نقدم اليكم في هذا الموضوع معلومات حول خلفاء الدولة العباسية ومن هم خلفاء الدولة العباسية في السطور التالية:
الخلفاء الراشدون
الخلفاء الراشدون هو مصطلح يشير إلى الخلفاء المسلمين الأوائل الذين تعاقبوا على إمارة المسلمين بعد وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله بما عُرف بالخلافة الراشدة، وتتمايز عن خلفاء الدولة الأموية، وتتفق الآراء على أن تلك الفترة هي 30 عاما (11 هـ-41 هـ)، وإشتمالها على خلافة كل من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، كانت المدينة المنورة عاصمتهم إلى ان اتخذ علي بن أبي طالب الكوفة عاصمة له. توسعت في عهودهم سيطرة الإسلام إلى خارج حدود شبه الجزيرة العربية.
الخلافة الراشدة
الخِلافةُ الرَّاشِدَة، أو الخِلافةُ الراشِدِيَّة، أو دولةُ الخُلَفاءُ الرَّاشِدين، هي أولى دُول الخِلافة الإسلاميَّة التي قامت عقِب وفاة الرسول مُحمَّد يوم الاثنين 12 ربيع الأوَّل سنة 11هـ، المُوافق فيه 7 يونيو سنة 632م، وهي دولةُ الخِلافة الوحيدة التي لم يكن الحكم فيها وراثيًّا بل قائمٌ على الشورى، عكس دول الخِلافة التالية التي كان الحُكمُ فيها قائمًا على التوريث.
توالى على حكم الدولة أربع خُلفاء من كِبار الصحابة، وجميعهم من العشرة المُبشرين بالجنَّة وِفق المُعتقد الإسلامي السُنّي تحديدًا، وهم: أبو بكر الصدّيق وعُمر بن الخطَّاب وعُثمان بن عفَّان وعليّ بن أبي طالب، يُضاف إليهم الإمام الحسن بن عليّ بن أبي طالب الذي يعدّ البعض عهده القصير في الحكم مُتممًا لعهد الأربعة الذين سبقوه. اشتهر الخُلفاءُ الراشدون بالزُهد والتواضع وعاشوا حياتهم دون أي أبَّهة وبشكلٍ مُماثل لباقي الناس، ويتَّفقُ عُلماء أهل السنَّة والجماعة أنَّهم أفضل حكَّام المُسلمين وأعدلهم، وأنَّهم كلَّهم سواسية ولا فضل لأحدٍ على آخر، بينما ينقسم الشيعة حول هؤلاء الخلفاء إلى رأيين: رأي الشيعة الاثنا عشريَّة والإسماعيليَّة الذين يعتبرون أنَّ عليّ بن أبي طالب هو الأحق بالخِلافة وأنَّ النبي مُحمَّد أوصى له بها، فهي من حق أهل بيت مُحمَّدٍ فقط وقد اغتُصبت منهم، ولهذا فهم يتخذون موقفًا سلبيًّا من الراشدين الثلاثة الأوائل؛ ورأي الشيعة الزيديَّة القائل بخِلافة المفضول مع وجود الأفضل، أي أنَّ عليًّا أحقُ بالخِلافة لكنَّهم يقرّون بصحَّة خلافة أبو بكر وعُمر وعُثمان. كذلك ظهرت خِلال أواخر هذا العهد طوائف أخرى بفعل الانقسام الذي حصل بين المُسلمين، منها من بالغ في حب عليّ بن أبي طالب ومنها من بالغ في كرهه.
أول الخلفاء الراشدين
أوّل الخلفاء الرّاشدين هو أبو بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه، والذي وُلد في السّنة الواحد والخمسين قبل الهجرة النبوية، من أغنياء قريش وأسيادهم، كان -رضي الله عنه- قد حرّم على نفسه شرب الخمر قبل بعثة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو من القلّة التي شهدت مع رسول الله المشاهد كلّها، وبذل في سبيل الله نفسه وأهله وماله، وقد نال الخلافة بعد أن بايعه المسلمون يوم وفاة المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- في السنة الحادية عشرة بعد الهجرة، وقد حمل على كتفيه راية الإسلام وهمّ الدعوة المباركة التي غرس بذورها النبيّ وحارب المرتدّين وقام بالفتوحات الإسلاميّة التي طالت أرض الشّام والعراق.
خلفاء الدولة العباسية بالترتيب
أبو العباس السفاح
إحدى خلفاء الدولة العباسية، اسمه عبدالله بن محمد بن علي العباسي، عرف باسم المرتضى والقاسم، ولد أبو العباس في الحميمة ونشأ وتربى بها، تمت مبايعته على الخلافة أثناء تواجده في مدينة الكوفة، وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الأول عام 132 هـ، وقد واجه أبو العباس العديد من المحاولات التي كانت تهدف إلى التخلص منه والقضاء عليه، ولكنه استطاع أن يتغلب عليها جميعها ويقضي عليها، بالاستعانة بأبي مسلم الخراساني وبعضا من أهله وعشيرته.
عرف أبو العباس بأنه كان شديد القسوة في التعامل مع أعدائه، حيث كان يعتمد على العديد من المعاونين له في القضاء على الأعداء ومن بينهم، أبي مسلم الخراساني في منطقة الجزيرة وأرمينية، وفي منطقة العراق على أخيه أبي جعفر المنصور، أما في الشام ومصر فيعتمد على عمه عبد الله بن علي، وكان معظم ولاة السفاح من أعمامه وأبناء أعمامه.
أوصى أبو العباس بالخلافة من بعده إلى أخيه جعفر المنصور ومن بعده إلى ابن أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وتوفى أبو العباس بعد إصابته بمرض الجدري، وكان ذلك في الثالث عشر من شهر ذي الحجة عام 136 هـ.
أبو جعفر المنصور
تولى خلافة الدولة العباسية بعد أبو العباس، اسمه عبدالله بن محمد بن علي العباسي، ولد في منطقة الحميمة عام 95 هـ، نشأ وتربى في ظل المجتمع الهاشمي، كان دائما طالبا للعلم وهو شاب، وتفقه في الدين، أصبح أبو جعفر المنصور على معرفة بعلم الحديث حيث أنه نشأ أديباً وفصيحاً، بعد فترة انتقل أبو جعفر مع أهله إلى الكوفة، وساعد أخيه أبو العباس عندما تولى الخلافة.
اتسم أبو جعفر المنصور بالشدة واليقظة والصرامة، وكان يهتم دائما بشؤون الرعية، رافضاُ للقتل بدون حق، وعرف بالثبات عند الشدائد.
محمد المهدي
تولى الخلافة بعد وفاة والده أبو جعفر المنصور، حيث تمت مبايعته للخلافة في عام 158 هـ، ولد محمد المهدي في بلدة إيذج عام 166 هــ، عرف بالكرم والجود، حيث كان شديد الحب لرعيته، اتصف بالأخلاق الكريمة والحميدة، وقام بالعديد من الأعمال في الدولة العباسية من بينها بناء مسجد الرصافة عام 59 هـ، قام بتوسيع المسجد الحرام عام 167هـ، وساعد على القضاء على الزنادقة، استمرت فترة خلافة المهدي عشرة سنوات حيث توفي في عام 169 هـ.
موسى الهادي
ضمن خلفاء الدولة العباسية ولد في سيوان عام 147 هـ، نشأ في بيت جده الخليفة المنصور، تمت مبايعته بالخلافة في عهد والده، حيث تميز بالفصاحة والكرم والشهامة والهيبة، والعديد من الصفات الآخرى التي جعلته مؤهل للخلافة، تميز عهد الهادي بالجند والسلاح، وتمكن من القضاء على الزنادقة، واستمرت فترة خلافته سنة وثلاثة أشهر، حيث توفي في عام 170 هــ.
هارون الرشيد
اسمه أبو جعفر هارون بن المهدي بن محمد بن المنصور، ولد بالري عام 148 هـ، اتصف منذ الصغر بالشجاعة والقوة، وهذا أَهّله لقيادة الحملات في عهد أبيه، وتولى هارون الرشيد الخلافة في السادس عشر من شهر ربيع الأول لعام 170 هـ، كان يبلغ من الوقت وقتها 25 عام.
محمد الأمين
ولد في مدينة الرصافة عام 170 هـ، تمت مبايعته للخلافة منذ كان يبلغ الخامسة من عمر، بعد أن حدث مكروه للرشيد، تميز محمد الأمين بحبه للصيد، وكان مهملاً لأمور الدولة، حيث كان يكثر من العبيد، وقتل على يد جماعة من العجم في عام 198هـ.
عبد الله المأمون
ولد في شهر ربيع الأول عام 170 هـ، تمت مبايعته بالخلافة بعد قتل أخيه الأمين في عام 198 هـ، واتصف بالحكمة والعقل والحب للعلم والشعر، استطاع أن يقوي حرمة النقل والترجمة من اللغات الأجنبية في عهده، بالإضافة إلى ذلك كان حريصاً على الاهتمام ببيت الحكمة أكبر مكتبة في الدولة العباسية، وتوفي عبدالله المأمون في بلاد الروم عام 218 هـ.
نشأة آخر الخلفاء الراشدين
إنَّ آخر الخلفاء الراشدين هو الخليفة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، اسمه الكامل علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشيّ الهاشميّ -رضي الله عنه-، وهو ابن عم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وصهره زوج ابنته فاطمة، وكان علي يُكنَّى بأبي الحسن أبي تراب وحيدرة وأسد الله، وُلدَ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في مكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث وعشرين سنة، والده سيِّدٌ من سادات قريش، وهو عم رسول الله عبد مناف أبو طالب بن عبد المطلب، كافل النَّبيِّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- عد وفاة جده، أمُّ علي بن أبي طالب هي فاطمة بنت أسد الهاشمية، كان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- من أوائل الداخلين في الإسلام، فقد أسلم قبل الهجرة وكان أول المسلمين من الصبيان وثاني أو ثالث المسلمين بشكل عام.
وعندما جاء الأمر بالهجرة هاجر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- بثلاثة أيام بعد أن نام في فراش رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، وعندما هاجر علي آخاه رسول الله مع نفسه وزوجه ابنته فاطمة -رضي الله عنها- في السنة الثانية للهجرة، وقد شهد علي بن أبي طالب كلَّ الغزوات مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- باستثناء غزوة تبوك حيث تركه رسول الله على المدينة، وكان علي شديدًا في القتال، عُرفت عنه قصص عدَّة أبرزها قصة قتاله يوم خيبر ويوم الخندق، كما كان كاتبًا من كتَّاب الوحي، والله تعالى أعلم.
خلافة آخر الخلفاء الراشدين
بعد وفاة عثمان بن عفان -رضي الله عنه مقتولًا عام 35 للهجرة، استلم آخر الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- خلافة المسلمين في المدينة بعد أن بايعه جميع أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وكانت رقعة الدولة الإسلامية آنذاك تمتد من بلاد فارس حتَّى مصر مع الجزيرة العربية كاملة، وقد أعلن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- للناس أنَّه سيحكم بأمر الله تعالى، وسيقضي بكتابه الحكيم وسنة نبيه -صلَّى الله عليه وسلَّم- وسينشر العدل والأمن والأمان بين الناس، فقام بداية بعزل ولاة الأمصار الذين عيَّنهم عثمان بن عفان -رضي الله عنه- ووضع ولاة يثق بهم بنفسه، وفي هذا القرار خالف نصيحة بعض الصحابة الكرام في ضرورة الهدوء والتروِّي في اتخاذ القرارات.
وبعد أن استلم علي خلافة المسلمين بدأ الناس يطالبونه بالثأر من قتلة عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، ولكنَّ هذا ما عجز عنه علي فبدأت ملامح الفتنة الكُبرى تلوح في الأفق، حيث قامت معركة الجمل بين علي بن أبي طالب من جهة، وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام -رضي الله عنهما- من جهة، هذه المعركة التي انتهت بمقتل الزبير وطلحة، وتشير الروايات إلى أنَّ فترة خلافة علي لم تشهد أي توسعات، إلّا أنَّها شهدت بعض الإنجازات الحضارية في الدولة، حيث نظَّم علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- الشرطة، وبنى المدارس ومراكز تدريس الفقه واللغة العربية السليمة، كما نشطت في عهده السبئية التي أنشاها عبد الله بن سبأ وهي أصل التشيُّع عند بعض الباحثين، وتذكر الروايات أنَّ علي بن أبي طالب قام بحرق هؤلاء ولم يبقَ منهم إلَّا ما ندر، والله تعالى أعلم.
وفاة آخر الخلفاء الراشدين
في نهاية الحديث عن آخر الخلفاء الراشدين، تجب الإشارة إلى وفاة هذا الخليفة -رضي الله عنه-، حيث تقول الرواية إنَّ علي بن أبي طالب كان يُصلِّي بالناس في مسجد الكوفة صلاة الفجر، حين ضربه رجل اسمه عبد الرحمن بن ملجم على رأسه بسيف مسموم، وتقول روايات أخرى إنَّ ابن ملجم ضرب علي بن أبي طالب وهو في طريقه إلى المسجد، وبعد أن حمله الناس على الأكتاف، قال علي -رضي الله عنه-: “أبصروا ضاربِي أطعِمُوه من طعامي، واسقوه من شرابي، النَّفس بالنَّفس، إن هلكت، فاقتلوه كما قتلني وإنْ بقيت رأيتُ فيه رأيي”، وقد توفِّي علي بن أبي طالب بعد هذه الحادثة بثلاثة أيام، في الواحد والعشرين من رمضان من عام 40 للهجرة، والله تعالى أعلم.