ما هو الحب الحقيقي في الإسلام هو الذي يكون فيه الطرفان يجاهدان للوصول إلى بعضهما في الحلال، ويدعون ربهم بتيسير أمور زواجهم.
محتويات المقال
ما هو الحب الحقيقي في الإسلام
يعتبر الحب فالاسلام بين والأخوة والصداقة شيء كبير ويسعى إلى ترسيخ مفهوم الحب في الله الدعاة والمرسلين من الله عز وجل، العالم الإسلامي اليوم يشهد خلل ويعاني من أزمة في إنتشار الحب لأن الحب معنى من معاني الإنسانية و معنى من معاني الوجود.
شروط الحب الحقيقي في الاسلام
إن للحب بعص الشروط في الإسلام من الأمور الهام ذكرها عند الحديث عن كلمة الحب المؤلفة من حرفين فقط ولكنها تحمل معاني كثير أن الحب في الله حقيقة عظيمة ثابتة من حقائق الإيمان.
ونحن كمسلمين لابد من التشجيع على المعاني السامية مثل الحب والكرامة والتعاون وغيرها من قيم جاء بها القرآن ليدعو لها أما الحسد والحقد والكراهية والبغضاء صفات ذميمة في علاقات الناس ببعضها، ويمكن أن نطرح لكم اية من ايات الله عز وجل من سورة المائدة في الآية رقم 14 في قوله تعالى: ﴿فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾.
إذا فإن العداوة تعتبر عكس الحب والرحمة والتسامح لأن المصالح في العداوة تتضارب ويفعل كل شخص اشياء تخالف الشخص الثاني فينعدم التعاون وتسود الوحدة والتفرق، بينما الأخوة والحب في الله يجعل المصالح تتنامى معا ويجعل الأخلاق في سمو ويجعل الأهداف مشتركة وتتسامى وهذا هو مفهوم الحب الحقيقي وشروطه في الإسلام وفي الفقرة القادمة نتحدث عن الحب في الله وأهميتها في المجتمع.
الفرق بين الحب الحقيقي والحب الوهمي
يوجد لكلمة الحب معاني كثيرة فقيل هو اسم لصفاء المودة، وقيل هو الاهتياج إلى لقاء المحبوب، وقيل هو تعظيم في القلب يمنع الانقياد لغير المحبوب، بل وتعددت الأسماء حتى أوصل ابن القيم أسماء المحبة إلى نحو من الستين، وذلك في روضة المحبين، وقد تعرض لاشتقاق تلك الأسماء إلى أن قال: وقد قيل في المحبة حدود، وكل ذلك تعنت؛ لأن المحبة لا توصف بحد إلا بالمحبة، وأشار إلى أن التعظيم للمحبوب هو أثر من آثار المحبة وليس هو المحبة بنفسها، فإن المحبة إذا كانت صادقة أوجبت للمحبوب تعظيماً يمنع المحب من الانقياد لغيره، وهذا حال من أحبوا الله فأطاعوه.
ويعتبر أجمل وانقى الحب هو حب الله ثم محبة رسوله، وبرهان حب الله اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ))، فالنفوس السماوية العلوية مشغولة بما يقربها إلى ربها، والنفوس السبعية التي فيها صفات السباع والوحوش منصرفة إلى البغي والعدوان والتكبر والافتخار، والنفوس الحيوانية مستغرقة في الشهوات، وإذا أصبح الإنسان مقوداً لغضبه وكبره ومسايراً لشهواته وقع في الحب السقيم حب الفارغين الباطلين الذي ينطفئ بالظلم والبطش ويتلاشى ببلوغ اللذة المحرمة وتبقى الآهات والحسرات ويورث الأسف والتلف ولا خير في لذة من بعدها سقر.
وهناك حب جبل الله عليه النفوس، حب الإنسان لولده وحب الإنسان لنفسه وأهله ولا ضرر في ذلك إلا إذا زاد عن حده، وزاد عن حب الله ورسوله وخرج عن مراد الله فلم يكن وفق منهج الله فنحن نحب أهل الإيمان لإيمانهم فإذا كان الوالد من أهل الإيمان زدنا في إكرامه ونكره في عصاة المسلمين عصيانهم ونتقرب إلى الله ببغض أعدائه مع حرصنا أن لا يحملنا ذلك على ظلمهم لأننا نتمنى الخير والهداية لكل الناس.
أنواع الحب
- محبة الوالدين وسائر القرابات: فكل إنسان مفطور على حب أبويه. إذ هما من أحسن إليه صغيراً وسهر عليه وتعب من أجله. وهذه الأنواع من الحب مندوب إليها مأمور بها، أمر إيجاب أو استحباب، على تفصيل في الشرع، ليس هذا مكان تفصيله.
- محبة الزوجة والأولاد: فحب الزوجة أمر جبلي مكتسب، إذ يميل المرء إلى زوجته بالفطرة ويسكن إليها، ويزيد في حبه لها إن كانت جميلة، أو ذات خلق ودين، أو لديها من الصفات ما يجعل قلب زوجها يميل إليها. وكذا محبة الولد أمر فطري. ولا يؤاخذ المرء إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخر، ولا إحدى زوجتيه ـ إن كان له زوجتان أكثر من الزوجة الأخرى. لأن المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها خيار، ولا قدرة له على التحكم فيها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه ويقول: “اللهم هذه قسمتي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك”.
- الحب بين الفتيان والفتيات: وهذا قسمان: الأول: رجل قُذف في قلبه حب امرأة فاتقى الله تعالى وغض طرفه، حتى إذا وجد سبيلاً إلى الزواج منها تزوجها وإلا فإنه يصرف قلبه عنها، لئلا يشتغل بما لا فائدة من ورائه فيضيع حدود الله وواجباته.
طاعة الله يجب أن تكون عن حب و اختيار و مبادرة
يعتبر الحب شريعة من أصول الدين، وسمة بارزة من سمات المؤمن، لأن هذا الكون بُني على المحبوبية، لو أن الله أراد أن نطيعه فقط لأجبرنا على طاعته، لكنه أراد قلوبنا، أراد محبتنا، أراد مبادرتنا وسعينا إلى مرضاته، فلذلك هناك آيات كثيرة: ﴿لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ﴾، لو شاء أن نطيعه طاعة مجردة من المحبة لأجبرنا على طاعته، ولكنه شاء أن نطيعه عن حب، وأن نطيعه عن اختيار، وأن نطيعه عن مبادرة.