نقدم اليكم في هذا المقال الهام معلومات قيمة حول البرامكة ومن هم البرامكة وكل مايخص البرامكة .
البرامكة
البرامكة أو كما يسمون بالفارسية (برمكيان) هم عائلة ترجع اصولها إلى برمك المجوسي من مدينة بلخ ، وقد كان للبرامكة منزلة عاليه واستحوذوا على الكثير من المناصب في الدولة العباسية وكان لهم حضور كبير في بلاط الخليفة العباسي هارون الرشيد، الذي ارضعته زوجة يحيى بن خالد البرمكي الذي حفظ لهارون الرشيد ولاية العهد بعد ان اراد الخليفة الهادي خلع هارون الرشيد. في زمن هارون الرشيد , قوي ساعد البرامكة وهم أصلا من الفرس ويعودون الى جدهم برمك المجوسي . تولى يحيى البرمكي تربية الرشيد ,وقامت زوجة يحيى بارضاع هارون الرشيد طفلا , فأصبح أخا (بالرضاعة) لابنها الفضل بن يحيى البرمكي الذي حظي بمكانة خاصة عند الرشيد , ويقال بأنه كان الحاكم الفعلي لبعض أمور الدولة العباسية .
بذل أمراء البيت العباسي جهودا كبيرة لاقناع الرشيد ببيعة الأمين ,ابنه من زبيدة وكان لهم ماأرادوا بحجة أن الأمين بن هارون الرشيد من أب وأم هاشميين . رغم أن الأمين كان صغير السن مع أن الرشيد كان يحب المأمون لذكائه و نجابته .
تمكن البرمكيون من الضغط على الرشيد , فأمر ببيعة المأمون بعد الأمين , وللعلم فان أم المأمون فارسية .
تعاظم نفوذ البرامكة في عهد هارون الرشيد ,لدرجة أن بعض حاشية الخليفة بدأت تضمر لهم شرا , واحتدم الصراع بين البرمكيين وخصومهم .الى أن تمكن خصوم البرامكة بعد حشد كل طاقاتهم من اقناع الخليفة بالتخلص منهم . كان هارون الرشيد ذكيا , وكان يعرف نفوذ البرامكة في الدولة , وأدرك أن التخلص منهم ليس بالأمر السهل . لذا لجأ للمكر , وقرر فجأة في مثل هذه الأيام من سنة (803ميلادية) القبض على جميع أفراد العائلة البرمكية , وصادر أموالهم وممتلكاتهم , وشرد بعضهم , وقتل البعض , بينما دخل الكثيرون منهم الى السجون . وهكذا في غضون ساعات انتهت أسطورة البرامكة وانتهت سلطتهم داخل الدولة العباسية. وسميت معركة الرشيد ضدهم ب ” نكبة البرامكة”.
عهد تحكم البرامكة
بعد الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، سيتمّ ذكر موجز سريع عن عهد تسلط ونفوذ البرامكة، فقد تمت المعرفة بأنه قد كان هناك قرب وود بين الأسرة البرمكية وهارون الرشيد، وعند تنصيب الرشيد خليفة قال له مربيه يحيى البرمكي وهو الذي بمقام والده: “قلدتك أمر الرعية وأخرجته من حقي إليك، فاحكم في ذلك بما ترى من الصواب، واستعمل من رأيت، وأعزل من رأيت”، وقد ظهرت أمارات نفوذهم الكبير عندما كتب هارون الرشيد بولاية العهد لابنه الأمين، والذي لم يكد يبلغ الخامسة عشر من العمر، مع أن الأحقية بالأصل لابنه عبد الله “المأمون”، فقد قال أبوه الرشيد فيه: “إن فيه حزم المنصور، ونسك المهدي، وعزة الهادي، ولو شئت أن أقول الرابعة مني لقلت”، ولكنه قدم الأمين لكونه هاشمي الأب والأمن وذلك لم يجتمع لأحد من بني العباس إلا قليل، وعبد الله فارسي الأم.
واستشار الرشيد حاشيته فأشاروا بولاية العهد لابنه محمد الأمين، ولم يُبدِ البرامكة شيئًا من الرفض، إلا بعد عدة سنوات، لما رأوا نفوذ أم الأمين زبيدة، فعملوا على إرجاع فكرة ولاية العهد للمأمون في مجلس الرشيد، فاستغلوا قربهم من الرشيد ومنزلتهم عنده، ووجدوا بغيتهم في شخص المأمون الأخ الأكبر، ولكونه فارسي الأم، واستطاع البرامكة أن يجعلوا الرشيد يعقد البيعة لولده عبد الله المأمون، على أن تكون ولاية العهد له من بعد أخيه الأمين، وذلك في سنة “182هـ / 798م”، بعد مضي نحو ثماني سنوات من بيعته الأولى للأمين، وبذلك تمت الإجابة بشكل مفصل أكثر عن سؤال: من هم البرامكة.
الإضمحلال والسقوط
ومن الأسباب التي ذكرتها الكتب التاريخية عن أسباب نكبة البرامكة ما يأتي:
ـ عقد الرشيد لجعفر بن يحيى على أخته العباسة، على أن لا يدخل بها ليحضرا مجلسه لأنه لا يستطيع الصبر عن منادمتهما، ولكن جعفراً استولد العباسة، فغضب الرشيد ونكب الأسرة بالسجن والاستيلاء على الأموال، وقَتْل جعفرٍ. وتبدو هذه القصة أسطورية وطعن بها أكثر من مؤرخ وعلى رأسهم ابن خلدون. كما لم يذكرها كثير من المؤرخين القريبي العهد من الحدث كاليعقوبي والدينوري..
اتهم بعض المؤرخين البرامكة بالزندقة والمجوسية،. وقد يكون هذا الاتهام من وضع بعض خصومهم بدافع الحسد. وكانت التهمة بالزندقة والمجوسية في العصر العباسي حجة سياسية.
ـ تسلط البرامكة على أموال الدولة. فقد بلغ واردهم السنوي عشرين ألف ألف درهم. و كان ما يقع تحت أيديهم من المال أكثر مما يقع تحت يد الخليفة نفسه. وكانوا يكثرون من العطايا ويبالغون فيها.
وقد ضرب جعفر دنانير خاصة للصلات قيمة كل منها ثلاثمائة دينار. وشعر الرشيد بتسلطهم المالي وغناهم حتى إنه كان يقول: «أغنيناهم وأفقروا أولادنا» ذلك أنهم ملكوا أحسن الضياع وعمروا أجمل البناء. فقد بنى جعفر قصراً في بغداد ، أنفق عليه أموالاً لا تعد ولا تحصى.
كان هذا منهم في الوقت الذي كان الخليفة الرشيد يطلب فيه المال فلا يلبى، وإن فعلوا أشعروه بكثرته حتى إنه قال لمولاه مسرور: «قد نهبوا أموالي وذهبوا بخزائني». وطلب الرشيد من يحيى البرمكي وهو بالبصرة ألف ألف درهم فرفض أداءها، في الوقت الذي وزع فيه ألف ألف وخمسمئة ألف في عماله. فاضطر الرشيد إلى أن يقترضها من هؤلاء العمال.
ويبدو من هذا أن البرامكة غلبوا الرشيد على أمره، وشاركوه في سلطانه، ولم يكن له معهم تصرف في شؤون ملكه. وظهر من جعفر والفضل من الإدلال ما لا تحمله نفوس الملوك.
استغل خصوم البرامكة تسلطهم على النواحي المالية والسياسية لتضخيم خطرهم وتشويه أعمالهم، وإيغار صدر الرشيد عليهم. وعلى رأس هؤلاء الخصوم زبيدة زوج الرشيد، والفضل بن الربيع حاجبه. إضافة إلى اصطناع الأقارب والمحاسيب في الوظائف حتى قيل إنهم عمروا مراتب الدولة وخططها بالرؤساء من ولدهم وصنائعهم من وزارة وكتابة وقيادة وسيف وقلم، حتى أضحى مجالاً للدس عليهم وارتياب الرشيد في أمرهم.
ـ اتهم البرامكة بالتشيع والتعاطف مع العلويين ومحاولة نقل الخلافة إليهم فقد حمل يحيى بن خالد البرمكي إلى يحيى بن عبد الله المحض في أثناء ثورته بالديلم مئتي ألف دينار، كما أن جعفراً البرمكي أطلقه بعد سجنه من دون علم الخليفة. وقد أحضر الخليفة جعفراً البرمكي وسأله، فأقرَّ بالأمر، فأظهر الرشيد أنه راض عن عمله فلما خرج من مجلسه قال: «قتلني الله بسيف الهدى على عمل الضلالة إن لم أقتلك». وكان هذا برأي بعض المؤرخين سبب قتل جعفر.
ـ وصم بعض المؤرخين البرامكة بالتعصب للفرس والعمل على تكتيل ما يشبه الحزب الفارسي في الدولة، ومحاولة إقصاء العرب عن المناصب المهمة. فقد أبدوا كراهيتهم لمحمد بن الليث لميله عن العجم، وسعوا لدى الرشيد للإيقاع بيزيد بن مزيد الشيباني، واتَّهموه بالتراخي في قتال الخوارج. هذا إضافة إلى تنظيم جيش تعداده نصف مليون في خراسان، جهد الرشيد فيما بعد على التخلص من أنصارهم وتشتيتهم على يد علي بن عيسى بن ماهان، ثم أخذ الرشيد يتربص الفرص للتخلص من سيطرة البرامكة وسطوتهم، فبدأ يتغير عليهم. وكان الناس يتحدثون في نكبة البرامكة قبل أن تحدث، على أن استقراء أخبار المصادر التاريخية يرجح أن ثمة سبباً مباشراً لغضب الرشيد على البرامكة يتصل بجعفر بن يحيى خاصة، فإن قتله وتقطيع جثته وتعليق أشلائها على جسور بغداد ينبئ عن غضب الرشيد الهائل على جعفر خاصة، ولم يبح الرشيد بسبب غضبه هذا فطواه التاريخ.
أسباب نكبة البرامكة
أمّا النكبة التي أُطلق عليها اسم نكبة البرامكة، فالسبب فيها يعود إلى أنّ البرامكة في عهد هارون الرشيد غرّهم ما كان لهم من نُفوذٍ وسلطةٍ، حتى ذكر الجهشياري عدداً من القضايا التي ذكرها الرشيد ليحيى، وكلّ سببٍ منها كافٍ لإبعادهم، والتخلّص منهم، وقد ذكر ابن خلدون في مقدمته نكبة البرامكة قائلاً: (وإنّما نكب البرامكة ما كان من استبدادهم على الدولة، واحتجابهم أموال الجباية، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من المال فلا يصل إليه، فغلبوه على أمره، وشاركوه في سلطانه، ولم يكن له معهم تصرفٍ في أمور ملكه)، لم يغفل الرشيد عن استبداد البرامكة، ولكنّه أراد أن يحفظ الودّ الذي كان بينه وبينهم، ولكنّهم تمادوا، وقام جعفر بن يحيى بمحاولة إيقاع العداوة بين وليي عهد الرشيد؛ الأمين والمأمون، حتى يزرع في قلوبهم حُب السيطرة ممّا يؤدي إلى أن يكون الحُكم سبباً لعداوتهم، وقام بمنع الرشيد من المال بحجّة حفظ مال المسلمين، حتى وصل به الحال إلى أن يحاسب الرشيد على ما يقوم به، وكان الرشيد بارعاً في كظم غيظه، ورغم عدم قبوله لما يحدث؛ لم يكن يحدّث إلّا خاصته، ولكن حديثه عن البرامكة وصل إليهم، فقاموا بعدّة تدابيرٍ لحماية أنفسهم، فقام والي الجانب الشرقي الفضل بن يحيى بجعل خُراسان مقرّاً له، وأعدّ جيشاً يتألف من خمسمئة ألف جنديٍّ، فلمّا وصل خبر الجيش إلى الرشيد، أمر الفضل بالقدوم إليه، فجاء الفضل ومعه فرقةً من الجيش أطلق عليها اسم: الكرمينية؛ لحمايته، والعودة إلى بغداد، ولكنّ البرامكة قاموا بإدخال هذه الفرقة إلى بغداد، ثمّ إلى القَصر؛ بحجّة حماية الرّشيد وأهله؛ حتى يجعلوا نهايته بين أيديهم، فأحسّ الرشيد أنّه يواجه انقلاباً عسكرياً، يُوشك أن ينهي مُلكه ومملكته، وقد نقل قول جعفر البرمكي لأحد أخصّاء الرشيد على إثر عتاب وجهه إليه: (ووالله لئن كلّفنا الرشيد بما لا نحب، ليكوننّ وبالاً عليه سريعاً)، وكان الرشيد صاحب إيمانٍ ورجولةٍ عندما قرّر القضاء على الانقلاب، وبرع في التخطيط لذلك.
نكبة البرامكة
بعد الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، ومعرفة مدى نفوذهم في القصر العباسي في عهد الرشيد، يتم الآن ذكر أهم بند من بنود الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة، وهو وقت انتهاء نفوذهم، وتشريدهم، فدوام الحال من المحال، إذ إن التناغم بين البرامكة والشريد كان يثير استفزاز منافسيهم من الوزراء والحاشية، والحق بأن قصة نكبتهم وأحداثها غير واضحة تمامًا، إذ كثر فيها اللغط، وصار كلٌّ يروي بما يوافق هوه، دونما تثبت وتأكد من صحة القول، حتى أن بعضهم اتهم البرامكة بأنهم من الشيعة، ومنهم من قال بأنهم كانوا يؤثرون مصلحة العلويين على مصلحة الرشيد، وكل ذلك مما لا يصح قوله، إذ إنهم -والله أعلم- أسرة فاضلة.
ولكن في كل عصر ووقت، هناك من لا يحب اجتماع المسلمين على أمر، وشغله الشاغل، هو الإيقاع بين كل مجتمعين عن طريق الفتنة والمكائد، وأرجح ما قيل عن نكبة البرامكة، أن جعفر بن يحيى البرمكي قد فكّ أسر أحدهم، وكان من أهل البيت، فأشفق عليه جعفر وعلم بان سجنه لن يقل عن فك أسره لبرائته، فأوصل الخبرَ أحد وزراء الرشيد وهو الفضل بن ربيع، وكان يتحين الفرصة ليؤلب بين الرشيد والأسرة البرمكية، فضخم له الأم، وأشعره بان البرامكة يضمرون الشر له، فأدرك الرشيد بانه محاط بهم، فمال عليهم ميلة واحدة، وقتل جعفر وشرد البرامكة، وبذلك انتهى عهد تحكم البرامكة، وتمت معرفة الإجابة عن سؤال: من هم البرامكة.
مصير البرامكة
ولم يزل يحيى بن خالد وابنه الفضل محبوسين حتى ماتا بالرقة، حيث مات يحيى في شهر محرم سنة 190 هـ فجأة من غير علة، وصلى عليه ابنه الفضل ودفن في شاطيء الفرات. أما الفضل فقد مات في شهر محرم سنة 193 هـ قبل وفاة الرشيد بخمسة أشهر، وهو ابن خمس وأربعين سنة، وصلى عليه اخوانه في القصر الذي كانوا فيه قبل إخراجه، ثم أُخرج فصلى الناس على جنازته. أما بالنسبة لابني يحيى الآخران: محمد وموسى، فقد بقيا في الحبس بالرقة حتى تولى الخلافة محمد الأمين، فأطلق سراحهما، وبينما التحق محمد بالمأمون، بقي موسى يقاتل في صفوف الأمين، ولم يفارقه حتى قتل، ثم انضم إلى هرثمة واجتمع معه على حرب أبي السرايا، وخاض معه معارك كثيرة، فلما ورد المأمون العراق صار إليه فبرَّه وقدَّمه وانبسط إليه في المشورة والرأي حتى غلب عليه.