مراحل المراهقة وخصائص كل مرحلة وماهي اهم مراحل المراهقة سنتعرف عليها من خلال هذا المقال .
محتويات المقال
المراهقة
معناه التدرج نحو النضج البدني والجنسي والعقلي والانفعالي، وترجع إلى الفعل العربي (راهق) الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام، فهو مراهق؛ أي قارب الاحتلام، وهذا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد. ويطلق مصطلح المراهقة على المرحلة التي تبتدئ بالبلوغ puberty، وتنتهي بالرشد، أي إنها مرحلة انتقال بين الطفولة والرشد. وتتضمن هذه المرحلة إعادة تنظيم القوى النفسية والعقلية؛ لتمتلك كفاية أفضل لمواجهة حياة الرشد. ولابد من التفريق بين البلوغ والمراهقة، حيث إن البلوغ هو نضوج الغدد التناسلية واكتساب معالم جنسية جديدة تنتقل بالطفل من فترة الطفولة إلى الشباب، في حين أن المراهقة أوسع من ذلك؛ لأنها نسيج متشابك وبنية متفاعلة العناصر، ويتفاعل فيها الجانب العضوي مع الجانب النفسي والاجتماعي وفق ثقافة المجتمع السائدة.
مراحل المراهقة
تمتد فترة المراهقة عموماً بين سن (12ـ 18)؛ إذ تطول هذه الفترة وتقصر باختلاف الأجناس والمجتمعات والمناخات والثقافات التي يعيش فيها المراهق، وتبدأ مراهقة البنت عادة قبل مراهقة الصبي، وهذا يعني أنه لايمكن الحديث عن المراهق إلا بصورة عامة، أو عن طريق مراهق مرتبط بمجتمع محدد بثقافة سائدة. كما أن فترة المراهقة ليست مستقلة عن الماضي والمستقبل، فهي متداخلة مع ما قبلها وما بعدها، وهذا يعني أن خصائص مرحلة المراهقة ومشكلاتها ترتبط بخبرات الطفولة وبالنمو الحالي والمستقبلي.
تعدُّ فترة المراهقة مرحلة انبثاق النمو الجسمي والوجداني والنضج الاجتماعي والانسلاخ عن الأطر والعلاقات الاجتماعية التي كانت سائدة في مرحلة الطفولة، وما التغيرات الجسمية والنفسية والاجتماعية التي تطرأ على المراهق إلا نتاج التفاعلات المختلفة التي يتعرض لها الفرد، وتستهدف تحقيق النضج والكمال في تكوين الشخصية؛ لأن المراهق لا يترك عالم الطفولة فجأة، ويصبح مراهقاً، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً نحو النضج.
قام علماء علم النفس بتقسيم مرحلة المراهقة إلى ثلاثة اقسام، وذلك بسبب اختلاف فترة مرحلة المراهقة بين مجتمع وآخر. وهي:
-مرحلة المراهقة الأولى من الفترة 11-14 عاماً وتتصف بتغيرات بيولوجية سريعة.
-مرحلة المراهقة الوسطى من الفترة 14-18 عاماً وهنا يتم اكتمال التغيرات البيولوجية.
-مرحلة المراهقة المتأخرة من الفترة 18-21 عاماً وفي تلك المرحلة يتحول الفرد إلى إنسان راشد مظهراً وتصرفاً.
أنواع المراهقة
هل للمراهقة أنواع؟ ما هي أنواع المراهقة؟
-المراهق العنيف: الصورة النمطية للمراهق هي أن يكون عنيفاً وعدوانياً، لكن هذه الصورة ليست انعكاساً كاملاً للحقيقة، إلا أن المراهق العنيف الذي يميل إلى السيطرة والتمرد ينبه الآخرين إلى جوده أكثر من المراهق الخجول، لذلك تحول إلى صورة نمطية.
-المراهق الخجول: هناك عشرات الأسباب التي تجعل من المراهق خجولاً، منها انخراطه في عالم الكبار التغيرات والجسدية والنفسية التي قد لا تكون مرضية بالنسبة له، وشعوره أنه لا يستطيع التواصل مع الآخرين كما يجب.
-المراهقة المضطرب: المراهفة مرحلة خصبة للاضطرابات التي تبدأ بالميول المنحرفة ولا تنتهي بالعدوانية والاكتئاب وغيرها من مظاهر الاضطرابات النفسية.
-المراهقة السوي: عندما يقوم الأهل بتربية أطفالهم بشكل صحيح تربية سليمة قوامها المحبة والثقة فإن وصولهم إلى مرحلة المراهقة سيكون سلساً وخروجهم منها إلى الرشد أيضاً.
بعض أشكال المراهقة
-مراهقة توافقية: تكون خالية من المشكلات والصعوبات.
-مراهقة انسحابية: حيث يلجأ فيها المراهق إلى الانسحاب من مجتمعه، ويبقى منعزل ومنغلق على مشاكله ونفسه.
-مراهقة عدوانية: وتتصف بالسلوك العدواني تجاه الآخرين.
-مراهقة متقلبة: تتعلّق بالظروف المحيطة به، وهي غير مستقرة.
نصائح للتعامل مع المراهقين
التحدّث إلى المراهق في أمور تخصّه، ومحاولة مساعدته وحتى لو لم يكن يرغب في التكلم ولكن دون إزعاجه أو إحراجه.
تجنّب أن تكون عصبياً في مناقشته حتى لاتصبح لديه ردة فعل عنيدة تجاهك.
يجب عدم التوبيخ على الأخطاء التي يقوم بها المراهق فهذه المرحلة يتعلّم فيها المراهق من أخطائه.
على الأهل منح الثقة للأبناء في هذا العمر حتى وإن كنت ترفض السلوكيات التي يتصرفون بها، فذلك يساعد في التنبيه إلى هذه الأخطاء.
يجب التشجيع على السلوك الجيّد لكي يقوموا بتكراره.
خصائص مرحلة المراهقة العامة
تتمثل أهم خصائص مرحلة المراهقة في الأمور التالية:
تحرر المراهقين من والديهم ومن تعلقهم بهم، ومع أنهم غير مستقلين ماديًا بعد، ٳلا أنهم لا يشعرون باستمرار تعلقهم بوالديهم، خاصة في الفترة بين سن العاشرة حتى سن الثانية عشرة، أي فترة بلوغ سن المراهقة.
توقف المراهقين عن الاهتمام بأفعال الوالدين.
الابتعاد عن الأهل وتقربهم من أبناء جيلهم.
عدم مشاركة أهلهم الحوار والحديث على اعتبار أنهم لا يستطيعون فهم ما يمرون به.
يعايش المراهقون عملية نمو يبدؤون خلالها بالتمرد على صلاحيات الوالدين، وذلك في سبيل تطوير شخصية مستقلة تثبت قدرتها على مواجهة تحديات الحياة والوقوف على قدميها.
خصائص المراهقة
خصائص المراهقة كثيرة؛ أبرزها:
النمو الجسمي: تظهر قفزة سريعة في زيادة الطول والوزن، مع ملاحظة الاختلاف بين الذكور والإناث، إذ يتسع الكتفان، وتنمو العضلات، ويخشن الصوت عند الذكور، في حين يتسع الوركان، ويبرز الصدر عند الإناث، كما يظهر الشعر ـ عند الجنسين ـ تحت الإبطين وفي منطقة الأعضاء التناسلية، وينتشر حب الشباب على الوجه. وعندما يطمئن المراهق إلى سلامة تكوينه الجسمي ينقلب طاووساً يقف أمام المرآة معتزاً بجسمه وشعره وعضلاته وثيابه بالنسبة للذكور، وتميل الإناث إلى الثياب التي تبرز مفاتن جسدها.
النضج الجنسي: تنضج الغدد الجنسية، وتبدأ في تأدية وظائفها، وتنمو أعضاء الجهاز التناسلي. ويتضح هذا النضوج بظهور العادة الشهرية عند الإناث، وإنتاج النطاف ضمن السائل المنوي والاحتلام عند الذكور.
التغيرات النفسية: تترك التغيرات الجسمية والجنسية آثاراً واضحة على نفسية المراهق، فيبدو مضطرباً قلقاً، وتزداد حساسيته حيال ما على جسمه وصوته وصورته، كما يثور، ويغضب لأتفه الأسباب، ويتعرض لحالات من اليأس والحزن والتشاؤم نتيجة ما يلاقيه من إحباط بسبب التعارض بين رغباته وتقاليد المجتمع.
النمو العقلي: تنمو الوظائف العقلية نمواً واضحاً من انتباه وتذكر وتفكير وخيال… وقد ينزع المراهق إلى الهرب من واقعه ناسجاً عالماً من الأخيلة والصور التي تحقق دوافعه، وتنفس عن انفعالاته. كما تظهر عنده القدرة على البحث والنقد والتعليل.
التفكير المثالي: لا يخلو تفكير المراهق من منحى فلسفي مثالي يتجاوز فيه الواقع اليومي والحسي إلى المفاهيم العقلية المجردة والمثل العليا، فيفكر بالخير والشر والعدالة وبالوجود وأسراره، كما يفكر بالنفس وطبيعتها، وقد يعد نفسه مصلحاً اجتماعياً.
التغيرات الاجتماعية: إن فترة المراهقة فترة تغير فجائي في الجماعة التي ينتمي إليها المراهق، إذ إنه لم يعد طفلاً، ولا يريد أن يُعامل على أنه طفل، إنه يسعى إلى الاستقلالية واتخاذ القرارات، ويلجأ إلى عالم الأقران؛ لتتوطد العلاقة معهم. كما تتصف هذه المرحلة بتبلور الوعي الاجتماعي، وتصبح القيم إحدى محركات السلوك، لذلك فإن انتماء المراهق للجماعة يقوم على مدى ما تتميز به هذه الجماعة من قيم وأهداف يوافق عليها؛ لهذا يميل إلى الانتماء إلى التنظيمات الشبابية والسياسية، ويهتم بالمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المحيطة. كما يتمنى أن يعاد تشكيل العالم وسيادة العدالة والقانون ومحو الظلم والتخلص من حالات التجاوز في البيت والمدرسة والمجتمع.
التفكير بالمستقبل: يفكر المراهق بالمهنة والاستعداد لها، ويحلم بالمستقبل، ويتحدث عن الحب والتفكير بالجنس الآخر والاهتمام به والرغبة في الزواج.