سنتعرف من خلال مقالتنا اليوم على مقدار زكاة الفطر وماهي نسبة كل فرد من الزكاة من خلال ما مقدار زكاة الفطر.
زكاة الفطر
زكاة الفطر هي أحد أنواع الزكاة الواجبة على المسلمين، تدفع قبل صلاة عيد الفطر، أو قبل انقضاء صوم شهر رمضان، وهى واجبة على كل مسلم، قادر عليها، وأضيفت الزكاة إلى الفطر لأنه سبب وجوبها، وتمتاز عن الزكاوات الأخرى بأنها مفروضة على الأشخاص لا على الأموال، بمعنى أنها فرضت لتطهير نفوس الصائمين وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال مثلاً.
على من تجب؟
تجب على كل مسلم يكون لديه ما يزيد عن قوته وقوت عياله وعن حاجاته الأصلية في يوم العيد وليلته، ويلزم المسلم أن يخرج زكاة الفطر عن نفسه وزوجته وعن كل من تلزمه نفقته ويستحب إخراجها عن الجنين الذي أتم أربعين يوماً في بطن أمه أي نُفخت فيه الروح.
وتجب على المستطيع، حيث قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَكُلُّ مَنْ دَخَلَ عَلَيْهِ شَوَّالٌ وَعِنْدَهُ قُوتُهُ وَقُوتُ مَنْ يَقُوتُهُ يَوْمَهُ وَمَا يُؤَدِّي بِهِ زَكَاةَ الْفِطْرِ عَنْهُ وَعَنْهُمْ أَدَّاهَا عَنْهُمْ وَعَنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا مَا يُؤَدِّي عَنْ بَعْضِهِمْ أَدَّاهَا عَنْ بَعْضٍ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ إلا سِوَى مُؤْنَتِهِ وَمُؤْنَتِهِمْ يَوْمَهُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ وَلا عَلَى مَنْ يَقُوتُ عَنْهُ زَكَاةُ الْفِطْرِ. الأم ج2 باب زكاة الفطر.
ويخرج الإنسان عن نفسه وزوجته – وإن كان لها مال – وأولاده الفقراء ووالديه الفقيرين، والبنت التي لم يدخل بها زوجها. فإن كان ولده غنياً لم يجب عليه أن يخرج عنه، ويُخرج الزوج عن مطلقته الرجعية لا الناشز ولا البائن، ولا يلزم الولد إخراج فطرة زوجة أبيه الفقير لأنه لا تجب عليه نفقتها.
حكمة مشروعيتها
وقد أوجب الإسلام هذه الزكاة تطهيراً لنفوس الصائمين في رمضان، وقربةً لله تعالى، وشكراً له على نعمتيْ الحياة والصحة، كذلك تكفيراً عن الذنوب التي ارتكبت خلال هذا الشهر الفضيل؛ من اللغو والنميمة والسبّ والشتم وغيرها، كما أنها طعمة للفقراء والمساكين ليشاركوا الأغنياء فرحة العيد، فلا يبقى أحدٌ محتاجاً للطعام أيام العيد. وفي ذلك قال ابن عباس: “فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنْ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاةِ فَهِيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنْ الصَّدَقَاتِ». وهذا يدل على وجوب دفعها قبل صلاة العيد كي تُقبَلَ زكاةُ مؤدّيها، أما أداؤها بعد انقضاء صلاة الفطر فتحسب عند الله صدقةً عادية.
مَن تجبُ عليهم زكاة الفطر
تجبُ زكاة الفطر على كل مسلم قادرٍ مستطيع، بمعنى أنه يجد ما يزيد عن حاجته خلال أيام العيد ولياليه من الطعام، وهي زكاة عن جميع أفراد البيت؛ عن ربّ الأسرة وزوجته وأولاده الفقراء ووالديه الفقيريْن، كما يستحبّ أن تدفعَ أيضاً عن الجنين في بطن أمّهِ، الذي أتمّ أربعين يوماً من عمره، كما لا يجوز للزوجة أن تدفعها عن نفسها وإن كانت غنية، كما تدفع عن البنت العزباء لأنها واجبةٌ من ربّ الأسرة فقط.
موعد زكاة الفطر
يجب أن تخرج في ميعاد معين وأما تحتسب صدقة وليست زكاة، لذا أوجب بعض الفقهاء إخراج زكاة الفطر قبل إنتهاء رمضان بيومين حتى فجر يوم العيد قبل الخروج لصلاة العيد كما قال رسولنا الكريم في حديثه الشريف، قال ابن عباس، “فَرَضَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زكاة الفطرِ طُهرَةً للصائمِ من اللغوِ والرفثِ وطُعْمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولَةٌ، ومنْ أدَّاها بعدَ الصلاةِ فهيَ صدقةٌ منَ الصدقات”.
الحكمة من إخراج زكاة الفطر
طهرة للصائم فالشرع يحرص على تطهير الصائمين من الذنوب والمعاصي، وأن يرجعوا ما انخرق من صيامهم، فصدقة الفطر كسجدتي السهو للصلاة، تكملان ما نقص، تجبران النقص أو الخلل وهكذا صدقة الفطر من أهميتها أنها تجبر خلل الصيام، وما أكثر ما يقع من الخلل من قبلنا إذاً فهي طهرة للصائم.
طعمة للمساكين لأن يوم العيد يوم فرح ولا يريد الشرع أن يوجد في المسلمين في يوم فرحهم من يمد يده ولا يريد الشرع أن يوجد في يوم فرح المسلمين من هو جائع إذن أغنوهم بها عن السؤال في ذلك اليوم حتى يعيش المسلمون كلهم في فرحة.
مقدار زكاة الفطر
أنها محدودة بصاع لم يرهق الشرع الناس ما فرض عليهم أكثر من صاع عن كل شخص، وهذا الصاع وحدة حجمية يختلف وزنه بحسب ما يوضع فيه، فوزن صاع التمر يختلف عن وزن صاع القمح يختلف عن وزن صاع الأرز وهكذا وإن كان هناك تقارب فهي لا تتجاوز ثلاثة كيلو غرامات من الطعام الموضوع في الصاع نلاحظ أيضاً أن دائرة مخرجي زكاة الفطر أوسع من دائرة مخرجي زكاة المال من جهة أن المال له نصاب فمن ملك أقل من النصاب لا يجب عليه إخراج زكاة المال لكن صدقة الفطر تجب على كل من ملك زيادة عن قوته يوم العيد فكل من ملك زيادة عن قوته وقوت عياله يوم العيد يجب عليه أن يخرج زكاة الفطر، فإذن عدد مخرجي زكاة الفطر أكثر من زكاة المال يعني كأن هذه العبادة حتى لأشباه المساكين مشمولون بها، ولذلك قالوا إن الفقير إذا إجتمع عنده صبيحة يوم العيد أكثر من قوته وقوت عياله يخرج عن نفسه وعياله، ولو مما إجتمع عنده من الطعام نلاحظ أيضاً أن هذه الزكاة مفروضة في الطعام تحديداً، فليست في النقد أو الذهب والفضة أو الأوراق النقدية وليست في الثياب وليست في أنواع كثيرة من المال إنما هي في الطعام تحديداً.