مشاكل الأبناء بعد الطلاق وكذلك مسؤولية الأب بعد الطلاق، كما سنقوم بذكر طرق احتواء آثار الطلاق على المراهقين، وكذلك سنتحدث عن تأثير الطلاق على المراهقين، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
مشاكل الأبناء بعد الطلاق
1- مشاكل نفسية وعاطفية:
الشعور بالحزن والأسى وعدم التكيّف مع انفصال الوالدين، وتختلف هذه المشاعر بحسب نُضج وفهم الطفل للأمر، فقد يظن الأطفال في سنٍ صغيرٍ أنهم سبب الانفصال، ويشعرون بالألم والذنب، أما الأطفال الأكبر سناً فتختلف ردود أفعالهم، إذ يشعر البعض بالقلق والاكتئاب، أو كره الأسرة.
القلق والإجهاد النفسي بسبب التفكير المُتكرر والدائم بأسباب انفصال الوالدين وعدم فهمها جيّداً، فقد يظن الأطفال أن والديهما سيتوقفان عن حبهم، كما سبق وتوقفا عن حبّ بعضهم وافترقا بالنهايّة، مما يؤثّر على مشاعرهم الداخليّة ويزيد من شعورهم بالإحباط والخوف والتوتّر.
2- مشاكل التأثير الاجتماعي:
– ضعف قدرة الاتصال لدى الطفل:
ويظهر ضعف الاتصال لدى الطفل من خلال عجزه عن التفاعل مع والديه، ومع الأفراد الآخرين المُحيطين به بسبب المشاعر السلبيّة التي تظل عالقةً به، والتي يكتسب بعضها من النزاعات والبيئة غير الصحيّة التي كان يعيش بها سابقاً، أو الناجمة عن تغّيرات ما بعد الطلاق؛ كارتباطه وتفاعله مع أحد والديه فقط وهو الحاضن له، وابتعاده عن الآخر، وعدم الالتقاء به أو محادثته فتراتٍ طويلة مما يجعله يشعر بالاستياء والكره والغضب منه، وبالمقابل يتعلق بالحاضن، ويخشى فقدانه وخسارته أو هجره له لاحقاً.
– التأثير على علاقات الطفل المُستقبليّة:
يتأثّر الأطفال داخلياً بالطلاق كما ذكر سابقاً، وبالتالي يؤثّر ذلك على نشأتهم وعلاقاتهم المُستقبلية مع مرور الوقت، كما تُظهر الدراسات النفسية التي أجريت على عدد من الأزواج من قبل مكتب الإحصاء الاجتماعي في الولايات المُتحدة الأمريكية، إلى أنّ الأطفال الذين نشأوا في ظروف الطلاق تكون علاقاتهم الزوجيّة لاحقاً أكثر عرضةً للطلاق أيضاً، ويُمكن أن يكون السبب في ذلك انعدام الثقة والأمان في الشُركاء لديهم، إضافةً لافتقارهم لبعض المهارات الاجتماعيّة المُكتسبة من الأسرة، ونقص العواطف والمشاعر الجميلة واستبدالها بمشاعر أكثر سلبيّةٍ، وبالتالي عدم قدرتهم على حل الخلافات الزوجيّة ومُعاناتهم من مشاكل تُشبه مشاكل ذويهم، فينتهي بهم الحال مع الأسف بنفس الطريقة التي انتهى بها الوالدين والانفصال، وهو ما يُعرف نفسيّاً بنظريّة “النمذجة الأبوية” أي السير على نموذج مُشابه للآباء.
3- مشاكل مادية على مستوى المعيشة:
أحياناً يتسبب الطلاق في العديد من التغيّرات بالشؤون الماليّة والنفقات، مما ينتج عنه تغيّر المستوى المعيشي للأطفال، وذلك بسبب اختلاف مقدار وقيمة الدخل الذي كان الأبوين يُقدّمانه للأسرة معاً، بحيث قد يعجز أحدهما عن توفير احتياجات الأطفال وتحقيق رغباتهم لوحده، وهنا يجب التنويه لضرورة التعاون بين الأبوين في رعاية الأبناء وتوفير مصاريفهم وأساسياتهم، بالرغم من انفصال الزوجين، وانتقال الأطفال لحضانة أحدهما.
4- مشاكل على المستوى التعليمي والأكاديمي:
شعور الأطفال بالارتباك والتشويش والإجهاد العقلي، وعدم القدرة على التركيز في الدراسة بشكّلٍ جيّدٍ بسبب التغيّرات الديناميكيّة والمشاعر السلبيّة التي قد تُرافق قرار الانفصال للأبوين.
عدم تأقلم الأطفال مع المدارس، وأماكن السكن والأحياء الجديدة، والأصدقاء والمعارف الجدد مما يُعيق رغبتهم في التعلّم أو الذهاب للمدرسة.
الحاجة لتلقيّ الدعم والتشجيع بشكلٍ أكبر من الوالدين، ومُساعدتهم على تقّبل حقيقة الطلاق وفهمها، والاهتمام بهم ورعايتهم أكثر، في حين أنّ الوالدين قد يكونان مُنشغلين بإعادة تنظيم الحياة وترتيبها أو توفير مستوى معيشة أفضل للأطفال، فقد يُهملونهم بعض الوقت بغير قصدٍ، مما ينعكس على أدائهم وتحصيلهم العلمي، وهو أمرٌ يجدر الانتباه له وعدم إهماله.
5- مشاكل صحية وسلوكية:
زيادة فرصة الإصابة بمشاكل نفسية، ومنها الاكتئاب، والمشاكل النفسيّة الأخرى الناجمة عن القلق، والإجهاد، والتوتر، والتي قد تحتاج إلى تدخّلاً وعلاجاً طبيّاً حتى لا تتفاقم وتؤدي لأضرارٍ ومشاكل أكبر.
حدوث مشاكل واضطرابات سلوكيّة مختلفة، كالجنوح، والعنف، واللجوء للاشتباك والصراع مع باقي الأطفال من عمرهم، وقد تكون هذه التصرفات بغرض التنفيس عن الاستياء والغضب، والتعبير عن المشاعر السلبيّة التي تغمرهم وتؤلمهم من الداخل.
مسؤولية الأب بعد الطلاق
1- الحفاظ على علاقة طيبة بالأم:
بالرغم من أن الأمر قد يبدو للوهلة الأولى ليس له علاقة بمسؤولية الأب تجاه أبنائه، ولكن الحفاظ على علاقة جيدة بالأم، أمر مهم ويصب في مصلحة أطفالهما، لذا لا يجب أن يتحدث عنها بسوء أمامهم مهما كان سبب الطلاق، وعلى الأم أيضًا أن تبقى على علاقة طيبة بالأب، ولا تتحدث عنه إلا بكل خير أمام أبنائهما، لتنشئتهم على تقدير معنى الاختلاف، واحترام الذات والآخرين.
2- التواصل مع الأطفال بشكل منتظم:
حتى مع الطلاق يمكن للأب الوجود في حياة أطفاله بشكل منتظم، وهي نقطة يجب مراعاتها على وجه التحديد، فغياب الأب عن المنزل له تأثير سلبي في نفس الأطفال ويمكن أن يحدث ذلك من خلال تحديد أيام وأوقات معينة للزيارة، أو حضور تدريبات الأطفال، أو الحفلات المدرسية، أو قضاء العطلات معًا، وكذلك الاتصال الهاتفي المستمر، والرسائل النصية، فهي تشعر الأطفال بأن الأب ملازمًا لهم، ويشاركهم في أحداث يومهم.
3- الالتزام بالأمور المادية:
وتشمل نفقة الأم -إن وُجدت- وكذلك الأبناء، وللأسف فإن بعض الآباء قد يقصرون مع أبنائهم في هذه الناحية، ما يؤثر في نفسيتهم، ويفقدهم الشعور بالاستقرار والأمان، وسواء كانت نفقة الأولاد محددة من قِبل الجهات المعنية، أو بالاتفاق الودي، فيجب الالتزام بها، ولكن إن كان تقصير الأب بسبب مشكلة مادية يمر بها، فيجب على الأم أن تتحلى ببعض الصبر حتى تنتهي أزمته.
4- سد الاحتياجات العاطفية للأطفال:
تختلف مشاعر الأطفال بعد الطلاق، إذ يصبحون أكثر حساسية عن ذي قبل، ما يجعلهم عرضة للاكتئاب، الأمر الذي يحتاج إلى التواصل بين الأم والأب، وإخباره بأي لحظات عصيبة يمكن أن يمر بها أطفاله، حتى يكون موجودًا فيها، ليدعمهم ويحتويهم، ويستمع إليهم، ويسد احتياجاتهم العاطفية، ويقلل الآثار السبية للطلاق عليهم، ليطمئنوا ويشعروا دائمًا بأنه إلى جانبهم.
5- الاتفاق مع الأم على قواعد ثابتة:
من الخطوات الأساسية التي يجب على الزوجين اتخاذها بعد الطلاق، الاتفاق على قواعد تربوية ثابتة، وتوحيد أساليب العقاب، والتخطيط لسير يوم أطفالهم، حتى لا يتسبب تغيير طريقة التربية بين الأم والأب في شعورهم بالتشتت، ويدفعهم بعد ذلك للتمرد على الطرف المتشدد منهما.
طرق احتواء آثار الطلاق على المراهقين
– يجب أن يحرص الوالدان على الصداقة مع الأبناء مهما كانت المشاكل الزوجية.
– ويجب أن تحسن الأم من صورة الأب أمام الأبناء بعد الطلاق، وكذلك الأم.
– يجب على الأم أن تكون قريبة من البنات لأن البنت تتأثر بغياب والدها.
– كما يجب أن تعرض الأم الابن المراهق على الأخصائي النفسي في حال لاحظت أن لديه مشاكل نفسية مثل الانطواء أو غيرها.
تأثير الطلاق على المراهقين
1- فقدان الثقة بالوالدين:
في مرحلة الطفولة والمراهقة يكون في مخيلة كل طفل أن أبويه هما أفضل شخصين على وجه الأرض ولا يرى الدنيا إلا من خلالهما، وبالتالي فإن حدوث المشاكل المختلفة التي تؤدي إلى الطلاق يجعل الطفل يفقد الصورة المثالية التي يرسمها لوالديه ويفقد ثقته في كليهما وبالتالي يكون رافضًا لأي أوامر أو توجيهات تصدر من الأب أو الأم مما ينعكس سلبيًا على حياته بشكل كامل.
2- انعدام الثقة بالنفس:
وإلى جانب ما سبق؛ فإن طلاق الوالدين أيضًا يجعل الطفل المراهق فاقدًا للثقة في نفسه خصوصًا إذا كانت العلاقة بين أبويه بعد الطلاق متوترة ويسعى كل منهما إلى أن يكسب الطفل في صفه ويسعى إلى إفساد علاقته بالطرف الآخر مما يجعل الطفل في حيرة من أمره ويفقده الثقة في نفسه وفي قدرته على التفكير.
3- حب العزلة والانطواء:
الاستقرار الأسري والجو العائلي السوي يعتبر من أهم العوامل التي تدعم سلامة الأبناء النفسية وتُساعدهم على الانخراط في المجتمع و التواصل مع الآخرين، بينما التشتت الأسري الناجم عن طلاق الوالدين يأتي بثمار عكسية تمامًا ويجعل الطفل في كثير من الأحيان غير قادر على مواجهة المجتمع لعدم وجود الدعم النفسي الذي يؤهله إلى ذلك.
4- الانحراف السلوكي والفكري:
بعد انفصال الأبوين؛ قد ينشغل كل من الأم والأب في حياة زوجية جديدة وينسون ضرورة التقويم السلوكي والفكري لأبنائهم مما يجعل الأبناء في مرحلة المراهقة ينساقون وراء أي أفكار أو سلوكيات منحرفة دون وجود رقابة أبوية ترشدهم إلى الطريق الصحيح ويُعد ذلك من أهم العوامل التي تؤدي انتشار الأفكار المتطرفة والمنحرفة في المجتمع.
5- العدوانية والثورة:
الطفل المراهق في حاجة دائمًا إلى الاحتواء لأن مرحلة المراهقة تعتبر من أهم وأصعب المراحل في حياة الإنسان، وبالتالي إذا لم يجد الطفل الدرجة الكافية من الاحتواء والحنان؛ فإنه يُصبح طفل أكثر عدوانية وثورة ويكون ناقمًا على كل من حوله ويشعر بأن الجميع ضده.