نزار قباني يرثي جمال عبد الناصر كما سنقدم اجمل ماقيل عن جمال عبد الناصر وابيات نزار قباني عن الوطنية كل ذلك بالتفصيل في هذه السطور التالية.
محتويات المقال
نزار قباني يرثي جمال عبد الناصر
قتلناكَ .. يا آخر الأنبياءْ
قتلناكَ ..
ليس جديدا علينا
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا ..
وكم من إمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء ..
فتاريخنا كله محنة ..
وأيامنا كلها كربلاء ..
ـ 2 ـ
نزلت علينا كتابا جميلا
ولكننا لا نجيد القراءةْ ..
وسافرت فينا لأرض البراءةْ ..
ولكننا ما قبلنا الرحيلا
تركناك فى شمس سيناء وحدكْ ..
تكلِّم ربك فى الطور وحدك ..
وتعرى .. وتشقى .. وتعطش وحدكْ ..
ونحن هنا .. نجلس القرفصاءْ
نبيع الشعارات للأغبياءْ
ونحشو الجماهير تبنا .. وقشّا ..
ونتركهم يعلكون الهواءْ
ـ 3 ـ
قتلناك .. يا جبل الكبرياءْ
وآخر قنديل زيتٍ
يضىء لنا ، فى ليالى الشتاء
وآخر سيفٍ من القادسيةْ
قتلناك نحن بكلتا يدينا ..
وقلنا : المنيّة
لماذا قبلت المجىء إلينا ؟
فمثلك كان كثيرا علينا ..
سقيناك سمّ العروبة ، حتى شبعتْ ..
رميناك فى نار عمّان ، حتى احترقتْ
أريناك غدر العروبة ، حى كفرتْ
لماذا ظهرت بأرض النفاق ..
لماذا ظهرت ؟
فنحن شعوب من الجاهليهْ
ونحن التقلبُ ..
نحن التذبذبُ ..
والباطنيهْ ..
نبايع أربابنا فى الصباح
ونأكلهم .. حين تأتى العشيةْ ..
ـ 4 ـ
قتلناكَ ..
يا حبّنا وهوانا ..
وكنت الصديق ، وكنت الصدوق ،
وكنت أبانا ..
وحين غسلنا يدينا ..
اكتشفنا ..
بأن قتلنا منانا ..
وأن دماءك فوق الوسادةِ ..
كانت دمانا ..
نفضت غبار الدراويش عنّا
أعدْت إلينا صبانا
وسافرت فينا إلى المستحيل
وعلّمتنا الزهو والعنفوانا ..
ولكنّنا ..
حين طال المسير علينا
وطالت أظافرنا .. ولحانا ..
قتلنا الحصانا ..
فتبّت يدانا ..
فتبت يدانا..
أتينا إليك بعاهاتنا
وأحقادنا .. وانحرافاتنا
إلى أن ذبحناك ذبحاً
بسيف أسانا
فليتكَ فى أرضنا ما ظهرْت ..
وليتك كنت نبىّ سوانا ..
ـ 5 ـ
أبا خالدٍ .. يا قصيدة شعرٍ
تُقالُ ،
فيخضرٌّ منها المدادْ ..
إلى أين ؟
يا فارس الحلْم تمضى ..
وما الشوط .. حين يموت الجوادْ ؟
إلى أين ؟
كل الأساطير ماتتْ
بموتك ، وانتحرت شهرزادْ ..
وراء الجنازة .. سارت قريشٌ
فهذا هشامٌ ..
وهذا زياد ْ..
وهذا ، يريق الدموع عليكْ
وخنجرهُ ، تحت ثوب الحدادْ
وهذا يجاهدُ فى نومه ،
وفى الصحو ، يبكى عليه الجهادْ ..
وهذا يحاول بعدك ملكاً ..
وبعدك ..
كل الملوك رمادْ ..
وفود الخوارج .. جاءت جميعاً
لتنظم فيك ملاحم عشقْ ..
فمن كفّروكَ ..
ومن خوّنوكَ ..
ومن صلبوك بباب دمشقْ ..
أنادى عليك .. أبا خالدٍ
وأعرف أنى أنادى بوادْ
وأعرف أنك لن تستجيبَ
وأن الخوارقَ ليس تعادْ ..
اجمل ماقال نزار قباني عن الوطن
من لثغة الشحرور .. من
بحة نايٍ محزنه ..
من رجفة الموال .. من
تنهدات المئذنه ..
من غيمةٍ تحبكها
عند الغروب المدخنه
وجرح قرميد القرى
المنشورة المزينه ..
من وشوشات نجمةٍ
في شرقنا مستوطنه
من قصة تدور
بين وردةٍ .. وسوسنه
ومن شذا فلاحةٍ
تعبق منها (الميجنه)
ومن لهاث حاطبٍ
عاد بفأسٍ موهنه ..
جبالنا .. مروحةٌ
للشرق .. غرقى ، لينه
توزع الخير على الدنيا
ذرانا المحسنه
يطيب للعصفور أن
يبني لدينا مسكنه ..
ويغزل الصفصاف ..
في حضن السواقي موطنه
حدودنا بالياسمين
والندى محصنه
ووردنا مفتحٌ
كالفكر الملونه ..
وعندنا الصخور تهوى
والدوالي مدمنه
وإن غضبنا .. نزرع
الشمس سيوفاً مؤمنه ..
بلادنا كانت .. وكانت
بعد هذا الأزمنه ..
نزار قباني عن الحرب
نزار قباني، الشاعر السوري، كتب عن الحرب بقسوةٍ وبصراحة، مُعبرًا عن ألم الشعب العربي ومعاناته بسبب النزاعات المستمرة في المنطقة. جاءت قصائده الحربية، مثل “هوامش على دفتر النكسة”، كصرخة احتجاج ضد الهزائم والنكبات التي شهدها العالم العربي. وفي هذه القصيدة، يصف نزار قباني مآسي الهزيمة في حرب 1967 ويعبر عن مشاعر الألم والغضب والخيبة من القيادات السياسية التي يرى أنها لم تكن على قدر المسؤولية.
كما تناول نزار قباني في شعره موضوعات الفقد، والدمار، ومعاناة الشعوب تحت ويلات الحروب. في قصيدته “خبز وحشيش وقمر”، ينتقد حالة السكون والانصراف عن القضايا الجوهرية. وقد حاول نزار من خلال أشعاره الحربية أن يوقظ الشعور الوطني والإنساني وأن يحث على السلام بدلاً من الحروب والدمار.
، إليك بعض الأبيات من قصيدة “هوامش على دفتر النكسة” لنزار قباني، والتي كتبها بعد هزيمة العرب في حرب 1967، معبرًا عن الغضب والخيبة:
أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمة
والكتبَ القديمة
أنعي لكم.. كلامَنا المثقوبَ كالأحذيةِ القديمة
ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتائمِ العقيمة
أنعي لكم.. أنعي لكم
نهايةَ الفكرِ الذي قاد إلى الهزيمة
ما زلتم تحسبونَ الحصانَ الواحدَ ألفَ حصانْ
وتستحلونَ الصراخَ، والعويلَ، والسجودَ، والنواحْ
وتركبونَ برَكانَكم كالفقاعاتِ..
بهذه الأبيات، ينتقد نزار قباني النظام السياسي العربي الذي يراه عاجزًا عن مجاراة التحديات.
ماذا قال نزار قباني عن حب الوطن؟
أتراها تحبني ميسـون؟
أم توهمت والنساء ظنون
يا ابنـة العم والهوى أمويٌ
كيف أخفي الهوى وكيف أبين
هل مرايا دمشق تعرف وجهي
من جديد أم غيرتني السنيـن؟
يا زماناً في الصالحية سـمح
أين مني الغوى وأين الفتون؟
يا سريري ويا شراشف أمي
يا عصافير، يا شذا، يا غصون
يا زورايب حارتي، خبئني
بين جفنيك فالزمان ضنين
واعذريني إن بدوت حزين
إن وجه المحب وجه حزين
ها هي الشام بعد فرقة دهر
أنهر سبعـة وحـور عين
آه يا شام، كيف أشرح ما بي
وأنا فيـك دائمـاً مسكون
يا دمشق التي تفشى شذاه
تحت جلدي كأنه الزيزفون
قادم من مدائن الريح وحـدي
فاحتضني كالطفل يا قاسيون
أهي مجنونة بشوقي إليها
هذه الشام، أم أنا المجنون؟
إن تخلت كل المقادير عني
فبعيـني حبيبتي أستعيـن
جاء تشرين يا حبيبة عمري
أحسن وقت للهوى تشرين
ولنا موعد على جبل الشيخ
كم الثلج دافئ وحنـون
سنوات سبع من الحزن مرت
مات فيها الصفصاف والزيتون
شام يا شام يا أميرة حبي
كيف ينسى غرامـه المجنون؟
شمس غرناطة أطلت علين
بعد يأس وزغردت ميسلون
جاء تشرين، إن وجهك أحلى
بكثير، ما سـره تشـرين ؟
إن أرض الجولان تشبه عينيك
فماءٌ يجري ولـوز وتيـن
مزقي يا دمشق خارطة الذل
وقولي للـدهر كن فيـكون
استردت أيامها بك بدرٌ
واستعادت شبابها حطين
كتب الله أن تكوني دمشق
بك يبدأ وينتهي التكويـن
هزم الروم بعد سبع عجاف
وتعافى وجداننا المـطعـون
اسحبي الذيل يا قنيطرة المجد
وكحل جفنيك يـا حرمون
علمينا فقه العروبـة يا شام
فأنت البيـان والتبيـيـن
وطني، يا قصيدة النار والورد
تغنـت بما صنعت القـرون
إركبي الشمس يا دمشق حصان
ولك الله حـافظ وأميـن.