معنى القهوة في لسان العرب نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم تاريخ القهوة العربية ونتعرف على طريقة تحضيرها.
محتويات المقال
معنى القهوة في لسان العرب
-المعنى الأصلي الوارد في المعاجم القديمة هو الخمرة، فأقهى الرجل: إذا قل طعمه أو قلت شهيته للطعام، ويرى (لسان العرب) أن القهوة هي الخمرة، وسميت بذلك لأنها تُقهي شاربها عن الطعام أي تذهب بشهوته، وفي (التهذيب) أي تشبعه.
-يضيف (القاموس المحيط) للفيروزآبادي من معاني القهوة اللبن المَحْض وها هي الكلمة اليوم نطلقها على شراب البُنّ، وفي الدارجة نطلقها على المقهى مكان شرب القهوة وغيرها.
تاريخ القهوة العربية
القهوة العربية الأصيلة هي مشروب منبه يشرب ساخناً، ويتدرج لونها من الأصفر (الأشقر) إلى الأسود مروراً باللون البنيّ، حسب درجة حمس حبوب القهوة، ويشتهر بها أهل شبه الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام ومصر وتتميز بأنها مرة وليس فيها سكر بتاتا. وهي مدرجة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة لعام 2015.
نشأة القهوة العربية
-أول من جاء بها إلى اليمن؛ موطنها الأول في الجزيرة العربية، هو رجل دين من أهل عدن اسمه جمال الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد الذبحاني الذي عاش في منتصف القرن التاسع الهجري (منتصف القرن الخامس عشر الميلادي) من الحبشة حيث كان يسافر لها، وقدّمها لأهل بيته وأصدقائه وضيوفه لتعديل المزاج وللتعافي من الوهن والإجهاد، ثم بدأ المزارعون في اليمن في زراعة البن بعد انتشار شربها في الطبقة العليا وبعد ذلك قلّدهم العامة وانتشر شربها بين اليمنيين وأصبحت عادة اجتماعية يومية، بعد ذلك انتقلت إلى مكة، فعمّت الحجاز، ذلك بعد أن انتشرت في مصر بواسطة طلاب يمنيين أخذوها معهم في رواقهم في جامع الأزهر للاستعانة بها على السهر من أجل المذاكرة والدرس، ثم انتقلت إلى نجد (المنطقة الوسطى بالجزيرة العربية).
– وفي القرن الخامس عشر وصلت القهوة إلى تركيا ومن هناك أخذت طريقها إلى فينيسيا في عام 1645م. ثم نقلت القهوة إلى إنجلترا في عام 1650م عن طريق تركي يدعى باسكا روسي الذي فتح أول محل قهوة في شارع لومبارد في مدينة لندن عام 1652م، فأصبحت القهوة العربية قهوة تركية، وقهوة إيطالية، وقهوة بريطانية بعد أن تدخلت أمزجة هذه الشعوب ورغباتهم في تجهيز القهوة وكان الطبيب الرّازي الذّي عاش في القرن العاشر للهجرة أوّل مَن ذكر البن والبنشام في كتابه “الحاوي”تع وكان المقصود بهاتين الكلمتين ثمرة البن والمشروب.
مكانة القهوة عند العرب
-تُعدّ القهوة العربية رمزًا من رموز الكرم، وقد حلت عند العرب محل لبن الإبل، فباتوا يُفاخرون بشربها وصارت مظهرًا من مظاهر الرّجولة في نظرهم وهذا لا يعني أن النساء لا تشربها. ويعقد الرجال لها المجالس الخاصّة التي تُسمّى بالشبّة أو القهوة أو الدّيوانيّة، وعادة يقدم معها التمر حتى أصبح في وقتنا الحاضر ملازماّ لها بعد توفره بكميات كبيرة.
-وللقهوة عادات خاصّة بها وأوانٍ خاصة عند العرب، وأشهر هذه الأواني الدُلة (وجمعها دلال) التي يجلبها بعض المُضيفين من بلدانٍ بعيدةٍ وبأسعارٍ باهظةٍ طمعًا في السّمعة الحسنة. والدلال أنواع: فمنها الحساوية، والعمانية، والرسلانية، والقرشية، وأقدمها وأثمنها وأجودها البغدادية التي تصنع في العراق. ولاسم كل نوع دلالة على مكان صنعها، باستثناء الرسلانية التي تنسب لأسرة رسلان في الشام، والقرشية التي تصنع في مكة، وسميت الدّلّه بهذا الاسم اشتقاقاً من (الدَلَه) وهو الأنس الذي يصاحب جلسة تناول القهوة.
– القهوة تحظى بالكثير من الاحترام عند العرب من اليمنيين، والشاميين، والخليجييّن، والسّعوديين على وجه الخصوص. والقهوة لها عادات قبلية متعارف عليها بين الناس وكل القبائل. فيجب أن تصب القهوة للضّيوف وأن يكون صابّها واقفًا، وممسكًا بالدلة بيده اليُسرى ويقدم الفنجان باليد اليُمنى ولا يجلس أبدًا حتّى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة. بل وأحيانًا يُستحسن إضافة فنجانٍ آخرٍ للضّيف في حال انتهائه من الشّرب خوفًا من أن يكون قد خجل من طلب المزيد. وهذا غايةٌ في الكرم.
-وهناك آداب توارث عليها أبناء شبه الجزيرة العربية كافة في شرب القهوة وهي أنه عند صب القهوة باليد اليسرى وتقديم الفنجان باليد اليمنى، وأيضا يتم تسليم الفنجان للذي يصب القهوة الذي يدعى (القهوجي) باليد اليمنى كذلك، بعض المناطق في السعودية يشترط لديهم أن يكون الفنجال ليست مملوءًا بالقهوة، وإنما تُصب القهوة في الفنجان بنص مقدار الفنجان وإذا ملئ الفنجان وتم تقديمه للضيف يعد إهانة للضيف. أما عند البعض فيشترط أن يكون الفنجان مملوءًا بالقهوة حتى أن نقصانه يعدّ إهانة لهم.
فوائد القهوة العربية
-تناول القهوة العربية يساعد على الوقاية من الإصابة بالنوبات القلبية، حيث إنها تعمل على التخلص من الدهون التي توجد على الشرايين.
-القهوة تساعد على التقليل من نسبة التعرض للقلق والتوتر، وتخفيف أعراض الاكتئاب، وتساعد على تحسين الحالة المزاجية.
-تساعد القهوة العربية على تقوية الجهاز المناعي.
-تسهم القهوة العربية في علاج الصداع، وتقلل من أعراض الصداع النصفي.
-تحافظ على صحة اللثة والأسنان، وتقي من التسوس.
-تساعد القهوة العربية على تجديد خلايا البشرة والحفاظ عليها، كما أنها تقلل من علامات الشيخوخة والتجاعيد.
-تحتوي القهوة العربية على مضادات الأكسدة التي تساعد على الوقاية من الإصابة بالأمراض وخاصة الأمراض السرطانية.
-القهوة العربية لها قدرة على زيادة التركيز والانتباه، حيث إنها تساهم في تنشيط الجهاز العصبي بشكل كبير.
-تنظيم معدل السكر بالدم والمساعدة في زيادة حساسية الجسم للأنسولين مما يفيد في مرض السكري من النوع الثاني.
-تساعد القهوة على الوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر.
-التقليل من ألم العضلات الناتج عن ممارسة التمرينات الرياضية مع الحرص على عدم تناولها بكميات كبيرة.