مفهوم الصداقة في علم النفس

كتابة وفاء الرشيدي - تاريخ الكتابة: 24 سبتمبر, 2020 1:27 - آخر تحديث : 5 يناير, 2023 8:38
مفهوم الصداقة في علم النفس

مفهوم الصداقة في علم النفس تختلف مفاهيم الصداقة بحسب الدراسة التي تتناولها وتتحدث عنها وتغطي جوانبها ولكن أصح معنى يمكن أن نعتمد عليه لمعرفة المفهوم الحقيقى للصداقة هو علم النفس، حيث يفسرها لنا بشيئ من الإيضاح والتيسير و سنتعرف معا خلال السطور القليلة القادمة عن معنى الصداقة من وجهة نظر علم النفس وعلمائه.

مفهوم الصداقة في علم النفس

مفهوم الصداقة بنسبة لأرسطو وهو أحد كبار علماء النفس الذين درسوا كثيرا عن مفهوم العلاقات والصداقات وجاء تعريفه كالتالي الصداقة هي حد وسط بين خلقين فالصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يكون مقبولا من الآخرين كما ينبغي. أما الشخص الذي يبالغ حتى يكون مقبولا لدى الجميع إلى الدرجة التي تجعله لا يعارض في أي شيء حتى لا يسيء إلى الآخرين فهو المساير وذلك إن كان يفعل هذا بدون سعي إلى منفعة شخصية لولعه بالإرضاء. أما إن كان يهدف من مسايرته إلى مصلحة شخصية فهو المتملق. وعلى الضد يصف أرسطو الشخص الذي لا يكترث بالقبول من جانب الآخرين بأنه الشرس والعسر والمشاغب والصعب في المعيشة.

معايير الصداقة من منظور علم النفس

1- الاستمتاع بصحبة الصديق: هي من الأمور الهامة التي يجب الانتباه إليها حيث أن تبدأ الصداقة بالتلاشي عندما يصبح قضاء الوقت مع أحد الأصدقاء واجبًا ثقيلًا.
2- الاختيار: أهم خطوة نمر بها على الإطلاق فند أنفسنا نختار أصدقاءنا ويختاروننا طوعًا وبكامل إرادتهم، وقد لخّصت إحدى النساء هذه الفكرة بقولها: «أشعر أن أصدقائي هم عائلتي التي اخترتها.
3- المنفعة: وليس المقصود هنا المنفعة والحاجة المادية ولكن يجب العلم أن الأخذ والعطاء المُتبادَلان ضروريان في علاقة الصداقة، والمقصود هنا أن يساعد كل طرف الآخر ويقدم له الدعم وقت الحاجة.
4- الالتزام: من أشد الأشياء التي دائما ما يهتم بها الجميع فتختلف درجة الالتزام بعلاقة الصداقة حسب الطاقة التي تستهلكها الالتزامات الأخرى للمرء في كل مرحلة عمرية، لكن تعتقد كثير من النساء أن الصداقة الحقيقية تظهر وقت الأزمات؛ إذ لا يقدم المساعدة في هذه المواقف سوى الأصدقاء الحقيقيين بصرف النظر عن الصعوبات والانشغالات الأخرى التي تمنعهم من ذلك.

معايير اختيار الصديق من منظور علم النفس

انقسمت أراء علماء النفس إلى تحليلين مختلفين في اختيار الصديق وهم على النحو التالي
1-الرأي الأول: أن اختيار الصديق يجب أن يكون بطريقة حذرة للغاية؛ لأن الصديق يحل محل العائلة والأسرة في الكثير من الأحيان، ويأخذ دور الطبيب النفسي لبعض الناس في الكثير من الأحيان فقدرة هذا الصديق على معالجة مشكلات صديقة يجب أن تتسم بالحكمة والرصانة والعقل وإلا ستصبح هذه الصداقة لا قدر الله عبئاً كبير.
2- الرأي الثاني: لدراسة الثانية: أن على الأسرة عبئاً كبيراً في مراقبة أصدقاء أبنائهم ويكونوا على دراية كاملة بظروفهم بحيث لا تقع المشكلة في الاختيار الخاطئ للصديق.

صفات الصديق الصالح

تختلف معايير الصديق الصالح باختلاف طريقة تربيته وتفكيره ولكن تظل هناك ثوابت تبين لنا من هم السلف الصالح وهي على النحو التالي:
1- الاتصال المستمر حيث أنه من الضروري أن يظل الصديق على اتصال دائم مع صديقه، حيث يحترم الصديق الحقيقي تغيّر العلاقات الاجتماعية لصديقه، كما يبقى على اتصال دائم معه مهما تباعدت الأماكن واختلفت الظروف. يفهم صديقه بعمق، فيُعتبر الصديق الحقيقي مرآة لصديقه.
2- يفعل الصديق الحقيقي ما بوسعه ليشعر صديقه بالسعادة والاطمئنان.
3-يدعم الصديق صديقة ويقف إلى جانبه، ويدافع عنه ولا يسمح بالتطاول عليه أو تقليل احترامه سواء بوجود صديقه أم في غيابه.
4-يغفر لصديقه ويسامحه، إذ يعترف الصديق بالخطأ ويعتذر عنه، كما يُسامح صديقه إذا أخطأ ويغفر له فهو يظن به الظن الحسن وأخيراً: ليس كل من قال هذا صديقي فقد صدق أتمنى من كل شخص أراد أن يصادق فلا بد أن يضع هذه المعايير في مقدمته.

الفرق بين الصداقة والحب

هناك فرق كبير بين الصداقة والحب فليس بالضرورة أن يكون هناك حب بينك وبين صديقك، فالحب أكبر بكثير من الصداقة.
يُشير عالم النفس دافيز (davis) إلى أن: الحب والصداقة يتشابهان في وجوه عديدة غير أنهما يختلفان في مظاهر أساسية تجعل من الحب علاقة أعمق إلا أنها أقل استقرارا ويعبر دافيز عن العلاقة بين المفهومين في جملة موجزة يشير فيها إلى أن الحب صداقة (إذ يستوعب كل مكونات الصداقة) ولكنه يزيد عليها بمجموعتين من الخصائص وهما الشغف و العناية.

الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة

الخصائص المشتركة بين الحب والصداقة هي
-الاستمتاع برفقة الطرف الآخر.
-تقبل الطرف الآخر كما هو.
-الثقة في حرص كل طرف على مصالح الطرف الآخر.
-احترام الصديق أو الحبيب والاعتقاد في حسن تصرفه.
-المساعدة عند الحاجة.
-فهم شخصية الطرف الآخر واتجاهاته وتفضيلاته ودوافع سلوكه.
-التلقائية وشعور كل طرف بأنه على طبيعته في وجود الآخر.
-الإفصاح عن الخبرات والمشاعر الشخصية.



1006 Views