ما هو الاسلام الحقيقي

كتابة مصطفى محمود - تاريخ الكتابة: 12 أغسطس, 2018 1:48 - آخر تحديث : 23 يوليو, 2021 1:53
ما هو الاسلام الحقيقي

ما هو الاسلام الحقيقي ماهو مفهوم الاسلام الصحيح وخصائص وملامح الاسلام كل ذلك نقدمه لكم في هذا الموضوع.

يبدو أن هنالك اليوم أكثر من إسلام في حياتنا، فكل حزب بما لديهم فرحون، من إسلامٍ يفصّلونه حسب مقاسات الحزب أو حسب مزاج رجل الدين الذي ينتمي إليه الحزب السياسي. هناك إسلام المذهب وهناك إسلام الرجل السياسي وآخر للجماهير وهكذا، ولهذا نجد أن الإسلام الذي جاء رحمة للعالمين غير موجود على الإطلاق، أو أنه بات غريباً في ظل تجاذبات الأهواء والسياسة والمصالح الحزبية، ومن هنا لن تجد المسلم الذي يأمن البشر من لسانه ويده في صراعات الحاضر إلا ما شذ وندر.

مفهوم الإسلام الصّحيح

لا شكّ بأنّ الله سبحانه وتعالى قد بيّن في كتابه العزيز الطّريق المستقيم لعباده، كما جاءت السّنّة النّبويّة لتشكل منارة هدى لملايين المسلمين على امتداد المعمورة نحو ما يصلح حالهم في الدّينا والآخرة ويحقّق لهم الأمن والسّعادة ورغد العيش، قال تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153].
الإسلام الصّحيح يمثّل الطّريق المستقيم الواضح الذي يعرف من خلال ملامحه الظاهرة، وعلاماته النّيرة، وسماته الجميلة التي تحثّ على كلّ خيرٍ ومعروف وفضيلة وتنهى عن كلّ سوءٍ ومنكر ورذيلة.

خصائص وملامح الإسلام الصّحيح

يستطيع الإنسان أن يدرك مفهوم الإسلام الصّحيح المتميّز عن الفهم المغلوط له عندما يدرك خصائص هذا الدّين العظيم في الحياة، ومن هذه الخصائص نذكر :
أن الإسلام الصّحيح هو دين الوسطيّة والاعتدال، قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة:143]، وإنّ وسطيّة الإسلام تتجلّى في مظاهر كثيرة في الحياة، فهو لا يكلّف النّفس الإنسانيّة ما لا تطيق من التّكاليف الشّرعيّة أو الفروض الرّبانيّة، كما أنّه يدعو المسلمين إلى الوسطيّة في كلّ شيء ففي الإنفاق المادي ينبغي على المسلم أن لا يجعل يده مبسوطة، حيث يدخل في الإسراف والتّبذير، ولا أن يجعلها مغلولة إلى عنقه، وكذلك الحال في تعامله مع النّاس وحكمه عليهم وقضائه فيهم.
أنّ الإسلام هو دين الرّحمة والتّسامح والعفو، فمن ميّزات الدّين الصّحيح أنّه دين تسامح مع النّاس لا يتعامل معهم بأسلوب الغلظة والشّدّة وإنّما يأخذ الجميع بالرّفق واللّين والعفو عند الإساءة، فالقوّة والإعداد في الدّين هو وسيلة لتحقيق غاياتٍ مشروعة وأهدافٍ نبيلة لحفظ الأمّة وردع أعدائها، وليست الشّدّة والقوّة غايةً في ذاتها.
أنّ الإسلام هو دين الرّبانيّة، فالمسلمون منضبطون في سلوكهم اليوميّ وتعاملهم مع بعضهم بأحكام هذا الدّين العظيم وحدوده و تشريعاته، ولا شكّ بأنّ ذلك يضمن أن يسير المسلمون وفق ما أراده الله لهم من منهج تستقيم به أحوالهم، بعيداً عن هوى النّفس والأمزجة التي تؤدّي إلى الانحراف والزيغ.

ما هو الإسلام، وبماذا يؤمن المسلمين؟

تأسس الدين الإسلامي في بداية القرن السابع الميلادي بواسطة شخص يدعى محمد. قال بأن الملاك جبريل قد زاره. في خلال هذه الزيارات الملائكية التي استمرت حوالى 23 عاماً حتى موت محمد، يزعم أن الملاك أوحى إلى محمد بكلمات الله. هذا الوحي الذي أملي عليه هو ما يكوِّن القرآن، الذي هو كتاب الإسلام المقدس. يعلم الإسلام أن القرآن هو الكلمة العليا وهو آخر وحي من قبل الله.
المسلمين، وهم أتباع الدين الإسلامي، يؤمنون أن القرآن هو كلمة الله الكاملة والموجودة منذ الأزل. وفوق هذا يرفض الكثير من المسلمين وجود القرآن بأية لغات أخرى. فالترجمات لا تعتبر نسخاً موثقة من القرآن الذي يوجد باللغة العربية فقط. ورغم أن القرآن هو الكتاب الرئيسي الذي يؤمنون به، إلا أن السنة تعتبر ثاني مصادر العقيدة الدينية. لقد كتب الصحابة السنة وهى تحتوي على أقوال محمد وأفعاله وما أقره.
إن المعتقدات الرئيسية في الإسلام هي أن الله هو الإله الوحيد الحقيقي، وأن محمد كان نبي الله. ويمكن أن يصبح الشخص مسلماً بمجرد إقراره بهذين العقيدتين. إن كلمة “مسلم” تعني “الشخص الذي يسلم لله”. ويدعي الإسلام أنه الديانة الوحيدة الحقيقية التي إشتقت منها الديانات الأخرى (بما فيها اليهودية والمسيحية).
يؤسس المسلمون إيمانهم على خمسة أعمدة/أركان:
1. الشهادة: “لا إله إلا الله، ومحمد رسول الله.”
2. الصلاة: يجب أداء خمس صلوات يومياً.
3. الزكاة: تقديم المال للفقراء بما أن الكل يأتي من الله.
4. الصوم: بالإضافة إلى الصوم المتفرق، يجب أن يصوم كل المسلمين شهر رمضان (الشهر التاسع من العام الهجري).
5. الحج: الحج إلى مكة الذي يتم على الأقل مرة في عمر الإنسان (خلال الشهر الثاني عشر من العام الهجري).
هذه الأركان الخمسة، وهي إطار الطاعة للمسلمين، تؤخذ بمنتهى الجدية والحرفية. فدخول المسلم إلى الجنة يتوقف على طاعته لهذه الأركان الخمسة.
توجد عدة تشابهات وإختلافات جوهرية بين الإسلام والمسيحية. فمثل المسيحية يؤمن الإسلام بإله واحد ولكن على خلاف المسيحية يرفض الإسلام مفهوم الثالوث. يقبل الإسلام أجزاء من الكتاب المقدس مثل أسفار الشريعة والأناجيل ولكنه يرفض أغلب الكتاب المقدس على أنه محرف وغير موحى به من الله.
يدّعي الإسلام أن يسوع كان مجرد نبي وليس إبن الله (الله فقط هو الإله بحسب الإسلام، فكيف يكون له إبن؟) يؤكد الإسلام أن يسوع رغم ميلاده العذراوي هو مخلوق مثل آدم من تراب الأرض. يؤمن المسلمين أن المسيح لم يمت على الصليب؛ وبهذا ينكرون أحد تعاليم المسيحية الأساسية.
وأخيراً، يعلم الإسلام أن دخول الجنة يكون من خلال الأعمال الصالحة وطاعة القرآن. وفي المقابل يبين الكتاب المقدس أن الإنسان لا يستطيع أن يصل بمجهوده إلى مقياس قداسة الله. فيمكن أن يخلص الخطاة فقط بسبب رحمة الله ومحبته ومن خلال إيمانهم بالمسيح. (أفسس 2: 8-9).
من الواضح أنه لا يمكن أن يكون كل من الإسلام والمسيحية صحيحين. فإما أن يسوع كان أعظم نبي، أو أن محمد كان هو أعظم نبي. إما أن الكتاب المقدس هو كلمة الله أو أن القرآن هو كلمة الله. إما أن ننال الخلاص بقبول الرب يسوع المسيح مخلصاً أو ننال الخلاص بإستيفاء الأركان الخمسة للإسلام. مرة أخرى نقول لا يمكن أن تكون الديانتين صحيحتين في نفس الوقت. وهذا الحق، أي التمييز بين الديانتين في الأمور الجوهرية له نتائج أبدية.

الـمفهوم الصحيح للإسلام

إن الإسلام بمفهومهم الصحيح أشمل مما يصور بعض المسلمين فضلا عن غيرهم، وأعمق مما يظنون، وما جاء الإسلام لطقطقة المسابح ولا لإقامة المذابح، وما جاء الإسلام ليجعل من أتباعه أو دعاته خَدَمًا يسبحون بحمد السادة والقادة، لقد جاء الإسلام ليصبغ الأرض بصبغة الله، فتنشأ فيها خلافة الله الربانية، ويبني فيها عمارة على مقتضى المنهج الرباني الحكيم، وكان لا بد لكل بناء من لبنات… ولبنة هذا البناء الفرد الآدمي، ثم أسرته ثم مجتمعه.. وكان القرآن يتنزَّل مُنجَّمًا ليقرأه الرسول صلى الله عليه وسلم على الناس على مكث: {وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا}[الإسراء: 105-106]، فالقرق مقصود والمكث مقصود.. ومما جاء في بناء مجتمع جديد، يُصنَع لقيادة البشرية وعمارة الأرض إلى أن تقوم الساعة، هذه الآيات من سورة الأحزاب، حيث قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (1) وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا، وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}[الأحزاب: 1- 3]..



647 Views