مهارات الانضباط الذاتي وكذلك تعريف الانضباط الذاتي، كما سنقوم بذكر علامات تدل على الانضباط الذاتي، وكذلك سنتحدث عن اقسام الانضباط الذاتي، وكل هذا من خلال مقالنا هذا تابعوا معنا.
محتويات المقال
مهارات الانضباط الذاتي
1- العمل بحب:
عندما تقوم بفعل عمل تحبه، فإن الانضباط يكون طبيعياً، فالأفراد الناجحون لا يقومون بتأجيل أبدًا الأعمال الصعبة أو غير الممتعة، بل إنهم يتميزون بحصولهم على القوة لإنجاز كل ما يرغبون به في الحياة.
2- الابتعاد عن الأمور التي تشتت الانتباه:
من أهم مهارات الانضباط الذاتي هي الابتعاد عن العوامل التي تقوم بتشتيت الانتباه خلال العمل، في تؤدي إلى تقليل أو تدمير إنتاجية الفرد، ومنها هذه العوامل: الهواتف، ورسائل البريد الإلكتروني وغير ذلك من وسائل التواصل الإجتماعي، كما ينصح بتحديد فترات زمنية محددة حتى تقوم بالرد على المكالمات أو التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني الشخصية، ولا تستطيع الرد من جميع الرسائل في اليوم الواحد وتتوقع أن تقوم بالإنجاز الكامل.
3- فعل الأمور الصعبة أولًا:
في أغلب الأوقات يقوم الإنسان بالابتعاد عن الأعمال الصعبة التي ستعطينا أكبر مردود على النتائج، لذلك ينصح بإنجاز الأعمال الصعبة أولًا وبعد ذلك سيشعر الإنسان براحة أكبر في باقي اليوم.
4- اتخاذ القرارات:
الانضباط الذاتي يرجع إلى اتخاذ القرارات في كل وقت، وحتى يصبح الإنسان ناجحًا يجب أن يتعلم تفسير المعلومات الموجودة ثم اتخاذ قرار، ولا يمكن التقليل من القدرة على اتخاذ القرارات الكبيرة والصغيرة، إذ عليك أن تقرر إذا كنت تعمل ما تحتاج إليه فعلا، أو أن تقوم بما لا ترغب بالقيام به.
5- البحث المستمر:
على الإنسان أن لا يقوم بالمحاولة لتحقيق هدف ما دون أن تقوم بإجراء البحث الخاص به، بينما يكون الإنسان متحمسًا ومتشوقًا للبدء في عمله؛ عليه فهم ما الإجراءات اللازمة؛ لتحقيق النجاح والخطوات اللازمة لتحقيق ذلك الهدف، سيكون الهدف أكثر سهولة للتطبيق والنجاح.
6- عدم الاستسلام للتوقعات:
الاعتماد على كيفية تحقيق فوائد لضبط النفس على الأهداف الشخصية والقدرات والدوافع لتحقيق الهدف، وقم باختيار أهدافًا ذات معنى لك.
7- المحاولة وعدم الخوف من الفشل:
ينصح بتجاهل الأفكار السلبية التي تواجهك والمحاولة دون الخوف من الفشل، وتكرار المحاولات حتى تحقيق الهدف.
تعريف الانضباط الذاتي
إن الانضباط الذاتي هو ضبط النفس، والابتعاد عن الأمور الغير صحية التي تصل بالشخص إلى نتائج سيئة، بالإضافة إلى أنه يُعرف بكونه قدرة الإنسان على الصبر، وأيضًا عدم ترك نفسه للمشاعر السلبية التي يشعر بها، إلى جانب أنه عن طريق الانضباط الذاتي يمكن للفرد أن ينتصر على أي نقاط ضعف يمتلكها، والاستمرار في مخططات حياته بطريقة جيدة، وبذلك يصبح من السهل تحديد الأهداف والمضي إليها.
علامات تدل على الانضباط الذاتي
إنّ الإنسان المستقيم على طريق الله -عز وجل- المؤتمر بأوامره والمنتهي بنواهيه هو إنسان منضبط ذاتياً؛ لأنه استطاع التحكّم بنفسه وفق ما أراده الشارع الحكيم، وبدافع ذاتي منه وبإرادته الحرة دون إجبار أو إكراه، فمن أراد أن يعلم إن كان منضبطاً بتصرفاته وفق المفهوم الإسلامي لهذا المصطلح فإن هناك علامات تظهر في شخصية وسلوك الإنسان تدل على أنه متحكم بذاته ومسيطر عليها، ومن هذه العلامات ما يأتي:
1- الاستقامة على العقيدة الصحيحة:
قال -تعالى-: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)، إذ لا بدّ لمن هو منضبط ذاتيا من الاستقامة على العقيدة الصحيحة، والعقيدة الصحيحة هي: إيمان بالله عز وجل، وتوحيد له بجميع أنواع التوحيد توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، والاستقامة على العقيدة تعني أن الإيمان قول وعمل، وليس هو تلفظ باللسان فقط.
2- الالتزام والإصرار:
الانضباط هو الاستمرارية والمداومة على الفعل بالالتزام به والإصرار عليه، فإن أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أدومها حيث جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أحَبُّ الأعْمالِ إلى اللهِ تَعالَى أدْوَمُها، وإنْ قَلَّ. قالَ: وكانَتْ عائِشَةُ إذا عَمِلَتِ العَمَلَ لَزِمَتْهُ).
والانضباط يزيد الإصرار قوة، والإصرار يزيد الالتزام قوة، فهم كالإخوة الثلاثة: فالالتزام والإصرار والانضباط يجعلون الإنسان لا يترك هدفه مهما كانت الظروف، ولا يترك رؤيته مهما كانت التحديات، وسيبقى ملتزماً ومصراً عليه ومنضبطاً فيه.
3- عدم التسويف:
التسويف جزء من عدم الحزم، والإنسان المنضبط لا يسوّف ولا يؤجل عمل اليوم إلى الغد، لما فيه من تراكم للأعمال عليه، الأمر الذي سيجعلها ثقيلة في أدائها مما قد لا يمكنه من إنجازها أو أنه سينجزها دون أن يعطيها حقها من الأداء فيكون مقصراً.
ولهذا كان السلف يحذرون من التسويف، فقد قيل لعمر بن عبد العزيز وقد أعياه الإرهاق من كثرة العمل: أخر هذا العمل قال: “لقد أعياني عمل يوم واحد، فكيف إذا اجتمع علي عمل يومين”. وقيل لرجل من عبد القيس: أوصنا. قال: “احذروا سوف، سوف من جند إبليس”.
4- الاستقامة في السلوك والأخلاق معاً:
الاستقامة تكون في جانب السلوك والأخلاق جنباً إلى جنب، حيث لا بدّ أن يكون سلوك الإنسان مستقيما، وكذلك لا بدّ أن تكون أخلاقه مستقيمة، فلا يتلبس بشيء من سفاسف الأمور أو الأخلاق السيئة، دون أن يقتصر في انضباطه على جانب واحد فقط منهما، فالأخلاق في معاملته مع العباد أمر أساسي، واستقامته في سلوكه الديني مطلب شرعي وباجتماعهما عند المسلم يكونان معنى الاستقامة والانضباط.
5- الاتزان في الزهد والإقبال على الدنيا:
من مفهوم الانضباط الذاتي عند المسلم ألّا يكون مقبلاً على الدنيا متناسياً أمر الآخرة، وألا يكون مسرفاً بإنفاق المال على الكماليات دون أن يؤدّي حق الله -تعالى- وعباده فيما آتاه الله من فضله، وإنّما الأصل أن يكون المسلم منضبطاً متحكماً بنفسه، فالاعتدال والوسطية مطلب إسلامي في كل شيء، دون أن يكون فيه إفراط ولا تفريط، قال -تعالى-: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّـهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا).
اقسام الانضباط الذاتي
1- الانضباط الخارجي:
ففي مجال التربية والتعليم عرف ألبدري (2005) الانضباط الخارجي بأنه “مجموعة التوجيهات والتعليمات والتنبيه الصادر من المعلم أو المدير أو مسؤول الصف إلى الطلاب ودعوتهم للالتزام بالقواعد والأعراف لمناخ الصف التعليمي”.
إذاً فالانضباط الخارجي في المدرسة هو استخدام الصلاحيات الممنوحة لكل من الإداريين والمعلمين في تطبيق لوائح الانضباط المدرسي للمحافظة على النظام في المدرسة بشكل عام، وفي الفصل بشكل خاص من أجل تحقيق الأهداف العامة لسياسة التعليم.
2- الانضباط الداخلي (الذاتي):
ويعتمد هذا النوع على قمع النزعات السلبية والرغبات الشريرة، ويقوم على قوة الإرادة والعزم والتحكم في النفس وعدم الانصياع للأهواء.
هذا بشكل عام، أما بالنسبة للانضباط الذاتي للطالب في المدرسة فيعرفه أبو نمرة (2006) بأنه التزام الطالب بالتعليمات المدرسية والسير ذاتياً وفقاً لقوانينها وأنظمتها من خلال توجيه رغباته وتنظيم ميوله ودوافعه للوصول إلى نمو السلوك الاجتماعي المقبول الذي يتفق مع أهداف التربية والتعليم وغاياتها.
ويتضح لنا أن الانضباط الذاتي يكون الضبط فيه صادر من الذات ويكون فيه الفرد ملتزماً بالأنظمة والتعليمات المدرسية من غير الحاجة إلى ضبط من جهات خارجية، وإن كان في الغالب أن الانضباط الذاتي يكتسب بداية من مصادر الضبط الخارجي، وهنا ينبغي التفريق بين الضبط الذاتي والانضباط الذاتي، وهو أن الانضباط الذاتي شامل للإجراءات الوقائية والعلاجية، بعكس الضبط الذاتي فهو يستخدم في الغالب في الإجراءات العلاجية فقط، وكذلك أشار كل من الكندي (1982) والريس (2002) إلى أن الضبط الذاتي يكون التوجيه إلى ما هو أحسن صادراً من خارج الشخص بعكس الانضباط الذاتي يكون صادراً من ذات الفرد.
وفي حقيقة الأمر أنه لا يمكن الحكم على الفعل بأنه صواب أو خطأ إلا من خلال محكات الحكم على السلوك والتي يكون الدين هو المسيطر عليها في الغالب ومن ثم الأعراف في المجتمع الذي يكون الفرد عضواً فيه ومنتمياً إليه.