أنواع الأمثال متعددة، فمنها أمثال للمواقف عربية ومنها أمثال في السنة، وفي هذا المقال نتعرف على أنواع الأمثال و ماهي الأمثال، و أنواع الأمثال في السنة ، اهمية الأمثال.
محتويات المقال
ماهي الأمثال ؟
الأمثال” جمع “مَثَل”، وهو جملة من القول مقتطعة من كلام أو مرسلة لذاتها تنقل مما وردت فيه إلى مشابهه دون تغيير؛ بغية الاستشهاد بها، وبعض الأمثال قد يكون مسجوعًا متوازنًا، وإن لم يكن هذا شرطًا لا بد منه، وتمتاز هذه الجملة بأنها تلخص الموقف أو الجدال أو التعليق وتحسمه على خير وجه، وبأنها قصيرة لا تتجاوز بضع كلمات، وبأنها من الحيوية والسلاسة وحلاوة الصياغة وبراعة التصوير وتعدُّد الأبعاد بحيث يُكتب لها السيرورة والانتشار على ألسنة الناس، وبأنها لا تخلو في كثير من الأحيان من موعظة أو حكمة.
أنواع الأمثال
المثل في الاصطلاح هو العبارة الفنية السائرة الموجزة التي تصاغ لتصور موقفًا أو حادثة ولتستخلص خبرة إنسانية يمكن استعادتها في حالة أخرى مشابهة لها مثل: (رب ساعٍ لقاعد) و (إياك أعني واسمعي يا جارة) و (إن البغاث بأرضنا يستنسر) و (رجع بخفي حنين) و (رب قول أشد من صول).
وقد عرّف العرب القدامى الأمثال وحددوا للمثل شروطًا، وهي أنه يجب أن يجتمع فيه إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية. وقد أكدوا كثيرًا على شرط السيرورة والشيوع مشيرين إلى أهمية المثل التعليمية وإلى دوره وجانبه النفعي. وقد ارتبطت الأمثال بالاستدلال واستخلاص الحكمة والعظة.
والأصل السامي العام لهذه الكلمة يتضمن معنى المماثلة، ولهذا عرفه الزمخشري وغيره قديمًا بأنه بمعنى المِثْل والنظير. ومن هذا الأصل تظهر أهمية المثل إذ يمكن له – وهو الذي يحمل إحدى خبرات الحياة- أن يمتد عمره وينتقل عبر حالات أخرى مماثلة.
ويمكن التركيز على معنى التمثيل في المثل الذي يأتي من تشبيه شيء بشيء عن طريق المقارنة التصويرية التشخيصية. إذ هذه الحاجة للتجريد توجد لدى الشعوب البدائية، ولذلك تعد الأمثال من أقدم وأعرق أنواع الأدب لدى كل الشعوب تقريبًا. وفيها تتمثل روح الشعب وينعكس فيها الشعور والتفكير وطرائق التعبير، كما تحمل في طياتها صورة عن المجتمع بعاداته وتقاليده ومعتقداته.
تاريخ الأمثال وتحديدها. لايمكن تحديد تاريخ لنشوء المثل، فقد رافق الإنسان منذ القدم. ولكون الأمثال تعكس روح الجماعة ووجدان الأمة، وبسبب من هذه السمة الجماعية الشعبية فهي في القالب مجهولة القائل.
ومع ذلك يمكن مع بعض الأمثال تحديد أو تقريب عصرها وتحديد قائلها، إذا ما ارتبطت بحوادث تاريخية أو ببعض الشخصيات المعروفة. وهناك أمثال ارتبطت بأكثم ابن صيفي أو بالأحنف بن قيس وغيرهما، ونُسبت تحديدًا إليهم.
وبعض الأمثال العربية ترتبط بأسماء مشهورة، ولكن ليس بالضرورة أن يكون الشخص صاحبها مثل قولنا: جزاه (جزاء سنمار) أو (أشأم من البسوس) أو (أبصر من زرقاء اليمامة).
ولكن بعض الأمثال العربية احتفظت لها المدونات بأصل قصتها وحدّدت قائلها مثل: (خلا لك الجو فبيضي واصفري) لطرفة بن العبد، أو (سبق السيف العذل) و (إن الحديث ذو شجون) لضبة بن أد، أو (أنا ابن جلا) لسحيم ابن وثيل الرياحي، و (إن غدًا لناظره قريب) لقراد بن أجدع في قصته مع النعمان بن المنذر.
ولكن إجمالاً يصعب الجزم بتاريخ صدور المثل وتحديد زمنه أو قائله للسمة المشار إليها سالفًا ولأسباب أخرى تتعلق بانتقال المثل وسيرورته.
جمع الأمثال وتصنيفها. ولإدراك العرب جماليات المثل وأثره على الناس فقد اهتموا به اهتمامًا بالغًا ولا سيما وقد جاء ذكر الأمثال في القرآن الكريم كثيرًا مما حدا بخدام النص الديني إلى المبادرة لجمع وتصنيف الأمثال القرآنية والأمثال النبوية منذ بدايات التدوين والتأليف حولها. وقد تنبه المؤلفون العرب إلى غيرها من الأمثال العربية القديمة في الجاهلية والعصور الإسلامية وإلى الأمثال الشعرية وغيرها.
أنواع الأمثال في السنة
الأمثال المصَرَّحة: وهي ما صرِّح فيها بلفظ المثل، أو ما يدل على التشبيه. كما جاء فى الحديث الصحيح: «إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيثٍ أصاب أرضًا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا، وكانت منها طائفة إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، وذلك مثل من فقه فى دين الله فنفعه ما بعثنى الله به من الهدى والعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به»(1). والأمثلة عليها كثيرة.
2- والأمثال الكامنة: وهي التي لم يُصَرَّحْ فيها بلفظ التمثيل، ولكنها تدل على معانٍ رائعةٍ في إيجازٍ، يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها، مثاله: و «خير الأمور أوساطها»(2)، و «ليس الخبر كالمعاينة»(3)، و «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»
3- والأمثال المرسلة: وهي جمل أرسلت إرسالاً من غير تصريح بلفظ التشبيه، مثاله: «سبقك بها عكاشة».
اهمية الأمثال
ذا لا يخفى على كل من له أدنى إلمام بالأدب العربي في العصر الجاهلي أن الأمثال العربية لها أهمية كبرى ومكانة مرموقة في العرب وهي خلاصة وثمرات الناس وتجاربهم، بها تنطق ألسنتهم و تصف أحوالهم الفكرية والاجتماعية والأدبية والثقافية والتاريخية والوطنية والأخلاقية ،وتترجم واقعهم وآمالهم وآلامهم ،في عبارات بليغة موجزة وتعبر في أبلغ بيان عن واقعهعم وحياتهم ، ويمكن القول أن الأمثال لأي أمة من الأمم هي صوتها القوي وقلبها النابض وضميرها الحي وعقلها الواعي.وقال ابن الجوزية:ففي الأمثال من تأنس النفس وسرعة قبولها وانقيادها لما ضرب لها مثله من الحق لا يجحده أحد ولا ينكره وكلما ظهرت الأمثال ازداد المعنى ظهورا ووضوحا، فالأمثال شواهد المعنى المراد،وهى خاصية العقل ولبه و ثمرته.وقال الإمام السيوطي :المثل ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه،حتى ابتذلوا فيما بينهم ،وفاهوا به في السراء والضراء واستدروا به الممتنع من الدر ووصلوا به المطالب القصية،وتفرجوا به عن الكرب والكربة وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة.
وأن العرب كانوا ذا نفوس حساسة و أولو غيرة و أصحاب ارتجال و بديه،فدفعهم كل ذلك إلى مساهمة كبيرة في الأمثال ،واستخدموها في كل مجال من المجالات المختلفة، فلا يخلو موقف من حياتنا العامة إلا ونجد مثلا ضرب عليه، ولا تخلو خطبة مشهورة ولا قصيدة سائرة من مثل رائع مؤثر في حياتنا.