التنوع الوراثي للنباتات نتحدث عنه من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات المميزة مثل مفهوم التنوع الجيني و أهمية التّنوع الحيوي في المجالات المختلفة ثم الختام مقاييس فقدان التنوع الحيوي تابعوا السطور القادمة.
محتويات المقال
التنوع الوراثي للنباتات
-يُعدُّ التنوُّع الجيني للنباتات من بين أهم موارد الأغذية والزراعة المتاحة على كوكب الأرض حيث يتوقف الإنتاج الغذائي العالمي على التباين الجيني بين الآلاف من سلالات المحاصيل وأقاربها من السلاسلات البرية ومنذ آلاف السنين، يستخدم البشر الموارد الوراثية النباتية ويطوِّرونها ويعوِّلون عليها في الإنتاج الغذائي والزراعي.
-كما أنَّ الموارد الوراثية تتعرَّض الآن للفقدان بمعدَّل ينذر بالخطر بصورة متزايدة ومع تآكل هذه الموارد يفقد البشر إمكانية التكيُّف مع ما يُستجدُّ من الظروف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وترجع تقنية إحداث الطفرات في النباتات عن طريق تشعيع بذورها، أو ما يُعرف بالتطفير المستحث، إلى قرابة قرن من الزمان وهي استراتيجية مُثبتة الفائدة ومأمونة ومحكمة وفعالة من حيث التكلفة لاستيلاد النباتات، وتُسهم أصناف المحاصيل التي تُنتجها إسهاماً كبيراً في الأمن الغذائي والتغذوي على الصعيد العالمي.
-وبالاشتراك مع الفاو، تساعد الوكالة الدول الأعضاء على تطوير التكنولوجيات القائمة على المجال النووي، مثل تقنية حثِّ الطفرات، والأخذ بتلك التكنولوجيات، من أجل إرساء المستوى الأمثل من التنوع الوراثي النباتي والموارد الوراثية دعماً لتكثيف إنتاج المحاصيل وللمحافظة على الموارد الطبيعية.
مفهوم التنوع الجيني
-التنوع الجيني (بالإنجليزية: Genetic diversity) يعني بالخصوص درجة تنوع مورثة داخل نوع معين، مقابلة للعدد الكلي للمميزات الجينية في البناء الجيني للنوع، فهي بذلك تعكس مستوى التنوع «داخل النوع ذاته». وتختلف عن التباين الجيني (genetic variability) والذي يعني التوجه نحو اختلاف في المميزات الجينية للنوع ضمن مادته الجينية أساسا. وهو مظهر مهم من مظاهر التنوع الحيوي في الأرض.
-بينت دراسة أنجزت سنة 2007 من المؤسسة الوطنية العلمية الأمريكية أن التنوع الجيني مرتبط جدا بالتنوع الحيوي وأن التنوع ضمن النوع في حد ذاته ضروري لحفظ التنوع بين الأنواع بشكل عام والعكس بالعكس، أي أن الثراء الجيني للأنواع ليس بالضرورة أن يكون مرتفعا فقط في الأماكن التي تأوي أعدادا أكبر من الأنواع (وهذا ما أكدته دراسة أوربية حديثة 2012 أجريت على نباتات في ارتفاع أعلى من 1500م كما أن تناقص هذا التنوع الجيني يؤدي عموما إلى فقدان التنوع الحيوي وبشكل كبير إلى هشاشة النظم البيئية.
أهمية التّنوع الحيوي في المجالات المختلفة
يُعرف التنوع الحيوي أو البيولوجي (بالإنجليزية: Biodiversity) بأنّه وجود كائنات حيّة على كوكب الأرض من مختلف الأنواع، والمستويات والبيئات، ويعود التنوع الحيوي بالعديد من الفوائد التي تعكس أهميّته بالنسبة للحياة على كوكب الأرض واستمرارها، وفيما يأتي توضيح لأهميته في مختلف المجالات:
-مجال السياحة
يُساعد التنوّع الحيوي الكبير على توفر الأنشطة السياحية المختلفة، كالتخييم، وممارسة الصيد، ومراقبة أسراب الطيور، ومن أمثلة ذلك دوليًا، نشاط السياحة في أستراليا بسبب تنوّع المشاهد البرية الطبيعية هناك، مما ساهم في ازدهار السياحة لديهم رغم ركود الحركة السياحية عالميًّا، وبذلك يُمكن القول بأنّ أي تأثير سلبي على البيئة وتنوّعها الحيوي، سيؤدي إلى التأثير على الجانب السياحي للدول أيضًأ.
– في المجال العلمي
يمكّن وجود التنوع الحيوي من القدرة على فهم الطبيعة ومكوّناتها من خلال دراسة عناصرها عن كثب على هيئة معلومات وبيانات ملموسة، كما أنّ وجود هذه المعلومات في النظم المتنوعة حيويًّا، يساعد العلماء والمهتمّين بدراسة البيئة على مواصلة عملهم، والبحث عن كل ما يُمكن للبشر الاستفادة منه وتطويره، ولذلك يهتم العلماء بدراسة التنوّع الحيوي والعلاقات التي تربط الكائنات الحية ببعضها للتوسّع في البحث العلمي.
– في المجال الاقتصادي
يؤثر التنوع الحيوي إيجابيًا بصورة مباشرة على المجال الاقتصادي، إذ إنّ ما يزيد على نصف إجمالي الإنتاج العالمي هو نتاج الطبيعة وتنوّعها، فالتنوّع البيولوجي يسمح بمرونة العمل الاقتصادي وتوسّع شريحته.وذلك بسبب توفّر المواد الخام في الطبيعة واللازمة للبناء الاقتصادي المتين، فضلًا عن تسهيل سبل العيش كما تعدّ البيئة وإصلاحها من الاستثمارات الناجحة والتي تعود على المستثمر بأضعاف ما أنفق.
-في المجال البيئي
يُساهم التنوع الحيوي في دعم وتحسين البئية من خلال أنه يعمل على توفير غاز الأكسجين وتسهيل عملية تلقيح النباتات و مكافحة المواد الضارّة بالكائنات الحية ومعالجة وتنقية المياه العادمة والتغلّب على مشكلة تغيّر المناخ، والحفاظ على عدم زيادة درجات الحرارة العالمية لأكثر من 2 درجة مئوية والحد من انقراض بعض أنواع الحيوانات والكائنات الحية الذي يتسبّب البشر في حدوثه بصورة مباشرة.
مقاييس فقدان التنوع الحيوي
في الواقع إن التنوع الحيوي أمر بالغ الأهمية، فعلى المدى البعيد من المحتمل أن يكون لفقدان أي نوع من أنواع الكائنات الحية آثار على حياة الإنسان من خلال انهيار النظم البيئية، وذلك يؤدي إلى عواقب كبيرة على النظم البيئية بسبب العلاقات المتبادلة المعقدة بين أنواع الكائنات الحية لذا فإنه من العادة أن يتم تقييم وقياس فقدان التنوع الحيوي وتصنيف الأنواع بناءً على مخاطر انقراضها، ويتم تصنيف الأنواع المعرضة للانقراض كما يأتي؛ أكثر نوع معرض للانقراض يسمى بالنوع المهدد بشدة بالانقراض يليه النوع الأقل تهديداً بالانقراض ثم النوع الأقل عُرضة والقابل للانقراض، كما يُمكن قياس فقدان التنوع الحيوي بناءً على مستوى النظام البيئي من حيث المنطقة أو تنوع النظام البيئي.