من أين يصنع الورق نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل تاريخ الورق وتصنيفات الورقثم الختام مراحل تصنيع الورق تابعوا السطور القادمة.
محتويات المقال
من أين يصنع الورق
-تعتمد عملية صنع الورق على أخشاب الأشجار، الذي يتكون من لبّ الخشب، والحشو، والماء، بالإضافة إلى المواد الكيميائية، حيث يتمّ خلط هذه المواد مع بعضها البعض وفقاً لطريقة مختلفة لكل نوع من أنواع الأوراق، لتضمن إنتاج الورق بالخصائص المرغوبة، كما يتكوّن اللب من ألياف السليلوز التي تأتي عادةً من اللب الخشبي الذي يأتي من أخشاب الأشجار، ومن أكثر أنواع الخشب شيوعاً لاستخراج اللب هي: أشجار الحور الرجراج، وشجرة الكينا، والتامول، والصنوبر، والتنوب، ويتمّ استخدام أنواع مختلفة من الخشب، وذلك لأنّ خصائص ألياف كلّ نوع تختلف عن الأخرى، فمثلاً تنتج ألياف الخشب الصلب أوراقاً أقصر وغير شفافة، في حين أنّ الألياف من أشجار الخشب اللّين تنتج أوراقاً أطول وأقوى.
-أمّا الحشو فتتمثل مهمته في سدّ الثغرات الموجودة في شبكة الألياف المعقدة، حيث تكون الورقة التي تحتوي على الحشو أخف وزناً، كما أنّها تتميّز بتشكيل أفضل، وشفافيّة أكبر، وسطح أكثر سلاسة، ومرونة، ممّا يضيف لها خصائص أفضل للطباعة والكتابة بالحبر، وتعتبر المواد الكيميائية ضرورية للورق، وذلك لضمان امتلاك المنتج النهائي بخصائص المرغوبة، كقوّة إضافية، ومقاومة أفضل للماء، ولون مناسب، ويحتوي الورق أيضاً على بعض الرطوبة على شكل ماء، والتي تتراوح عادةً ما بين 3.5 و 6.5 %، ويعتمد مستوى الرطوبة على عملية التطبيق والطباعة التي سيُستخدم فيها الورق.
تاريخ الورق
إن الظهور الأول للورق يعود للقرن الأول للميلاد، وتحديدا في الصين؛ إذ اهتم الصينيون بالالبحث عن طرق ووسائل جديدة للكتابة، وذلك من خلال استخدامهم لنبات الخيزران، والنباتات الأخرى ذات الأوراق القابلة للكتابة، فكانوا يدقون هذه الأوراق بشكل جيد، ومن ثم يغسلونها للتأكد من أنها صارت نظيفة وجاهزة للطحن، وبعد أن يصفى الخليط الناتج عنها، يتم نشره فوق ألواح مواجهة بشكل مباشر لأشعة الشمس، من أجل تجفيفها لتصبح جاهزة للكتابة، وعندما وصل هذا الورق إلى العرب أطلقوا عليه مسمى الكاغد، والذي اشتقوه من اللغة الفارسية.
تصنيفات الورق
– ورق الصحف والجرائد وهي أقدام أنواع الورق التي تمت صناعتها، على الرغم من كونها غير متينة أو قوية ولا تبقى لفترة زمنية طويلة، ويتم صناعتها تحديداً من لب الخشب المطحون والمخلوط مع كمية من لب معالج بأساليب كيميائية.
– ورق الكرتون وهو الورق الذي يستخدم تحديداً في التعبئة والتغليف، لأنه يكون متيناً وصلباً يتحمل الضغوط التي يتعرض لها، ويتألف من مجموعة من الطبقات والتي يصل عددها إلى ثلاث طبقات، بحيث تكون الطبقة الوسطى مموجة.
– الورق المقوي وهو أكثر أنواع الورق انتشاراً واستخداماً، ويتم تصنيعه بطرق ووسائل المعالجة الكيميائية، إضافةً إلى استخدام مجموعة من من الظروف الطبيعية كالحرارة والرطوبة، ويتم استخدامها لوضع المنتجات الغذائية تحديداً.
– ورق المجلات وهو يشبه ورق الجرايد من حيث عدم متانته أو مكوثه طويلاً، ويصنع تحديداً من اللب المعالج كيميائياً والمخلوط مع مواد تساعد على إعطاء سطحه بريقاً ولمعاناً، علماً بأنه يصنع بأوزان متعددة.
– ورق الطباعة والكتابة وهو الورق الذي يستخدم تحديداً في صناعة الكتب المتنوعة، كما يستخدم لكتابة الخطابات والاستمارات عليه، أمّا عن صناعته فيصنع أيضاً من اللب المعالج بطريقة كيميائية معينة، علماً بأنه غير قادر على امتصاص السوائل بسرعة أو بسهولة؛ لأنه مخلوط ببعض النسج، كما أنّ بعض أنواعه تدخل في تصنيع الأوفست؛ لأنها مقاومة للماء والرطوبة وتحديداً الناتجة عن ترطيب السطح المعرض للطباعة.
مراحل تصنيع الورق
يصنّع الورق بشكل عام من خلال تفتيت الخشب وضغطه على شكل شريحة رقيقة جداً، وهناك عدة مراحل أساسية يمرّ بها الخشب لصناعة الورق العادي الأبيض اللون، وهي كالتالي:
– في مصانع الورق عادة ما يصل الخشب المُقطع إليهم على شكل قطع كبيرة، وفي المصانع يتم تفتيت القطع الخشبية وطحنها للحصول على جزيئات صغيرة جداً وتسمى “أليافاً خشبية”، ويتم الطحن إما بطريقة ميكانيكية؛ أي طحنه بواسطة قوة حركية معينة كالتي توفرها آلة خاصة بمسننات وشفرات حادة، أو يمكن طحن الخشب وتفتيته كيميائياً؛ وذلك بخلط مواد كيميائية قوية مع قطع الخشب حتى يذوب ويتفتت بفعل تلك المواد.
– بعدها يتم غسل طحين أو دقيق الخشب للتأكد من خلوه من الأتربة والملوثات والمواد الكيميائية، وذلك بنقعه بالماء وتحريكه ثم تصفيته من الماء، وتكرار العملية عدة مرات.
– يمكن البدء بعمل الورق في هذه المرحلة ولكنه سيكون ورقاً بني اللون مثل (ألواح الكرتون البنية) أو الورق الخاص بالتغليف، ولكن للحصول على الورق الأبيض اللون فيضاف كمية من مادة “مبيضة” إليه للتخلص من اللون البني في الخشب ثم غسله، ثم بعدها يضاف مادة مُلوّنة بيضاء اللون وهي التي تجعل الورق أبيض اللون، ويمكن بالطبع إضافة ألوان مختلفة للورق مثل الأصفر بدرجاته المختلفة أو أية ألوان اخرى بعد استعمال المبيض.
– في هذه المرحلة يكون الورق (دقيق الخشب المبيّض والملوّن) على شكل عجين رطب بكثافة عالية، ويتم خفقه أو خلطه بشكل جيد لمدّة من الزمن حتى تتماسك جزيئات ألياف الخشب وتتداخل مع بعضها البعض، وهي بهذه الطريقة تُطحن أكثر وتصبح أنعم وهذا يساعد في إنتاج ورق بسطح أنعم (فكما تعرف هناك درجات مختلفة من خشونة الورق).
– يضاف بعض الماء ليساعد على امتزاج الجزيئات بشكل أفضل، وفي هذه المرحلة يصبح العجين الأبيض الكثيف شبيهاً بالطين الرخو، بكثافة أخف، وذلك ليسهل التعامل معه ويسهل سكبه وتشكيله.
– يتم سكب طبقة رقيقة من المزيج على ألواح مستوية ويترك ليجف، فيتبخر الماء وتبقى الألياف البيضاء وهي ألياف الورق، ويتم كذلك كبس الورق، حيث يتم الضغط عليه بوزن ثقيل حتى يساعد على جفافه وعلى تشكله مستوياً وناعم السطح.
– وعندما تجف تماماّ هذه الطبقة يُزال الوزن الذي فوقها ويتم لفها على شكل رولات كبيرة، والتي يتم تقسيمها فيما بعد بأحجام مختلفة لعمل الدفاتر، والكتب، وورق الطباعة، وغيره.