أسباب ثقب الأوزون نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل اضرار ثقب الأوزون على الإنسان و نظرة عامة على ثقب الأوزون ثم الختام كيفية حماية طبقة الأوزون تابعوا السطور القادمة.
محتويات المقال
أسباب ثقب الأوزون
-الهالونات:
تُمثّل الهالونات مركّبات البروموفلوروكربون التي تُستخدم بشكلٍ أساسيّ في إطفاء الحرائق، وتؤدي إلى استنفاد طبقة الأوزون بشكل أسرع مقارنةً بتأثير مركبات الكلوروفلوركربون؛ وذلك لاحتوائها على عنصر البروم الذي يستطيع تدمير غاز الأوزون أكثر بخمس مرّات من عنصر الكلور.
– بروميد الميثيل:
يُستخدم غالباً في صناعة مبيدات الآفات، وتتراوح درجة تأثيره على طبقة الأوزون وفقاً لدالّة نضوب الأوزون (ODP) من 0.22 إلى 0.48، فوفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية يُعتبر مركب بروميد الميثيل أحد أكبر مصادر عنصر البروم الموجود في طبقة الستراتوسفير؛ لذا يُمكن أن يُعّد وحده مسؤولاً عن حوالي 5-10% من استنفاد غاز الأوزون على مستوى العالم، ويبقى في الغلاف الجوي لمدّة تزيد عن السنة والنصف.
-مركبات الكلوروفلوروكربون:
تُعتبر مركبات الكلوروفلوروكربون (بالإنجليزية: Chlorofluorocarbons) من أهم مسبّبات ظاهرة ثقب الأوزون، ويحدث ذلك حين تتكّسر روابط جزيئات هذه المركّبات في طبقة الستراتوسفير بواسطة الأشعة فوق البنفسجية، فتنبعث ذرات الكلور وتتفاعل مع غاز الأوزون مدمّرةً إيّاه، ومن الجدير بالذكر أنّ السبب وراء انبعاث هذه المركّبات يعود إلى الاستخدامات اليومية للصابون، والمذيبات، ورذاذ البخاخات، وغاز الثلاجات، ومكيّفات الهواء، وغيرها.
-كلوريد الميثيل:
يُستخدم هذا المركّب عادةً كمذيب أو كسائل تنظيف، وعند وصوله إلى الغلاف الجوي يتفاعل الكلور مع غاز الأوزون ممّا يؤدّي إلى نضوب طبقة الأوزون، إلّا أنّ تأثيره على طبقة الأوزون يُعتبر أقل خطورةً مقارنةً مع تأثير الهالونات ومركّبات الكلوروفلوروكربون، والجدير بالذكر أنّه يُمكن أن يبقى في الغلاف الجوي لمدّة سنة ونصف تقريباً.
-رباعي كلوريد الكربون:
يُستخدم غالباً في عمليات التنظيف الجاف وتعقيم الحبوب بالبخار، ويكون تأثيره على الغلاف الجوي نفس تأثير مركبات الكلوروفلوركربون تقريباً، ويمكن أن يبقى في الغلاف الجوي حوالي 42 عاماً.
-عوامل طبيعية:
تُساهم بعض العوامل التي تحدث طبيعياً، مثل: رياح طبقة الستراتوسفير والانفجارات البركانية، في نضوب طبقة الأوزون.
اضرار ثقب الأوزون على الإنسان
تؤثّر الأشعة فوق البنفسجية بأنواعها المختلفة وخاصةً الأشعة من نوع (UV-B) بطريقة ضارّة في جميع أجهزة الإنسان الحيوية وأعضائه، ويُمكن تخليص آثارها الصحية كالآتي:
-الأضرار على العين:
تؤذي الأشعة فوق البنفسجية أجزاء مختلفة من العين؛ كالعدسة، والقرنية، والملتحمة، ويُسبّب التعرّض لكميّات كبيرة من أشعة (UV-B) مرض العمى الثلجي الذي يحدث في الأماكن المعرّضة للأشعة الضارة بشكل كبير؛ كقمم الجبال المرتفعة المغطاة بالثلوج، إضافةً إلى كون الأشعة الضارة مسؤولة عن إصابة العين بمرض الساد أو الماء الأبيض الذي يؤدّي إلى إعتام عدسة العين، ويتوقّع إصابة مليوني إنسان سنوياً بمرض الساد في حال استمرار نقصان طبقة الأوزون بنسبة 10% بالمئة.
-الأضرار على المناعة:
تؤثّر الأشعة فوق البنفسجية في جهاز المناعة، وتُقلّل من قدرته على محاربة الأمراض، كما أثبتت الدراسات الحديثة أنّ الأشعة فوق البنفسجية الضارة تُساعد على تنشيط بعض الفيروسات في جسم الإنسان.
-الأضرار على الجلد:
تؤثِّر الأشعة فوق البنفسجية خاصةً من نوع (UV-B) على جلد الإنسان بشكل سلبي، حيث يزداد تأثيرها بازدياد مدّة التعرُّض لها، وهي المسؤولة عن أنواعٍ عديدةٍ من سرطانات الجلد؛ كسرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية، اللذين يُعدَّان من السرطانات بطيئة النمو وسهلة الإزالة من خلال الجراحة؛ وذلك بسبب بطء انتشارهما في أجهزة الجسم الأخرى، أمّا بالنسبة للورم الميلانيني فهو من أخطر أنواع السرطان التي تُسببها الأشعة الضارة ولكنُّه أندرها.
نظرة عامة على ثقب الأوزون
-بدأ العلماء بدراسات شاملة عام 1957م حول طبقة الأوزون؛ نظراً إلى أهميتها في حماية الأرض من الأشعة فوق البنفسجية التي تُعتبر من أسباب الاحتباس الحراري،وكانت أوضاع الطبقة مستقرّة، إلى أن كشفت أبحاث في سبعينات وثمانينات القرن العشرين عن وجود مشاكل تتعلّق باستقرار غاز الأوزون في الجو في ذلك الوقت، ففي عام 1976م لاحظ علماء مركز هيلي للدراسات الموجود في القارة القطبية الجنوبية انخفاضاً شديداً في مستويات غاز الأوزون في الجو، وكان هذا الانخفاض صادماً حتّى أنّهم ظنّوا أنّ عطلاً في أجهزتهم ربما قد يكون السبب وراء ذلك، ثمّ انخفض تركيز غاز الأوزون في الجو إلى 10% خلال فترة الربيع هناك والممتدة من شهر أيلول حتّى شهر تشرين الثاني، فظنّوا أنّ السبب ربما يكون طبيعيّاً نظراً إلى تقلّب الفصول، إلّا أنّ الانخفاض ظلّ يحدث تقريباً كلّ ربيع، لكن لم يستطع العلماء تحديد سببٍ منطقي لذلك.
-لم يجزم علماء مركز هيلي للدراسات أنّ انخفاض تركيز غاز الأوزون مشكلة تستدعي الاهتمام حتّى عام 1985م حين اكتشفوا أنّ السبب وراء ذلك الانخفاض يعود إلى بعض الممارسات البشرية، فكانوا أوّل من اكتشف ثقب الأوزون (بالإنجليزية: Ozone Hole) الذي يُعتبر أكبر ثقب تمّ رصده في طبقة الأوزون حتّى اليوم، والجدير بالذكر أنّ مصطلح ثقب الأوزون لا يُشير إلى ثقبٍ حقيقي إنّما هو مصطلح يُشير إلى نضوب في طبقة الأوزون (بالإنجليزية: Ozone Depletion) يتغيّر موسميّاً، بحيث يزداد أحياناً ويقلّ أحياناً أخرى، ويحدث بشكلٍ تدريجيّ نتيجة إطلاق مُركّبات كيميائية تحتوي على عناصر الكلور أو البروم الغازية الصادرة عن العمليات الصناعية والأنشطة البشرية الأخرى.
كيفية حماية طبقة الأوزون
– يتكوّن جزيء الأوزون من ثلاث ذرات من الأكسجين، ويتركّز معظم الأوزون الموجود في الغلاف الجوي في طبقة الستراتوسفير التي تقع على ارتفاع 15-30كم تقريباً فوق سطح الأرض، ويجدر بالذكر أنّ جزيئات الأوزون تتشكّل وتتلف باستمرار في هذه الطبقة، لتبقى كمية الأوزون الإجمالية في الغلاف الجوي مستقرّة نسبياً، وتختلف تركيزات الأوزون في طبقات الغلاف الجويّ مع اختلاف درجات الحرارة، وحالة الطقس، ودوائر العرض، والارتفاع عن مستوى سطح الأرض.تتمحور أهمية طبقة الأوزون في الستراتوسفير بكونها تحمي كوكب الأرض من الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، إذ يمتصّ الأوزون هذه الأشعة، ويمنع وصولها إلى سطح الأرض، فالأشعة فوق البنفسجية من الإشعاعات الضارّة جداً على أشكال الحياة المختلفة، ومن أضراها على الإنسان؛ سرطان الجلد، ومرض إعتام عدسة العين، بالإضافة إلى آثارها السلبية على المحاصيل الزراعية، والكائنات البحرية.
-لاحظ العلماء في سبعينيات القرن العشرين بدء نضوب طبقة الأوزون، وانخفاض تركيزها عن المستويات الآمنة اللّازمة لحماية كوكب الأرض من الإشعاعات الضارّة، وبشكل لم يكن بالإمكان تفسيره وتحميله للظواهر والأحداث الطبيعية التي تؤثّر على مستويات الأوزون كالانفجارات البركانية، ولكنّ الأدلّة العلمية اكتشفت لاحقاً أنّ الأنشطة البشرية والمواد الكيميائية التي بدأ الإنسان منذ سبعينيات ذلك القرن في استخدامها بكثرة في التطبيقات الصناعية والتجارية؛ كالثلاجات، ومكيّفات الهواء، وأجهزة إطفاء الحريق قد ساهمت جميعها في استنفاذ طبقة الأوزون والإضرار بها، ولذلك تنبّه العالم لضرورة حماية هذه الطبقة، وتقليل النسب المرتفعة لنضوبها، فوُضعت تشريعات وقوانين تحدّ من ظاهرة استنفاذ طبقة الأوزون، كما ساهمت المؤسّسات في نشر التوعية بمخاطر نضوبها، وكيفية حمايته.