موضوع عن التسامح بين الاصدقاء

كتابة منال العيسى - تاريخ الكتابة: 10 مايو, 2020 8:35
موضوع عن التسامح بين الاصدقاء

موضوع عن التسامح بين الاصدقاء وماهو اهمية التسامح بين الاصدقاء وكيفية تحقيقه من خلال هذه المقالة.

التسامح فى الإسلام

التسامح يجعل الناس تتعايش فى سلام وبالسلام تتقدم المجتمعات، والإسلام يدعو إلى التسامح.
قال تعالى ” إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” الحجرات: 10.
قال تعالى”وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ” الشورى: 37.
قال تعالى” وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” آل عمران: 133-144.
قال تعالى” قال تعالى”فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ” آل عمران: 159.
قال تعالى” فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” الحجر: 85.
قال تعالى ” وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” النور: 22.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه”.

أسس بناء صداقات قوية

قبل أن نتحدث عن كيفية التسامح بين الأصدقاء ينبغي علينا في البداية أن نستعرض بعض الأسس التي تساعدنا على بناء صداقات قوية ومثالية، ومنها:
المشاركة بين الأصدقاء في السراء والضراء.
الاحترام المتبادل بين الأصدقاء بما في ذلك احترام الأهداف والاختلافات بين الشخصيات والمعتقدات والأفكار وغيرها.
الصدق المتبادل بين الأصدقاء فلا يكذب أحدهما على الآخر فالصداقة قد تكون أوثق العلاقات التي يقوم بها المرء.
التضحية المتبادلة وفق للحدود المقبولة لهذه التضحيات بين الأصدقاء.
تجنب الخداع والتطفل على الأمور الشخصية واحترام كل طرف لخصوصيات الطرف الآخر.

تحليل مفهوم التسامح

يمكن القول أن التسامح له مستويان أساسيان:
1- التسامح مع الاختلافات الموجودة بيننا وبين الآخرين Tolerance، الاختلافات في وجهات النظر، واختلافات العرق والدين واللون والميول والعادات والممارسات…إلخ، ويكون التسامح باتخاذ موقفٍ عادلٍ من هذه الاختلافات والتحرر من التعصب والعنصرية، وأقصى درجات التسامح هو القبول، فالتسامح أن تقول “أستطيع العيش مع فلان وإن كان من غير ديني، أو من غير عرقي، أو مختلفاً باللون…” وأما القبول فهو أن تقول “فلان جيد بدينه وعرقه وثقافته…”.
2- التسامح والمغفرة Forgiveness: المستوى الثاني من التسامح مع الآخرين يتعلق بالمغفرة، وبتغليب مشاعر العفو والصفح على مشاعر الرغبة بالانتقام والرغبة برد الصفعة بمثلها أو أقسى، ولا تقل ثقافة التسامح والغفران أهمية عن مفهوم التسامح العام أو قبول الاختلاف، خاصّةً في العلاقات الشخصية والاجتماعية ومنها العلاقة مع الأصدقاء.
القصد من التمييز بين التسامح بمفهومه العام وبين المغفرة؛ هو نزع صفة السذاجة أو الضعف أو حتى الطيبة الزائدة عن سلوك التسامح، فعندما تجعل الاختلافات الثقافية بينك وبين الأصدقاء مجالاً لتمتين العلاقة وإثرائها، وعندما تحاول كبح الرغبة بالإساءة والانتقام والشجار، وتتحلى بفهم الآخر وتقدير ظرفه؛ ستجد أن التسامح أسلوب حياة ينم عن تصالح الإنسان مع ذاته ومحيطه، ولا علاقة لذلك بالقوة أو القدرة، وإنما التسامح قد يكون دليلاً أكثر قوة على المقدرة من الانتقام.

التسامح بين الأصدقاء أمر واجب

هناك الكثير من الهفوات والمواقف الصغيرة المتراكمة التي تتسبب في حدوث خلاف كبير بين الأصدقاء وهنا يأتي دور التسامح الذي يجعل كل طرف ينسي ما حدث ويقضي علي الخصام والخلاف ويجعل وقته صغير جدا فالصديق الرائع لا يعوض ولا يتكرر في الحياة فهو يأتي في العمر مرة واحدة فقط لذلك يجب الحفاظ علي وجوده ،وعلي الرغم من روابط الصداقة المتينة والقيم اللازمة التي يجب الإلتزام بها .
ففي وقتنا الحالي إنعدم مفهوم الصدافة بين الأصدقاء ولن يعد هناك ألفه وترابط كالسابق فهناك من يتقرب من شخص أخر من أجل المنفعة وهناك من يصادق بغرض إلحاق الأذي والضرر بالأخرين فلم يعد هناك أشخاص يفضلون أن يكون هناك أشخاص أخرون أفضل منهم.
وفي كل تجمع للأصدقاء نجد من يفسد صفو صداقتهم ويبدأ في تفريقهم واحد تلو الأخر لذلك يجب دراسة شخصية كل شخص جيدا قبل أن نسمح له بالإنضام لمجموعة أصدقائنا حتي تدوم هذه الصداقة وتظل العلاقات هادئة يغمرهم الحب والتسامح .

تحليل مفهوم التسامح

يمكن القول أن التسامح له مستويان أساسيان:
1- التسامح مع الاختلافات الموجودة بيننا وبين الآخرين Tolerance، الاختلافات في وجهات النظر، واختلافات العرق والدين واللون والميول والعادات والممارسات…إلخ، ويكون التسامح باتخاذ موقفٍ عادلٍ من هذه الاختلافات والتحرر من التعصب والعنصرية، وأقصى درجات التسامح هو القبول، فالتسامح أن تقول “أستطيع العيش مع فلان وإن كان من غير ديني، أو من غير عرقي، أو مختلفاً باللون…” وأما القبول فهو أن تقول “فلان جيد بدينه وعرقه وثقافته…”.
2- التسامح والمغفرة Forgiveness: المستوى الثاني من التسامح مع الآخرين يتعلق بالمغفرة، وبتغليب مشاعر العفو والصفح على مشاعر الرغبة بالانتقام والرغبة برد الصفعة بمثلها أو أقسى، ولا تقل ثقافة التسامح والغفران أهمية عن مفهوم التسامح العام أو قبول الاختلاف، خاصّةً في العلاقات الشخصية والاجتماعية ومنها العلاقة مع الأصدقاء.
القصد من التمييز بين التسامح بمفهومه العام وبين المغفرة؛ هو نزع صفة السذاجة أو الضعف أو حتى الطيبة الزائدة عن سلوك التسامح، فعندما تجعل الاختلافات الثقافية بينك وبين الأصدقاء مجالاً لتمتين العلاقة وإثرائها، وعندما تحاول كبح الرغبة بالإساءة والانتقام والشجار، وتتحلى بفهم الآخر وتقدير ظرفه؛ ستجد أن التسامح أسلوب حياة ينم عن تصالح الإنسان مع ذاته ومحيطه، ولا علاقة لذلك بالقوة أو القدرة، وإنما التسامح قد يكون دليلاً أكثر قوة على المقدرة من الانتقام.
يقول ابراهيم الفقي عن قيمة التسامح:
“إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين”.
خلاصة القول عن التسامح والضعف: إن التسامح لا يمكن أن يكون ضعفاً لأنه شعورٌ داخلي -وليس سلوكاً بدنياً- وينم عن قوة السيطرة على الغرائز والتحكم بالذات، حتى عندما تتغاضى عن خطأ صديق بحقك لأنك فقط لا تملك القدرة على ردِّ الإساءة؛ فهذا ليس بتسامحٍ، إنما محاباة ومسايرة الضعفاء للأقوياء، وعندما تقبل الاختلاف خوفاً من العقوبة القانونية للعنصرية، فأنت لست بمتسامحٍ؛ وإنما عنصريٌّ يخاف العقاب!.
وأما التسامح ففهم لحقوق الآخرين واختلافهم واحترام هذا الاختلاف من جهة، وتقديرٌ لظروفهم وزلاتهم والعفو عنهم عند المقدرة من جهة أخرى، واستبدال الكره بالمحبة، والضغينة بالصفح، بغض النظر عن استمرار العلاقة مع الآخرين أو إنهائها، إنه موقف خاص وشخصي وشعور داخلي عميق ومبدأ يتحكم بالسلوك.
“وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” سورة النور 22.

أهمية وفوائد التسامح بين الأصدقاء

ليس الهدف من التسامح مع الأصدقاء هو استمرار العلاقة كيفما اتفق، وإنما يحصد الصديق المتسامح ثمار تسامحه على مستوى الرفاه الاجتماعي والحالة النفسية وحتى الجسمانية، وتقول الأخصائية النفسية ميساء نحلاوي في إجابتها على استشارة إحدى صديقات الموقع (لا أستطيع المسامحة أو نسيان الإساءة):
“علينا التفكير بالراحة التي سنشعر بها عند مسامحة الآخرين، ولنتذكر أن الله رغّبنا كثيراً بالعفو عند المقدرة حتى تكمل الحياة ولا يظل في قلبنا ما ينغص علينا دائماً، بالطبع الكلام عن المسامحة أسهل من الفعل لكنه بالتأكيد يستحق التجربة، أعطي للناس أعذاراً فلا أحد يعرف ما يدور في بيت الآخر وما هي الظروف التي يمر بها، والمسامحة ستسعدكِ وتريحكِ أنتِ، فحاولي القيام بذلك من أجل نفسكِ، وتذكري أن التسامح لا يعني النسيان، تعلمي من تجاربكِ حتى تخفّفي من خيبات الأمل وكوني على يقين بأن العمل الصالح لا يضيع ولو بعد حين.”
إليكم أهم فوائد التسامح مع الأصدقاء وأهمية التسامح مع الآخرين:
1- الصداقة الحقيقية مبنيَّةٌ على القبول والتسامح والمغفرة
إذا كنت تبحث عن علاقة صداقةٍ صحيّة تحقِّق من خلالها أهداف وجود الأصدقاء في حياتك؛ لا بد أن تعلم أن الصداقة الحقيقية تقوم على التسامح والقبول والمغفرة قبل كل شيء، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأصدقاء يسجلون درجات أعلى من التسامح مع بعضهم مقارنةً بتسامحهم مع الآخرين، وتشهد حالات الصداقة غياب التعامل بالمثل بشكله المباشر والجاف، وغياب التسامح والمسامحة بين الأصدقاء يعطِّل جوهر الصداقة.
2- المسامحة والمغفرة علاج ممتاز للقلق والاكتئاب
عندما نتعرض لإساءة مهما كان مصدرها نعاني من القلق والاكتئاب والحزن نتيجة موقفنا من هذه الإساءة، وليس غريباً أن تكون الإساءة من الأصدقاء أكثر وقعاً في النفس من إساءة الغرباء أو المعارف العاديين.
لكن تغيير موقفنا تجاه الإساءة والتحلي بالتسامح مع الآخرين وتعزيز المغفرة؛ يساهم بشكل مباشر في مشاعرنا الذاتية ويساعد على الخروج من حالة الحزن والاكتئاب التي قد تصيبنا نتيجة الصدمة.
في دراسة اختبرت فاعلية العلاج بالتسامح والتمرين على المغفرة لدى الأشخاص الذين وقعوا ضحايا لجرائم أو إساءات مختلفة؛ تبين أن المعالجة بالتسامح فعالة بشكل واضح في مقاومة الاكتئاب والقلق وفقدان الأمل.
3- الحفاظ على الصداقة طويلة الأمد بالتسامح والتفهُّم
إن كان تفهُّم ظروف الأصدقاء حتى وإن أساؤوا لنا شرطاً من شروط الصداقة الحقيقية؛ فإن الحفاظ على الصداقة لا يمكن أن يكون بدون هذا التسامح وهذا التفهُّم.
حيث يدعم فهم الاختلافات بين الأصدقاء واحترام الآراء والمعتقدات، إلى جانب تقدير ظروفهم ولحظات غضبهم أو حتى ضعفهم؛ كل ذلك يدعم علاقة الأصدقاء ويعزّزها، وعندما نترفَّع عن الانتقام أو الإساءة المضادة، ونمنح الصديق فرصة ليعيد النظر بخطئه دون أن نضع له عقبات الكراهية والبغض؛ سيراجع نفسه ويعرف أكثر مدى اهتمامنا ببقائه في قائمة الأصدقاء، ومن ثم سيكون أكثر احتراماً لهذه العلاقة.
يقول الشاعر عن التسامح والعفو: العفوُّ أحسنُ ما يُجْزى المسيءُ بهِ، يُهينُه أو يُريهِ أنَّه سَقَطا.
4- تعزيز احترام الذات من خلال التسامح مع الأصدقاء
التسامح مع الآخرين عندما يكون نابعاً من القلب ومفهوماً في العقل؛ ينعكس على صورتنا الذاتية واحترام الذات وتقدير النفس، على العكس من ذلك؛ يولِّد الحقد والضغينة والانتقام مشاعر الذنب وانخفاض احترام الذات، فغالباً ما تهاجمنا مشاعر الذنب بعد رفض التسامح أو الإقدام على الانتقام، لأننا نشعر فجأة أنَّ إساءة الآخرين قد تكون مبررة، أو أن إساءتنا لهم لم تكن في محلّها، ولم تكن متوائمة مع طبيعتنا.
يقول الكاتب الألماني كورت توخولسكي: “التسامح هو الشكُّ بأن الآخر قد يكون على حقّ!”.



526 Views