مظاهر عقوق الوالدين

كتابة هدى المالكي - تاريخ الكتابة: 14 أكتوبر, 2021 12:06
مظاهر عقوق الوالدين

مظاهر عقوق الوالدين، حيث أن عقوق الوالدين هو كل ما يوجب الأذى للأبوين قولاً كان أو فعلاً، وعدم الإحسان إليهما وإغضابهما، وفي هذا المقال سوف نقوم بسرد بعض من مظاهر عقوق الوالدين ونتائجها.

مظاهر عقوق الوالدين

1. التأمر وإكثار الطلب عليهم، كأمر الوالدة بتنظيف البيت، وغسل اللباس، وغيره خاصة إذا كانت كبيرة أو مريضة، لكن إذا قامت بذلك برغبتها وهي غير عاجزة أو مريضة فلا بأس في ذلك، مع تذكّر الدعاء لها وشكرها وإعانتها.
2. الإعراض عنهما، ومقاطعتهما بالكلام، والإكثار من مجادلتهما أو تكذيبهما، واصطناع المشاكل أمامهما.
3. التفوّه بكلمات بذيئة وسيئة معهما، والنظر إليهما بغضب أو ازدراء واستهانة، وذكر عيوبهما وإحراجهما أمام الناس وخاصة عند كبرهما.
4. ترك الإنفاق عليهما عند كبرهما، ومنة الابن على والديه، وذكر إحسانه إليهما أمام الناس.
5. أن يجعل الولد نفسه نداً ومساوياً لأبيه وأمه، فيتكبر عليهما، ويعطي لنفسه الحق بأن يرفع صوته على والديه.
6. ارتكاب الأعمال التي تتنافى مع الأخلاق الكريمة معهما، وهجرهما وإيداعهما في دار العجزة.
7. ترك مساعدتهما، وعدم الجلوس معهما وقت الحاجة، والتأخر في قضاء حوائجهما، وقلة زيارتهما، وعدم الاهتمام برأيهما أو استشارتهما في الأمور، مما يشعرهما باستغناء الولد عنهما.
8. ترك الدعاء والاستغفار لهما بعد وفاتهما، وعدم تقديم الصدقة عنهما، وعدم إكرام أصدقائهما، وقطع صلة سائر أقاربهما.

أسباب عقوق الوالدين

1. الطلاق
حيث أن الطلاق يعد سبب من أسباب عقوق الوالدين، وبالخصوص في ظل غياب التقوى في التعامل ما بين الزوجين، بحيث كل طرف يحرض الابن على الطرف الآخر، وبدوره يخرج الابن عاق لوالديه.
2. الجهل
حيث أن الجاهل الذي لا يعي ولا يعلم عواقب عقوق الوالدين في الدنيا وفي الآخرة، ويتغافل جهلاً عن ثواب البر وثمراته العظيمة هو عدم لنفسه بذلك الجهل الذي سيصل به للهلاك.
3. التفرقة بين الأبناء
حيث أن التفرقة تعتبر سبب من الأسباب التي تزرع البغض والكره في نفوس الأبناء، وتغريهم بعقوق والديهم.
4. القدوة السيئة
وذلك مثل التناقض في الأفعال، فواحدة من ضمن الأسباب التي تؤدي وتصل بالأبناء لعقوق والديهم هو تناقص الفعل مع التوجيه، فنجد بعض الآباء يوجهون أولادهم لأمور يقوموا بفعل عكسها، فيكون مثل من يقول بما لا يفعل.
5. التخلص من الوالدين
حيث أنه هناك من يرغب في التخلص من والديه إيثار للراحة.
6. الرفقة السيئة
الرفقة السيئة بدورها تكون سبباً من أسباب عقوق الوالدين، ومظنة إفساد أخلاق الأبناء.
7. الزوجة السيئة
في بعض الحالات تكون زوجة الابن سبب عقوق الوالدين بحيث تحرضه على إساءة معاملة والديه.
8. التربية السيئة
حيث أن الوالدين عندما لا يجيدون ويحسنون تربية أولادهم، فلا يربونهم على تقوى الله تعالى ويعلمونهم فضائل الأعمال مثل البر والصلة، يكونون سبباً من أسباب عقوق أولادهم، وذلك من خلال غفلتهم عن تربيتهم التربية السليمة.
9. عقوق الوالد لوالده
من ضمن أسباب العقوق أن يرى الابن مثلاً والده يعق أبيه، فبهذا يكون الأب قدوة سيئة لابنه، فينشأ الابن على العقوق وهذا من مبدأ الجزاء من جنس العمل.

أضرار عقوق الوالدين

1. العاق لا يغفر الله تعالى له ذنوبه ومعاصيه، فيحرمه الله تعالى من النظر إليه، ففي الحديث: “ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه…”.
2. إن عقوق الوالدين مما يخالف أخلاق الأنبياء، فقد كان نبي الله إبراهيم بارًا بأبيه على الرغم من شركه بالله، وإيذائه إبراهيم عليه السلام، ومع ذلك فلم يكن سوى بارًا به حتى في كلامه معه، فكان يقول له “يا أبت”، وهو ألطف نداء، وكذلك كان يحيى عليه السلام وعيسى ابن مريم، قال تعالى: “وبرًا بوالديه”، و”وبرًا بوالدتي”، لذلك علينا الحذر من عقوق الوالدين لنتجنب سوء العقاب، ونكون مع الأنبياء.
3. إن عقوق الوالدين له أضرار كبيرة في الدنيا والآخرة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق، ولا منان…”.
4. فضلًا عن عقوبات الدنيا من تضييق الرزق، وعدم استجابة الدعاء، وفعل أبناء العاق به مثل فعله بوالديه، وسوء الخاتمة عافانا الله وإياكم.

عقوبات عقوق الوالدين

1. من عقوبة عقوق الوالدين أنها أسباب دخول النار، فيحرم العاق لوالديه من دخول الجنة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن خمر”.
2. من عقوبة عقوق الوالدين لا يسلم عاق الوالدين من انتزاع البركة من عمره وحياته، وقلة الرزق، وعدم استجابة دعائه، وحرمانه من رفع أعماله إلى السماء، وهو مخلوف بعقوق أبنائه وذريته من بعد عقوقه لوالديه.
3. من عقوبة عقوق الوالدين استحقاق لعنة الله لمن سب والديه أو لعنهما: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أَبَاهُ، مَلْعُونٌ مَنْ سَبَّ أُمَّهُ، مَلْعُونٌ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ، مَلْعُونٌ مَنْ غَيَّرَ تُخُومَ الْأَرْضِ، مَلْعُونٌ مَنْ كَمَهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ، مَلْعُونٌ مَنْ وَقَعَ عَلَى بَهِيمَةٍ، مَلْعُونٌ مَنْ عَمِلَ بِعَمَلِ قَوْمِ لُوطٍ»، وفي رواية ابن حبان: «وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ».
4. من عقوبة عقوق الوالدين تعجيل عقوبة العاق لوالديه في الدنيا قبل الآخرة: عَنْ أَبِي بَكْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ».
5. من عقوبة عقوق الوالدين استجابة دعوة الوالد على ولده العاق، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ».



688 Views