من هو اللئيم

كتابة جواهر الخالدي - تاريخ الكتابة: 12 مايو, 2022 3:15
من هو اللئيم

من هو اللئيم وما هي أهم تصرفات الشخص اللئيم كما سنتحدث عن كيف تتعامل مع اللئيم وما هو الفرق بين الخبيث واللَّئيم كل تلك الموضوعات تجدونها من خلال مقالنا هذا.

من هو اللئيم

1-الحسد
قال بن سيرين: الحسد من أخلاق اللئام وتركه من أفعال الكرام، وقال بن تيمية: إنّ الحسد مرض من أمراض النفوس وهو مرض غالب فلا يخلص منه إلا القليل من الناس ولهذا يقال : ما خلا جسد من حسد، لكن اللئيم يبديه والكريم يُخفيه، وقال الشافعي: الحسد إنما يكون من لؤم العنصر.
2-عدم ائتمانه على السر
قال ذو النون : ومن أفشى السر عند الغضب فهو لئيم، وقيل: لا يحفظ السر إلا كل ذي كرمٍ والسر عند لئام الناس مبذولُ.
خُلف الوعد والمماطلة
3-قيل في خلف الوعد
إنّ الوفاء على الكريم فريضة واللؤم مقرون بذي الإخلافِ، ورويَ عن الأصمعي: عدة الكريم نقد وتعجيل، وعدة اللئيم مُطلٌ وتسويف، وهو من صفات المنافق كما جاء ذلك في الحديث الشريف: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ) [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]].
4- التطفل وقلة المروءة
قال الجاحظ: من اللؤم التطفل، وهو التعرض للطعام من غير أن يُدعى إليه، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: ما وجدت لئيمًا قط إلا قليل المروءة.
5- إنكار المعروف
التسلط على الضعيف: قيل لكسرى: ما اللؤم ؟ قال: الاستقصاء على الضعيف والتجاوز عن الشديد، ومما قاله ذو النون: التسلط على الضعيف لؤم، والتوثب على القوي شؤم.
6- عدم قبول العذر والمسامحة
قال الشافعي: من استُرضي فلم يرضَ فهو لئيم، وورد في الأمثال: أذل الناس معتذر الى لئيم، وقال الوراق: اللئيم لا يوفّق للعفو من ضيق صدره.
7- المنّ بالعطية والبخل
وجاء في صحيح مسلم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (وإنما يستخرج بالنذر من البخيل) [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]، وفي رواية ابن ماجه (من اللئيم).
8-الشماتة بالناس وملاحظة العيوب
ورد عند النسائي قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تعوذوا بالله من جار السوء في دار المقام فإن جار البادية يتحول عنك) [أبو هريرة: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]، وقال ابن الصيفي: لا يفرح بنكبة إنسان إلا مَن لؤُمَ أصله، وقال بن المبارك: المؤمن يطلب المعاذير والمنافق يطلب العثرات.
9-السبّ، وبذاءة اللسان
ورد في الحديث الشريف قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) [عبدالله بن مسعود: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]، وقال محمد الباقر: سلاح اللئام قبح الكلام.

تصرفات الشخص اللئيم

1-الشماتة بمشكلات الناس، وما يحدث معهم من أمور سيئة في حياتهم.
الجحود وإنكار المعروف. الخلو من مشاعر الرحمة تجاه الأشخاص الضعفاء، والتسلط عليهم.
2-رفض مساعدة الآخرين، حتى وإن كان يستطيع المساعدة، لأنه يتمنى بالأصل الشر والأذى لهم.
3-قلة المروءة، والتطفل على حياة الآخرين على الدوام.
4-عدم التسامح، وعدم قبول الأعذار من الآخرين حين يخطؤون بحقه.
5-البخل، فالشخص اللئيم غالبًا ما يكون بخيلًا، ولا يعطي إطلاقًا، بل إنه غالبًا ما يأخذ من الآخرين دون أن يعطي، وفي حال أعطى أو قدم أي مساعدة بسيطة يمن على من يقدم المساعدة بعطاياه وأي شيء يفعله لهم.
6- إخلاف الوعود التي يقدمها لمن حوله، حتى وإن كان يستطيع الوفاء بها.
7-المماطلة في الأمور والواجبات الموكلة إليه. حسد الناس على النعم التي يملكونها في حياتهم مهما كانت بسيطةً.
-بذاءة لسانه، إذ إن الشخص اللئيم يشتم الآخرين في أحيان كثيرة ومواقف مختلفة.
8-نقل جميع الأسرار إلى الآخرين، فالشخص اللئيم لا يمكن أن يؤتمن على أي أسرار.
9- التحدث عن سيئات وعيوب الآخرين وفضحها، وإخفاء كل خير منهم.

كيف تتعامل مع اللئيم

1-المواجهة
وتكونُ من خلال إظهار الانزعاج من التصرّف أو الأسلوب الصادر عن الشخص اللئيم أو طلب التوقف عن الأمرالسيّء الذي يقوم به، سواء أكانت مضايقةً من خلال تعليقٍ سلبيّ أو سخريةٍ أو تنمّر، أو أسلوب تعامل لا يحترم فيها الشخص اللئيم الآخرين، ذلك لأن الصمت قد يُفهَم على أنّه ضعفٌ أو انهزامٌ.
2-عدمُ الانفعالِ
وهنا نعني الانفعال الذي من شأنه زيادة حدّة الموقفِ، كرفع ِالصوتِ، أو استخدامِ الأساليب السيئة في الردود، فهي تزيد الوضعَ سوءًا وتزيد رغبة الشخص اللئيم بالرد بطريقة أسوأ، بل على العكس، يجب استخدام الأسلوب الاستفزازي السلميّ، وفيه يتمُّ اتبّاع الأسلوب العكسيّ تمامًا، كالتحلي بالأخلاق، وردّ الإساءة بالإحسان، وإنكار طلبات الأوامر التي طُلبت بطريقة سيئة، إمّا بالاعتذار عن أدائها، أو من خلال عدم القيام بها، دون التعدّي على الشخص بنفس الأسلوب السيء.
3-لغة الجسد
فيجب استخدام لغة الجسد التي تشير إلى القوة، فمثلًا: لا تقف مكتوف اليدين أو تفرك يديْك ببعضهما، لأن في ذلك إيحاء بالاستسلام، قف متنصب القامة، وشُدّ كتفيكَ، ولا تُطأطِئ رأسك، أوتتحاشى النظرَ في عينيّ الشخص اللئيم، فمن خلال تواصلك البصريّ، تستطيع إيصال فكرة المواجهةِ والإنكارِ.
4-التصرّف بحزم
وذلك يعني الدفاع عن نفسك، وفي الوقت ذاته المحافظة على الاحترام، حتّى ولو لم تكن استجابة الشخص لطيفةً إلى ذلك الحدّ، لا تقم بتحدّيه أكثر، بل اجعله يعلم أنّك لا تسكت عن حقّك، قم بذلك بشكل مباشر، مع التركيز على التواصل البصريّ، فمثلاً: في حال قيام طالب ما بالضغط على زميله للقيام بأمرٍ لا يرغب به، فأفضل طريقة للتصرّف هنا هي النظر إلى عينيه مباشرةً، والرفض بنبرة صوت هادئة وحاسمة، قد يتكرّر الأمر لعدّة مرّات، لكن في نهاية المطاف سيدرك الشخص أنّه لن ينجح في أسلوبه هذا.
5-مراجعة النفس
فقد يكون الأسلوب اللئيم، هو ردّ فعلٍ لشيء قمتَ به دون قصد، أو كان هناك سوء تفاهم، كانتقادك مسبقًا لخطأ ما بأسلوب ٍغيرَ لائق، وإن كان كذلك، فبادر بالمصالحة والاعتذار، لخلق بدايات جديدة، خالية من الكراهية.
6-التدريب
وتشمل هذه النقطة، تمارين الاسترخاء، التي من شأنها إراحة البال وتصفيته، حتى لا تتأثر النفسيّة بسبب التعامل اللئيم، كما تشمل التدريب قبل ملاقاة شخصٍ معروف أنّه لئيم، والتنبّؤ بالأحداث التي ستحدث، لتفاديها أو توقّع الطريقة الماسبة للرد على هذه المواقف.
7-عدم لوم الذات
فلا يجب أن يلوم الشخص نفسَه ويجلد ذاتَه عند تعرّضه لتعاملٍ سيء، فمن المتحملِ جدًا أنْ لا يكونَ الخطأُ منه، وقد يكون لوم النفس من أهداف الشخص لئيم التعامل، حتى يبعده عن الثقة بالنفس، ويساهم في تحقيق هدفه بالسيطرة والتسلّط.
8-خلق الأعذار
فإذا كان الشخص لئيمًا، وكنت قد تعاملتَ معه مسبقًا، وكان يحترمُك، فقد يكون قد حدث أمرٌ طارئٌ ما في حياته جعله يتعامل بلؤم من غير إدراك ذلك، وإن كنتَ تتعامل معه لأوّل مرة، فقد تكون بسبب حواجز المعرفة الجديدة، والتي قد تتلاشى بعد عدة تعاملات، ولكن يجب الانتباه ففي حالة التطاول بشكل ينافي الأخلاق أو بطريقة مزعجة فلا يجب السكوت عن ذلك.

الفرق بين الخبيث واللَّئيم

1- الخبيث:
الشخص الخبيث هو الشخص الذي يحاول الاستفادة من كل المواقف لصالحه، حتى وإن كانت على حساب بعض الأشخاص. نجد هذا النوع من الناس بشكل كبير في قطاعات العمل المختلفة، حيث يحاول الوصول إلى أقصى استفادة ممكنة على اكتاف بعض الأشخاص الذي يقعون في بعض الأزمات، فيتدخل هو لتحقيق منفعته الخاصة.
2- اللَّئيم:
هو الشخص الذي يقدم مصلحته على مصلحة الآخرين بطريقة أنانية، فيعمل ويتخذ أي أسلوب حتى لو تضرر الآخرين منه وذلك للوصول لمصلحته الشخصية، عدا عن كرهه لرؤية أي شخص حوله سعيد، فيتمنى التعاسة للآخرين ويحسد السعداء سعادتهم.



457 Views