أهمية الحرية للإنسان نتحدث عنها من خلال مقالنا هذا كما نذكر لكم مجموعة متنوعة أخرى من الفقرات مثل أنواع الحرية ومفهوم الحريّة في الإسلام ثم الختام خطوات تطبيق الحريّة تابعوا السطور القادمة لتفاصيل أكثر.
محتويات المقال
أهمية الحرية للإنسان
يجب أن يبحث الإنسان عن حريته في جميع أركان الحياة، يجب أن يواجه الإنسان الخوف والعواقب والقلق والصعوبات لكي يصل إلى الحرية التي يريدها، ولكن يجب أن يعلم الإنسان أن الحرية تحكمه ويتعلم أن يحكمها هو ولا يتركها تتحكم به حتى لا تحدث العواقب، فيمكن للإنسان التقيد بحريته فهي معادلة صعبة، وأهمية الحرية هي :
-عند تطبيق الحرية بشكل صحيح في المجتمع فإن الشعب يضع القوانين والتشريعات التي يمكنهم تغييرها إذا لم تعجبهم، وذلك يحمي المجتمع والناس من الشعور بالظلم .
-إن حرية التعبير عن الرأي تجعل الفرد يشعر بالانتماء إلى الوطن .
-يمكن للحرية أن تجعل الفرد يبتكر وينفذ الإبداع في المجال الذي يحبه، ويمكن للحرية المساعدة في مواجهة الظروف الصعبة والتحديات وذلك بسبب إعطاء الفرد -الحرية والمساحة لتحقيق ما يريد .
-الحرية تساعد على التخلص من الظلم والشهوات .
-التحرر من العوائق النفسية والاجتماعية التي يبنيها الإنسان .
-يمكن للشخص ممارسة كل قدراته في المجال الذي يختاره دون إجبار من أحد .
القدرة على نشر المعلومات التي يعرفها الفرد مهما كانت خطورتها دون خوف أو تردد من الفرد أو تهديد الآخرون له .
-إحداث تجانس بين جميع فئات المجتمع وتنظيم الحياة الاجتماعية وذلك بهدف تحقيق السعادة .
-الحرية تعطي الفرد شعور بالرضا والطمأنينة والاستقرار والراحة النفسية، فالظلم وكبت الحرية يمكن أن تجعل الفرد يصاب بالأذى النفسي .
-نشر المعلومات الصحيحة دون خوف من الدولة أو الحكومة أو السلطات عموما.
أنواع الحرية
تقسّم الحرية بناءً على وجهة نظر الفيلسوف (إيمانويل كانت) إلى عدّة انواع، منها:
-الحرية الداخليّة:
هي الحرية المرتبطة بالشخص، فهي حريةٌ تنبع من نفسه الداخلية.
-الحرية الفرديّة:
هي حرية قول وإبداء الآراء الشخصيّة ووجهات النظر المختلفة، بالإضافة إلى حرية الإنسان في اختيار مكان العيش، أو التخصّص المراد دراسته.
-الحرية السالبة:
يقصد بهذا النوع من الحرية الحقّ الطبيعيّ للإنسان باتخاذ قراراتٍ معينةٍ في مسيرة حياته، كما تعرف هذه الحرية أيضاً بالحرية الشخصية في العصر الحديث.
-الحرية الموجبة:
هي الحرية المعطاة للإنسان حتّى يستطيع ممارسة الحرية الشخصيّة أو السالبة، فعلى سبيل المثال لوكانت الحرية السالبة هي حرية إبداء الرأي، فالحرية الموجبة تعني استخدام الإعلام لممارسة الحرية السالبة.
-الحرية الخارجيّة:
هي الحرية الاجتماعية العامة والتي لها علاقةٌ بكلٍّ من الظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة بالفرد.
مفهوم الحريّة في الإسلام
-تُعدّ الحريّة في الإسلامِ من الضّرورات الإنسانية، كما أنّها فرضٌ إلهيّ وتكليفٌ شرعيّ؛ إذ إنّها لا تعدّ مجرّد حقٍّ يمكنُ للفرد التنازل عنه حين يريد؛ إذ عدّ الإسلام الرِقّ والعبودية كأنه الموت، وعدّ الحريّة هي الحياة، وقد جعلَ الإسلامُ في تشريعه عتقُ الرّقبة أي إحيائها كفّارة لجريمة القتل الخطأ حيثُ قال تعالى: (وَمَن قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ)
-أرسى الإسلام مبادئ الحريّة حتّى في اختيار الإنسان لدينه، فقد قال تعالى: (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)؛ إذ منحَ الله الإنسانَ الحريّة في تقرير دينه وفي أمور عقيدته وإيمانه، وحمّله مسؤولية حريّة اختياره، فأقام بذلك الحجّة عليه ومنحه عدله التّام، فقد قال تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)،كما قال: (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ)
-تَمثّلت الحُريّة في الإسلام في كثيرٍ من المواقف، ومنها ما حصلَ مع الصحابيّ عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حين كان والياً على مصرَ في عهد خلافة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، حيثُ اشتركَ ابن عمرو بن العاص في سباقٍ للخيول مع غلامٍ من أقباط مصر، فضرب ابن عمرو الغلام القبطيّ لعلمه أنّ القبطيّ لا يمكنه أن يَنتقم منه وهو في سند أبيه وسلطانه، فسافر والد الغلام القبطيّ بصحبة ابنه للمَدينة المنوّرة شاكياً ما حصل لأمير المؤمنين، فكتبَ عمر بن الخطاب لعمرو بن العاص وأمره بأن يحضر هو وابنه للمَدينة المنوّرة، فلمّا حضرا ناولَ أميرُ المؤمنين الغلام القبطي سوطاً وأمره بأخذ حقّه، فضربه حتّى اقتصّ منه وشفا ما في نفسه، فقال حينها عمر للقبطيّ: (لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسطلان أبيه)، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلاً: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟)
خطوات تطبيق الحريّة
يتمّ تطبيق الحرّية كالآتي:
-إعمال العقل وتدريبه على التّفكير، والنّقاش، والعصف الذهنيّ، والتخلّص من سيطرة العقل الجمعيّ على طريقة التّفكير، وعدم الرّضا بالحلول الجاهزة للمُشكلات.
البحث عن وسائل حديثة في التّربية بعيداً عن القمع والتّوبيخ والتّعنيف سواءً في البيت والمدرسة؛ حتّى يعتاد الطّفل على الحريّة وعدم خضوعه تحت سلطة أو استبداد أحد.
-الإيمان بحرية الغير؛ فالحرية مفهوم قائم على التّكافل الاجتماعيّ ومشاركة الآخرين، فكما يُحبّ الإنسان التنعّم بحريّته ومُمارسة حقوقه وواجباته دون وجود تسلّط أو قمع، يجب عليه الإيمان بأنّ هذا الأمر هو أيضاً حقّ للآخرين.
-كلّما كثُرت القيود حول البشر كلّما أصبحت المجتمعات مُكبّلة في مكانها ولا معنى لوجودها في هذه الحياة، وكأنّها تعيش في ظلام بلا روح في حياةٍ مِلؤها الإحباط والتّعاسة، فالإنسان بطبعه لا يُطيق إكراهه على أمر ما، أمّا الحريّة فهي تُطلق العَنان للعقلِ ليُفكّر ويُبدع ويَبتكر، ويتوصّل إلى كلّ ما هو جديد، واختراع كلّ ما يُسهّل الحياة أمام البشريّة، الأمر الذي يجعل من الإنسان أكثر قوّةً وذي قدرةٍ كبيرةٍ على مُواجهة جميع الظّروف والتّحديات، ممّا يُؤدّي في نهاية المَطاف إلى تقوية المُجتمعات وازدهارها وتطوّرها.