واجبنا نحو الصداقة نتحدث عنها في هذا المقال ونتعرف أيضا على مفهوم الصداقة من منظور الفلافسة تابعوا السطور القادمة
محتويات المقال
واجبنا نحو الصداقة
-ان تلتمس عذرا لصديقك، فقد يمر الإنسان بمواقف في حياته تجعله يتغير تجاه صديقه بسبب ضغوط الحياة اليومية، أو أنه مر بظروف صعبة للغاية لذك يجب التماس عذر لكي تدوم هذه الصداقة.
-ان تكون له اخ مقرب وصديق عادي تواسيه همومه ومشاكله وتقف بجانبه في الشدة.
-الصداقة مثل الشجرة إذا لم تعتني بها سوف تموت، لذلك احرص على التواصل الدائم مع اصدقائك وإدخال الفرح والسرور عليهم.
-لتدوم الصداقة طويلا يجب ان يكون بين الأصدقاء شئ مشترك، مثل أن توفر لصديقك فرصة عمل معك اذا كان عاطل عن العمل، وآخر لديه مشكلة نفسية عليك منحه بصيص من الأمل والاهتمام الدائم به، مما سيكون له عظيم الأثر في حاضر ومستقبل علاقة الصداقة.
-يمكنك توطيد علاقة الصداقة أكثر من خلال التقرب من عائلة صديقك ومصادقة اغلبهم والتعامل معهم بود واحترام.
كلما كانت العلاقة بعيدة عن المصالح او المنافع، وكانت ابتغاء محبة الله سبحانه وتعالي طالت مدتها وبورك فيها.
-الصدق مع صديقك ضروري لتقوية واطالة عمر الصداقة، فكن له صادقا ونصوحا على فعل الخير، فالكلمة الطيبة أمانة والتوجيه والنصح واجب على كل مسلم.
معنى الصداقة من وجهة نظر الفلافسفة
مفهوم الصداقة عند أفلاطون:
يقول أفلاطون بأنَّ الصداقة هي علاقة محبة متبادلة بين الأنا والغير، والمبدأ الأساسي من هذه العلاقة هي أنَّ الإنسان يعيش في حالة وجودية وسط بين الخير وهو الكمال المطلق والشر وهو النقص المطلق، وما دام الإنسان الذي لديه صفات الخير في غير حاجة إلى الغير لأنَّه يكتفي بنفسه وشخصه، ومن يتصف بالشر لا يحب اكتساب أي نوع من الكمال، فإنَّ من يعيش في حالة الوسط هو نفسه الذي يبحث عن الخير لدى غيره من خلال إنشاء علاقة صداقة معهم وفي النتيجة فإنَّ أفلاطون يقول بأنَّه لا يمكن إنشاء صداقة بين الشبيه وشبيهه ولا بين النقيض ونقيضه، بل يمكن خلق علاقة صداقة بين شخصين مختلفين لكنهما ليسا متناقضين بل متكاميلن، وهذا سبب عدم وجود صداقة بين العارفة والمعرفة، بل توجد بين الذي لا يعرف تمامًا ولا يجهل تمامًا، وفي النهاية فإنَّ أساس الصداقة في الحياة هو التكامل.
مفهوم الصداقة عند أرسطو:
يرى أرسطو بأنَّ الصداقة هي عبارة عن مجموعة من المشاعر المتبادلة بين عدد من الأفراد في المجتمع، هذه المشاعر التي تُبنى على وجود تشابه في الأذواق، وعلى العِشرة الحسنة والمشاركة الوجدانية، كما يرى بأنَّ الصداقة تُورِّثُ عددًا من الأمور المهمة في الحياة وهي الكرم، ونكران الذات، والمحبة غير المشروطة، وربط أرسطو الصداقة بالسعادة الكاملة التي تساعد على تحديد العلاقة مع الذات ومع الناس بشكلٍ عام ومع الأشخاص الذين يمتلكون الصفات نفسها ويقول أرسطو بأنَّ أهمية الصداقة تكمن في أنَّها تساعد على حماية الإنسان من الوقوع في الأخطاء، وهي الملاذ الذي يذهب إليه الإنسان عندما يشعر بالحزن والضعف كما تحدث أرسطو عن أهمية الصداقة في المجتمع، وقال بأنَّ الصداقة الحقيقية تساعد على نشر العدل بالمجتمع حيث قال: (متى أحب الناس بعضهم البعض لم تعد حاجة إلى العدل غير أنهم مهما عدلوا فإنهم لا غنى لهم عن الصداق
صفات الصديق الحقيقي
الاهتمامات المشتركة:
إنَّ الاهتمامات المشتركة هي من الأشياء الأساسية التي تجمع بين الأصدقاء الحقيقيين، كالهوايات المشتركة، والثقافة الواحدة، وغيرها من الروابط التي تجعل الأصدقاء يعيشون بسلامٍ ومحبة.
تقبُّل الأعذار:
عادةً ما تمتلئ حياة الإنسان بالمشاكل والصعوبات والمواقف التي تتطلب الفهم والعذر، لهذا فإنَّ الصديق الحقيقي يتفهم كل الظروف التي يمرُّ بها صديقه ولا يعاتبه على كل كبيرةٍ وصغيرة.
المساندة وقت الشدة:
الصديق الحقيقي هو الذي يقف بجوار صديقه وقت الشدة والضيق، كما يقف بجانبه وقت الفرح، ويتخذ خطوات واضحة لكي ينقذ صديقه من أزماته كأن يقدِّم له الحلول والنصائح والإرشادات.
الإرشاد إلى الطاعات:
يسعى الصديق الحقيقي لتوجيه صديقه إلى طريق الحق، والطاعات، والخير، وإبعاده عن كل طريق سيئ يقوده للضلال والخطأ.
لا يسمح باستغابة صديقه:
لا يسمح الصديق الحقيقي لأي شخصٍ بأن يستغيب صديقه في غيابه أو أن يذمَّه ويذكر نواقصه، فهو كالسيف الذي يحاول الدفاع عن صديقه ليحميه في غيابه وحضوره.
اهمية الصداقة:
زيادة الإنتاجية:
أوجدت بعض الدراسات أنَّ الصداقات الجيدة تُحسن المزاج، وتجلب السعادة، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي كبير على العمل، لذلك فإنَّ الأفراد الذين تربطهم علاقات صداقة قوية لقترةٍ زمنيةٍ طويلة كانت لديهم نسبة الإنتاجية في العمل مرتفعةً مقارنةً مع أولئك الاشخاص الذين لا يملكون هذه الروابط والصداقات.
إيجاد ملجأ للدعم:
إنَّ علاقات الصداقة الجيدة تحد بشكلٍ مُباشر من ضغط الدم، وتُخفف من شدة التوتر، وتجعل الفرد أقل عُرضةً للإصابة بالإكتئاب، وتجعل ظرفه الصحي أفضل، وهذا ما جاء نتيجة دراساتٍ بينت أنَّ من لديه أصدقاء جيدين يعيشون حياةً أفضل وأطول، حيثُ أنَّ الصديق الحقيقي يقدم كل ما يستطيع تقديمه من دعم مادي، ومعنوي، وإنساني لصديقه سواء كان بحاجتها أو لم يكن، لذا من لديه صديق وفي ومخلص بإمكانه مواجهة أقسى الظروف وأصعبها.
تحسين الصحة الجسدية والعاطفية وتعزيزها:
بيّنت دراسة حديثة قامت بها جامعة هارفارد أنَّ علاقات الصداقة الجيدة والقوية تساهم بشكل كبير في الخروج من المشاكل الصحية بأسرع وقت، وذلك من خلال تعزيز صحة الدماغ، وجعل الفرد قادراً على انتقاء أسلوب أفضل لحياته يحافظ من خلاله على قوته وعزيمته، كما أنَّ الصداقة الجيدة كما قلنا تخفف من شدة التوتر.
التصرف العفوي:
يتعامل الصديق الحقيقي مع صديقه بعفويةٍ كبيرة بعيدًا عن التصنع والمشاعر المزيفة، مع الحفاظ على التواصل الحقيقي في جميع الأحوال في الأحزان والأفراح.
التعاون:
وهو من السمات الأساسية التي تميز الصديق الحقيقي الذي يسعى باستمرار للتعاون مع صديقه وتقديم الدعم المادي والمعنوي له لتحقيق المصالح المشتركة التي تعود لكلا الطرفين بالخير والفائدة.