نشأة الأدب الأندلسي

كتابة سالي - تاريخ الكتابة: 16 مايو, 2024 8:12
نشأة الأدب الأندلسي

نشأة الأدب الأندلسي وما هي عوامل ازدهار الادب في الاندلس؟ وما هي سمات الأدب في العصر الأندلسي؟ وما سمات الادب في العصر الاندلسي؟ كل ذلك نقدمه اليكم في هذا المقال.

نشأة الأدب الأندلسي

نشأة الأدب الأندلسي
نشأة الأدب الأندلسي

بعد مسألة التخلص من “الشوائب” الأدبية الفكرية، تم ما يشبه انصهار للأدب الأوروبي الإسباني مع الأدب العربي المشرقي لتأتي نشأة أدب جديد وهو الأدب الأندلسي.

وجدير بالذكر أن الأدب العربي رغم ما كان يحمله من “شوائب” فإنه أدب متجذر وليس حديث العهد في الأندلس؛ فقد وجد الأدب العربي قبل مجيء الإسلام، وكان يعرف بالأدب الجاهلي، ثم لا ننسى أن العرب هم أصحاب الكلمة؛ حتى أن الله عز وجل أوجد معجزة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام في القرآن الكريم، وإعجاز القرآن في بلاغة الكلمة وخصائصها وجمالها وعذوبتها.

ولهذا تم طرح مسألة إذا ما كان الأدب الأندلسي مستقلا بذاته أم أنه صورة انعكاسية للأدب العربي فقط، وهو الطرح الذي توجه فيه المتخصصون والباحثون إلى كون الأدب الأندلسي هو أدب عربي أصوله من الأدب المشرقي لكن بناؤه وتشكله هو مرتبط بالثقافة والحضارة الأندلسيتين وبالبيئة  الجديدة المتمثلة في البنى الداخلية للشعر؛ فالكلمة العربية انتقلت إلى حضارة وبيئة جديدتين.. بمعنى أن  الأدب الأندلسي أتى بصيغ جديدة ولو أن الكلمة بقيت هي ذات الكلمة؛ فالأندلس هم العرب والبربر والسقالبة والسكان الأصليون واليهود والمسيحيون والمسلمون على السواء.. وبدون هذه الخلطة لا يمكن التحدث عن الأدب والحضارة الأندلسية، فكل هذا كان له تأثير على الكلمة.. وهذا طبيعي جدا بحكم الاختلاط الثقافي، بل وقد اتجه أغلب الباحثون في المجال إلى أن الأندلس كان لزاما عليه أن يكون بلسان عربي.

ولا ننسى أن المسلمين قد حكموا الأندلس زهاء 800 سنة، حيث تكون المجتمع الأندلسي من عدة أعراق وأجناس جعلته متميزا لبناء حضارته، وكذا مجتمعا يحتدى به في التعايش والتسامح الديني حيث اجتمعت الديانات السماوية الثلاث لتعيش جنبا إلى جنب رغم اختلاف العرق والدين.

وبغض النظر عن الأطياف البشرية مثل ما كان من الفرس واليونان والهنود الذين ساهموا في بناء الحضارة العباسية وعلى سبيل المثال “سيباويه” والذي لم يكن عربيا إلا انه تعرب وأصبح “إمام النحاة” وكتابه يسمى “قران النحو”.. فالصبغة العامة هي ثقافة عربية لكن لا يمنع أن يكون لها روافد عربية.

خصائص الأدب الأندلسي

خصائص الأدب الأندلسي
خصائص الأدب الأندلسي

تميز الأدب الأندلسي بمجموعة من الخصائص التي جعلته فريدًا من نوعه، ونذكر من أهمها:

1. التأثر الثقافي المتنوع:

نشأت الأندلس من التقاء الحضارة العربية مع الحضارة الأوروبية، مما أدى إلى تأثر الأدب الأندلسي بثقافات متنوعة، مثل:

الثقافة العربية: تجلى ذلك في التزام الشعراء الأندلسيين بأشكال الشعر العربي وقواعده، واستخدامهم للمصطلحات العربية بكثرة.
الثقافة اللاتينية: تأثر الشعراء الأندلسيون ببعض الأنماط الشعرية اللاتينية، مثل المقطوعات الشعرية القصيرة.
الثقافة العبرية: ظهر تأثير الثقافة العبرية في بعض الموضوعات التي تناولها الشعراء الأندلسيون، مثل الفلسفة والروحانيات.

2. الغزل الرقيق:

برع الشعراء الأندلسيون في كتابة شعر الغزل، وعبّروا عن مشاعر الحب والعشق بأسلوب رقيق وعاطفي. تميز هذا الشعر بجمال اللغة ووضوح الصور والمعاني.

شعراء الأدب الأندلسي

شعراء الأدب الأندلسي
شعراء الأدب الأندلسي

برز في سماء الأدب الأندلسي عدد كبير من الشعراء المبدعين الذين أثروا الحضارة العربية بأعمالهم الخالدة. ونذكر من أشهرهم:

1. العصر الأموي:

الأخطل الصغير: شاعر غزير الإنتاج، تميز شعره بالقوة والجزالة.
جميل بن معمر: شاعر غزل رقيق، اشتهر بقصة حبه ل بثينة.
بشار بن برد: شاعر مُبدع، تميز بتنوع موضوعات شعره وقدرته على التجديد.

2. العصر العباسي:

ابن زيدون: شاعر غزل شهير، اشتهر بقصة حبه لولادة بنت المستكفي.
المعتمد بن عباد: شاعر ملك، تميز شعره بالعاطفة الصادقة والتعبير عن مشاعر الحزن والألم.
ابن Guzmán: شاعر غزل رقيق، اشتهر بقصائد الموشحات.
ابن حمدون: شاعر وصف، تميز شعره بجمال الوصف ودقة التصوير.

3. العصر الموحدي:

ابن دراج القسطلي: شاعر غزل رقيق، اشتهر بقصائد الرثاء.
ابن خفاجة: شاعر وصف، تميز شعره بجمال الوصف ودقة التصوير.
ابن طفيل: شاعر وفيلسوف، اشتهر بقصته الفلسفية “حي بن يقظان”.

4. العصر النصراني:

ابن زمرك: شاعر بلاط، تميز شعره بمدح ملوك بني نصر.
ابن سهل الأندلسي: شاعر غزل رقيق، اشتهر بقصائد الموشحات.
الزجالي: شاعر عامية، تميز شعره ببساطة اللغة وسلاسة الأسلوب.
هذه مجرد أمثلة قليلة من كوكبة الشعراء الأندلسيين الذين أبدعوا في مختلف أنواع الشعر، وتركوا لنا إرثًا أدبيًا غنيًا خلد عبر العصور.

عوامل ازدهار الأدب الأندلسي

عوامل ازدهار الأدب الأندلسي
عوامل ازدهار الأدب الأندلسي
  1.  البيئة الاجتماعية: كان للبيئة الاجتماعية في الأندلس دور واضح في ازدهار الأدب الأندلسي، والمقصود بالبيئة الاجتماعية أهل الأندلس عامة، ويشمل ذلك العمال وأصحاب المهن والصناعات، حيث أنهم كانوا ذواقين للأدب، ويتكلمون بحكمة، وكاموا ينظمون أجمل وأعذب الأشعار.
  2.  البيئة الأندلسية: تتمثل بجمال تضاريسها، واعتدال مناخها، ووفرة المياه فيها، وخضرتها الدائمة، لقد خصَّ الله الأندلس بطبيعة خلابة، تبهر الأبصار، وتخطف القلوب بجمالها، وتذهب العقول بسحرها.
  3.  الصراع والتنافس بين بلاد الأندلس والمشرق العربي: ظهر في بداية عصر الأندلس تأثرها بالمشرق العربي وكان ذلك واضحًا، وخصوصًا في مجال العلوم والآداب، والشعر كذلك فنرى الشعراء الأندلسيين يقلدون شعراء المشرق بالأغراض الشعرية، وكذلك الألفاظ المستخدمة، وتعدوها إلى الصور والتشبيهات.
  4.  اهتمام الحكام بالأدب: أهتم ملوك وأمراء الأندلس بالأدب وقد عرفوا قيمته في تطوير الدولة، وتقويتها، وتثبيت قواعد حكمهم في البلاد، فقاموا على استقدام الأدباء والعلماء من المشرق، واغرقوهم بالأموال والعطايا والهدايا تشجيعًا لهم لتقديم المزيد.
  5.  تشجيع الملوك والأمراء للعلماء والأدباء : لقد ساهم هذا التشجيع في إثراء فكرهم، وصقل مواهبهم والنهوض بها، ودفعهم إلى التعمق بالفنون والآداب وكذلك العلوم، ولم يكن متوفر آنذاك معاهد لطلب العلم فكانوا يعلمون الناس في المساجد بأُجرةٍ مدفوعةٍ، ولقد نالت جميع العلوم منزلة رفيعة، وخصوصًا الفلسفة وعلم الفلك كان لهما حظًا وفيرًا من الاهتمام، قد كانوا يسمون الكاتب واللغوي وكذلك عالم النحو بالفقيه، وكان هذا لقبًا للعلماء والأدباء العِظام.


39 Views