مقدمة بحث عن الجغرافيا البشرية

كتابة وفاء الرشيدي - تاريخ الكتابة: 9 أكتوبر, 2020 11:00 - آخر تحديث : 9 يناير, 2023 5:20
مقدمة بحث عن الجغرافيا البشرية

مقدمة بحث عن الجغرافيا البشرية نقدمه لكمي في هذا المقال مع بيان أهم الجوانب التي تشملها الجغرافيا البشرية ومعلومات أخرى مفيدة تابعوا السطور القادمة.

مقدمة بحث عن الجغرافيا البشرية

تتناول الجغرافيا البشرية Human Geography دراسة الإنسان من حيث سلالاته البشرية أو ما يعرف بالأجناس البشرية وأصل هذه السلالات وتطورها، فضلاً عن توزيع السكان والعوامل المؤثرة في هذا التوزيع، بالإضافة إلى دراسة النمو السكاني والكثافة السكانية وعلاقته بالبيئة من حيث استغلال مواردها في إشباع حاجاته عن طريق الزراعة والصناعة والتجارة، كذلك يتعامل الإنسان مع بيئته في اختيار مواقع السكن الخاص به سواء في المدن أو القرى.وتعد الجغرافيا البشرية هي أهم أقسام الجغرافيا؛ نظرًا لأننا لو أخرجنا هذا الجزء من الجغرافيا لأنهار هذا العلم – لأن النواحي الطبيعية يمكن دراستها ضمن العلوم الطبيعية الأخرى، ولكن الدراسة البشرية الجغرافية لا يمكن أن تعالج مستقلة عن البيئة الطبيعية – لأن ذلك يخرجها عن نطاق الجغرافيا – ويجعلها جزءًا من العلوم الإنسانية الأخرى. والواقع أن الجغرافيا لا تعرف الانفصال بين النواحي الطبيعية والبشرية.
وعلى الرغم من أن الإنسان كسائر الكائنات خاضع للعوامل الطبيعية المختلفة غير أنه لا يخضع لتلك العوامل خضوعًا تامًا كما تخضع لها سائر الكائنات الحية؛ وذلك لأن مواهبه العقلية قد مكنته من التحرر بالتدريج من الصور الكثيرة التي أحاطته بها الطبيعة منذ أن ظهر لأول مرة على سطح الأرض، وقد ساعدته تلك المواهب نفسها على أن يؤثر بدوره إلى حد كبير أو صغير في البيئة الطبيعية؛ لذلك كانت دراسة الجغرافية البشرية لا تقتصر على دراسة أثر الظاهرات الطبيعية في الإنسان، بل هي تبحث كذلك في تأثير الإنسان في تلك الظاهرات، في مقدار ما يقوم به من جهود للسيطرة عليها وتسخيرها في النهاية لأغراضه المختلفة. ومن هنا يرى البعض أن دراسة الجغرافيا الطبيعية تعد الحجر الأساسي في دراسة الجغرافيا البشرية والخطوة الأولى نحو فهم المؤثرات التي يخضع لها الإنسان. والصلة بين الظاهرات الطبيعية والظاهرات البشرية هي صلة لا يمكن إغفالها أو تجاهلها، فلكي نفهم الكثير من الموضوعات التي تواجه الجماعات البشرية المختلفة التي تعيش على سطح الأرض، وسواء كانت تلك الموضوعات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، ينبغي أولاً وقبل كل شيء أن ندرس ما هنالك من علاقة بين كل جماعة من تلك الجماعات وبين البيئة الخاصة التي تعيش فيهاويعد اليابس حيث يعيش الإنسان ويقوم بأعماله المختلفة، هو الميدان الحقيقي للجغرافيا البشرية. أما البحار والمحيطات فلا تعد موطنًا أساسيًا للإنسان، وقد كانت خلال مدة طويلة عقبات كبيرة في سبيل انتقاله وانتشاره وهو على الرغم من سيطرته عليها إلى حد كبير، وخاصة في مجال النقل، واستغلال الموارد الطبيعية بها مثل البترول والغاز الطبيعي والثروة السمكية واستخراج الأملاح، إلا أنه قد بقي ملازمًا لسطح الأرض مستقرًا عليه، ولم يفكر قط في استخدام الغلاف المائي لسكناه كما يفعل بعض أنواع النبات والحيوان.

مناهج البحث في الجغرافيا البشرية

1-المنهج السلوكي
ظهر هذا المنهج أيضاً خلال ستينيات القرن العشرين، وترتكز فكرة المنهج السلوكي على ما تحقق بالدراسات النفسية التي اهتمت بموضوع إدراك الأشياء. وقد تحمس بعض الجغرافيين لهذا التوجه السلوكي، ورأوا أن الجغرافيا البشرية برمتها ينبغي أن تقوم على فهم السلوك البشري وارتباطاته المكانية، وذلك انطلاقاً من مبدأين رئيسيين، أولهما: أن السلوك البشري هو العامل الأساسي في تركيب المجتمعات وتنظيم السكان. والثاني يحدد تتابع في خطوات وطبيعة السلوك البشري في التعامل مع البيئة من اجل تنظيم المكان. Edit by ana mano 🙂
منهج الرخاء
ظهر هذا المنهج عام 1977 على يد الجغرافي ديفيد سميث. وينطلق هذا المنهج من أن النقطة المحورية في الجغرافيا البشرية ينبغي ان تكون “جودة الحياة البشرية”. ولتحديد جودة الحياة لا بد من تحديد مفاهيم للقيم الاقتصادية.
2-منهج التحليل البنيوي
هذا المنهج وليد للثورة الكميّة التي ظهرت في الفكر الجغرافي منذ ستينيات القرن العشرين، وانصب اهتمامها على تحليل مواقع وأماكن الظواهر، حتى أن المنهج أُطلق عليه في بعض الأحيان اسم مدرسة المواقع. بيد أن التركيز على المواقع لم يهمل العوامل المؤثرة على الظواهر، وكل ما في الأمر أن تحليل المكان والموقع يأتي أولاً ثم يتلوه دراسة العوامل المؤثرة.
3-المنهج البيئي
يركز هذا المنهج على دراسة العلاقات التبادلية والتفاعلية بين الإنسان وبيئته الطبيعية، إلا أن تفسير تلك العلاقة يتباين حسب إحدى وجهتي نظر أو مدرستين جغرافيتين:
المدرسة الحتمية: وهي التي ترى خضوع الإنسان الكامل لظروف البيئة الطبيعية، ومن ثم تتضمن الدراسة إبراز تلك الظروف الطبيعية، ومتابعة أثر المناخ في توزيع السكان مثلاً وهجراتهم، وفي توجيه العلاقات بين الدول سياسياً واقتصادياً، وفي تمييز أقاليم الوفرة من أقاليم الشدة.
المدرسة الإمكانية: التي ترى أن الإنسان لديه إمكانات لاختيار ما يناسبه، وهو يؤثر في البيئة مثلما يتأثر بها. ومن ثم تتركز الدراسة على الظروف البشرية وأشكال التكيف البشري مع البيئة الطبيعية، وعوامل ومراحل التقدم التقني، وأنماط العمران البشري من سكان وسكن وتنظيم إداري وسياسي للحياة وتحسين جودتها.

مجالات الجغرافيا البشريّة

التوزيع البشري:
هو المجالُ الأولُ من فروع الجغرافيا البشريّة، والذي يهتمُ بدراسةِ أعداد الانتشار البشري للسكانِ على المساحات الجغرافيّة المحيطة بهم، وأيضاً يعملُ على وضع نسبٍ مئويّةٍ لقياس التفاعل بين العوامل الطبيعيّة كعوامل المُناخ، والعوامل البشريّة كالزحفِ العمرانيّة عن المناطق التي تتناسبُ مع الحياة البشريّة.
التركيب البشري:
هو المجالُ الذي يهتمُ بدراسةِ مجموعةٍ من المواصفات التي تشملُ أعداد البشر، ومعدلات الولادة، والوفيات والتأثير العام للعوامل الإنسانيّة على الجغرافيا بصفتها المؤثر المباشر الذي يُحددُ طبيعة التركيبة البشرية في المجتمعات، والمظاهر الخاصة بها، والحالة العامة للوجودِ البشري ضمنها.

المقصود بعلم الجغرافيا

علم الجُغرافيا يُعدّ علم الجغرافيا حلقة وصلٍ بين العلوم المختلفة، مثل علوم: طبقات الأرض، والأرصاد الجويّة، والنبات، والاقتصاد، وهو علمٌ قائمٌ بذاته يهدفُ بشكلٍ رئيس إلى دراسة الأرض على أنّها مسكن للإنسان، وهي كلمة يونانيّة-لاتينيّة، مُكوَّنة من مقطعَيْن: جيو (باللاتينيّة: Geo) ومعناها الأرض، وغرافية (باليونانية واللاتينية: Graphia) ومعناها وَصْف؛ فالجغرافيا علمٌ قديمٌ، أوجده الإنسان لمعرفة المكان الذي نشأ فيه، ومعرفة خصائصه من مناخ، ونباتات، وحيوانٍ، وأماكن توفّر المياه، حتّى يؤمّن ما يحتاج، ويحمي نفسه من المخاطر، ولا يكتفي علم الجغرافيا بالوصف، بل هو واسعٌ ومُفصَّل، يشملُ التحليلَ والرّبطَ والتفسيرَ.



832 Views