أحاديث نبوية عن النباتات نقدمها لكم من خلال مقالنا هذا مع شرح مختصر لكل حديث وفضل الزراعة في الإسلام وآية قرآنية عن الزراعة كل هذا وأكثر تجدونه في ذلك الموضوع والختام تاريخ الزراعة في الحضارة العربية الإسلامية.
محتويات المقال
أحاديث نبوية عن النباتات
1-قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ رجلًا من أهلِ الجنَّةِ استأذَنَ ربَّه في الزَّرعِ، فقال لهُ: ألستَ فيما شِئْتَ؟ قال: بلَى، ولكنْ أُحبُّ أنْ أزرعَ! فبذرَ، فبادرَ الطَّرْفَ نباتُهُ واستِواؤُه واستِحْصادُه، فكانَ أمثالَ الجبالِ، فيقولُ اللهُ: دونَكَ يا ابنَ آدمَ! فإنَّه لا يُشْبِعُك شَيءٌ”.
شرح الحديث
يخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن رجل من أهل الجنة ومتنعم بنعيمها يطلب من الله تعالى أن يزرع في أرضها، فيسأله الله تعالى أليس لديك جميع ما تحب وتشتهي من الطعام والشراب وأصناف النعيم، فلماذا تحتاج إلى الزرع، فيقول إنّه يُحب ذلك فيبذر البذور في أرض الجنة، فما هي إلا أقل من طرفة عين فينمو زرعه ويتكاثر حتّى يصبح كالجبال، ويكون نموه هذا بدون حصاد وسواه ممّا يحتاج إليه الزرع في الدنيا، فيقول الله -عزّ وجلّ- حينها خُذ ما شئت، فإنّه لا يُشبعك شيء، وفي هذا توبيخ لبني آدم وأنّهم يحبون الكثرة ويطلبون المزيد حتّى وإن كانوا في الجنة.
2-قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “سبعٌ يَجري للعبدِ أجرُهُنَّ، و هوَ في قَبرِه بعدَ موتِه: مَن علَّمَ علمًا، أو أجرَى نهرًا، أو حفَر بِئرًا، أو غرَسَ نخلًا، أو بنَى مسجِدًا، أو ورَّثَ مُصحفًا، أو ترَكَ ولدًا يستغفِرُ لهُ بعد موتِه”.
شرح الحديث
يذكر هذا الحديث أنواعًا متعددة من الصدقات الجارية التي يبقى أجرها بعد الموت وكأنّ العبد ما زال مستمرًا في فعلها، وهذه الصدقات هي التعليم ويدخل فيه التأليف والإفتاء، وحفر الآبار وإجراء الأنهار وإن كان ذلك العمل كان بقصد المنفعة الشخصية، ولكن استمرار انتفاع العباد به جعل أجره مستمرًا، ومن الصدقات الجارية أيضًا الزراعة وغرس النخيل وأنواع الفاكهة المختلفة مثل العنب والتين التي تستمر بالنمو ولا تحتاج لكبير اهتمام، وفي هذا بيان للثوب العظيم الذي قد يجنيه المسلم إذا أكثر من زراعة الأشجار.
3-قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “لا يَغْرِسُ مُسْلِمٌ غَرْسًا، وَلَا يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلَ منه إنْسَانٌ، وَلَا دَابَّةٌ، وَلَا شيءٌ، إلَّا كَانَتْ له صَدَقَةً”.
شرح الحديث
يقول الإمام النووي -رحمه الله- إنّ هذا الحديث يدلّ على فضيلة الزرع والغرس، وأنّ أجر الزارع مستمر ما دام زرعه باقيًا ومتناميًا ويُستفاد منه إلى قيام الساعة، كما أنّ أهل العلم اختلفوا في أفضل الأعمال التي يجني منها الإنسان رزقه، فقيل التجارة وقيل الصنعة باليد، وقيل إنّ الزراعة هي أطيب المكاسب ورجّح النووي هذا القول، ويتبيّن أيضًا من هذا الحديث أنّ الثواب الذي يجنيه العبد إذا أُكِل من زرعه أو أُتلف هو ثواب خاص بالمسلمين، ولا يناله غيرهم، فهم سينالون أجرهم على هذا في الآخرة بإذن الله.
4-قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ رجلًا من أهلِ الجنَّةِ استأذَنَ ربَّه في الزَّرعِ، فقال لهُ: ألستَ فيما شِئْتَ؟ قال: بلَى، ولكنْ أُحبُّ أنْ أزرعَ! فبذرَ، فبادرَ الطَّرْفَ نباتُهُ واستِواؤُه واستِحْصادُه، فكانَ أمثالَ الجبالِ، فيقولُ اللهُ: دونَكَ يا ابنَ آدمَ! فإنَّه لا يُشْبِعُك شَيءٌ”.
شرح الحديث
يخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عن رجل من أهل الجنة ومتنعم بنعيمها يطلب من الله تعالى أن يزرع في أرضها، فيسأله الله تعالى أليس لديك جميع ما تحب وتشتهي من الطعام والشراب وأصناف النعيم، فلماذا تحتاج إلى الزرع، فيقول إنّه يُحب ذلك فيبذر البذور في أرض الجنة، فما هي إلا أقل من طرفة عين فينمو زرعه ويتكاثر حتّى يصبح كالجبال، ويكون نموه هذا بدون حصاد وسواه ممّا يحتاج إليه الزرع في الدنيا، فيقول الله -عزّ وجلّ- حينها خُذ ما شئت، فإنّه لا يُشبعك شيء، وفي هذا توبيخ لبني آدم وأنّهم يحبون الكثرة ويطلبون المزيد حتّى وإن كانوا في الجنة.
فضل الزراعة في الإسلام
-تعدُّ الزراعة من المهن اللازمة لحياة البشرية، والتي لا تحيا بدونها، وقد ورد في القرآن الكريم بعضُ الآيات التي تلفت انتباه الناس إلى ذلك؛ منها قوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ* وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ* لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ} [يس: 33- 34].
– وقوله {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ* يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالاَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل: 10- 11].
-وقوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[الأنعام: 99].
-وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفاً أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ }الأنعام141. وقال عزَّ وجل-: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًافَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15].
-وازداد اهتمام المسلمين بالزِّراعة بعد أن اتَّسعت رقعة الدولة الإسلامية واستقرت أمورها، ويسروا كلَّ السُّبل لامتلاك الأراضي وتعميرها وزرعها؛ عملًا بوصية الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-: مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَهِيَ لَهُ)) مسند أحمد، وأضحى الاهتمام بالزراعة من واجب الأمراء والحكام، وليس الأفراد فحسب؛ وذلك لأنَّ هؤلاء الأمراء كانوا يدركون تمامًا العلاقة بين الازدهار الزراعي، وزيادة الخراج الذي يُعد أهم مصادر بيت المال، كما كانوا يدركون تمامًا العلاقة القوية بين حالة الزرع وبين الوارد.
آية قرآنية عن الزراعة
1-وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ ﴿٢٩ الفتح﴾
2-فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴿٢٩ الفتح﴾
3-أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤ الواقعة﴾
4-قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا ﴿٤٧ يوسف﴾
5-وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ ﴿٤ الرعد﴾
6-رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ ﴿٣٧ ابراهيم﴾
7-وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا ﴿٣٢ الكهف﴾
8-يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ ﴿١١ النحل﴾
9-وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْع َمُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ﴿١٤١ الأنعام﴾
10-وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ﴿١٤٨ الشعراء﴾
11-أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا ﴿٢٧ السجدة﴾
12-ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ﴿٢١ الزمر﴾
13-وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ ﴿٢٦ الدخان﴾
تاريخ الزراعة في الحضارة العربية الإسلامية
-كان للزراعة شأن كبير في الحضارة الإسلامية، وهو الأمر الذي حافظ على الدولة الإسلامية وتماسكها قرونًا طويلة نظرًا لاكتفائها الذاتي من الغذاء في مختلف البقاع التي كانت تبسط عليها سلطانها، وقد كان لعناية المسلمين بالزراعة أصل قرآني كريم، حيث وجَّه الله تعالى عباده للسعي في الأرض والأكل من رزقه سبحانه فيها؛ فقال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ [الملك: 15]، وبين الله تعالى بديع صنعه في الزرع وفوائده في كثير من المواضع؛ منها قوله تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ • وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ • لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ﴾ [يس: 33-35].
-وقد كان التوجيهُ النبويُّ واضحًا في ضرورة تعمير الأرض وعدم تركها حتى تبور، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ، فَلْيَزْرَعْهَا أَوْ لِيَمْنَحْهَا، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ، فَلْيُمْسِكْ أَرْضَهُ» رواه البخاري.
-وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضًا: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» رواه البخاري.
-وقد كان من آثار هذه العناية الدينية بأمر الزراعة أن اجتهد المسلمون في الاهتمام بها وتوفير وسائل وسبل ريِّها وبناء السدود وحفر الآبار وشق القنوات والأنهار وتطوير طرق التلقيح والتسميد لزيادة إنتاجها، وقد برعوا في ذلك براعة شديدة أخذها عنهم الأوروبيون في نهضتهم الحديثة.
-وكان من مظاهر هذا الاعتناء أيضًا تأليف الكتب المتخصصة في الزراعة، مثل كتاب “الشجر” لابن خالويه، و”الفلاحة والعمارة لعلي بن محمد بن سعد، و”الفلاحة” لابن وحشية، و”النبات” لأبي حنيفة الدينوري، وكتاب “الزرع” لأبي عبيدة البصري، وكتاب “النبات والشجر” لأبي سعيد الأصمعي الذي تناول فيه أسماء الأرض في حالاتها المختلفة من حيث قبولها للزرع، والنبات وأسماء النبات في حالات نموه وتكاثره وقوامه وإزهاره، وقسَّم النبات إلى أحرار وغير أحرار أو ذكور، ثم قسمه إلى حمض مالح وإلى خلة غير مالحة، وذكر ما ينبت في السهل وما ينبت في الرمل، وبلغ عدد أسماء النباتات التي ذكرها نحو 280 اسمًا وغيرها.