من هو حبر الامة

كتابة وليد حمزة - تاريخ الكتابة: 1 مايو, 2018 7:19 - آخر تحديث : 9 يوليو, 2021 12:05
من هو حبر الامة

من هو حبر الامة ومن هو حبر الأمة و ترجمان القران ومعلومات هامة عنه من خلال هذا المقال وفي هذه السطور التالية.

نبذة عن الصحابي عبد الله بن عباس

وهو عبد الله بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي وكنيته أبو العباس , ولد في مكة المكرمة قبل الهجرة بثلاث سنوات وتوفي في الطائف.
عندما كان صغيرًا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقرّبه منه ويُربّت على كتفه ويقول: “اللهمَّ فقه في الدين وعلّمه التأويل”.
كُفَّ بصر عبد الله بن عباس رضي الله عنه في أواخر عمره و روى عن النبي عليه الصلاة والسلام ما يُقارب ألفًا وستمائة وستين حديثًا صحيحًا.

صفاته و مميزاته وحياته

– مجلسه كان جامعًا لكلِّ خير وكان يجعل يومًا للفقه ويومًا للتأويل ويومًا للمغازي ويومًا لوقائع العرب ويومًا للشعر.
– توفي الرسول عليه الصلاة والسلام لم يكن عمر أبي العباس يتجاوز خمسة عشر عامًا.
– كان بارعًا في إقناع خصمه وذلك لقوّة فطنته وذكائه الحاد.
– كان عمر بن الخطاب يدعو ابن عباس إذا تعسرت عليه قضيّة ومن ثمَّ يأخذ بقوله فقد قيل أنَّه أعلم الناس بما أنزل على محمد.
– تزوّج من شميلة بنت أبي حناءة.
– تتلمذ أو العباس على يد علي بن أبي طالب وأبي بن كعب وعمر بن الخطاب وغيرهم من كبار الصحابة الذين سار على نهجهم وغرف من بحور علمهم.
– أبرز تلاميذه كان عكرمة والأعرج وسعيد بن جبير وطاووس الذي قال عن عبد الله: “أدركت سبعين شيخًا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى –
يقصد ابن عباس- فاستغنيت به عنهم.

ألقاب عبد الله بن عباس

و لشدّة ذكاء ابن عباس وقوّة ذاكرته وكثير علمه فقد لُقّب بالعديد من الألقاب مثل:
1- حبر الأمة.
2 -ترجمان القرآن؛ لتفسيره وتوضيحه للقرآن الكريم.
3- فتى الكهول والذي أطلقه عليه عمر بن الخطاب لكثرة علمه.

من حياته

توفي رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم و ابن عباس الصحابي الجليل لا يتجاوز خمس عشرة سنة، وقد روي له 1660 حديثا. كان عبد الله بن عباس الصحابي الجليل مقدما عند عمر الفاروق وعثمان بن عفان، وأبو بكر الصديق، ثم جعله علي بن أبي طالب واليا على البصرة.
وولاه عثمان إمامة الحج سنة خمس وثلاثين من الهجرة لما حُصِرَ في بيته فرجع القوم يتحدثون عن علمه وفقهه وأنه أقرب الناس إتباعاً لسنة النبى محمد وممن أقر له بذلك بعض أزواج النبى ولما عاد من الحج وجد أن عثمان قد قُتل رضى الله عنه ولما بُيعَ لِعَلى بالخلافة أراد أن يستعمله على الشام فاستعفاه وقال يا أمير المؤمنين بل إجعل معاوية بن أبي سفيان عليهم ثم أمّرهُ على البصرة فكان أهلها يُغبطون بإمرته عليهم رضى الله عنهم أجمعين.

أهله

زوجته هي: شميلة بنت أبي حناءه بن أبي أزيهر بن أنيس بن الخيسق بن مالك بن سعد بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن عامر بن بكر بن يشكر بن مبشر بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران.

صحبته للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

– قال النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: «وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس».
– دعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم لابن عباس وقال «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» .
– عن علي بن عبد الله بن العباس، عن أبيه قال: أمرني العباس رضي الله عنه قال: بِتْ بآل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليلة. فانطلقت إلى المسجد، فصلى رسول الله عليه أفضل الصلوات و اتم التسليم العشاء الآخرة حتى لم يبق في المسجد أحد غيره. قال: ثم مر بي فقال: «من هذا؟» فقلت: عبد الله. قال: “فمه؟” قلت: أمرني أبي أن أبيت بكم الليلة. قال: «فالْحِقْ». فلما دخل قال: «افرشوا لعبد الله». قال: فأتيت بوسادة من مسوح. قال: وتقدم إليَّ العباس أن لا تنامَنَّ حتى تحفظ صلاته. قال: فقدم رسول الله محمد صلوات الله عليه فنام حتى سمعت غطيطه. قال: ثم استوى على فراشه، فرفع رأسه إلى السماء فقال: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات، ثم تلا هذه الآية من آخر سورة آل عمران حتى ختمها: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: 190] ، ثم قام فبال، ثم استنَّ بسواكه، ثم توضأ، ثم دخل مصلاه فصلى ركعتين ليستا بقصيرتين ولا طويلتين. قال: فصلى ثم أوتر، فلما قضى صلاته سمعته يقول: «اللهم اجعل في بصري نورًا، واجعل في سمعي نورًا، واجعل في لساني نورًا، واجعل في قلبي نورًا، واجعل عن يميني نورًا، واجعل عن شمالي نورًا، واجعل أمامي نورًا، واجعل من خلفي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، واجعل من أسفل مني نورًا، واجعل لي يوم القيامة نورًا، وأعظم لي نورًا».
– عن ابن عباس رضي الله عنه قال: أهدي إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بغلة، أهداها له كسرى، فركبها بحبل من شعر ثم أردفني خلفه، ثم سار بي مليًّا، ثم التفت فقال: «يا غلام». قلت: لبيك يا رسول الله. قال: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، قد مضى القلم بما هو كائن، فلو جهد الناس أن ينفعوك بما لم يقضه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهد الناس أن يضروك بما لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه، فإن استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل، فإن لم تستطع فاصبر؛ فإن في الصبر على ما تكرهه خيرًا كثيرًا، واعلم أن مع الصبر النصر، واعلم أن مع الكرب الفرج، واعلم أن مع العسر اليسر».

أقوال الصحابة والتابعين عنه

-عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يحرص على مشورته في كل أمر كبير، وكان يلقبه بفتى الكهول. وكان إذا ذكره قال: ذاكم كهل الفتيان.
– سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يصفه بهذه الكلمات: ” ما رأيت أحدا أحضر فهما، ولا أكبر لبّا، ولا أكثر علما، ولا أوسع حلما من ابن عباس. ولقد رأيت عمر يدعوه للمعضلات، وحوله أهل بدر من المهاجرين والأنصار فيتحدث ابن عباس، ولا يجاوز عمر قوله”.
– قَالَ الأعمش : كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا رَأَيْتَهُ قُلْتَ : أَجْمَلُ النَّاسِ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ قُلْتَ : أَفْصَحُ النَّاسِ ، فَإِذَا حَدَّثَ قُلْتَ : أَعْلَمُ النَّاسِ .
– قال ابن عمر رضي الله عنه : ابن عباس أعلم الناس بما أنزل على محمد.
– قال عطاء بن أبي رباح : ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس، ولا أعظم جفنة ولا أكثر علما، أصحاب القرآن في ناحية، وأصحاب الفقه في ناحية،
وأصحاب الشعر في ناحية، يوردهم في واد رحب.
– قال مجاهد: كنت إذا رأيت ابن عباس يفسر القرآن أبصرت على وجهه نورا.
– قال طاووس : أدركت سبعين شيخا من أصحاب محمد فتركتهم وانقطعت إلى هذا الفتى، يعني ابن عباس، فاستغنيت به.
– قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: كان ابن عباس رضي الله عنه قد فات الناس بخصال: بعلم ما سبقه، وفقه فيما احتيج إليه من رأيه، وحلم ونسب ونائل، وما رأيت أحدًا كان أعلم بما سبقه من حديث رسول الله محمد صلوات الله عليه منه، ولا بقضاء أبي بكر وعمر وعثمان منه، ولا أفقه في رأي منه، ولا أعلم بشعر ولا عربية ولا بتفسير القرآن ولا بحساب ولا بفريضة منه، ولا أثقب رأيًا فيما احتيج إليه منه، ولقد كان يجلس يومًا ولا يذكر فيه إلا الفقه، ويومًا التأويل، ويومًا المغازي، ويومًا الشعر، ويومًا أيام العرب، ولا رأيت عالمًا قَطُّ جلس إليه إلا خضع له، وما رأيت سائلاً قط سأله إلا وجد عنده علمًا.

صفاته

ابن عباس رضي الله عليه كان يمتلك إلى جانب ذاكرته القوية، ذكاء نافذا، وفطنة بالغة.. كانت حجته كضوء الشمس ألقا، ووضوحا، وبهجة. وهو في حواره ومنطقه، لا يترك خصمه مفعما بالاقتناع وحسب، بل ومفعما بالغبطة من روعة المنطق وفطنة الحوار.. ومع غزارة علمه، ونفاذ حجته، لم يكن يرى في الحوار والمناقشة معركة ذكاء، يزهو فيها بعلمه، ثم بانتصاره على خصمه.. بل كان يراها سبيلا قويما لرؤية الصواب ومعرفته.. لطالما روّع الخوارج بمنطقه الصارم العادل.

أخلاقه

لم يكن ابن عباس يمتلك هذه الثروة الكبرى من العلم فحسب. بل كان يمتلك معها ثروة أكبر، من أخلاق العلم وأخلاق العلماء. فهو في جوده وسخائه إمام وعالم. انه ليفيض على الناس من ماله، بنفس السماح الذي يفيض به عليهم. ولقد كان معاصروه يتحدثون عنه فيقولون: “ما رأينا بيتا أكثر طعاما، ولا شرابا، ولا فاكهة، ولا علما من بيت ابن عباس”. وهو طاهر القلب، نقيّ النفس، لا يحمل لأحد ضغنا ولا غلا. وهوايته التي لا يشبع منها، هي تمنّيه الخير لكل من يعرف ومن لا يعرف من الناس.
فيقول عن نفسه: “إني لآتي على الآية من كتاب الله فأود لو أن الناس جميعا علموا مثل الذي أعلم. وإني لأسمع بالحاكم من حكام المسلمين يقضي بالعدل، ويحكم بالقسط، فأفرح به وأدعو له. ومالي عنده قضيّة. وإني لأسمع بالغيث يصيب للمسلمين أرضا فأفرح به، ومالي بتلك الأرض سائمة.”
وهو عابد قانت أوّأب، يقوم من الليل، ويصوم من الأيام، ولا تخطئ العين مجرى الدموع تحت خديّه، إذ كان كثير البكاء كلما صلى، وكلما قرأ القرآن، فاذا بلغ في قراءته بعض آيات الزجر والوعيد، وذكر الموت، والبعث علا نشيجه ونحيبه. وهو إلى جانب هذا شجاع.

وفاته

متى توفى عبدالله بن عباس
توفي حَبر هذه الأمة الصحابي عبد الله بن عباس سنة 68 هـ بالطائف،وهو ابن إحدى وسبعين سنة ، وقد نزل في قبره وتولى دفنه علي بن عبد الله بن العباس ومحمد بن الحنفية، والعباس بن محمد بن عبد الله بن العباس وصفوان، وكريب، عن سعيد بن جبير ، قال : مات ابن عباس بالطائف فشهدنا جنازته، فجاء طائر لم ير على خلقته حتى دخل في نعشه ، ثم لم ير خارجا منه ، فلما دفن تليت هذه الآية لم يدر من تلاها «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».



612 Views