ما معنى الخيانة نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجمعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل أنواع الخيانة للخيانة و أسباب خيانة الزوجة ثم الختام الأحاديث النبوية التي حذَّرت من الخيانة تابعوا السطور القادمة.
محتويات المقال
ما معنى الخيانة
تعتبر الخيانة واحدةً من أبشع الصفات التي قد يتصف بها الإنسان، فهي مناقضةً للأخلاق الحميدة والتربية والمسؤولية وللدين أيضاً، وتتنوع مفاهيم الخيانة، فهي لا تقتصر على معنىً دون آخر، فقد تعني أحياناً خرق ونقض الاتفاقات الموجودة بين طرفٍ وطرفٍ آخر، بالإضافة إلى الميل لطرفٍ ثالثٍ في العلاقة الثنائية بين الرجل والمرأة، وتعرف كذلك بأنها تخييب أمل شخص ما عن طريق بعض الأفعال السيئة وغير المتوقعة، كما أنّها تعنيى انعدام الثقة تجاه الشخص المقابل، وهي أيضاً عدم الوفاء، وتتنوّع الخيانة وتتعدد أشكالها، ويسمّى الشخص الفاعل للخيانة بالخائن أو الغادر أو الغدار وتعتبر الخيانة من أكثر التجارب المؤلمة التي قد يتعرض لها الإنسان خلال حياته، فهي تجلب الحزن والصدمة الكبيرة للشخص الذي يتعرض لها.
أنواع الخيانة للخيانة
أنواع وأشكال متعددة، ومنها:
-خيانة الثقة
تعتبر خيانة الثقة إحدى أنواع الخيانة الشائعة للغاية والمشهورة بين الناس، وهذه الخيانة تختلف في أشكالها باختلاف طبيعة العلاقة بين الأطراف المعنية، فالناس تعتمد على بعضها البعض وتعطي بعضها الثقة الكاملة على أمل ألّا تخان هذه الثقة، فالأصدقاء يدلون بأسرارهم لبعضهم منذ الصغر ويشاركون أفكارهم ومشاعرهم، وهذا يرجع أهمية الثقة في بناء العلاقات، ودونها لا يمكن للعلاقات الشخصية العميقة أن تستمر، وتكون خيانة هذه الثقة عن طريق إفشاء الأسرار لشخص آخر، أو استخدام هذه الأسرار والمعلومات لأغراض تضر بالطرف الآخر، وهو ما يؤدي إلى تدهور العلاقة أو انتهائها، وهو ما يسبب الألم والحزن للشخص كذلك.
– الكذب وإخفاء الحقيقة
يعتبر الكذب واحداً من أشكال الخيانة، فعندما يتشارك الناس المعلومات فإنهم يعتمدون على صدق الشخص الذي أمامهم في نقل المعلومة ويستبعدون عادة أن يكون كاذباً يقدّم لهم معلومات خاطئة، وتقوم العلاقات جميعها على تبادل هذه المعلومات والاعتماد على موثوقيتها سواء في علاقات الإنسان الشخصية أم علاقاته الرسمية في العمل وغيره، ولذلك فإن مشاركة وإعطاء المعلومات الكاذبة للشخص الآخر يعتبر شكلاً من أشكال الخيانة؛ فهذا الأمر ينفي الثقة القائمة في العلاقة ويضر بمصلحة الطرف الآخر، وكذلك إخفاء الحقيقة، فإخفاء الحقيقة يعتبر نوعاً من أنواع الكذب وبالتالي من أشكال الخيانة.
– خيانة الدولة ومكان العمل
تعتبر خيانة الدولة من أشكال الخيانة المعروفة، فخيانة الوطن تكون عن طريق التحالف مع الأعداء والجهات الخارجية التي تعمل على هدم مصالح الدولة، فيمكن لهذه الخيانة أن تكون عن طريق التحالف الصريح أو الضمني من خلال نقل المعلومات وإفشاء أسرار الدولة والمساعدة بإلحاق الضرر بها بكافة الأشكال، وتقوم هذه الخيانة بشكل أساسي على الإطاحة برئيس الدولة أو بحكومتها، وتنطبق أيضاً على الإطاحة برئيس العمل أو المنظمة التي يعمل بها الشخص.
– الخيانة العاطفية
تشمل الخيانة العاطفية خيانة الشريك عن طريق الدخول بعلاقة عاطفية مع شخص آخر والتقرب منه ومعاملته على أنه حبيب، وهو ما يؤدي إلى إيلام الشخص الآخر وإلحاق الضرر به وبمشاعره، كما أن التحدث عن الشريك ومشاركة أسراره مع هذا الشخص تعتبر من أنواع الخيانة العاطفية، وتشمل كذلك خيانة الشريك عن طريق عدم التواجد بجانبه عندما يكون بحاجة لذلك، والتخلي عنه وعدم تقديم الدعم والعون الذي يطلبه، كما وتشمل عدم تخصيص الوقت للشريك وقضاء الوقت كله مع الأصدقاء.
أسباب خيانة الزوجة
للزوج توجد مجموعة من الأسباب التي تؤدّي للخيانة الزّوجية، وفيما يأتي ذكرها:
-توقّع الكثير من شريك حياتها:
تظن بعض النساء أنه من واجب الزوج أن يلبي احتياجاتها على مدار السّاعة، وعندما لا تحصل على هذا الاهتمام تبحث عنه خارج عش الزوجية، كأن تكون طماعةً وغير قنوعةً، أو أنها كانت تحلم بزوج مثالي لا يشبه زوجها، فتبقى تنتظر أحدًا غير زوجها يشبع هذه الحاجة عندها.
-تعرّضها لصدمة عاطفية:
إذ أحيانًا تتعرض الفتاة في بداية حياتها أو عند نضوجها لصدمة عاطفية أو تحرش جنسي، فتصبح عندها ردة فعل عكسية تدفعها للخيانة حتى تُشعِر نفسها أنّها قادرة على التّعامل مع تلك الصّدمة والسيطرة عليها، ويمكن أن تخون المرأة زوجها كردة فعل عن خيانته لها، إذ تشعر أنه أهدر كرامتها، ولم يحترم تضحيتها وحبّها له، فتقودها عواطفها وانفعالاتها إلى رد تلك الخيانة بالتعرف إلى رجل آخر.
-عدم الثقة بالنفس:
فقدان المرأة ثقتها بنفسها، وتقديرها لشخصها واحترامها لذاتها تدفعها للانجراف وراء أي إطراء من رجل آخر غير زوجها ظنًا منها أنه يعزز من ثقتها بنفسها وأنوثتها وحبها لذاتها.
-الإهمال:
قد ينشغل بال الرجل بضغوط العمل ومشاكل الحياة، وتأخذه من زوجته وأولاده، وتصرفه عن الاهتمام والاعتناء بهم، أو السؤال عنهم، ولا نعني بالاهتمام جلوس الرجل مع زوجته لساعات معينة وقول المديح لها أو الإطراء فقط، وإنما أيضًا قد يكون بمواساتها ومعرفة أخبارها وهُمومها والرّأفة بحالها بمواقف الحزن التي تمر بها، والاعتناء بصحتها ومعرفة حاجاتها، وعند إهمال هذه الأمور الحسّاسة من قِبَل الزوج فإن الزوجة تشعر بوحدةٍ وتلجأ لغيره.
-غياب الألفة والمودة بينهما:
تشعر المرأة بأهميّتها عند شعورها بأنها على ارتباط مع شريكها ومع مشاعره من خلال الألفة والمودّة وطريقة المزاح معها، وفعل الأمور المُمتعة سويًا وتقدير مشاعرها، ويكون الغياب عند امتناع الزوج عن مغازلة زوجته ومعاملتها مُعاملةً غير مُميّزة، في حين يعتقد هو أن توفير المتطلبات المالية وعدم اللّجوء إلى الضّرب أو الإهانة يكفي لتشعر الزوجة بحبّه، وتحتاج في الحقيقة المرأة إلى سماع كلام الغزل والإطراء والمواساة، وفي حال فقدت ذلك كله تتجه إلى البحث عنه خارجًا عن طريق إقامة علاقات والتعرف على غيره من الرجال.
ارتباكها بسبب كبر المسؤولية التي تقع على عاتقها:
عندما لا تجد المرأة التّقدير والمساندة في حمل تلك المسؤولية قد تلجأ للخيانة، وعلى الرغم من حُبّها لزوجها ومنزلها وأطفالها، إلّا أن الدراسات تدل على أن هذه الفئة من النساء تخون حتى تقدر على متابعة أمور حياتها الطبيعية.
-الشعور بالوحدة:
توجد العديد من الأسباب التي يمكن أن تجعلها تشعر بالوحدة، ربّما تكون عدد ساعات عمل زوجها الطّويلة، أو عدم تواجد الزّوج عاطفيًا، وقد ينتج ذلك عن سفر الزوج للعمل والاستقرار في الخارج، أو السفر الكثير لأغراض السياحة والعمل، أو انشغاله بالخروج مع أصحابه وتركها وحيدةً في المنزل، في حين أنها تحتاج إلى رفيق وزوج يكون لها سندًا ومُحبًا، وتحتاج شخصًا تتكلم معه وتفرغ ما في داخلها من كلام وهموم، ومهما كان السبب فهي تبحث عن هذا التّواصل عن طريق الخيانة.
الأحاديث النبوية التي حذَّرت من الخيانة:
إنَّ الأحاديث النبوية المُطهرة بها ما يسدُّ الذرائع أمام هذه الآفَة الخطيرة بكلِّ أشكالها، ما صغر منها وما كبر، وما قلَّ منها وما كثر:
– عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((من تقوَّل عليَّ ما لم أقل، فليتبوَّأ مقعده من النَّار، ومَن أُفتيَ بفتيا بغير علمٍ، كان إثم ذلك على مَن أفتاه، ومَن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير رُشد، فقد خانه))؛ (صحيح الجامع الصغير).
– عن أبي سعيد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لكلِّ غادرٍ لواء عند استِه يوم القيامة))، وفي رواية: ((لكلِّ غادر لواءٌ يوم القيامة، يُرفع له بقدر غدره، ألَا ولا غادر أعظم غدرًا من أمير عامَّة))؛ (رواه مسلم)، است: مؤخَّرُ الشَّخص، حلْقة الدُّبُر (مؤنَّثة).
– عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آيَة المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا اؤتمن خان))؛ (رواه البخاري ومسلم).
– عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ خيركم قرني، ثمَّ الذين يَلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يكون قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويَخونون ولا يؤتمنون، ويَنذرون ولا يُوفُون، ويظهر فيهم السِّمن))؛ (متفق عليه)، السِّمَن: البدانة، وكثرة اللَّحم والشحم.
– عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على النَّاس سنوات خدَّاعات؛ يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصَّادق، ويُؤتمن فيها الخائنُ، ويُخون فيها الأمين، وينطِق فيها الرُّوَيْبِضة))، قيل: وما الرُّويبِضة؟ قال: ((الرجل التَّافِه في أمر العامَّة))؛ (رواه ابن ماجه).