مفهوم السعادة في الاسلام وماهو التعريف الشامل للسعادة واروع العبارات عن السعادة نقدمها اليكم في هذا المقال.
محتويات المقال
مفهوم السعادة في الإسلام
السعادة حالة من صفاء النفس وطمأنينة القلب تأتي من خلال الموازنة بين مطالب الجسد والروح، وبين الراحة الشخصيّة وراحة الآخرين، وبين إعمار الدنيا وإعمار الآخرة والسعادة عندما تكون دنيويّة بحتة فهي غير كاملة وزائلة لا محالة، أمّا عند ارتباطها بالآخرة فستكون سعادة حقيقيّة لا نهاية لها.
الإسلام يحقق السعادة الأبدية للإنسان
لقد جاء الإسلام بنظام شامل فوضع للإنسان من القواعد والنظم ما يرتب له حياته الدنيوية والأخروية وبذلك ضمن للإنسان ما يحقق له جميع مصالحه الدنيوية والأخروية ، فقد جاء الإسلام للحفاظ على المصالح العليا والمتمثلة في الحفاظ على: النفس والعقل والمال والنسل والدين فالسعادة في المنظور الإسلامي تشمل مرحلتين :
السعادة الدنيوية فقد شرع الإسلام من الأحكام ووضح من الضوابط ما يكفل للإنسان سعادته الدنيوية في حياته الأولى, إلا أنه يؤكد بأن الحياة الدنيا ليست سوي سبيل إلى الآخرة، وأن الحياة الحقيقية التي يجب أن يسعى لها الإنسان هي حياة الآخرة قال الله تعالى:(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) (النحل), وقال تعالى:(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا)(القصص), وقال تعالى:(فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل) (التوبة)
السعادة الأخروية: وهذه هي السعادة الدائمة الخالدة، وهي مرتبة على صلاح المرء في حياته الدنيا قال الله تعالى:(الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) (النحل), وقال تعالى:(للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين)) النحل).
السعادة في الإسلام
الحاجة إلى السعادة من أهم حوائج الإنسان على وجه الأرض، ومطلب أساسي لحياة الإنسان واستقراره وأمانه، فإن الإنسان فُطر وجُبل على حب سعادته وراحته وسلامته، وسلامة عائلته وأحبابه، ولكن السعادة لا تأتي من الجوانب المادية فقط، فالسعادة في الإسلام أبعد من ذلك بكثير؛ إذ تتعداه إلى الجانب المعنوي، إذ إنّه يُحقق السعادة الأبدية للأنسان، فإن نظرة الإسلام إلى السعادة تتطرق إلى مفهومين أساسيين هما كالآتي:
سعادة الدنيا: الدنيا هي ممر وطريق إلى الآخرة، ولكن الإسلام شرع الكثير من الأحكام والضوابط التي تكفلت بحفظ سلامة الإنسان وتحقيق سعادته في حياته الدنيا، مع التأكيد المستمر على أن هذه حياة فانية ليس فيها بقاء.
سعادة الآخرة: وهذه هي السعادة الدائمة التي لا فناء لها، هي السعادة الحق، هي جزاء إيمان الإنسان بربه وصلاح عمله في الدنيا، هي مصير كل مؤمن عابد موحد لله.
أسباب السعادة
طلب العلم الشرعي وتعلّم العقيدة الصحيحة والأحكام الشرعيّة لتطبيقها بشكل صحيح وإرضاء الله من خلالها.
التقرّب إلى الله بمعرفة أسمائه الحسنى وصفاته العلي بذلك يصبح العبد موصولاً بربه عارفاً به مستأنساً بقربه.
دراسة السيرة النبوية الشريفة وسيرة الصحابة الكرام والسلف الصالح
الحرص على الطاعات والأعمال الصالحة، والمداومة على العبادات: كالصلاة، والصيام، والزكاة، والدعاء، والصدقات والإحسان إلى الآخرين، كل ذلك يبعث حلاوةً في النفس وانشراحاً في الصدر وسكينةً في القلب.
ترك الذنوب والمعاصي: فهي تورث في القلب كآبةً وضيقاً. الرضا بقسمة الله تعالى، ومعرفة أنّ كل ما يحدث هو خيرٌ من الله، فلا يمكن أن يفعلَ الرب بعبده إلا ما يُصلِحه. هذا الرضا يُشعِر صاحبه بالسعادة.
المداومة على ذكر الله تعالى من تسبيح وتهليل، وحمد، واستغفار، وصلاة على النبي، وحوقلة وغير ذلك. الحرص على صحبة الصالحين، فبهم تسكن الروح وتمضي في طاعة الله وتمشي في طريق السعادة.
ومن أجمل الطرق التي يبحث الإنسان عليها في الحياة هو أن يجد السعادة، والسعادة يظنّها الجهّال والأرواح التي لا تعرف السعادة ولا أن تكتشفها بنفسها، فالسعادة لا يبحث الإنسان عنها بل هي موجودة في حياة كلّ إنسان، ولكن السعيد والذي يريد أن يكون سعيد يجدها بجانبهِ أينما ذهب، والكل والجميع على وجه الأرض باختلاف الجنس ونمط الحياة والبيئة والثقافة وباختلاف كل شيء الكل يبحث عن السعادة.
ومن منّا لم يرى المشاق في حياتهِ والصعاب، ولكن بحث قليلاً الإنسان لوجد السعادة بأتفه الأمور التي لم يكن يتصوّر أن تكون سعادتهُ، فالسعادة تتحقّق من الداخل وطريق السعادة هي التفاؤل أمّا المتشائمين فلا يعرفون الطريق، واليأس من الحياة يقتل كلّ شيء جميل فهي صفة الضعفاء في هذا الكون.
كيف يحقق الإنسان سعادته
يسعى الإنسان في هذه الدنيا نحو تحقيق أقصى درجات السعادة والرضا والراحة والسلامة، ويبتعد عن كل مصادر الشقاء والمرض والهموم، إذ إنّ هناك عدة أسباب تحقق السعادة والحياة الطيبة، منها ما يأتي:
-طلب العلم: لأن الجهل هو أساس كل شقاء ومفسدة، وفي العلم خير ورفعة في الدنيا والآخرة.
-الإيمان والعمل الصالح: وعد الله من أحسن عملًا في الدنيا ليحيينه حياة طيبة، حياة كريمة، تلك هي حياة أهل الذكر والإيمان والعمل الصالح، فتسعد بهذا العمل الطيب قلوبهم وتستكين أنفسهم، فهم في سعادة غامرة.
-الإحسان إلى الغير: من أهم أسباب السعادة هو مساعدة الغير والإحسان إليهم في القول والعمل، فإن عمل المعروف يزيل الهموم والغموم، ويذهب به الله كدر النفس وضيق الصدر، عدا عن ثواب الله له في الدنيا والآخرة.
-العمل النافع: العمل النافع الذي يعود بالخير والنفع على صاحبه، يشغل القلب عن هموم الدنيا ومشاكلها، ويزيد من النشاط والإنتاجية.
-عدم التفكير بالمستقبل: يعيش الإنسان حاضره ولا يشغل باله بالماضي، ولا يكثر التفكير والقلق من المستقبل المجهول، فهو في علم الله تعالى، والتركيز على يومه وحاضره وإصلاحه وإعماره بكل ما هو نافع ومفيد له ولأهله ومجتمعه.
-كثرة الذكر: ذكر الله سبب راحة القلوب وسكينة النفس، وانشراح الصدر، والذكر سبب لجلاء الأحزان والهموم.
-النظر إلى من هو دونه في الدنيا: أي أن يرى حال الناس البسطاء الذي يعيشون في مستوى مادي أقل من مستواه الذي يعيشه، وهذا يشمل المال والصحة والأولاد وغيرها من نعم الدنيا، فكل ذلك زائل، ولا يبقى إلا ذكر الله والعمل الصالح.