ما هي الحرية وكذلك أنواع الحرية، كما سنتحدث عن مجال الحُريّات عند المذاهب المختلفة، وكذلك سنقدم ما هي الحرية الفردية، كما سنوضح الضوابط التي وضعها الإسلام للحرية، وكذلك سنذكر مفهوم الحرية فلسفياً، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
ما هي الحرية
الحرية هي أن يملك الشخص القوة، والسلطة، والحق، وصلاحية التصرّف، أو الكلام، أو التفكير كما يريد دون أيّ ضوابط أو حدود.
وقد استُخدم مصطلح الحرية في تاريخ الفكر الفلسفيّ والاجتماعيّ كمفهوم أخلاقيّ واجتماعيّ، للإشارة إلى الظروف التي تنشأ في العلاقات بين الأشخاص، أو لظروف الحياة الاجتماعية.
أنواع الحرية
1- الحرية السياسية:
وهي الحرية التي تُمكّن الانسان من المشاركة في أخذ القرارات الحكومية، ومن هذه القرارات القدرة على التصويت؛ لاختيار متنافس أو مرشح على وظيفة حكومية عامة، وقدرة الفرد أن يقوم بترشيح نفسه أو أن ينافس على وظيفة عامة، وأن يمتلك الحقّ في الاعتراض على قرارات الحكومة إن كانت هذه القرارات ضد المصلحة العامة للدولة، والحرية السياسية لا تكون لها معنى أو أهمية إذا لم تساندها حقوق أخرى؛ كالحقوق الاقتصادية، والحقوق الاجتماعية، فلا أهمية لأن يقوم الفرد بالتصويت إذا لم توفر أو تلبي هذه القرارات أو هؤلاء الأشخاص احتياجات الأشخاص الأساسية.
2- الحرية الاجتماعية:
وهي الديمقراطية والحرية الاجتماعية، تتضمن القدرة على التعبير والإعلام؛ وهي حقّ نشر الأفكار والآراء الخاصة للفرد، وحقّ الديانة؛ وهو حقّ ممارسة الشعائر الدينية، وحقّ الاجتماع؛ وهو حقّ الإنسان في التعامل مع الأشخاص الذي يريد التعامل معهم، وحقّ التعليم؛ وهي القدرة على التعلّم والالتحاق بالجامعات والمدارس، واختيار التخصص المناسب للشخص، والقدرة على النشر والكتابة.
3- الحرية الاقتصادية:
وهي أن يستطيع الانسان أخذ قراره الاقتصادي بنفسه دون تدخل طرف آخر، و الحرية الاقتصادية تتضمن حقّ التملك، والحصول على الربح من خلال ملكيته، والإنسان له القرار في اختيار وظيفته، والشخص له حرية ادخار ماله، واستثمار هذا المال بكامل إرادته.
مجال الحُريّات عند المذاهب المختلفة
1- المذهب الفردي:
يُؤكّد هذا المذهب بدوره على الحُريّة الفرديّة، ويَعدّ الفرد أهمّ عُنصر في النّظام، والسُّلطة الحاكمة هي المسؤولة عن تحقيق الأمان.
2- المذهب الاشتراكيّ:
يُقدّس المذهب الاشتراكيّ الجماعة، وما الفرد عنده إلا أداة لتحقيق أهداف السُّلطة على الصّعيدَين الفرديّ والجماعيّ.
3- مذهب التدخّل الجزئيّ:
هو مذهب يأخذ موقفًا مُعتدِلاً بين المذهبَين السّابقَين.
تُعرّف الحرية بأنها حقّ الفرد في أن يتصرف وفق رغباته دون إلحاق أي ضرر بالآخرين، لذا فهي حقّ جوهري في حقوق الإنسان، لأنه بدونها لا يمُكِن أنْ يُمارِس المرء أعماله ونشاطاته المعتادة، ومن المتعارف عليه أنّ للحرية ثلاثة أنواع، وهي السالبة والموجبة، الداخلية والخارجية، الفردية والاجتماعية.
ما هي الحرية الفردية
تخص الفرد، وترتبط فيه لذا نقول حرية داخلية؛ أي أنّها تنبع من قرارات الفرد الداخلية، ولعل المصطلح الأقرب لهذا النوع هي الحرية التي يتشكل معناها وحدودها داخل قناعة الشخص الخاصة به.
الضوابط التي وضعها الإسلام للحرية
– عدم تهديد سلامة النّظام العامّ بها، وأن لا تُفوّت حقاً أعمّ منها، وذلك من خلال النّظر إلى قيمتها ونتائجها، وأن لا تؤدي إلى إلحاقِ ضررٍ بالآخرين.
– عدم إهمالها للصالح العامّ على حساب الجانب الفرديّ، فيحقُّ للإنسان التّصرف على أكمل صورة وأوسعِ نِطاق من غير إهمالهِ لِمصالح الجماعة العامّة، فتكون مصلحةُ الفرد مُقيّدة، وهذا ما ذكره سيّد قطب حيثُ قال: ” قرّر الإسلام مبدأ التبعة الفردية في مقابل الحرية الفردية، ويقرّر إلى جانبها التبعة الجماعية التي تشمل الفرد والجماعة بتكاليفها، وهو ما يُسمَّى بالتكافل الاجتماعيّ”.
– عدم ترك الحُريَّة على إطلاقها، بل تقييدها بالحلال والحرام، فيجوزُ للإنسان فعْل ما شاء إلّا أن يكون مُحرَّماً، فحُريَّة التفكير مكفولةٌ في الإسلام، ولكنَّ المسلم مسؤولٌ عن إهمال حواسِّه أو تعطيلها، وكذلك يجوز له بيع أو شراء ما شاء ما لم يكُن في ذلك غِشٌ أو خِداع، بالإضافة إلى عدم الخُروجِ عن قيود الحريَّة التي وضعتها الشريعة، وفي ذلك مصلحةٌ لجميع الناس.
مفهوم الحرية فلسفياً
1- عند السفسطائيين:
تُعتبر الحرية عند السفسطائيين حرية عقيدة وسياسة وفنون وأخلاق، وقد ركّزوا في المفاهيم التربويّة التي وضعوها على مفهوم الشعور بالحريّة، والاعتزاز بالنفس، وقد جعلوها قائمةً على العقل الإنسانيّ، فهم ينظرون إلى الحياة على أنها مجموعةٌ من الأفعال الحرّة التي يقوم بها الإنسان من أجل تحقيق ذاته، ويُرجع الفلاسفة الفسطسائيون أن طول عُمر الإنسان يعود لتمتعه بالحرية النفسيّة الكاملة، وقد طالبوا بتوفير الحريّة لإرادة النفس الفرديّة، فمع الحريّة تبرز العقلانيّة الناصعة، فهي بذلك خطوة تعكس إيمانها العميق بالحرية الإنسانية.
2- عند أرسطو:
لقد اهتم أرسطو كثيراً بإنصاف الفرد وتحريره من كل أشكال الحتميّة، وقد آمن أرسطو بالحريّة الإنسانيّة إلى حدٍ كبير، ويؤكد أنّ بناء شخصية الإنسان من أهم الأشياء التي يجب على الإنسان الاهتمام بها، ويقول بأن الرذائل والفضائل التي نفعلها هي مسؤوليّة شخصيّة.
3- عند الأبيقوريّة:
حاول الأبيقوريّون منذ القدم السعيّ الجادّ في محاربة المخاوف، والأوهام التي تُسيطر على عقل الشخص وتقف عثرة أمام حصولِه على حريته ومن ثم شعوره بالسعادة، فهم يؤمنون أنه بالرغم من الظروفِ السياسيّة والاجتماعية المُحبِطة التي يعيش فيها الفرد إلا أنّ عليه تحدّيها ومُحاولة التغلب عليها من أجل العيش بهدوء وحرية، وقد أعلن الأبيقوريون أن سعادة الإنسان كامنة في داخله، بل واعتبروا العمل على تحرير الإنسان من مخاوفه من مهام الفلسفة.
4- عند إيمانويل كانت:
يؤمن إيمانويل كانت بأنّه لا يوجد أحدٌ يُلزم الإنسان بالتعامل أو التفكير بالطريقة التي يُريدها، ويرى أن كلَّ شخص يستطيع البحث عن سعادته وفرحه بالطريقة التي يراها مناسبة له.
5- عند سارتر:
يقول سارتر إنّه لا يوجد فرق بين وجود الإنسان منذ ولادته وحصوله على حريته، فهو يربط بين الوجود الإنسانيّ من حيث الحصول على الحرية، فالحرية عنده كائن بشري يُفرز عدمُه الخاصّ غاضاً البصرَ عن أحداث الماضي والمستقبل للإنسان، ويحاول سارتر لفت الانتباه الى مبدأ الثنائية.