مظاهر اختلال التوازن البيئي

كتابة حسن الشهري - تاريخ الكتابة: 1 مارس, 2022 9:19
مظاهر اختلال التوازن البيئي

مظاهر اختلال التوازن البيئي وكذلك تعريف التوازن البيئي باختصار، كما سنقوم بذكر كيفيّة المحافظة على التوازن البيئي، وكذلك سنتحدث عن حلول اختلال التوازن البيئي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعونا.

مظاهر اختلال التوازن البيئي

1- إلحاق الضرر بالصحة:
يرتبط التلوّث البيئي الذي يشمل كلّاً من تلوّث الهواء، والماء، والتربة بصحّة الإنسان بشكلٍ كبير، وذلك بسبب العوامل الكيميائية والحيوية الضارّة التي تظهر نتيجةً للتلوّث، وتؤثّر سلبًا على صحة الإنسان، إذ تؤدّي عناصر البيئة الملوّثة بفعل مخلّفات الإنسان والحيوان إلى انتشار العديد من الأمراض المعدية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مرض الطاعون الذي انتشر في العصور الوسطى عبر فئران تغذّت على مخلّفات بشرية ملوّثة، لذلك حاولت الدول المتقدّمة القضاء على الأمراض المنتقلة بيئياً عبر حملات التطعيم والتعقيم، إلّا أنّه في عام 2003م انتشر مرض السارس أو ما يُعرف بمتلازمة الالتهاب التنفسي الحادّ (SARS) في العديد من البلدان، ممّا يؤكّد على أنّه لا يوجد بلد محصّن بشكلٍ كامل من تفشّي الأمراض المنقولة بيئيًا.
2- انجراف التربة:
قد توثر مشكلة أنجراف التربة على قدرة أنتاجها، ولذلك فمن المهم معرفة الأسباب الكامنة لهذه المشكلة وهي:
– تعرية التربة (بالإنجليزية: Soil Erosion)، وهي مشكلة عالمية تتمثّل في إزالة الطبقة السطحية للتربة، وقد تحدث نتيجةً لعوامل طبيعية، أو بفعل الأنشطة البشرية التي تزيد من حدّتها خاصّةً عندما تتسبّب في إزالة الغطاء النباتي.
– الاستخدام غير السليم للأراضي.
– زيادة درجة حموضة أو ملوحة التربة، ممّا يؤثّر بشكلٍ مباشر على خصوبتها، ويحدث ذلك نتيجة للأمطار الحمضية، أو تراكم الأملاح القابلة للذوبان في الماء في التربة.
– تشبّع التربة بالمياه.
– تدهور الحالة الكيميائية للتربة (بالإنجلزية: Chemical Degradation)، ويحدث نتيجة ترشّح المغذّيات خارج التربة، أو تسرّب المواد المشعّة والكيميائية الضارّة إليها.
3- التصحّر:
يحدث التصحر نتيجة لعاملين طبعين وهما جفاف التربة والعامل البشري، ومن الممكن أن يتم حل هذه المشكلة عن طريق أصلاح الظروف البيئية ويشمل هذا النطاق التالي:
– الصحاري التي تعاني من مشكلة شُحّ الأمطار، إذ إنّ الأمطار لا تهطل فيها سنويًا.
– الصحاري التي يكون معدّل الأمطار السنوي فيها متغيّر ومنخفض، أي أقلّ من 100ملم سنوياً.
– الصحاري التي يكون معدّل الأمطار فيها حوالي 100-200ملم سنوياً، أي أنّه غير كافٍ لإنتاج المحاصيل الزراعية.
– الصحاري التي تكوّنت نتيجةً لاستغلال الإنسان المفرط لأراضي المناطق شبه القاحلة، ويكون معدّل الأمطار فيها 200-350ملم سنوياً.
4- استنزاف التنوع الجيني:
تُستخدم المادة الجينية الموجودة في الأنواع المدجّنة من النباتات، وأشجار المحاصيل، والمواشي، والحيوانات المائية، والكائنات الدقيقة، وغيرها في برامج التدجين والتكاثر من أجل تحسين صفاتها، كالإنتاجية، والجودة الغذائية، والنكهة، والتحمّل، ومقاومتها للآفات والأمراض، إلّا أنّ انتقاء خيارات محدّدة من أجل الحصول على المنتج المراد بأفضل مواصفات أدّى لاستنزاف التنوّع الجيني لأنواعٍ عديدة.
5- تلوّث الغذاء:
يمكن أن يتلوّث غذاء الإنسان بطريقة مباشرة أو عن طريق تلوّث علف المواشي، ويتسبّب في ذلك العديد من العوامل، منها المبيدات االزراعية التي قد تسبّب تلوّث المحاصيل، والأدوية البيطرية والمواد الكيميائية التي تستخدم لتحفيز نموّ الحيوانات، والتي قد تبقى آثارها في اللحوم ومنتجات الألبان، بالإضافة إلى المواد الحافظة للأطعمة، مثل: نترات الصوديوم، والمواد التي تستخدم للتغليف، والتي يمكن أن تلوّث الطعام المغلّف فيها، كما يمكن أن تتلوّث المحاصيل كيميائيًا نتيجةً لترسّب النفايات الصناعية السائلة، أو الانبعاثات الصناعية المنقولة عبر الهواء، والجدير بالذكر أن التوجّه الحالي نحو معالجة الأغذية وتخزينها سيؤدّي إلى زيادة نسبة تلوّث الغذاء.
6- استنزاف طبقة الأوزون:
تنبّأ العلماء منذ عام 1974م باستنزاف طبقة الأوزون بفعل وجود مركبات الكلوروفلوروكربون، وبعض الغازات كالميثان، والأمونيا، وأكسيد النيتروز في طبقة الستراتوسفير، ولذلك أعدّ المختصّين خطّة عالمية لحماية طبقة الأوزون، إذ استطاعوا من خلالها تقييم وضع طبقة الأوزون وآثارها.
7- الاحتباس الحراري:
يشير مصطلح الاحتباس الحراري أو الاحترار العالمي (بالإنجليزية: Global Warming) إلى ارتفاع متوسّط درجات الحرارة بالقرب من سطح الأرض على مدى القرنين الماضيين، وذلك نتيجةً لامتصاص بعض الغازات للأشعة تحت الحمراء المنبعثة من سطح كوكب الأرض، كغاز الأوزون، وبخار الماء، وغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسمح بمرور الضوء المرئي إلّا أنّه يمتصّ الأشعة تحت الحمراء ويعيد إشعاعها، ويمكن تشبيه آلية عمله بالزجاج الموجود في بيوت الدفيئة، ولذلك عُرفت هذه الظاهرة باسم تأثير البيت الزجاج (بالإنجليزية: Green House Effect)، إذ يساهم غاز ثاني أكسيد الكربون في تسخين الهواء الموجود في أدنى مستويات الغلاف الجوي، ممّا يبقي درجة حرارة الأرض دافئة، ويعدّ انحسار الأنهار الجليدية في نصفيّ الكرة الأرضية مثالًا على آثار الاحتباس الحراري.

تعريف التوازن البيئي باختصار

يُعرّف التوازن البيئي أو الاستقرار البيئي (بالإنجليزية: Ecological Balance) على أنّه التعايش المتناغم بين الكائنات الحية وبيئتها، كما يعرف بأنه كيفية التنظيم والاستقرار البيئي، وذلك لكي تستطيع الأنواع الموجودة في داخله بالتعايش مع الأنواع الأخرى، وبالتعايش مع بيئتها أيضًا، فكوكب الأرض مليء بالعديد من النظم البيئية، ابتداءً من البرك الصغيرة وانتهاءً بالصحاري الكبيرة، حيث يتكوّن النظام البيئي من العديد من العناصر المتكاملة مع بعضها البعض، ولهذا السبب يجب أنّ يكون النظام البيئي متوازن، لكي يكون قادرًا على العمل بسلاسة.
ويساعد النظام البيئي المتوازن في الحفاظ على وجود المواد والطاقة بكميات مناسبة قادرة على تغطية جميع احتياجات الكائنات داخل هذا النظام، إذ إنّ التوازن البيئي في أيّ نظام بيئي يكون نتيجة اعتماد كل عنصر داخل هذا النظام على بعضه البعض، فالنفايات مثلًا تستهلكها الحيوانات، ثم يستهلكها البشر وعلى نفس النحو، ويمثّل النظام البيئي المتوازن موطنًا مستدامًا أو مستمرًا.
تتفاعل الكائنات الحية أيّ المكونات الحيوية في أيّ نظام بيئي متوازن مع المكونات غير الحيوية في البيئة، إذ إنّ العوامل الحيوية تعتمد على العوامل غير الحيوية لضمان بقائها، فتتطلب النباتات مثلًا رطوبة وكيمياء تربة ودرجة حرارة معينة لتنمو، والتي تعتمد عليها الحيوانات بدورها كطعام لها، ولا بدّ من الإشارة هنا إلى أنّ أيّ شيء يؤثر على أيّ عامل داخل أيّ نظام بيئي متزن يؤدي إلى الإخلال بتوازنه، وبالتالي تُصبح الكائنات الحية مجبرة إما على التكيف أو على الموت.
ويعرف التوازن أو الاستقرار البيئي بأنه التعايش المتناغم بين الكائنات الحية والكائنات غير الحية في البيئة.

كيفيّة المحافظة على التوازن البيئي

1- الاستمرار بتبادل مواد النظام غير الحيوي مع الجو؛ مثل تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين الهواء والنباتات.
2- الحفاظ على التوازن الغذائي داخل السلسلة الغذائية.
3- تقويم الممارسات البشرية الخاطئة، مثل: الاعتماد بشكل كبير على الكهرباء والوقود الأحفوري بالإضافة إلى الصيد الجائر، حيث يؤثّر استنزاف موارد البيئة وعدم استدامتها على التنوّع الحيوي وانقراض بعض أنواع الكائنات الحية، ويؤخذ بعين الاعتبار أنّ الضرر الذي يلحق بأحد الأنواع يؤدّي إلى ضرر في النظام البيئي كاملاً.
4- الحدّ من تلوّث المياه الذي يُسبّب اختلالاً واسعاً في النظام البيئي، فعلى سبيل المثال يؤدّي اختلاط مياه الصرف الصحي بمياه الأنهار أو المياه العذبة إلى نمو الطحالب بشكل سريع وكبير، ممّا يستنزف كمية الأكسجين في المياه ويمنع وصول أشعة الشمس إلى باقي الكائنات البحرية، كما أنّ الطحالب المُتحلّلة تؤدّي إلى نمو كائنات حيّة لاهوائية تُفرز مواد سامة للحيوانات، وهذا كلّه سبب رئيسي في نُقصان عدد الكائنات البحرية واختلال التوازن البيئي في الحياة البحرية.
5- إعادة التدوير للحد من الإفراط في استخدام موارد الطبيعة.

حلول اختلال التوازن البيئي

– إنشاء المحميات الطبيعية للحيوانات لتكون في مأمن من التدخلات البشرية ما يعيد توازن النظم البيئية. عدم قطع الغابات واستبدال ذلك بزراعة الأشجار بكثرة في جميع الأماكن كونها مصدرًا للأكسجين ومنعًا للإخلال بتوازن الهواء، كما إنّها موطنًا طبيعيًا للعديد من الكائنات الحية.
– التوقف عن بناء المباني والمصانع في الأراضي الزراعية واستصلاحها وزراعتها منعًا لانقراض تلك النظم البيئية، الأمر الذي يدعو إلى محاولة استعادة كافّة النظم المعرَّضة للخطر.
– توعية الأطفال وتربيتهم على التصرف بإيجابية تجاه البيئة التي يعيشون فيها، ودمج ذلك في مناهجهم التعليمية ليكونوا على دراية جيدة بالآثار الضارة للتدخلات البشرية في اختلال توازن أنظمة البيئة.
– عدم السماح للمواطنين باستغلال الموارد الطبيعية لأغراض بشرية كصيد الحيوانات العشوائي وغير المنظم، وبذلك بسنِّ القوانين الرادعة لمن يخالف هذا الأمر وفرض الغرامات المالية على من يتسبب بالتلوث.
– نشر ثقافة الحفاظ على البيئة بين الناس وتوعيتهم بأهمية تقليل الاستهلاك حمايةً من تدمير الموارد الطبيعية وللتقليل من كمية النفايات التي يؤدي التخلص منها إلى إلحاق الضرر بالبيئة، ويتحقق ذلك باعتماد مبدأي إعادة التدوير وإعادة الاستخدام الذي يهدف إلى تحقيق أكبر استفادة ممكنة من النفايات.



425 Views