مقدمة عن الشعر العباسي كما سنتعرف على ما هو الشعر العباسي؟ وتطور الشعر في العصر العباسي واهم ما تميز به الشعر في العصر العباسي؟ كل ذلك في هذا المقال.
محتويات المقال
مقدمة عن الشعر العباسي
لم يكن هيناً على الأمويين أن يحتفظوا بملكهم طويلاً بعد عصر الخلفاء الراشدين وذلك بسبب الثورات المتلاحقة التي كانت تنشب في وجههم وتنازعهم الحكم ولاسيما ثورات الخوارج والشيعة والزبيريين. ثم كانت ثورة العباسيين سنة 132هـ/750م آخر حلقة في سلسلة تلك الثورات التي أنهكت دولة بني أمية وآلت إلى القضاء عليها.
كان في مقدمة ماتطلع إليه بنو العباس التمركز في حاضرة جديدة بعيداً عن دمشق موطن الأمويين، وفي منأى عن الكوفة معقل الشيعة، وقد آثر الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور لذلك موقع قرية على دجلة تدعى بغداد على مقربة من مدينة بابل القديمة، واتخذها عاصمة لملكه وأطلق عليها لقب دار السلام مقتبساً ذلك من القرآن الكريم. وانصرف المنصور إلى إعمار حاضرته على خير وجه، فابتنى فيها القلاع والجسور، وأقام حولها الأرباض والسدود، ونشر في ربوعها الشوارع والأسواق. ثم ما لبثت المدينة أن عمِّرت بمئات المساجد والمكتبات، والأسواق والمنتزهات، فأمها العلماء والأدباء، والمهندسون والصناع. ثم تعاظم شأن بغداد حتى بلغت في القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي، أوج ازدهارها، وغدت أهم مركز حضاري في العالم، وأصبحت مقصد الحركة الفكرية والعلمية والأدبية بلا منازع.
وقد ظلت في البادية حتى ضحى هذا العهد ترفد المدن والحواضر بمواد اللغة والأخبار، والخطب والأشعار، بوصفها موطن الأصالة ومنبع الإبداع. ثم أخذ الرواة واللغويون ينتشرون في حواضر العراق ويتجمعون في مدنها، حتى اكتظت بهم الكوفة والبصرة فضلاً عن بغداد. وفي هذه المراكز العلمية والأوساط الأدبية قامت حركة تدوين رائدة لم يكن لمثلها نظير. فنشط الرواة وكثر المؤلفون وراجت سوق الوراقين. وقد واكب ذلك على صعيد الأدب نبوغ عدد من الشعراء والكتَّاب الذين احتضنتهم هذه المدن، واتسم نتاجهم المنظوم والمنثور بكثير من ملامح الجدة والطرافة.
ما هو الشعر العباسي؟
هو ذلك الإبداع الشعري الذي برز خلال العصر العباسي، تلك الحقبة الزمنية الممتدة من عام 750م إلى عام 1258م، والتي شهدت ذروة حضارة عربية إسلامية عظيمة. تميز هذا الشعر بخصائص فريدة ميزته عن سابقه، وجعله علامة فارقة في مسيرة الشعر العربي.
شعراء العصر العباسي
برز في العصر العباسي عدد كبير من الشعراء المبدعين الذين أثروا الشعر العربي بأعمالهم الخالدة.
من أشهر هؤلاء الشعراء:
- أبو نواس: (756م – 814م)
- بشار بن برد: (707م – 784م)
- أبو العتاهية: (748م – 825م)
- المتنبي: (916م – 965م)
- أبو تمام: (808م – 885م)
- البحتري: (820م – 889م)
- ابن الرومي: (836م – 907م)
اهم ما تميز به الشعر في العصر العباسي؟
1. تنوع الأغراض الشعرية:
اتسع نطاق الموضوعات التي تناولها الشعراء العباسيون لتشمل مختلف جوانب الحياة، من مدح ورثاء وغزل وفخر ووصف للحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وظهرت أغراض شعرية جديدة مثل الزهد والتصوف والهجاء.
2. التجديد في المعنى والصورة:
ابتعد الشعراء العباسيون عن التقليد المباشر لشعراء الجاهلية والإسلام، وسعوا إلى التجديد في المعنى والصورة، مستفيدين من الثقافات والحضارات المختلفة التي ازدهرت في ذلك العصر.
3. غنى اللغة وجمال الأسلوب:
تميز الشعر العباسي بثرائه اللغوي وكثرة المعاني، واستخدم الشعراء مختلف المحسنات البديعية مثل التشبيه والاستعارة والكناية والطباق والجناس، مما أضفى على أشعارهم سحرًا وجمالاً.
4. ظهور تيارات شعرية جديدة:
برز في العصر العباسي العديد من التيارات الشعرية، مثل مدرسة المداحين ومدرسة الوصفيين ومدرسة المتصوفين، ولكل تيار سماته وأسلوبه الخاص.
5. ازدهار حركة النقد الأدبي:
شهد العصر العباسي ازدهارًا لحركة النقد الأدبي، حيث ظهر العديد من النقاد الذين اهتموا بدراسة الشعر وتحليله وتقييمه، مما ساهم في تطور الشعر العربي وتقدمه.