مفهوم النقد الأدبي

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 16 مايو, 2022 2:32
مفهوم النقد الأدبي

مفهوم النقد الأدبي كذلك سنتحدث عن نشأة النقد الأدبي وتطوره كما سنذكر كذلك أهم أنواع النقد الأدبي وما هي أهم خصائص النقد كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

مفهوم النقد الأدبي

النقد الأدبي في اللغة تصنيف المواد بين الجيد والسيء، ولا يوجد اختلاف كبير ما بين كلمة النقد في اللغة أو في الاصطلاح. يعرف النقد في الاصطلاح على كونه عملية دراسة، وإصدار الأحكام على النصوص الأدبية التي تعتمد على النقاش العميق. وهي يعتبر من أحد الفنون الأدبية التي ترتبط فيها ذوق الكاتب، وفكرته عن النص الأدبي المكتوب.
إن ذوق الناقد وقدرته على التفكير في الأعمال الأدبية، التي يقوم بقراءتها تكون بشكل منطقي وبشكل يعكس دراسة النقاد الأدبيين. وهو من العوامل التي تساهم بشكل كبير على انتشار العمل الأدبي

نشأة النقد الأدبي وتطوره

1-يعتبر النقد العربي القديم من أهم الدراسات وألزمها في تذوق الأدب وتاريخه وتمييز عناصره وشرح أسباب جماله وقوته أو رداءته وضعفه، فالنقد أمر فطري في الإنسان، هذا الأخير يميز بفطرته وسليقته بين الخير والشر، وبين القبح والجمال، وينفر من الكلمة الخشنة الجافة، والنقد الأدبي القديم لم يظهر هكذا ناضجا بل مر بضروب ومراحل طويلة بدءا بالجاهلي ووصولا إلى العصر العباسي، كما اختلف النقاد حول البداية الأولى للنقد العربي فتعددت الإجابات وتشعبت ما أثار نقاشا محتدما بين الباحثين، إذن: ما هو النقد؟ وكيف تطور النقد العربي القديم؟ وكيف كان في العصر الجاهلي والعباسي؟
2-و عُرِفَ النقد في أدق معانيه بأنه دراسة النصوص الأدبية عامة، والشعرية خاصة وموازنتها بغيرها، قصد إبراز مواطن الحسن والقبح فيها مع التفسير والتعليل، وظهر بظهور الشعر، فالشاعر ناقد بطبعه، لأنه يفكر ويختار الكلمات المناسبة لشعره، ومن هنا قول ابن رشيق: وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز، يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير ما لم يسبكه ولا ضَرَبَه، وعَرَفَهُ العرب كما عرفته الأمم الأخرى، انطلاقا من عصور بدءا بالجاهلي الذي كان بداية النقد القديم، هذا الأخير ظهر بفعل خروج العرب من جزيرتهم والاتصال بالبلدان الأخرى المجاورة كالشام والعراق وبلاد فارس بدافع التجارة أو الحروب، يضاف إلى ذلك، مظاهر التعصب القبلي الذي كان سائدا بين القبائل.
3- حيث كان النقد ساذجا بسيطا على شكل ملاحظات ذوقية فطرية تعتمد أساسا على إحساس الناقد المباشر بالمعنى أو الفكرة، فهو يتلقاها ويحسها بذوقه الفج، وفطرته الساذجة، فليست له أصول مقررة ولا مقاييس يأنس بها وفي هذا الصدد نستحضر أقوال بعض النقاد بخصوص النقد في العصر الجاهلي، بينما في العصر العباسي نضج الفكر العربي فوجد سبيلا للبحث ومجالا للتفكير، ومنذ هذا العصر شرع النقد الأدبي يخطوا خطوات جديدة في سبيل تكوين بنائه وإقامة منهجيته، فأخذ النقاد يصدرون أحكامهم عن ذوق تدعمه المعارف وتغذيه الثقافات، وكان خصبا، متسع الآفاق والنظرات، فإن حلل فبذوق سليم، وإن علل فبمنطق شديد، ومن هنا قول أحمد أمين: إذا وصلنا إلى النقد في العصر العباسي رأينا إمعانا في الحضارة والترف، رأينا الشعر والأدب يتحولان إلى فن وصناعة بعد أن كانا يصدران عن طبع وسليقة.
3- فكان طبيعيا أن يتحول الذوق الفطري إلى ذوق مثقف ثقافة علمية واسعة، وأن يتأثر النقد بتلك الثروة العلمية والأدبية الواسعة، ازدهر النقد بفعل غزارة الثقافة وتعدد روافدها التي جعلت الناقد يبتعد عن الأحكام الاستنباطية، فصار يسجل أفكاره وفق إطار منهجي فلسفي يعتمد على الاستدلال، وعناية الخلفاء والأمراء بالشعراء.
4- إضافة إلى الخصومة بين الشعراء، والترجمة التي صبغت عقلية الأدباء والنقاد بآثارها العميقة في التفكير، ثم عامل القرآن المتمثل في دراسة النقاد للقرآن والاستشهاد به، وصار في مقدمة الشواهد الأدبية، أما فيما يخص اتجاهات النقد فتجلت أساسا في ثلاث: الأول: اتجاه عربي صرف لم تمازجه ثقافات وافدة أو تؤثر فيه عوامل دخيلة، وقد تمثل عند اللغويين والنحاة أمثال: الخليل والأصمعي وأبو عمرو بن العلاء وابن الأعرابي ممكن كانت لهم دراية باللغة وأصولها والشعر وروايته، والثاني اتجاه عربي اعتمد على الطبع والذوق ثم دعمته الثقافات المتنوعة التي نهضت به لكنها لم تقض على أصالته وعروبته، وهو ما نلاحظه عن الآمدي في “موازنته”، والجرجاني في “وساطته”، والثالث وهو اتجاه تأثر فيه أصحابه بالثقافات الأجنبية شكلا ومضمونا، وخضع النقد لسلطان المنطق والفلسفة، وغلب فيه الذوق والفكر على الحس، وقد تمثل عند قدامة بن جعفر الذي كان تأثره بمنطق اليونان واضحا
5-واشتهر جماعة من النقاد كان لهم نشاط مؤثر في عالم النقد بما ألفوه من كتب ضمنوها آراءهم ونظرياتهم النقدية في الشعر والنثر، وأهم هؤلاء: ابن سلام الجمحي(طبقات فحول الشعراء)، والجاحظ(البيان والتبيين)، ابن قتيبة(الشعر والشعراء)،(أدب الكاتب)، ابن طباطبة(عيار الشعر)، قدامة بن جعفر(نقد الشعر)، الجرجاني(الوساطة بين المتنبي وخصومه)، الآمدي(الموازنة)، العسكري(الصناعتين)، ابن رشيق(العمدة)، الجرجاني(دلائل الاعجاز)،(أسرار البلاغة)، ابن الأثير(المثل السائر).

أنواع النقد الأدبي

1- النقد الأدبي المحترف
له ناقدين ومتخصّصين لغويين.
2-النقد الصحفي
ويختص بمجال الكتابة الصحفية.
3-النقد الجمالي والتأثري
وهو الذي لا يعتمد على الموضوعية، بل يعتمد على التذوق الشخصي، ويركّز على الجماليات في النص الكتابي.
4-النقد الموضوعي
وهو الذي يتبّع أصول ومناهج محدّدة بالنقد، ويتم تطبيقها بشكل آلي دون النظر للآراء الشخصية.
5-النقد الفني
وهو تحليل للأعمال الفنية وهو يركّز بشكل كبير على الفنون البصرية؛ فهو يركّز بالشخص أكثر من الكتابة، وله أنواع منها: النقد الأكاديمي والنقد الصحفي المختص بالأعمال التلفزيونية والإذاعة.
6- النقد المذهبي أو الاعتقادي
وهو يعني النقد الذي يتبع منهج التعصب والميل لنزعة معيّنة، فهو غالباً يتبّع عقيدة شخصية، وهذا النقد لا يعتبر عادلاً كونه نقد ذاتي لا يمت للموضوعية بأي صلة.
7- النقد العلمي
وهو نقد النصوص باتبّاع منهج علمي للكتب العلمية والفلسفية.
8- النقد الفقهي اللغوي
وهو عملية تقسيم النص وتحليله من حيث قواعد اللغة النحوية، وقواعد العروض والصرف وغيرها من القواعد، ومن أكثر رواده الجاحظ. النقد الأسطوري وهو الذي يقوم بنقد النص الكتابي النثري أو الشعري من خلال دراسة معالمه الخارجية، فيبحث عن المصادر الأصلية للنص ويقوم بتحليلها، ويقوم بربط الأشياء بطريقة أسطورية مثل ربط المرأة بعبادة الشمس وبالخصب ونجوم السماء، أو ربط الفرس بالشمس وجعله رمزاً له، ومن أشهر الكتب بذلك المجال كتاب الحيوان، الذي استخدم به الجاحظ أسلوب تفسير الأشياء والحيوانات بطريقة الربط الأسطوري.
9-النقد الأدبي الإسلامي
وهو عبارة عن عملية نقد النصوص وتقييمها من منظور إسلامي.
النقد المحكي والمقصود به هو المحادثات والمراسلات والمذكرات والجريدة.

خصائص النقد

1- تشعب القول في هذا النقد، وتعددت نواحيه بتعدد الأغراض التي برزت في هذا العصر فهناك نقد انصب على الغزل في بيئة الحجاز، وآخر انصب على المديح في بيئة الشام، وثالث تناول الفخر والهجاء في بيئة العراق (1).
2-اتسع نطاق النقد في هذه الفترة وكثر الخائضون فيه حتى شمل الشعراء والأدباء والسوقة والملوك والرجال والنساء، مما جعله تنصب فيه أذواق مختلفة كثيرة ومما وسع آفاقه وعدد جوانبه .
3- رسم هذا النقد لبعض أغراض الشعر طريقها، وألم بجوانب هامة من أدبها فالنقاد الحجازيون وضعوا للغزل رسوما ، فكثير يستنكر على عمر ان يفضح الحرائر وعمر يستنكر على كثير ما لصقه بمحبوبته من مسخ وجرب وطرد.
4-والنقاد الشاميون وضعوا للمديح أدبه فدعوا الى سلامة مطالع القصائد، وبينوا أن ما يمدح به الملوك غير ما يمدح به الآخرون، فالملوك يوصفون بالرزانة والرصانة وأصالة الرأي وعدم الجزع عند الحوادث وعلى هذا فليس أن يمدح الخليفة العظيم بصباحة الوجه وجمال المحيا وائتلاف التاج على المفرق.
5- بني النقد في العصر الأموي على الذوق الفطري وخاصة في بيئة الحجاز، وقد عملت البيئة والحضارة في تهذيبه، وأقيم على الطبع والسليقة ومن ثم كان التعليل فيه فطريا ساذجاً بعيداً عن روح العلم والمنهج.
6- اتجه النقد بصفة عامة الى الوضوح والسهولة، واتسم بالأصالة الفنية والعمق في فهم النصوص، وعلى ضوء الذوق المثقف الزكي، أو التعليل العلمي.(3).
7- النقد الأموي التفت الى بواعث الشعر عند الشاعر وأثرها في تجويد فن دون آخر، فعفة جرير أورثته هذا النسيب الرقيق الذي يبكي العجوز على شبابها والشابة على أحبابها، وفجور الفرزدق هو الذي جعله لا يحسن من هذا النسيب ما يحسنه جرير وبهذا ظهر اتجاه (النقد الشعوري) الى جانب النقد التذوقي، وهو خطوة متقدمة، ومظهر جديد في النقد الأدبي في العصر الأموي”(2)
8- ظهور اتجاهات جديدة في النقد، تتجه الى المعاني والأفكار والتصوير وتصحيح الخيال لدى بعض الشعراء، كما رأينا في تصحيح خلف لرواية جرير (خيره قبل شره) الى خيره دون شره.



405 Views