مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية

كتابة ندى الهاجري - تاريخ الكتابة: 19 يونيو, 2020 12:00
مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية

مشكلات المراهقين النفسية والاجتماعية سنتعرف عليها بالتفصيل في هذا المقال كما سنوضح طرح علاجها .

مفهوم المراهقة

المراهقة في علم النفس فتعني: “الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي”، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني “بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها”، أما المراهقة فتشير إلى “التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي”. وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.

المشكلات النفسية عند المراهقين

يكون المراهقون خلال هذه المرحلة عرضة للمشكلات النفسية المختلفة التي قد تتطور
الى عقد وأمراض نفسية مستفحلة. ومن هذه المشاكل يمكن الإشارة الى الرغبة بالاستقواء، واستخدام القوة، وإبراز العضلات، والشعور بالتفاهة في بعض الحالات، والتناقض في السلوك، وضعف الإرادة، والميل الى التحرر والعجز عن تحقيق ذلك، وأحيانا فقدان الشجاعة و… وفي بعض الحالات يشعر هؤلاء عند التعامل معهم أن الآخرين تجاوزوا على حقوقهم ولم يحترموهم. وحتى يتصورون أن أولياء أمورهم لا يدركونهم ولا يجيدون كيفية التعامل معهم، وهذه الأخيرة تصدق على الكثير من الفتيات وتظهر من خلال كثرة شكاواهن في هذا المجال. ومن أعراض المشكلات النفسية حالات التمرد على أوامر وتوجهات أولياء الأمور والمربين، وسرعة الغضب، والاعتداء على الآخرين، وعدم الانتظام، والإدبار عن الاهتمام بالدراسة، وقضاء الأوقات بالعبث.

المشكلات الاجتماعية عند المراهقين

تبدو حالة الفتيات في مثل هذه السن وكأنهن يبحثن عن ضالة لهن، ولا يعرفن أين ينبغي العثور عليها، ومن هنا فأنهن يتصرفن تصرفات تبدو غريبة ومتنافية مع الأعراف والقيم الاجتماعية وتدعو الى استنكار واحتجاج الكبار.
ويلاحظ في الغالب، أن الفتيات المراهقات يتجهن في حياتهن الى تقليد الممثلات …، اللاتي يتأثرن بهن، في طريقة العيش والملبس وفي العلاقات الاجتماعية. ولاشك في أن السلب، الإيجاب في هذه الاندفاعات يتوقف على نوع الشخصيات التي تكون موردا للاهتمام من قبل المراهقات، فإذا كانت رزينة وإيجابية تكون مؤثرة بالاتجاه الإيجابي، وإذا كانت متهتكة وسلبية، فإنها تجر نحو الرذيلة والانحراف.
تتنوع المشكلات الاجتماعية لدى المراهقات، وتشمل في قسم منها، حالات من قبيل عدم الانضباط في السلوك والجنوح، والاضطراب، وعدم المواظبة على تحضير الدروس والحضور الى المدرسة، والانشغال الذهني والكآبة، والضجر من الحياة، والتهور في السياقة، والتمرد على الضوابط الاجتماعية التي لا تتعارض مع نفسياتهن.
وبشكل عام، فإن مرحلة المراهقة، تعد من المراحل التي يواجه فيها الشخص صعوبات كثيرة في التطابق والانسجام مع شروط الحياة الاجتماعية. وتتطلب عملية الإرشاد والتوجيه التربوي فيها مزيدا من الوعي والتحمل من قبل أولياء الأمور والمربين.

أسباب مشاكل المراهق النفسية

يعتقد الباحثون أنه يتأثر بكل من العوامل الوراثية والعوامل البيئية، والهرمونات التي تطرأ على جسده. والتعامل معها بشكل خاطئ من قبل الوالدين والمحطين بالمراهق.

المشاكل النفسية والاجتماعية عندَ المراهقين

تُعدُّ المشاكل النفسية والاجتماعية، خُصوصًا المتعلقة بمسائل السلوك والمدرسة، أكثر شيوعًا في أثناء مرحلة المراهقة، وذلك بالمقارنة مع أي وقت آخر في أثناء الطفولة. يكون المراهقون أكثر استقلالية وحركة، وغالبًا ما يكونون خارج السيطرة المباشرة للبالغين. عندما يصبح السلوك السيئ شديدًا ومتكررًا، يجب تقييم المراهقين حول الاضطراب النفسي الاجتماعي بواسطة اختصاصي في الصحة النفسية، وعلى وجه الخصوص، يُعدّ الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل من المشاكل الشائعة في أثناء مرحلة المراهقة. قد يكون لدى المراهقين الذين يعانون من القلق أو اضطرابات المزاج أعراض جسدية مثل التعب أو التعب المزمن أو الدوخة أو الصُّدَاع وألَم البَطن أو الصدر.
يُعدّ الاكتئاب شائعًا بين المراهقين، ويقوم الأطباء بالتحري عنه بشكلٍ فعَّال في أثناء الفحوصات.
الانتحار نادرٌ، ولكن تُعدًّ الأفكار المتعلقة بالانتحار (التفكيرالانتحاري) أكثر شيوعًا، ويحتاج التفكير الانتحاري إلى تقييم مباشر للصحة النفسية، وينبغي ألَّا يُتوقَّع من الآباء تحديد مدى جدِّية المشكلة من تلقاء ذاتهم.
كثيرًا ما يُصبِح القلق ظاهرًا في مرحلة المراهقة، وذلك مثلما هي الحال بالنسبة إلى اضطرابات المزاج والاضطرابات السلوكية التخريبية مثل اضطراب المعارض المتحدي واضطراب التصرف.
عادةً ما تحدُث اضطرابات التفكير، والتي يجد الفرد فيها صعوبة في التمييز بين الخيال والواقع (يطلق عليها الاضطرابات الذُهانية أيضًا)، وتبدأ في أثناء مرحلة المراهقة أو بِداية ما بعد البلوغ عادةً. تسمى النوبة الأولى من الذهان الانفصال الذهاني psychotic break، ويعدُّ الفُصَام والاضطراب الفصامي الوجداني من الأمثلة على اضطرابات الفكر. قد تكون نوبات الذهان مرتبطة بتعاطي المُخدرات، وفي هذه الحالات، قد يزول الذهان بعد فترة من الزمن. قد تحدث نوبات ذهانية عند استخدام الماريجوانا، خُصوصًا المنتجات القابلة للأكل.

طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق

قد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء”.
كما أوصوا بأهمية ” تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي… إلخ”.
كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم الأبناء، عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.
وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة”.
وقد أثبتت دراسة قامت بها الـ (Gssw) المدرسة المتخصصة للدراسات الاجتماعية بالولايات المتحدة على حوالي 400 طفل، بداية من سن رياض الأطفال وحتى سن 24 على لقاءات مختلفة في سن 5، 9، 15، 18، 21، أن المراهقين في الأسرة المتماسكة ذات الروابط القوية التي يحظى أفرادها بالترابط واتخاذ القرارات المصيرية في مجالس عائلية محببة يشارك فيها الجميع، ويهتم جميع أفرادها بشؤون بعضهم البعض، هم الأقل ضغوطًا، والأكثر إيجابية في النظرة للحياة وشؤونها ومشاكلها، في حين كان الآخرون أكثر عرضة للاكتئاب والضغوط النفسية.



657 Views