مفهوم المجتمع ومكوناته

كتابة لطيفة السهلي - تاريخ الكتابة: 16 أغسطس, 2020 11:01 - آخر تحديث : 18 ديسمبر, 2022 7:24
مفهوم المجتمع ومكوناته

مفهوم المجتمع ومكوناته سنتعرف عليه بمفهومة الشامل في هذه المقالة مع عرض لاهم المعلومات عن المجتمع واهميته.

مفهوم المجتمع ومكوناته

في العلوم الاجتماعية، يميل العلماء لاعتبار “المجتمع” نظاما شبه مغلق semi-closed تشكله مجموعة من الناس، بحيث أن معظم التفاعلات والتأثيرات تأتي من أفراد من نفس المجموعة البشرية. وتذهب بعض العلوم أشواطا أبعد في التجريد حين تعتبر المجتمع مجموعة علاقات بين كيانات اجتماعية. تبرز في الإنكليزية كلمة أخرى قريبة في المفهوم هي الجماعة المشتركة community التي يعتبرها البعض التجمع أو الجماعة بدون العلاقات المتداخلة بين أفراد الجماعة، فهو مصطلح يهتم بأن جماعة ما تشترك في الموطن والمأكل دون اهتمام بالعلاقات التي تربط بين أفراد الجماعة. بعض علماء الاجتماع مثل تونيز Ferdinand Tönnies يرى هنالك اختلافا عميقا بين الجماعة المشتركة والمجتمع ويعتبر أهم ما يميز المجتمع هو وجود بنية اجتماعية التي تتضمن عدة نواحي أهمها الحكم والسيطرة والتراتب الاجتماعي Social rank.

مكونات المجتمع

الطبيعة: تعرف المجتمعات بأنها منتظمة طبيعيًا، إذ إنها لم تنظم بواسطة فعل حكومي أو إدارة بشرية، بل لأن الأفراد مدركين لأهمية طبيعة المجتمع.
ديمومة العيش: بمعنى أن العيش داخل المجتمع دائم للأفراد وليست مؤقتًا.
التشابه: في أي مجتمع دائمًا يوجد تشابه بين أفراده؛ لأنهم يعيشون داخل منطقة معلومة الحدود، والحياة المشتركة في المجالات كافة، وأبرزها تشابههم باللغة التي يتحدثون بها، والثقافة والعادات والتقاليد وغيرها من أوجه التشابه، وهذا التشابه هو المسؤول عن تنمية مشاعر المجتمع وتقوية أواصرهم.
الحياة الاجتماعية المنتظمة: يتميز المجتمع بالحياة الاجتماعية المنظمة في جميع جوانب الحياة.
اسم المجتمع: إذ إن كلّ مجتمع في العالم يمتلك اسمه الخاص الذي يميزه عن المجتمعات الأخرى.
حجم المجتمع: تصنف المجتمعات على أنها كبيرة أو صغيرة على حسب حجمها، لكن مهما اختلفت أحجام المجتمعات، فهي ضرورية للحياة البشرية.
مجموعة من الأشخاص: هم الأشخاص الذين يشتركون بالعديد من الروابط المجتمعية والاجتماعية، وهم أكثر مكونات المجتمع الأساسية لتكوين المجتمع، وما يميز هذه المجموعة بأنها تمتلك وعي كبير المجتمع الذي يعيشون به.
المنطقة الجغرافية: تعد من العوامل المهمة لتكوين المجتمع؛ لأن المجتمع هو أيضًا مجموعة إقليمية، ودون منطقة جغرافية لا يمكن تكوين مجتمع يقيم فيه مجموعة من الأفراد.
الشعور بالمجتمع: دون هذه المشاعر لا يمكن تكوين مجتمع من الأشخاص بالمنطقة فقط، بل يجب على الأفراد الشعور بالرغبة في البقاء في المجتمع الذي ينتمون إليه، وأن يكون الأفراد يعرفون أنفسهم عاطفيًا، وهذه العاطفة هي التي تميز أفراد مجتمع عن مجتمع آخر.

انواع المجتمع

مجتمعات ما قبل الصناعة
هي المجتمعات التي ظهرت قبل حقبة “الثورة الصناعية”، وكان فيها المجتمع ذا طابع ريفي، ومعتمدًا على موارده الخاصة، وإنتاجُهُ مقتصرٌ على ما ينتجه الإنسان لتوفير غذائه. ويَتَفرع عن هذه المجتمعات أشكال عدة، مثل:
مجتمعات الصيد
وهي مجتمعات ذات طبيعة قبائلية بحتة، اعتمد الإنسان فيها بشكل أساسي على الصيد للبقاء على قيد الحياة؛ فقد اصْطِيدتْ الحيوانات البرية، وفُــتِّشَ عن النباتات المنتشرة في الغابات لتأمين طعامه.
المجتمعات الريفية
شجعت الظروفُ المتغيرةُ النّاسَ على تشكيل هذا النوع من المجتمعات، فكانت الغاية منها تربيةَ الحيواناتِ، وزراعةَ النباتات؛ لتكون مصادر تبقيهم على قيد الحياة، وهي معاكسة لمجتمعات الصيد التي تعتمد فقط على الموارد المتاحة لها، مُستفيدةً (أَعْني تلك المجتمعات) من نمط حياتها في إيجاد فائض من المنتجات المتنوّعة.
المجتمعات الزراعية
وهي مجتمعات جاءت نتيجةً حتميةً للثورة الزراعية التي أصبحت فيها الزراعة هي المكوّن الرئيس للمجتمع، وقد اكتسب فيها الإنسان المهارات الزراعية اللازمة لِبَذْر المحاصيل في الحقول، وإعادة استخدام بقاياها كأسمدة، ونتج عنه تحسن في نوعية المزروعات، وفائض في الطعام.
المجتمعات الصناعية
وهي مجتمعات نتجت عما عُرِفَ باسم “الثورة الصناعية”، وظهرت فيها مجموعة من الاختراعات المؤثرة في حياة النّاس. وفي هذه المجتمعات أصبحت المهام والأعمال التي كانت تحتاج إلى وقت طويل في الماضي لتنفيذها أكثر سهولة وقابلية للتحقيق في أيام قليلة.
وفي الفترة الممتدة بين القرنين 18 و19 شهدت الحياة تغيّرات سريعة، أثرت في نوعية الحياة المبنية على أسلوب حياة مجتمعات “ما قبل الصناعة”، وجعلتها مختلفة تمامًا عن طبيعة الحياة في المدن، والتي واجهت طَارِئات مثل: الفقر، والاكتظاظ

العناصر التي تشكل المجتمع

فهناك مجموعة من العناصر التي يقوم عليها المجتمع هي.
الأفراد الذين يعيشون في المجتمع يدركون بأن عليهم العيش كوحدة واحدة يكمل بعضهم الآخر .
وجود المكان الجغرافي الصالح للعيش فيه ويوجد به مقومات الحياة من المأكل والمشرب من المياه الصالحة لذلك .
كل مجتمع يحتاج لسلطة منظمة له تساعد على تحقيق أهدافه الواسعة ، له ونبذ أي خلاف بين جميع أفراده واثابة الصالح منهم وعقاب المذنب فيهم.
لابد أن يمتلك أفراد المجتمع ، مجموعة من السلوكيات الاجتماعية التي تساهم في العيش بينهم ودعم روح المؤاخاة والتعاون ونبذ الفرقة .
وفوق كل ذلك فالمجتمع يجب أن تتوفر فيه جميع المقومات الأساسية ، التي يحتاج إليها الفرد بصفة دائمة ولا يمكنه الاستغناء عنها.



561 Views