أمثال عربية ومعانيها وقصصها توضح عدة مفاهيم مختلفة ومهمة جداً، نقدمها في تفاصيل هذا المقال.
محتويات المقال
معنى الأمثال
: الشيء الذي يضرب لشيء مثلا فيجعل مثله، وفي الصحاح: ما يضرب به من الأمثال. قال الجوهري: ومثل الشيء أيضا صفته. قال بن سيده: وقوله عز من قائل: ﴿مثل الجنة التي وعد المتقون﴾ قال الليث: مثلها هو الخبر عنها، وقال أبو إسحاق: معناه صفة الجنة
أمثال عربية ومعانيها وقصصها
أَوْرَدَها سَعدٌ وسعدٌ مُشتَمِل ما هكذا يا سعد تُورَد الإبل
يُضرب هذا البيت مثلًا في كل من يعمل عملًا بطريقة غير صائبة ولا مناسبة ، أو للرجل يُقصّر فِي الْأَمر إيثارًا للراحة على الْمَشَقَّة . والمثل لرجل اسمه مَالِك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم ، َرَأى أَخَاهُ سَعْدًا يريد أن يسقي الإبل وهو مشتمل شَمْلته ، أي كان يلبس شملة ليس تحتها قميص ، وهو وضع يصعب عليه فيه التحكم في الإبل الغلاظ العطشى بهذه الشملة . و(ما هكذا يا سعد تُورَد الإبل) أَي مَا هَكَذَا يكون الْقيام فِي الْأُمُور.
وافَـقَ شَـنٌّ طَبَقَـة
الشَّنُّ في اللغة: كلُّ آنية خَلِقَةٍ بالية، مصنوعة من جِلد، وقد يكون اسم علم.
والطبقة: غِطَاء كل شيء، وتُجْمع على أطباق، وقد يُراد بالطَّبق الجماعة من الناس .
فالشَّنَّ هو الإِناء من الجلد، والطبقة الغطاء ، فوافق الشنُّ الطبقة التي عليه.
وأصل المثل أن شنًّا كان رجلًا مِن دُهاة العرب، وكان حلَفَ ألاَّ يتزوَّج إلاَّ بامرأة داهيةٍ مثله، فقال: والله لأَطُوفن حتى أجد امرأة مثْلي فأتزوجها. وبينما هو ذات يوم يَسيرُ في الطريق، لقِيَ رجلًا يريد القرية التي يريدها شنٌّ، فصحبه، فلما انطلقا، قال له شن:
مثل أتحملني أمْ أحْمِلك
فقال الرجل: يا جاهل، كيف يَحمل الرَّاكب الراكب؟!
فسارا حتى رأيا زرعًا قد أوشك على الحصاد، فقال له شنٌّ:
أترى هذا الزرع قد أُكل أم لا؟
فقال الرجل: يا جاهل، أما تراه قائمًا؟!
وسارا فاستقبلَتْهما جنازة، فقال شن للرجل:
أترى صاحبها حيًّا أم ميتًا؟
فقال: ما رأيتُ أجهلَ منك، أتراهم حَملوا إلى القبور حيًّا؟!
ثم إن الرجل استضاف شنًّا في منْزله، وكان للرجل بنتٌ يُقال لها: طَبَقة، فقصَّ أبوها عليها قصَّتَه مع شنٍّ، فشرحت له:
أمَّا قوله: أتحملني أم أحملك؟ فإنه أراد: أتحدِّثني أم أحدثك، حتى نقطع طريقنا؟
وأما قوله: أترى هذا الزرع قد أُكل أم لا؟ فإنه أراد: أباعه أهله فأكلوا ثمنه، أم لا؟
وأما قوله في الميت، فإنما أراد: أتَرَك عقِبًا يَحيا بهم ذِكْره، أم لا؟
فخرج الرجل إلى شنٍّ، فأخبره بتفسير ابنته لكلامه، فأُعجب شنٌّ بها، فخطبها من أبيها فزوَّجه إياها، فحَمَلها إلى أهله، فلما عرَف أهلُه عقْلَها ودهاءها، قالوا: “وافق شنٌّ طبقة”، فذهبت مثلًا.
اللي ما يعرف الصقر يشويه
يقال هذا المثل للشخص الذي يفعل شيئاً لا يعرفه أو للشخص الذي يقوم بفعل شيء غريب في حرفة أو عمل لا يدري عنه شيئاً
الفرس من خيالها ، والحرمة من ريّالها
يقال هذا المثل للرجل الذي ترك الحبل على الغارب لزوجته تفعل ما تشاء ، أو للمرأة المتسلطة المتعجرفة التي يكون زوجها طيباً ووديعاً لا يوقفها عند حدها وهو يشابه المثل الإنجليزي القائل الأزواج الأكثر هدوءاً يصنعون زوجات أكثر جلبة
سيل ما يبلك ، ما يهمــك
أي أن المطر الذي ينزل على بلد ناس آخرين لا تستفيد أنت منه شيئاً والمقصود منه أن المواضيع والمشاكل التي يعاني منها غيرك لا تعني لا شيئاً ولذلك اهتم بشؤونك فقط ولا تتدخل في شؤون غيرك
الحي يحييك ، والميت يزيدك غبن
معنى هذا المثل أن الشخص الفطين الذكي يريحك ويزيل همك وكأنه يعيد الحياة لك أما الشخص الكسول الأحمق فيزيدك تعباً وهماً
القط العود ما يتربى
معنى هذا المثل أن الشخص الكبير الفاسد الذي بلغ سن الرشد من الصعب أن يعاد تربيته وتعليمه من جديد
أمثل عربية مشهورة
الشيفه شيفه ، والمعاني ضعيفه
يقال هذا المثل عندما ترى شخص ذو هيئة ومظهر فتراه فتعجب به وبشكله فتأخذ عنه بعد ذلك انطباعاً جيداً بينما هو سيء الأخلاق
لو كان فيه خير ما رماه الطير
يقال هذا المثل للذي يريد أن يأخذ شيئاً قد تركه أحد قبله فالشيء المتروك لا خير فيه ولذلك استغنى عنه صاحبه
اللي في القدر تطلعه الملاس
معناه أن الأخبار التي لم تظهر سوف تخرجها الأيام آجلاً أم عاجلاً وهذا يذكرنا ببيت الشعر القائل
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً .. وتأتيك بالأخبار ما لم تزودِ
والقدر (هي قدر الطعام) و الملاس (هي المعلقة الكبيرة أو المغرفة)
حلاة الثوب رقعته منه وفيه
معنى هذا المثل أن الأفضل للإنسان أن يجتمع مع من هو من أصله سواء كان ذلك في زواج أو عمل أو غيره
زَبَبْتَ وأنتَ حِصْرِم
معنى زَبَبْتَ أي: جَعَلتَ من نفسك زبيبًا، والزبيب العنب إذا يبس وجف وحلى .
والحِصْرِم: أوَّل العِنَب ، وهو مُرّ أخضر لا يستساغ .
يضرب هذا المثل للرَّجل الذي يحاول أن يتصدر أو يعتلي منصبًا قبل أن يتأهل له تمامًا، كالذى يَقْعد للتدريس أو يجلس للفتوى مثلًا ولم يستكمِلْ جوانب العلم بعد.
وقصة المثل أن أبا الفتح عثمانَ بنَ جنّي الموصلي، النحْوِيَّ المشهور، قعَدَ للإقراء وتعليم الناس النحْوَ في الموصل وهو ما زال شابًّا. فمرَّ به أبو علي الفارسي يومًا في حلقته، فسأله عن مسألةٍ في التصريف عجز ابن جنّي عن جوابها ، فقال له أبو علي: “زَبَّبْتَ وأنتَ حِصْرمٌ”. فانتبه ابن جني لقصد الشيخ، فترك التدريس، ولازم أبا علي الفارسي أربعين سنةً حتى مَهَر في العربية وأتقن الصَّرف على ما هو معروف. ولم يتصدر ابن جني من بعد إلى أن مات أبو علي الفارسي ، فتولى من بعده مجلسه ببغداد.