كما تمتاز القاهرة بوجود أهم المراكز الثقافية. وتشتهر القاهرة بتراثها العريق وموقعها الاستراتيجي، كما تتميز بوجود الآثار التاريخية فيجد السائح فيها المتاحف، كالمتحف المصري الذي يحوي أكبر مجموعة أثرية من آثار الفراعنة، والمتحف القبطي، ومتحف الخزف، ومتحف السكك الحديدية، ومتحف الزراعة.

الآثار الإسلامية في مصر

أما الآثار الإسلامية فيمكن للسائح أن يجد العديد منها، مثل: مسجد عمرو بن العاص؛ وهو أول مسجد بني في مصر وإفريقيا، حيث بناه عمرو بن العاص في مدينة الفسطاط، والأزهر الشريف، وجامع ابن طولون، وقلعة صلاح الدين الأيوبي التي تعتبر من أضخم القلاع الحربية التي بنيت في العصور الوسطى. الإسكندرية: تعد مدينة الإسكندرية ثاني أكبر مدينة بعد القاهرة، وتلقب بعروس البحر الأبيض المتوسط، وهي مدينة ساحلية تأسست في القرن الرابع قبل الميلاد، حيث تمتد أراضيها على نحو 70 كم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتقع شمال غرب دلتا النيل، بينما من الجنوب فتحدها بحيرة مريوط، ومن الشرق خليج أبو قير ومدينة إدكو، ومن الغرب سيدي كرير، وأهم ما يميز المدينة مكتبتها القديمة التي تضم أكثر من 700 ألف مجلد، كما تضم منارة الإسكندرية التي يصل ارتفاعها إلى نحو 35 متراً، وعُدّت فيما مضى من عجائب الدنيا السبع قبل دمارها في زلزال عام 1307م.

كما أن مدينة الإسكندرية تضم أكبر ميناء بحري في مصر، كما يوجد فيها الكثير من المتاحف والآثار التاريخية، مثل: قلعة قايتباي، وعمود السوارى، والكثير من الأماكن الترفيهية، كالمسارح، ودور السينما، والميادين العامة، والحدائق، والمراكز التجارية، كما توجد فيها العديد من القصور، مثل: قصر المتنزه، وقصر رأس التين، وقصر أنطونيادس، وقصر الصفا، بالإضافة إلى المعالم التاريخية الأُخرى، كالمسرح الروماني، ومقابر مصطفى كامل الأثرية، ومقابر الأنفوشي الأثرية، والمتحف اليوناني الروماني، ومتحف المجوهرات الملكية. الأقصر: مدينة الأقصر أو كما كانت تسمى بطيبة عاصمة الفراعنة، تأسست في عهد الأسرة الرابعة الفرعونية قرابة 2575 ق.م، وتبعد عن القاهرة قرابة 670 كم، ولشدّة ثرائها بالآثار القديمة يعتقد بعض علماء الآثار أنّها تضمّ ثلث آثار العالم، فهي تضم من الجانب الشرقي لنهر النيل كلاً من معبد الأقصر، ومعبد الكرنك، وطريق الكباش الذي يربط المعبدين، ومتحف الأقصر، أما من الجانب الغربي فتضم كلاً من وادي الملوك، ومعبد الدير البحري، ووادي الملكات، ودير المدينة، ومعبد الرامسيوم، وتمثالي ممنون، كما يوجد فيها الكثير من المعالم السياحية، كمتحف التحنيط، ومعبد حتشبسوت. ومن الجدير بالذكر أنّ المساجد توجد بكثرة في مدينة الأقصر، مثل: مسجد الشيخ الحفني ومسجد أبي الحجاج الأقصري.



528 Views