متى تقع الرؤيا بعد تفسيرها

كتابة منى عسيري - تاريخ الكتابة: 4 أكتوبر, 2020 2:49
متى تقع الرؤيا بعد تفسيرها

متى تقع الرؤيا بعد تفسيرها وماهي اهم الرموز التي تدل على الرؤيا الصالحة من خلال هذه السطور التالية.

الرؤيا والحلم

إن ما يراه الإنسان في نومه منه ما هو رؤى صادقة، ومنه ما هو من الشيطان، ومنه ما هو من حديث النفس وما يكثر من ذكره والتعلق به والحديث عنه والتفكير فيه، والجميع من خلق الله تعالى وإرادته وقدره… ولكن العلماء اصطلحوا على أن يسموا رؤية الأمر المحبوب في المنام رؤيا، ورؤية الأمر المكروه حلماً، ولذلك فالفرق عندهم بين الرؤيا والحلم هو أن الرؤيا تكون للأمر المحبوب والحلم يكون للأمر المكروه.

متى تقع الرؤيا بعد تفسيرها

1. يتحقق التفسير الأول للرؤيا مطلقًا، ولا يتحقق أي تفسير آخر بعده.
ويُقصَد بذلك أنه بمجرد أن يقوم شخص بتفسير الرؤيا على معنى معين بصرف النظر عن كون هذا التفسير مُحتملًا أو غير مُحتمل، أو كونه صوابًا أو خطأ، فإن هذا التفسير يثبت على الرؤيا، ويكون هو المعنى المتحقق لها.
وقد استند من قالوا بهذا الكلام إلى ظاهر معنى حديث النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): «إنَّ الرؤيا تقع على ما تُعبَّر، ومَثَلُ ذلك مثل رجل رفع رِجلَيه فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يُحَدِّث بها إلا ناصحًا أو عالمًا» (حديث صحيح – صحيح الجامع).
وقال بعض أنصار هذا القول بأن القَدَر يسوق للرؤيا من يفسرها أول تفسير، فتتحقق عليه.
2. يتحقق التفسير الأول للرؤيا بشرط أن يكون مُحتملًا، وإلا فلا.
ويُقصَد بذلك أن التفسير الأول للرؤيا يتحقق جزمًا إذا كان مما تحتمله رموزها؛ أي التفسير الاحتمالي الذي يقوم على قاعدة صحيحة من قواعد تفسير الرؤى. أما إذا كان التفسير خطأ، أو غير مُحتمل، أو لا يستند إلى أية قاعدة من القواعد الصحيحة لتفسير الرؤى، فإنه لا يتحقق، ولكن يتحقق أول تفسير مُحتمل بعده، فإن لم يكن الذي بعده محتملًا، تحقق الذي بعده من التفسير المُحتمل، وهكذا.
وقد استند من قالوا بهذا الكلام إلى قول النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) لأبي بكر الصديق (رضي الله تعالى عنه) عندما فسر رؤيا في حضرة النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): «أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا» (متفق عليه)، فاستنتجوا من ذلك أن التفسير الخطأ لا يتحقق، ولو كان أول تفسير.
وقد حاول أصحاب هذا القول بذلك تقييد وتصحيح الفهم الواسع جدًا للمسألة عند أصحاب الحديث المُستَنَد إليه في القول الأول، وذلك بالحديث المُستند إليه في القول الثاني.
فحديث أصحاب القول الأول صحيح عند أصحاب هذا القول، ولكن قيدوه وحددوا معناه بالحديث الثاني، فاستثنوا التفسير الخطأ من التحقق، ولو كان هو التفسير الأول للرؤيا.
ومع ذلك، فهناك إشكال في القولين الأول والثاني. وهو أنه إذا ما افترضنا أن أيًا منهما صحيح، فبناء على ذلك، يستطيع الإنسان أن يعرف الغيب بشكل يقيني لا شك فيه من خلال الرؤيا بمجرد أن يتم تفسيرها أول تفسير أو أول تفسير محتمل، وهذا غير ممكن؛ لأن الغيب اليقيني لا يعلمه إلا الله (عزَّ وجلَّ) وحده لا شريك له (سبحانه وتعالى) (تناولنا هذه المسألة تفصيلاً في سياق الكتاب، فليرجع إليها من أراد الاستزادة).
3. تتحقق الرؤيا على الخير أو الشر في أول تفسير مُحتمل دون شرط أن تتحقق تفاصيل هذا التفسير الأول.
ويُقصَد بذلك أن الرؤيا إذا فُسِّرت أول مرة على معنى خير مُحتمل تحققت على الخير، ولكن على أي خير محتمل، وليس بالضرورة الخير الذي ذكره المفسر في التفسير الأول.
فمثلًا: إذا فسر مفسر رؤيا تفسيرًا أول على أنها بشرى بزواج، فهذا أول تفسير للرؤيا على احتمال خير. وبالتالي تقع الرؤيا على الخير عمومًا، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الخير زواجًا كما قال المفسر الأول، فقد يكون زواجًا كما قال، أو قد يكون خيرًا آخر محتملًا أيضًا.
وبالمثل، إذا فسر مفسر رؤيا تفسيرًا أول على معنى شر محتمل، كإنذار بمرض خطير مثلًا (عياذًا بالله تعالى)، فهذا أول تفسير للرؤيا على احتمال شر. وبالتالي تتحقق الرؤيا على الشر، ولكن ليس بالضرورة أن يكون هذا الشر مرضًا خطيرًا كما قال المفسر الأول، فقد يكون كذلك أو قد يكون أي شر آخر.
ويستند هذا القول إلى حديث النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): «إذا عبرتم للمسلم الرؤيا، فاعبروها على خير فإن الرؤيا تكون على ما يعبرها صاحبها» (حديث حسن – فتح الباري).
وكذلك حديث النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم): «رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلِي إلى أنها اليمامة أو هَجَر، فإذا هي المدينة يثرب» (متفق عليه).

هل تتحقق الاحلام بعد تفسيرها

يتحقق تفسيره الأول لرؤياه مطلقاً، وأنه لا يتحقق أي تفسير آخر بعده،أي أنه يقصد بذلك أنه بمجرد تفسير الرؤيا على معني معين بصرف النظر على أن التفسير محتملاً أو غير محتمل، أو في حالة كونه صواباً أو خطأً.
فإن هذا التفسير الذي أنت فسرته فإنه يتحقق ويُثبت على الرؤيا، فيكون هذا المعني هو المتحقق لهذه الرؤيا، والذين قالوا بهذا الكلام استندوا لعدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
إن الرؤيا تقع على ما تُعبر ومثل ذلك مثلُ رجل رفع رجليه فهو ينتظر متي يضعها، فإنه إذا رأىأحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا عالماً أو ناصحاً، فإذا رأيت رؤيا لا تسُرك فلا تحدث بها أحد لأن البلاء معلق بالنطق به، ولا يعلم الغيبَ إلا الله سبحانه وتعالى
وقال أيضاً بعض أنصار هذا القول بأن القدر يسوق إلى الرؤيا للشخص الذي فسرها فإن هذا التفسير الأول سوف يتحقق وفي هذه الحالة أيضاً أنه لا يعلم الغيبَ إلا الله سبحانه وتعالى

الفرق بين الحُلم والرؤيا في المنام

بدوره كان الشيخ محمد توفيق من علماء الأزهر الشريف، قال إن هناك فروقًا بين الرؤيا والحُلم الذي يراه الإنسان في منامه، مشيرًا إلى أن الرؤية تكون صادقة بخلاف الحُلم.
وأضاف توفيق أثناء لقائه في برنامج “بكرة أحلى” على قناة النهار الفضائية، أن الرؤيا تكون صادقة وواضحة بحيث يتذكر الإنسان تفاصيلها، مشيرًا إلى ان الرؤيا تكون مركزة على توصيل رسالة معينة، بخلاف الحُلم الذي يرى فيه الشخص أشياءً متنوعة.
يذكر أن ما يراه النائم في نومه فهو ثلاثة أنواع : رؤيا ، وهي من الله تعالى، وحلُم وهو من الشيطان، وحديث النفس.
فالرؤيا: هي مشاهدة النائم أمرًا محبوبًا، وهي من الله تعالى، وقد يراد بها تبشير بخير، أو تحذير من شر، أو مساعدة وإرشاد، ويسن حمد الله تعالى عليها، وأن يحدث بها الأحبة دون غيرهم.
والحلُم : هو ما يراه النائم من مكروه، وهو من الشيطان، ويسن أن يتعوذ بالله منه ويبصق عن يساره ثلاثا، وألا يحدِّث به فمن فعل ذلك لا يضره، كما يستحب أن يتحول عن جنبه، وأن يصلي ركعتين.
وقد يكون ما يراه النائم ليس رؤيا ولا حلما، وإنما هو حديث نفس ، ويسمى “أضغاث أحلام”، وهو عبارة عن أحداث ومخاوف في الذاكرة والعقل الباطن، يعيد تكوينها مرة أخرى في أثناء النوم، كمن يعمل في حرفة ويمضي يومه في العمل بها وقبل نومه يفكر فيها، فيرى ما يتعلق بها في منامه، ولا تأويل لهذه الأشياء.



4460 Views